الانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت

هل يبدو لك 2 مليار رقمًا بسيطًا؟ بالطبع لا، فكيف إذا قلنا لك أن هذا هو عدد الأشخاص الذين يعتمدون على المتاجر الإلكترونية في شراء حاجياتهم المختلفة سنويًّا؟ إن كنت تملك مشروعًا تجاريًّا على أرض الواقع وترى أنك قد بلغت سقف طموحاتك ولا تتوقع توسّعًا يُذكر في تجارتك، فهذا يعني أنه آن الأوان إلى الانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت.

إن كنت مترددًا ولا تعلم من أين وكيف تبدأ خطوتك الأولى في الانتقال إلى عالم التجارة الإلكترونية، فهذا الدليل الذي بين يديك يقدم لك جميع التفاصيل التي ستحتاج إليها، لذا احرص على متابعة المقال للنهاية، فالفائدة التي ستحصل عليها ستكون ثمرة ناجحة لعملك ومشاريعك المستقبلية.

جدول المحتويات:

ما المقصود بالانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت؟

عندما نقول التحوّل إلى التجارة الإلكترونية فماذا نقصد به بالضبط؟ ما نقصده هو إطلاق متجرك الإلكتروني الخاص، وعرض المنتجات أو الخدمات التي كنت تقدمها مسبقًا في متجرك الحقيقي مع أو دون إضافات جديدة.

قرار تبنّي التجارة الإلكتروني في مشاريعك التجارية بحدّ نفسه ليس بالقرار البسيط، وما يزيد الأمر تعقيدًا على الكثيرين هو معرفة مآل أو مصير مشروعهم التجاري الواقعي، وهل سيكون التحول إلى التجارة الإلكترونيّة رهانًا صحيحًا ومربحًا أم لا؟ لتبسيط الأمر عليك، عندما نقول الانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت فهذا يشمل ثلاث توجّهات أو ثلاث طرق لإتمام هذه العملية، وهي:

1. الانسحاب الكامل

ونقصد به الانسحاب التام من المشروع التجاري الحقيقي، سواءً كان محلًّا أم شركة أم مستودعًا أم غيره، والانتقال بكامل العتاد المادي والبشري والفكري إلى ساحة التجارية الإلكترونية. متى يكون هذا الانسحاب هو خيارك الأفضل؟ حسنًا يكون الانسحاب الكامل من النشاط التجاري الفيزيائي أفضل في حال:

  • تكاليف التشغيل الكبيرة.
  • الأرباح القليلة.
  • التقدّم أو التطوّر البطيء في سير المبيعات والأرباح السنوية.
  • تراجع أعداد العملاء إلى حدّ بعيد، سواء كان حدث ذلك بسبب خطأ أو عيب في إحدى المنتجات أو سلوك سلبي من أحد الموظفين في مشروعك، الذي أورث سمعة سيئة، استمرّت نتائجها حتى بعد تصحيح الخطأ.
  • شعورك بالإرهاق من جهد الإدارة المضني والحاجة المستمرة لأن تكون على رأس عملك ومشروعك يوميًّا.

في هذا الحال سيكون من الأفضل أن تتحلى بالشجاعة الكافية وأن تراهن على مشروع التجارة الإلكترونية بكل ما لديك، وعلى الرغم من أن هذا الانسحاب الكامل يحمل في طيّاته مخاطرةً كبيرة، إلا أنك إن أحسنت التخطيط فسيكون نجاحك فيه مسألة وقتٍ ليس إلا.

2. الانسحاب الجزئي

هذا النوع هو الأكثر انتشارًا بين أصحاب المتاجر الحقيقية، فمعظم الأشخاص لا يملكون الشجاعة الكافية لنقل ثمار جهودهم السابقة والمخاطرة بأعمالهم التجارية حتى وإن كانت في طريقها للإفلاس، لا سيّما مع غياب عنصر ضمان نجاح التجارة الإلكترونية. النتيجة هنا هي تأسيس تجارة إلكترونية تكون مرآة للتجارة الحقيقية، بحيث يحصل كل مشروع على حصّة من استثمار الجهد والمال والوقت.

هناك عقبتان أساسيّتان في هذا النوع من الانتقال، الأولى هي كيفية تقسيم الموارد والإمكانات بين المشروعين وكيفية إدارتهما في الوقت نفسه، أما المحدوديّة الثانية فتتمثل في عدم تمكّنك من حصد ذلك النجاح الباهر في التجارة الإلكترونية إن لم تخصص كامل جهدك ووقتك واستثمارك فيها، فالأمر إلى حدّ ما يعتمد على مبدأ “الكل أو اللاشيء”، فإما أن تراهن بكل شيء وتحقق نجاحًا منقطع النظير أو أن يؤول الأمر إلى خسائر ليست بالقليلة في الوقت والمال.

