دليلك الشامل إلى التجارة الإلكترونية E-Commerce

مع دخول الألفية الجديدة تحوّلت الكثير من المفاهيم وظهرت العديد من التوجّهات العصريّة التي غيّرت أسلوب العمل والتجارة رأسًا على عقب، ولعل أبرز تلك التغييرات هي التجارة الإلكترونية. ولم يعد دخول عالم التجارة الإلكترونية وتأسيس متجر إلكتروني مطلبًا كماليًّا بل أصبح ضرورة ملحّة إن كنت ترغب في إنشاء مشروع ناجح والمنافسة في سوق العمل.

جدول المحتويات:

ما هي التجارة الإلكترونية E-Commerce

يشير مفهوم التجارة الإلكترونية eCommerce أو Electronic Commerce إلى نظام عمل تجاري يعتمد على الإنترنت والأجهزة الذكية في تنظيم وضبط وإجراء جميع المعاملات التجارية، من بيع وشراء وتبادل وغيرها من النشاطات التجارية، سواء كانت بين الشركات والعميل أو بين العملاء أو الشركات أنفسها.

يحمل العديد من أصحاب المشاريع فهمًا مغلوطًا حول المقصود بالتجارة الإلكترونية، حيث يتصوّرونه على أنه مقتصر فقط على المتاجر الإلكترونية. وعلى الرغم من أن البيع والشراء عبر الإنترنت من خلال المتاجر الإلكترونية يسيطر على معظم المعاملات الإلكترونية، إلا أن مفهوم التجارة الإلكترونية أوسع من ذلك بكثير.

حيث يمكننا أن نضم لقائمة التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت كل من التحويلات البنكية والمعاملات المالية الرقمية ومبادلة البيانات إلكترونيًّا بين الشركات والعملاء وغيرها. بمعنى آخر، أي عملية نقل للبيانات والمعلومات المالية والتجارية عبر الأجهزة الإلكترونية (هواتف ذكية أو حواسيب) وبواسطة الشبكات المحلية أو العالمية (الإنترنت) هو شكل من أشكال التجارة الإلكترونية.

لمحة بسيطة عن تاريخ التجارة الإلكترونية

من المعروف أن واقع التجارة الإلكترونية الشاسع الذي نعيشه اليوم ليس وليد البارحة ولم يظهر بين ليلة وضحاها، بل كان ثمرة لجهود متراكمة خلال عقود طويلة من الزمن، منذ ستينيات القرن الماضي، وإليك تفصيلًا سريعًا لأبرز المحطّات التاريخية للتجارة الإلكترونية:

  • 1960: يعود مفهوم التجارة الإلكترونية في أوائل انتشاره إلى ابتكار تقنيات تبادل المعلومات الرقمي (Electronic Data Interchange أو EDI)، حيث بدأت البشرية بالاعتماد على تبادل المعلومات رقميًّا عبر الأجهزة الإلكترونية البسيطة والمعقدة آنذاك، مستعيضين عن الفاكس والإيميلات التقليدية، جاعلين بذلك التدخل البشري في آليات التواصل تلك أقل ما يمكن.
  • 1972: أول عملية بيع رقمية، حيث عمد طلّاب من جامعة ستانفورد الأمريكية إلى بيع منتجات -يُقال أنه نوع من الأعشاب المخدرة- خلسةً إلى طلاب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عبر شبكة الأربانت (Arpanet)؛ أو ما كان يُعرف بشبكة وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة، والتي يُقال أنها الحجر الأساس الذي بني عليه الإنترنت فيما بعد.
  • 1979: نجح مايكل ألدريش (Michael Aldrich)، وهو مخترع بريطاني، في إجراء أول عملية تجارة إلكترونية بدائية عبر وصل تلفاز معدّل مع حاسوب متخصص في عمليات التحويل المالية عبر كبل هاتف عادي.
  • 1994: وهو العام الذي سجّل أول عملية بيع عبر الإنترنت حقيقية، بواسطة رائد الأعمال الشاب دان خون (Dan Kohn) في أغسطس من عام 1994، حيث أطلق موقعه الخاص تحت مسمى (NetMarket) وباع أول CD في تاريخ البشرية عبر الإنترنت من خلال ذلك الموقع. تمت عملية الشراء عبر البطاقة الإئتمانية وقد كانت محمية بتقنية مشفّرة.
  • 1995: وفي هذا العام تم إطلاق شركة أمازون (Amazon)، حيث كانت شركة متخصصة في بيع الكتب على الإنترنت أول الأمر، ثم تبعها موقع AuctionWeb -المعروف الآن بموقع أيباي eBay المشهور- كأول موقع للمزادات العلنية عبر الإنترنت.
  • 1998: انطلقت شركة باي بال (PayPal) كأول أداة تحويل أموال معتمدة رقميًّا، والتي حولت التجارة الإلكترونية على مستوى العالم كلّه بمختلف طبقات الأفراد إلى حقيقة ممكنة.
  • 1999: انطلق موقع علي بابا (Alibaba) المشهور وفرض نفسه كأحد اللاعبين الكبار في سوق التجارة الإلكترونية خلال سنواته الأولى.
  • 2004: دعم أمان عمليات التحويل الرقمية والانتقال إلى مستوى حماية عالٍ جدًا؛ وذلك من خلال تأسيس مجلس معايير الأمان الخاص ببطاقات الإئتمان (Payment Card Industry Security Standards Council)، الأمر الذي دعم ثقة العملاء حول العالم بمفهوم البيع والشراء عبر الإنترنت.

بعد ذلك انطلقت عجلة التطوّر بشكل متسارع لا يكاد يمكن معها تتبع القفزات الكبيرة في هذا المجال الواعد، وظهرت مئات بل آلاف الشركات العالمية التي تبنّت الإنترنت والتجارة الإلكترونية كأحد الدعائم الأساسية في انطلاقتها في سوق العمل، ولعل شركة أمازون وعلي بابا، عملاقي التجارة الإلكترونية خير دليل على أهمية التجارة الإلكترونية في فرض العلامة التجارية وكسب العملاء على المستوى المحلي والعالمي.

إحصاءات مثيرة حول التجارة الإلكترونية

بعد هذا الاستعراض السريع لا بُد من بعض الأرقام والإحصائيات التي تبرر ضرورة تبني التجارة الإلكترونية في مشروعك القادم، والتي ستوضح بشكل جليّ أن مستقبل التجارة رقميّ بامتياز:

  • عدد الأشخاص الذين يعتمدون على الإنترنت في شراء حاجياتهم بلغ 2 مليار مستخدم حتى عام 2021، وهذا الرقم يمثل 25% من البشر في العالم، هذه الإحصائية كفيلة بإغراء أي صاحب مشاريع في تبنّي التجارة الإلكترونية في أيّ مشروع يطلقه.
  • بلغت قيمة المشتريات عبر الإنترنت مع اقتراب نهاية عام 2021 حوالي 4.8 ألف مليار دولار عالميًّا، وهو رقم هائل إن فكرنا فيه جيّدًا، والمثير للاهتمام أكثر أن الخبراء يتوقعون تضاعفه خلال السنوات القليلة القادمة.
  • يتوقع الخبراء أن 95% من عمليات الشراء في العالم ستكون عبر الإنترنت بحلول عام 2040.
  • بلغت عمليات الشراء عبر الإنترنت عام 2021 ما يُقارب 18.1% من عمليات الشراء الكلية في العالم؛ هذا يعني أن من كل خمس عمليات شراء هناك واحدة منها تتم عبر الإنترنت، وهذا يشير بقوّة إلى حجم الفرص التي يضيّعها أصحاب المشاريع بعيدًا عن التجارة الإلكترونية.

مقارنة بين التجارة الإلكترونية والتقليدية

لا بُد أنك تتساءل، هل ينبغي الانتقال من التجارة التقليدية إلى التجارة الإلكترونية؟ أليس كلا النوعين يؤديان الغرض نفسه؛ منفعة العملاء وتحقيق الأرباح؟ ما الفرق بين التجارة الإلكترونية والتقليدية الذي قد يدفعك لتبني متجر إلكتروني لمشروعك القادم؟

في الواقع هناك فروق شاسعة وكثيرة ترجح معها الكفّة لصالح التجارة الإلكترونية، سنوضح هذه الفروقات في ظل أربعة عناصر أساسية، وهي:

أولًا: التكلفة والأرباح

عندما نضع معيار التكلفة على الطاولة فإن التجارة الإلكترونية تتفوق على نظيرتها التقليدية بفارق شاسع، فالتجارة التقليدية تحتاج إلى رأس مالٍ ضخم لكي تتمكن من افتتاح متجرك الخاص وشراء مخزون من البضائع، دون أن نذكر تكاليف التشغيل الإضافية، من فواتير الماء والكهرباء وأجور العمال والضرائب وتكاليف تخزين المنتجات وغيرها.

بالمقابل فإن كل ما تحتاج إليه لإطلاق متجرك الإلكتروني هو إنشاء متجر إلكتروني، والأمر أصبح أبسط بكثير مما تتخيل، لا سيّما مع ظهور منصات إدارة المحتوى مثل ووردبريس، التي مكّنت أصحاب المشاريع من تأسيس متجرهم الخاص ببضع خطوات.

ثانيًا: قابلية التطوير

إن كنت ترغب في تطوير تجارتك التقليدية فأنت بحاجة إلى تخصيص جرعة كبيرة من الجهد والوقت والمال وربما قائمة طويلة من المعاملات الرسمية، في حين أنه في التجارة الإلكترونية كل ما عليك فعله هو تطوير اشتراكك أو استضافة موقعك وستتمكن من خدمة المزيد من العملاء.

ثالثًا: الملائمة

هناك الكثير من العملاء ممن يفضلون أخذ وقتهم والبحث ومقارنة المنتجات والخدمات لانتقاء الخيار الأنسب لهم، وإنجاز هذه المهمة على أرض الواقع في التجارة التقليدية يحتاج إلى التنقل الفيزيائي من متجر لآخر، في حين أن العميل بإمكانه مقارنة المنتجات في المتاجر الإلكترونية بسرعة كبيرة وبفعالية ومن منزله، فلا حاجة للخروج والبحث عن الخيار الأفضل وبين يديه كل شيء.

رابعًا: الرقعة الجغرافية وقابلية الوصول

إن أردت نقل تجارتك من مدينتك إلى مدن أخرى في بلدك فلا بد أن لديك فكرة عن الجهد الكبير الذي يتطلبه الأمر، فكيف بنقل تجارتك إلى ساحة العالمية؟ ستحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة وفِرق إدارة احترافية لإنجاز ذلك.

بالمقابل فإن التجارة الإلكترونية قد لغت كلمة “الحدود” من القاموس نهائيًّا، فلا حدود جغرافيّة تحدّك إطلاقًا، يمكنك إطلاق متجرك في السوق المحلي والعالمي بجهدٍ بسيط، كل ما تحتاج إليه هو منتجات متميّزة وأسلوب تسويق فريد، وستجد مشروعك قد كسر حدود دولتك وصُبغت علامتك التجارية بوسم العالميّة.