السؤال الآن هو: متى تختار الانتقال الجزئي؟ حسنًا، يمكننا تلخيص الحالات التي يكون من الأفضل فيها تبنّي الانسحاب الجزئي في أثناء الانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت في النِّقَاط التالية:

  • تكاليف التشغيل المتوسطة، والتي تتناسب مع المدخول المحقّق من المشروع.
  • الأرباح جيدة، ولكنها لا ترتقي إلى طموحاتك أو مخططاتك المستقبلية.
  • تقدم المبيعات جيّد لكنه لا يبشّر بتوسع كبير لعملك التجاري.
  • تراجع أو ثبات أعداد العملاء، بمعنى أنه ليس هناك زيادة مضطردة مُرضية في عدد العملاء سنويًّا.
  • رغبتك في تقسيم وقتك بين التواجد الحقيقي في متجرك وعملك من المنزل.

إن رأيت أن هذه البنود متوفرة ومتحققة في مشروعك التجاري الحالي، فسيكون دخولك لعالم التجارة الإلكترونية سويّة مع إدارتك لعملك الحالي خطوة جيّدة لتطوير عملك.

3. عدم الانسحاب

يمكنك ببساطة أن تدير مشروعك الإلكتروني بنفسك وتحافظ على مشروعك التجاري الحقيقي بإدارة شخص آخر، وذلك إن لم ترغب في التخلي الكامل أو الجزئي عن مشروعك التجاري الحقيقي. لكن المعضلة هنا تكمن في أمرين اثنين:

  • كيف ستجد الشخص المناسب لإدارة مشروعك التجاري الحقيقي دون تدخل يُذكر منك؟
  • كيف ستقسّم الإمكانات والموارد المالية والبشرية لديك بين المشروعين وكيف ستدير وتستثمر الأرباح من كل مشروع؟

أما بالنسبة للسؤال الأول فالأمر يتعلق بك، وجوابه لديك، فأنت بحاجة إلى شخص ثقة تستطيع أن تعتمد عليه اعتمادًا كاملًا في إدارة مشروعك الحقيقي، بحيث يكون دورك الوحيد هو إدارة الأرباح واستثمارها، بعيدًا عن الأمور الإدارية والفنيّة.

في حين أن جواب السؤال الثاني يعتمد على رغبتك في استقلالية كل مشروع، ولكن عمومًا من الأفضل فصل كل مشروع وجعله مشروعًا مستقلًّا، وهذا يعني فصل تكاليف التشغيل وفصل الأرباح والموارد المالية وكذلك البشرية.

ما أهمية الانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت؟

لا بد أنك تتساءل في نفسك الآن ما هي فوائد الانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت؟ ما هي الثمار التي ستجنيها من إقدامك على هذه الخطوة المهمّة؟ في الواقع الأمر لا يحتاج جولتين من التفكير، ربما قبل عشر سنين مضت قد يحتاج الأمر إلى التفكير مليًّا.

لكن في وقتنا الحاضر أضحت التجارة الإلكترونية ضرورة حتميّة لأي صاحب مشروع تجاري، صغيرًا كان أم كبيرًا. والسبب يكمن في مميزات مشروع التجارة الإلكترونية عن التجارة التقليدية والتي يمكننا تلخيصها في النقاط التالية:

أولًا: تجاوز الحدود الجغرافية

ما أقصى رقعة جغرافية يمكن لمشروع تجاري تقليدي متوسط أن يبلغها؟ على مستوى الحي أم ربما على مستوى المدينة، أكثر من ذلك؟ هناك دائمًا حدود لمدى اتساع التجارة التقليدية وهذه الحدود لا وجود لها في عالم التجارة الإلكترونية.

في عالم الإنترنت بإمكانك توسيع تجارتك لتتجاوز حدود مدينتك بل حدود الدولة التي تعمل فيها، بإمكانك حتى الانتقال إلى ساحة العالمية وتأسيس شركة متعدد الجنسيات إن كنت تملك القدرة والإمكانات والإبداع الكافي لذلك، وهذه المِيزة هي إحدى أبرز مميزات الانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت.