أهمية التجارة الإلكترونية

لماذا التجارة الإلكترونية؟ سؤال مشروع يجول في خاطر الكثيرين في أثناء رحلة اتّخاذ قرار تبنّي هذه الاستراتيجية الجديدة في التجارة. مع أنّ القرار أصبح واضحًّا جليًّا في وقتنا الحاضر، إلا أن الكثيرين ما يزالون مترددين ومتخوّفين من المضي فيه بجديّة، ولعل معرفة مزايا التجارة الإلكترونية والإيجابيات والفرص الهائلة التي تقدمها سيحسم الأمر بالنسبة لك. يمكننا تلخيص فوائد التجارة الإلكترونية في الخطوط العريضة التالية:

  • لا حدود جغرافية: بمعنى أنه يمكنك توسيع تجارتك أو حتى تقليصها متى تشاء إلى أسواق جديدة بأقل جهد وموارد مالية ممكنة، وبخطواتٍ بسيطة يمكن لأي مستخدم إنجازها.
  • لا حاجة لتواجد فيزيائي: وهي من أبرز خصائص التجارة الإلكترونية. حيث لن تحتاج إلى وجود فيزيائي لمتجرك لكي تبدأ عملك، فيمكنك ببساطة أن تنشئ متجر الإلكتروني الخاص مع استيراد المنتجات وتخزينها وعرضها في متجرك الإلكتروني بحيث ترسلها للعملاء مباشرةً فور شرائهم لها من خلال متجرك الإلكتروني.
  • لا قيود زمنية: ولعل ذلك من أبرز مميزات التجارة الإلكترونية؛ حيث يمكن للعملاء التسوق في متجرك الإلكتروني في أي وقت، وكأن متجرك مُتاح 24\7 -أي 24 ساعة باليوم و7 أيام في الأسبوع- بخلاف المتاجر التقليدية التي تقيّدك بساعات عمل محددة.
  • الفعاليّة: إذ إن بناء متجرك الإلكتروني وتنظيم وضبط تلقي الطلبات التلقائي يمكّنك من تلبية المزيد من العملاء دون الحاجة إلى توسيع فريق العمل أو إمكانات المتجر، بالطبع قد تحتاج إلى توسيع استضافة وحجم موقعك مع اتّساع وتزايد أعداد العملاء.
  • المرونة: وتتمثل في نقطتين؛ الأولى هي إمكانية أرشفة جميع عمليات البيع والشراء تلقائيًّا وضبطها وتقليص الأخطاء، والثانية هي السيطرة الشاملة على كافة العناصر الموجودة في متجرك، بدءًا من المنتجات إلى الإعلانات، وصولًا إلى الأشخاص المسؤولين عن أقسام معينة من المتجر وغيرها.
  • الإحصائيات والتسويق الموجّه: يمكنك عبر التجارة الإلكترونية حفظ نشاطات عملائك وما أعجبهم وما لم ينل إعجابهم في متجرك، وبناء نظام تقييم وتعليق بحيث تتمكن من الاطّلاع على ردّة أفعالهم وتعليقاتهم وتقييماتهم لمنتجاتك، الأمر الذي يمكّنك من تحسين وتطوير تجارتك بحيث تُرضي عملائك.

بالإضافة إلى إمكانية استثمار ما يُعرف بالـ البيع البديل Up-selling والبيع المتقاطع Cross-Selling في التسويق لمنتجات متجرك بأسلوب فعّال وضمان عدد أكبر من عمليات الشراء.

  • تحسين تجربة العميل UX: فلنضع جانبًا حقيقة أن العملاء في يومنا هذا يميلون لكل ما هو رقمي ومحوسب، ولنخصّ بالذكر الآفاق الكبيرة التي تفتحها لك التجارة الإلكترونية فيما يتعلق بتحسين تجربة العملاء في متجرك، على سبيل المثال يمكنك تبنّي التسويق بالفيديو والموشن جرافيك والانفوجرافيك والتسويق عبر الصور وتخصيص الإعلانات بحيث تكون موجّهة لما يبحث عنه العميل بالضبط.

أنواع التجارة الإلكترونية

على الرغم من أن التجارة الإلكترونية بمفهومها العام تشير إلى عمليات البيع والشراء عبر الإنترنت والأجهزة الذكية بمختلف أشكالها وأنواعها والأطراف المشاركة فيها، إلا أن هناك تفصيل لأنواع التجارة الإلكترونية لا بُد من معرفته وفهمه لكي تتمكن من تخصيص متجرك الإلكتروني تخصيصًا مناسبًا، وبناء استراتيجية تجارية جيدة على المدى البعيد. تتضمن أنواع التجارة الإلكترونية البنود التالية:

  • تجارة شركة لشركة (B2B): وفيها تقوم الشركات ببيع منتجاتها أو خدماتها لشركة أخرى تعالج هذه المنتجات وتحوّلها إلى منتجات أخرى وتبيعها، أو قد تبيع المنتجات ذاتها ولكن في منطقة أخرى، ومثال على ذلك وكالات الشركات العالمية المنتشرة في عدّة دول.
  • تجارة شركة لعميل (B2C): وهي العلاقة التجارية التقليدية السائدة في معظم الأعمال التجارية، وفيها تبيع الشركات منتجاتها للعملاء، إما بشكل مباشر أو عن طريق محلات البيع بالتجزئة أو المتاجر الإلكترونية لأصحاب المشاريع التي تنصف مشاريع صغيرة.
  • تجارة عميل لعميل (C2C): وفيها تكون العلاقة مباشرة بين عميل وآخر، بحيث يبيع أحدهما للآخر منتجًا أو خدمةً معيّنة، ويدخل تحت هذا التصنيف بيع الأدوات المستعملة (Second hand) وبعض أنواع العمل الحر (Freelancing).
  • تجارة عميل لشركة (C2B): وفي هذا الصنف يبيع العميل أو الفرد منتجه، والذي يكون في معظم الأحيان اختراعًا رائدًا، مقابل مبلغ مالي أو حصص أرباح من بيع المنتج.

سوف نرّكز في مقالنا على النوعين الأولين لأنهما يشكلان النسبة الأكبر من عمليات التجارة الإلكترونية والتقليدية على حدّ سواء.

دليل التجارة الإلكترونية للمبتدئين

الآن لكي تتمكن من بناء أساس متين لمشروعك التجاري القادم لا بُد من تعلّم أساسيات التجارة الإلكترونية وفهم مصطلحاتها ومعرفة مجالاتها وشروطها، ومن ثم الاختيار من بين طرق التجارة الإلكترونية ما يناسبك، فلا يمكن تبنّي كل أنواع التجارة في مشروعٍ واحد ناجح.

أولًا: أساسيات التجارة الإلكترونية

معرفة هذه الأساسيات والتوظيف والاستثمار الصحيح لها يمثل فارقًا بين نجاحًا ساحق وفشلًا ذريع، لذا احرص على الإلمام بالخصائص التي سوف نذكرها لك إلمامًا جيّدًا. تتمثل خصائص التجارة الإلكترونية في النقاط التالية:

1. الإدارة الناجحة

إن كنت تخطط في توظيف بعض الأفراد لتنظيم متجرك الإلكتروني وخدمة العملاء وترغب في إدارة متجرك الإلكتروني بشكلٍ مباشر، فعليك أن تتعلم أسس الإدارة الناجحة، ومقالنا: فن الإدارة الناجحة سيكون دليلًا رائعًا لتحقيق ذلك.

2. الاستثمار الجيد

إن كنت ترصد مبلغًا معينًا كاستثمار أولي لمتجرك الإلكتروني، فعليك أن تكون حكيمًا في تخصيصه. عليك ترتيب أولويات متجرك الإلكتروني وتسخير استثمارك الأولي لتأسيسها جيّدًا، على سبيل المثال: اختيار موقع استضافات محترم وموثوق مع خطط اشتراك متنوعة له أولوية على توسيع رقعة المنتجات التي سوف تُطلِق متجرك بها، فبإمكانك إنجاز الثانية لاحقًا.

3. المتابعة المستمرة ومراقبة التطوّر

معرفة الاستراتيجيات الناجحة والأدوات التي أثمرت نتائجًا جيّدة وتلك التي لم تقدم فائدة تذكر، تعد خطوة جوهرية في تطوير متجرك بسرعة. الكثير من أصحاب المتاجر الإلكترونية يتبنّون أداة أو خطّة عمل معيّنة في متجرهم ولا يراقبون نتائجها، وينتهي بهم المطاف يستنزفون موارد بشرية ومالية دون تطوّر أو أرباح تُذكر. معرفة مدى نجاح خطّة معينة وتطويرها أو استبدالها في الوقت المناسب أساس نجاح أي متجر إلكتروني.

4. توظيف متخصصين محترفين

إن أردت التميّز في سوق العمل فيجب أن تكون جميع عناصر متجرك احترافيّة، ولا يمكنك تحقيق ذلك دون أفراد محترفين، سواءً على مستوى الدعم الفني أو متابعة العملاء أو فريق إدارة المنتجات أو فريق التسويق، وغيرهم من عناصر نجاح أي مشروع تجاري.

5. التخطيط الجيد

التغيير المستمر سلوك “غير صحّي” في المشاريع التجارية، فيجب أن تكون خطة العمل واضحة والأهداف محدّدة بدقة، وكذلك الاستراتيجيات لتحقيق تلك الأهداف. لذا إن كنت ترغب في انطلاقة قويّة والمحافظة على سويّة نجاح متزايدة، فعليك أن تضع خطّة عمل محكمة، على سبيل المثال: تحرّى منافسيك وادرس سوق المنتجات التي تريد المنافسة فيه من خلال متجرك. كل ذلك سيوضح لك الاستراتيجية المناسبة للانطلاق بمتجرك.

6. إعطاء الأولوية للعميل

“العميل دائمًا على صواب” يجب أن يكون المبدأ السائد في متجرك، فالعملاء بشكلٍ عام يميلون إلى الإخلاص لمتجر معيّن يبتاعون منه متطلّباتهم باستمرار، لذا يقدمون ملاحظاتهم حول طرق الشحن والتخديم وجودة المنتجات باستمرار، وعندما يصادفون متجرًا أو علامةً تجاريّة تقدّر تلك الآراء يتحوّلون إلى عملاء مخلصين لها، وهذا هو أحد الأهداف الرئيسية التي يجب أن تضعها نُصب عينيك في استراتيجية عمل متجرك عمومًا.

ثانيًا: شروط التجارة الإلكترونية

الكثير من أصحاب المشاريع المتحمسين يتوهون في دوامة الحماس الكبير لبدء مشروع التجارة الإلكترونية بسرعة ويفوّتون على أنفسهم الانطلاقة القويّة التي ستفرض وجودهم في سوق العمل خلال وقت قصير. هذا الخطأ سببه عدم المعرفة الكافية حول ما هي متطلبات التجارة الإلكترونية والمهارات التي يجب أن يضعنها في الحسبان أثناء مرحلة التخطيط. أما عن شروط التجارة الإلكترونية فنذكر:

  • إمكانية تأمين مصدر توريد مستقر وموثوق: وذلك إن كنت تخطط لعرض منتجات مستوردة من خارج بلدك. فمسألة تلبية طلبات العملاء في الوقت المحدد معيار ذهبي لا يجب أن تتساهل فيه إطلاقًا.
  • وجود مستودع أو مخزن: يجد أن يفي بشروط تخزين المنتجات التي تخطط لاستيرادها. هذه الجزئية مهمة في حال كنت تخطط لجعل الطلبات في متجرك آنيّة، بمعنى أن العميل لا يجب أن ينتظر بعد طلبه للمنتج أن يتم تجهيز الطلبية له من المصنع الأم، ومن ثم شحنه وأخيرًا توصيله له. بإمكانك مع ذلك إن أردت بداية بسيطة لمشروعك، أن تخصص غرفة من منزلك لتخزين المنتجات التي تخطط لعرضها في متجرك.
  • إجراء الأوراق والمعاملات القانونية في بلدك: الكثير من البلدان العربية تبنّت قوانين خاصّة بالمشاريع التجارية الإلكترونية، ولا بُد من أن تطّلع على لائحة القوانين تلك قبل إطلاق مشروعك.