ثانيًا: إمكانية التوسّع

إحدى أبرز نِقَاط القوى التي تتفوق فيها التجارة الإلكترونية على نظيرتها التقليدية هي القدرة على توسيع العمل وتطويره بوتيرة متسارعة وبقدرٍ قليل من الاستثمار، فمع القليل من الموارد المالية وإضافة بسيطة للقدرات البشرية بإمكانك توسيع إطار عملك توسيعًا كبيرًا، على سبيل المثال توفير إمكانية توصيل وشحن المنتجات إلى مختلف المدن في دولتك أو حتى إلى دول أخرى.

في حين أن التجارة التقليدية تتطلب وجودًا فيزيائيًّا لأفرع متجرك أو شركتك في المناطق التي تريد توسيع رقعك تجارتك إليها، ولا يخفى عليك كمّ التكاليف الكبير الذي تتطلّبه هذه الخطوة. وهذه جولة أخرى تفوز فيها التجارة الإلكترونية على التجارة التقليدية.

ثالثًا: تكاليف الإطلاق والتشغيل المنخفضة

كم تحتاج إلى تأسيس مشروع تجاري متوسط على أرض الواقع؟ وما هو مقدار تكاليف التشغيل الذي سيتطلّبه المشروع؟ بالطبع ليس هناك جواب محدد لهذه الأسئلة، لكن الأمر واضح، بدءًا من تكاليف شراء أو استئجار محل، وصولًا إلى تكاليف التشغيل الأساسية التي تتضمن الكهرباء والماء والضرائب وأجور العاملين وغيرها.

جميع هذه التكاليف تضيف عبئًا كبيرًا على أصحاب المشروعات يجعل إمكانات تطوير المشروع مستقبلًا أمرًا عسيرًا. بالمقابل فإن هذه التكاليف تكاد تكون غير موجودة في التجارة الإلكترونية، فتكاليف التشغيل تكاد تكون محصورة فقط بتكاليف تأسيس موقع أو متجر إلكتروني خاص بك، وتكاليف القائمين على الموقع، إن لم تكن ترغب بإدارته بنفسك بشكل مباشر.

لكن عمومًا لا تقل تكاليف تأسيس متجر إلكتروني كحدٍّ أدنى عن 200$، ويمكن أن تصل تكاليف التأسيس والتشغيل إلى 10 آلاف دولار، لكن بهذا القدر من الاستثمار يمكنك أن تؤسس متجر عالميًّا ضخمًا، مقارنةً مع متجر محليّ متواضع يمكن أن تطلقه بتكاليف قريبة من هذا القدر.

رابعًا: المرونة الكبيرة في العمل

ونقصد هنا الحريّة الكبيرة التي يمكنك التحرّك وفقها في عمل البيع عبر الإنترنت، فعلى سبيل المثال لست محدودًا بساعات عمل معيّنة، يمكنك مثلًا أن تجيب على طلبات الزبائن أو أن تضيف منتجاتك الجديدة إلى متجرك الإلكتروني ليلًا أو نهارًا، بمعنى آخر ستملك أنت زمام وقت العمل، وهذا يعطيك مرونةً كبيرة في تنظيم وقتك وضبط روتين عملك كما يناسبك.

إضافةً إلى ذلك يمكنك توسيع نطاق عملك بسهولة وبتكاليف بسيطة، بخلاف التجارة التقليدية التي تتضمن الكثير من التعقيدات ومعها الكثير من التكاليف وكمّ كبير من المعاملات القانونية وغيرها من التفاصيل، والتي تجمعها التجارة الإلكترونية ببضع ضاغطات على زر الفأرة من بيتك.

خامسًا: تدفق المعلومات

ذكرنا سابقًا بأن القدرة على تطوير عملك وتوسيعه عبر التجارة الإلكترونية لا يُقارن بنظيره في التجارة التقليدية فلم ذلك؟ السبب ببساطة هو كمّ المعلومات الكبير الذي يمكنك الحصول عليه من خلال برامج التتبع والإحصائيات المتوفرة في ساحة الإنترنت.

يمكنك مثلًا معاينة تطور مبيعاتك خلال الشهر المنصرم، ما هي المنتجات التي لاقت رواجًا كبيرًا وما هي المنتجات التي لم تحظ بمبيعات مرضية، بالإضافة إلى المنتجات التي تردد العملاء في شرائها؛ أضافوها لسلة المشتريات لكن تراجعوا في اللحظة الأخيرة. يمكنك استغلال هذه التفاصيل في تطوير عملك وزيادة مبيعاتك، كأن تقدم عروضًا أو تخفيضات على المنتجات التي تردد العملاء في شرائها على سبيل المثال.