في حين أن مهارات التجارة الإلكترونية تتمثل في الخطوط العريضة التالية:

ثالثًا: مجالات التجارة الإلكترونية

هناك العديد من المجالات التي يمكنك البدء بها، واختيار المجال المناسب يعتمد على عنصرين أساسيين، الأول هو طلب السوق ومدى الحاجة إلى ذلك المجال، أما العنصر الثاني فهو تفضيلك الشخصي ورغبتك.

احرص دائمًا على اختيار المجال الذي تميل إليه والذي يمتلك إمكانات نجاح حاضرة ومستقبلية على المستويين المحلي على مستوى بلدك والعالمي، لا تدري فقد يصل متجرك إلى الساحات العالمية إن أحسنت التخطيط والتنفيذ.

هناك عشرات المجالات في التجارة الإلكترونية، وفيما يلي بعض من أبرز مجالات التجارة الإلكترونية التي تمتلك مستقبلًا واعدًا على مستوى العالم العربي والعالمي.

1. المتاجر الإلكترونية

التي تتضمن منتجات بشتى أنواعها ومجالات في سوق العمل، وبعض من أكثر التوجّهات انتشارًا في عالمنا العربي الآن هي المتاجر المتخصصة بالأجهزة والملحقات الإلكترونية ومنتجات التجميل.

2. البرمجيات كخدمات SaaS

قد تضاعف سوق العمل لهذا المجال بشكلٍ هائل خلال السنوات القليلة الماضية ليصل إلى 157 مليار دولار بين عامي 2014 – 2020. وتشير البرمجيات كخدمات إلى أي برنامج أو خدمة يمكن للعملاء استخدامها من خلال موقعك، عبر اختيار إحدى خطط الاشتراك لديك. ومن أبرز الأمثلة على هذا المجال Microsoft Office 365 وDropBox على المستوى العالمي، ومنصّة أنا على مستوى عالمنا العربي.

3. منصة للعمل الحر

يمكنك تأسيس موقعك الخاص للعمل الحر، وهو مجال مهم من مجالات التجارة الإلكترونية، فأنت تتاجر هنا بالخدمات الاحترافية، حيث يلعب موقعك دور وسيط بين أصحاب مشاريع يودون توظيف أشخاص لإنجاز أعمال معينة وأفراد مستقلين ينفذون تلك الأعمال، مثال أرباح محددة يكون لموقعك نسبة معيّنة منها. من أبرز الأمثلة عن هذا المجال في عالمنا العربي منصة خمسات ومنصة مستقل.

رابعًا: كيفية الربح من التجارة الإلكترونية

لعل السؤال الأدق هنا هو: هل بإمكانك تحقيق أرباح جيّدة من مجرد موقع إلكتروني لا وجود حقيقي له؟ وهل تصل إلى مستوى الأرباح التي تحققها عبر التجارة التقليدية؟ في الواقع الجواب على كلا السؤالين هو نعم 100%. بالطبع يحتاج الأمر إلى استثمار وتخطيط جيّد.

الربح في المتاجر الإلكترونية لا يقتصر على بيع المنتجات أو الخدمات للعملاء فحسب، وإنما هناك مصادر أخرى سرعان ما ستجد أنها تحقق لك مدخولًا يرفد مستوى أرباحك، وقد يصل أو حتى يتفوق في بعض الأحيان على أرباح عمليات البيع ذاتها. نذكر من طرق الربح عبر المتجر الإلكتروني:

  • عمليات البيع: وهي الطريقة الطبيعية التقليدية للربح من المتاجر الإلكترونية.
  • الإعلانات: حيث يمكنك الاشتراك في خدمات جوجل للإعلان (Google Ads) ووضع إعلانات ممولة ضمن موقعك، وكل عملية نقر يقوم بها العملاء على هذه الإعلانات تدفع لك بها جوجل مبلغًا من المال.
  • التسويق بالعمولة (Affiliate Marketing): التسويق بالعمولة مجال مميز آخر لكسب الأرباح، إذ يمكنك الاتفاق مع مواقع أو حتى متاجر إلكترونية أخرى على عرض محتوى مواقعها أو منتجاتها ضمن متجرك بأسلوب دعائي ملفت، مقابل تخصيص أرباح محدّدة تُدفع لك.
  • الاشتراكات: يمكنك تضمين ميزة الاشتراك في متجرك، بحيث يدفع العملاء رسوم اشتراك شهرية أو سنويّة، مقابل الوصول إلى محتوى أو عروض معيّنة ضمن متجرك، والتي لا تكون متاحة للعملاء العاديين.

خطوات البدء في التجارة الإلكترونية

تختلف خطوات العمل التفصيلي باختلاف مجال التجارة الإلكتروني الذي سوف تختاره، وسنستعرض فيما يلي الخطوط العريضة التي تساعدك على تأسيس مشروعك التجاري تأسيسًا جيدًا أيًّا كان المجال الذي سوف تختاره:

أولًا: جهز خطّة عمل واضحة

تتضمن خطة العمل تحديد قاعدة العملاء التي سوف تستهدفها من منتجاتك أو خدماتك وأنواع المنتجات التي سوف تتبناها في متجرك، بالإضافة إلى تحليل سوق العمل ومدى الطلب على المنتج وكثافة المنافسين عليه. بمعنى آخر، مقدار العرض والطلب.

يندرج أيضًا تحت هذه الخطوة كل من تحديد الموّردين وأسلوب التخزين بالإضافة إلى إجراء الأوراق القانونية في بلدك. وفي أثناء هذه المرحلة اسأل نفسك هذين السؤالين الجوهريين:

  • ما الذي يجعل متجرك مميزًا عن المتاجر المنافسة الأخرى؟
  • لمَ قد يختار العملاء متجرك عوضًا عن عشرات الخيارات الأخرى؟

ثانيًا: بناء متجرك الإلكتروني

النقطة الجوهرية التي يجب أن تضعها في الحسبان في هذه المرحلة هي اختيار نوع المتجر الإلكتروني الذي تريده، هل ترغب في عرض منتجاتك عبر متجر عالمي أم ترغب بتخصيص متجرك الشخصي عبر منصات إدارة المحتوى.

احرص على أن تترك حيزًا جيدًا لتخصيص متجرك، بحيث توفّر للعملاء الذين يتصفحون متجرك تجربة مميزة تختلف عن المتاجر المنافسة. احرص على أن تكون المنتجات في متجرك مرتّبة ومصنّفة بشكلٍ واضح، بالإضافة إلى تضمين بعض الأدوات التي تدعم تصفح العملاء، مثل سلة المشتريات والمجيبات الآلية (ChatBots) والعروض الموجّهة والكوبونات وغيرها.

ثالثًا: بناء خطّة تسويقية متينة

بعد تأسيس متجرك بشكلٍ كامل وإرفاق المنتجات والخدمات، يمكنك القفز إلى مرحلة التسويق، والتي ستكون بمثابة المحرّك الذي سينطلق بواسطته متجرك، فأي مشروعٍ تجاري بلا خطة تسويقية جيّدة لن ينافس إطلاقًا.

يمكنك الاعتماد على مختلف استراتيجيات التسويق، الرقمية منها والتقليدية. أي وسيلة سوف تؤدي إلى إشهار متجرك وكسب المزيد من العملاء يجب أن تستثمرها جيّدًا. يمكنك الاطّلاع على دليلنا الشامل حول التسويق للمزيد من التفاصيل: دليلك الشامل إلى تسويق المنتجات عبر الإنترنت.

رابعًا: اتّبع استراتيجية: تتبّع وحلّل وحسّن

ليس هناك استراتيجية مثاليّة لكل أنواع التجارة الإلكترونية، لذا يجب عليك أن تراقب دومًا تقييمات العملاء في جودة منتجاتك، ما هي المنتجات أو الخدمات التي تمتلك أكبر نسب مبيعات وتلك التي تعاني الأمرين في بيعها، تابع آراء وتقييمات العملاء حول منتجاتك وأسلوب الشحن والدفع والتوصيل وخدمة الإرجاع وغيرها.

حاول أن تطوّر منهجيّة عمل تُرضي العملاء وتزيد من أرباحك أو تحافظ عليها على أقل قدر، وإن كان هناك نقاط ضعف في أسلوب عمل متجرك أو استراتيجية التسويق له فلا ضير من بعض التغييرات أو التحسينات، والنصيحة الأخيرة هي أن تواكب آخر التوجّهات العصرية في كل ما يخص التجارة الإلكترونية في مجال تخصّصك.

أمثلة على التجارة الإلكترونية E-Commerce

فيما يلي سنستعرض قائمة ببعض المتاجر الإلكترونية العربية الرائدة والتي لاقت نجاحًا باهرًا، وبعضها ما يزال قائمًا ومتصدّرًا ساحة التجارة الإلكترونية العربية حتى يومنا هذا:

  • موقع سوق (Souq.com): وقد أسسه كل من سميح طوقان وحسام خوري، وهما رجلا أعمال يحملان الجنسية السورية عام 2005. وقد كان في بادئ الأمر موقع خاص بالمزادات العلنية وذلك حتى عام 2011 حيث تحوّل إلى متجر إلكتروني لبيع جميع أنواع المنتجات.

بدء موقع “سوق” يخدم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحصل خلال سنوات قليلة على عروض استثمار ضخمة من شركات عربية وعالمية. اشترت أمازون موقع “سوق” عام 2017 بمبلغ قدره 650 مليون دولار، والآن أصبح رسميًا أمازون دوت كوم.

  • موقع سماعة (Samma3a.com): موقع عربي مميز آخر دخل عالم النجاح من أوسع أبوابه عبر اقتناص نقاط الضعف في السوق العربية الإلكترونية. تخصص هذا الموقع في كل ما يتعلق بالموسيقى، بدءًا من آلات العزف إلى الأدوات الاحترافية وأجهزة الإنتاج الموسيقي والدي جي وغيرها. أسس هذا الموقع هواة موسيقيون من دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

منصات التجارة الإلكترونية

كما ذكرنا سابقًا هناك استراتيجيتين أساسيتين لبناء متجرك الإلكتروني، وهما: تأسيس موقعك الإلكتروني الخاص وتطوير متجرك المستقل بنفسك على ذلك الموقع أو عن طريق عرض منتجاتك وخدماتك ضمن متجر مصغّر على منصات التجارة الإلكترونية المشهورة، مثل أمازون و ايباي. أيًّا كانت خيارك فالسؤال الذي سرعان ما سوف تصطدم به هو: كيف أختار المنصّة المناسبة؟

على الرغم من أن هناك عشرات الخيارات المتاحة أمامك، إلا أن سيطرت بعض المنصّات على سوق المنافسة فرضت على الكثيرين تبنّيها لتأسيس متاجرهم الإلكترونية، على سبيل المثال نذكر من أشهر مواقع التجارة الإلكترونية منصّة ووكومرس والبيج كومرس بالنسبة لمنصات إدارة محتوى المتاجر، وأمازون وايباي وعلي بابا بالنسبة للمتاجر الإلكترونية التي يمكنك عرض منتجاتك عبرها.

يعتمد انتقاء المنصة المناسبة على بعض المعايير، نذكر أبرزها:

  • سهولة إنشاء المتجر: معظم أصحاب المشاريع ليس لديهم الخبرة التقنية الكافية للدخول في تفاصيل برمجية، كما أن توظيف متخصصين في هذا المجال يتطلب وقتًا ومالًا.

لذا فالخيار الأفضل إن كنت ترغب في تأسيس متجرك ببضع خطوات هو تأسيس متجر مصغّر عبر المتاجر الإلكترونية المشهورة، مثل أمازون، يلي ذلك تأسيس متجرك عبر منصات إدارة المحتوى، مثل ووكومرس، وأخيرًا برمجة موقعك الخاص من الصفر.

  • التكلفة والأرباح: لا نقول هنا بأن المنصات التي تتيح لك تأسيس متجرك بسرعة وتكلفة قليلة هي الأفضل، بل يجب عليك أن تتحرى إمكانية تطوير متجرك وسائر المعايير، فإن كانت متوفرًا في منصتين تحتار فيهما فعليك بالمنصة التي تتطلب استثمارًا أوليًّا أقل.
  • المرونة: ونقصد بذلك سهولة تخصيص المتجر وسهولة استخدامه (User Friendly) وإضافة وتعديل المنتجات، بالإضافة إلى توفير خيارات تسهِّل تصفح العميل للمنتجات وشرائها، مثل إمكانية عرض صور وفيديوهات للمنتجات، تنوع طرق الدفع وغيرها من خيارات التخصيص.
  • الدعم: قد تصادفك في كثير من الأحيان بعض المشاكل الفنية والتقنية تؤثر في عمل متجرك، وقد تكون كارثية في بعض الأحيان، وتحتاج معها إلى حلٍّ سريع. في هذه الحال إما أن توظف متخصص في مجال المواقع لحل تلك المشكلة أو أن تكلف فريق الدعم الخاص بالمنصّة، وبالطبع الخيار الثاني سيكون أفضل وأوفر.
  • قابلية التطوير: من الميزات المهمة التي يجب أن تأخذها بالحسبان هي سهولة توسيع متجرك، لا سيّما مع تدفّع العملاء وتزايد ضغط الطلبات. بعض المنصّات تتفوق على الأخرى في هذه الجزئية.
  • مستوى الأمان: ولعله المعيار الأكثر أهمية، مهما كان متجرك مشهورًا ومهما كان عدد العملاء الذين يستقطبهم، يمكن لعملية اختراق واحدة محو كل شيء وهدم ثقة العملاء بمتجرك ومستوى أمانه. لذا احرص على أن تكون المنصة معروفة بمستوى أمان مرتفع، وأن تكون حالات الاختراق والثغرات فيه نادرةً جدًا.

أي منصّة تفي بهذه المعايير أو بمعظمها هي خيار مناسب لتأسيس متجرك الخاص عليها. لكن بشكل عام إن كنت ترغب ببعض الخصوصية في تخصيص متجرك وتوسيعه فعليك بمنصات إدارة المحتوى، مثل ووكومرس. أما إن أردت تأسيس متجر بسيط بسرعة ولا مانع لديك من التضحية بجزء من هامش أرباحك ومحدوديّة خيارات التخصيص والتوسيع فبإمكانك التوجّه إلى المتاجر المشهورة، مثل أمازون وايباي وبيع منتجاتك ضمنها.

تحديات التجارة الإلكترونية

على الرغم من الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها التجارة الإلكترونية، إلا أنه ما يزال هناك العديد من العقبات التي يجب تجاوزها للوصول إلى المستقبل الواعد الذي يتصوّره الخبراء عام 2040، وهو سيطرة التجارة الإلكترونية على 95% من العمليات التجارية على مستوى العالم. يمكننا قولبة هذه التحديّات في النقاط التالية:

1. عدم اليقين

هناك درجة من الغموض الذي يلفُّ مستقبل التجارة الإلكترونية، على الرغم من الإحصائات التي تبشّر بنجاح ساحق خلال العقود القادمة، لكن تبقى حقيقة عدم القدرة على التفاعل المباشرة مع المنتجات والبائعين، بالإضافة إلى صعوبات وتكاليف عمليات الشحن وغيرها، عائقًا أمام وصول التجارة الإلكترونية إلى النجاح الكامل.

2. التوقّعات الزائدة

مع انتقال العملاء من العالم الفيزيائي إلى العالم الرقمي المثير، زادت سويّة التوقّعات ومعها المتطلّبات لدى هؤلاء العملاء، وأصبح معها تلبية أصحاب المشاريع التجارية لهذه الطلبات مع الحفاظ على أرباح مرضية أمرًا صعبًا.

فالعملاء مثلًا أصبحوا يتوقّعون وجود شحن مجاني وإمكانية استعادة المدفوعات وإعادة المنتج مجّانًا، بالإضافة إلى خدمة دعم عملاء متكاملة وتنوع أساليب الدفع وغيرها من الأمور التي تتطلب تخصيصًا إضافيًّا لكل من الموارد المالية والبشريّة.

3. المنافسة الشرسة

لأن إطلاق متجر إلكتروني أصبح متاحًا للجميع تقريبًا، أصبحت المنافسة في أوجها، مئات بل آلاف المتاجر الإلكترونية يضجُّ بها الإنترنت وحيّز قليل جدًا للمنافسة، ما جعل من إطلاق متجر إلكتروني جديد بالنسبة لروّاد الأعمال المبتدئين والنجاح فيه أمرًا عسيرًا ولكن بالطبع ليس مستحيلًا.

4. المخاطر الأمنية المحتملة

كل ما يخص العالم الرقمي عُرضة لخطر الاختراق، وهذا ولّد هاجسًا لدى الكثير من أصحاب المشاريع ممن يودّون الدخول في عالم التجارة الإلكترونية. كيف لا وأنت بصدد جعل خزينة مشروعك وكذلك تفاصيل عملائك مرتبطة بموقع إلكتروني معيّن قد يكون عرضةً للاختراق من قبل المخترقين -أو ما يُعرف بالهاكرز- والتاريخ مُمتلِئ بعمليات سرقة رقمية هائلة لمصارف ومتاجر إلكترونية ضخمة.

لكن مع التطوير الكبير في برمجيات وخوارزميات الأمان أصبحت تلك المخاوف كلّها غير مبرّرة لها، وأصبح الخوف من اختراق وسرقة بيانات متجرك الإلكتروني كمن يترقّب سقوط قمرٍ صناعي معطوب فوق منزله من بين ملايين المنازل في كوكبنا.

نصائح ذهبية في التجارة الإلكترونية

مع اقتراب نهاية دليلنا الشامل حول التجارة الإلكترونية لا بُد من بعض النصائح الذهبية، التي سكون خير معين لك لكي تبدأ مشروعك التجاري الإلكتروني الأول بنجاح وتتجاوز آلاف المنافسين، بخطوات بسيطة وبمدّة قصيرة. نذكر من عوامل نجاح التجارة الإلكترونية:

  • تخصيص التجارة الإلكترونية (Personalization): ونقصد به جميع الاستراتيجيات التي من شأنها أن تجعل من تجربة تسوق العملاء لمتجرك تجربة مميزة، بدءًا من تخصيص قائمة المنتجات المقترحة للعملاء والعروض التي قد يهتمّون بها، وصولًا إلى الإعلانات الموجّهة وتوفير خيارات تعديل أسعار المنتجات وِفق لدولة العميل، مع توفير خيارات واسعة لطرق الدفع والشحن وغيرها.
  • اتّباع مبادئ تحسين محركات البحث (SEO) لمتجرك: يُعد السيو من الأركان الأساسية لأي موقع على الإنترنت، والمتجر الإلكتروني ليس استثناءً. إن كنت ترغب في استقطاب المزيد من العملاء وكسب المزيد من الأرباح فلا بُد من تسلق سلّم نتائج البحث والظهور في الصفحات الأولى منها، وهذا يتطلب من معرفة وتطبيق مبادئ تحسين محركات البحث في موقعك أو توظيف متخصص لإنجاز ذلك.
  • استخدام التسويق الرقمي (Digital Marketing): يُعد التسويق الرقمي لغة العصر الحديث، ودونه لن تتمكن من المنافسة بقوّة في سوق العمل. يندرج تحت مسمّى التسويق الرقمي كل من: التسويق عبر وسائل التواصل والتسويق عبر البريد الإلكتروني والتسويق بالعمولة (Affiliate Marketing) والتسويق عبر المؤثرين (Influencer Marketing) وغيرها من أنواع التسويق الإلكتروني.
  • تبنّي المحتوى الذي ينتجه المستخدم (User Generated Content): والمقصود فيه تخصيص متجرك أو مساحة منها لعرض تقييمات وآراء العملاء الراضيين عن تجربة إحدى منتجاتك أو خدماتك، إما على شكل منشورات في منتدى خاص ضمن الموقع أو على شكل تعليقات على صفحات المنتجات أو من خلال فيديوهات أو صور توضح سعادة العملاء ورضاهم عن شركتك أو متجرك.

الاستعانة بخبراء التجارة الإلكترونية

إن لم تكن ترغب في الخوض في تفاصيل كيفية إنشاء متجر إلكتروني، سواء عبر منصات إدارة المحتوى أم المتاجر الإلكترونية المشهورة، فبإمكانك توظيف متخصص في ذلك بكل بساطة. أين يمكنك إيجاد الشخص المناسب لهذه المهمة؟ الجواب بكل بساطة من خلال منصات العمل الحر.

تعدُّ منصّة مستقل وجهة رائعة إن أردت خدمات احترافية وموثوقة بحقّ، فالمنصة ملتقى للكثير من المستقلين المحترفين وأصحاب المشاريع. يمكنك عبر مستقل، إنشاء مشروعك الخاص ضمن مشاريع التجارة الإلكترونية بحيث تذكر في تفاصيل المشروع ما تريد بالضبط من المستقل أن ينجزه وكيف ومتى، ليتقدم المستقلون المؤهلون بعروضهم لذلك المشروع، حيث يمكنك بعدها انتقاء المستقل الذي تراه مناسبًا.

عصرنا هذا هو عصر الرقمنة بامتياز ومواكبة التطوّرات الحديثة معيار ذهبي لنجاح أي مشروع تجاري رائد. تبنّيك لمشاريع التجارة الإلكترونية ستكون نقلةً نوعيّة، والإحصائيات تشير وبقوّة إلى سيادة هذا المجال الرائد على مجالات التجارة العالمية خلال العقدين القادمين، لذا إن كنت ترغب في دخول السوق بقوّة والمنافسة فهذا هو الوقت الأفضل لذلك، هناك الكثير من الفرص الذهبية فلا تفوّتها.

تم النشر في: أدلة شاملة، بدء التجارة الإلكترونية