عدا ذلك فإن التفاصيل والمعلومات التي تعرضها لمنتجاتك ستعمل عليه مرّة واحدة، بعدها بإمكان أي عميل الإطّلاع على التفاصيل بنفسه. بمعنى آخر لا حاجة لك لتفسير أو شرح المنتج مرارًا وتكرارًا لكل عميل، هذا سيوفر عليك قدرًا كبيرًأ من الوقت الثمين.

بإمكانك أيضًا إتاحة ساحة تعبير على الرأي بحيث يتمكّن العملاء من كتابة وطرح أفكارهم وآرائهم حول منتجاتك، هذه التقييمات ستكون بمنزلة المحرّك الأساسي لتعديل منتجاتك أو عروضك بحيث تتوافق مع ما يريده العملاء، ما سينعكس بشكل إيجابي على مبيعاتك وأرباحك.

هذه الثمار التي أوجزنا ذكرها غير متوفرة ولا يمكنك استثمارها في التجارة التقليدية، ما يحدّ من إمكانية تطوير عملك وتوسيع تجارتك مستقبلًا.

خطوات الانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت

سننتقل الآن إلى خطة العمل التي يجب أن تسلكها لكي تبدأ بانطلاقة قويّة في تجارتك الإلكترونية. عليك أن تضع في حسبانك أنك بحاجة إلى التخطيط لاستراتيجية نشاطك التجاري على الإنترنت بشكل جيّد قبل إطلاق متجرك الإلكتروني لتلافي أي أخطاء قد تضر بسمعتك، لا سيّما إن كنت تدير مشروعًا تجاريًّا تقليديًّا سابقًا ولديك سمعة جيدة وعملاء قدماء.

فيما يلي سنسرد 3 محطّات رئيسية يجب أن تقف عندها في أثناء رحلة تبنّي التجارة الإلكترونية في مشروعك.

1. ابدأ باستراتيجية عمل واضحة

هذه الخطو عامّة ولا تحمل إطارًا محددًا لكي تسير وفقه، فلكل مشروع تجاري خصوصيّته وآليّات انتقال معيّنة لكي تسير وفقها خلال التحول للتجارة الإلكترونية. لكن عمومًا هناك بعض الخطوط العريضة التي يجب أن تأخذها بالحسبان في أثناء وضع أسس عملية الانتقال، وهي:

  • احرص على إخبار المساهمين في مشروعك، سواءً كانوا موظفين أم مستثمرين أم أصحاب أسهم، أطلعهم على فكرة الانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت واحصل على آرائهم.
  • إن كنت تخطط للانسحاب الكامل من التجارة التقليدية والاحتفاظ بالمنتجات التي لديك لعرضها لاحقًا في متجرك الإلكتروني، فعليك أن تبحث عن مستودع مناسب لتخزين وحفظ تلك المنتجات.
  • إن كنت تنوي عرض المنتجات ذاتها في متجرك الإلكتروني فعليك أن تجمع جميع التفاصيل المتعلقة بها، مثل سلسلة التوريد (المورّدين) وسعر التكلفة وهامش الربح السابق والعروض وغيرها، وعلى الرغم من أن طريقة عرض وتسعير المنتجات قد تختلف قليلًا في متجرك الإلكتروني إلا البيانات الأساسية للمنتجات تكون متشابهة.

2. أمّن سلسلة توريد مناسبة

بإمكانك إن أردت تبنّي المنتجات نفسها في متجرك الإلكتروني أن تحافظ على سلسلة التوريد القديمة التي كنت تعتمد عليها، مع بعض الحسابات الإضافية، كأن تزيل من قائمة حساباتك تكاليف تشغيل المتجر التقليدي التي كنت تضيفها، مثل الكهرباء وأجور العاملين وغيرها وأن تضيف تكاليف الاستضافة وأجور القائمين بالمتجر الإلكتروني إن وظفت أشخاصًا لذلك، بالإضافة إلى أجور الشحن والنقل وغيرها.

أما إن أردت بدء رحلة جديدة في عالم التجارة الإلكترونية بأصناف منتجات مختلفة عمّا كنت تبيعه في متجرك أو شركتك فأمامك هنا مهمة جوهرية وهي تأمين سلسلة توريد مناسبة لمنتجاتك. أما كيف تختار المورد المناسب، فالأمر شبيه باختيار المورد في التجارة التقليدية، الذي يجب أن تتوفر في النِّقَاط التالية:

  • الاستمرارية: بمعنى أن يكون المورد قادرًا على تأمين المنتجات باستمرار.
  • السرعة في التجاوب: وهي صفة أساسية في أي مورد جيّد، وتتمثل في سرعة تأمين الشحنة والاتفاق عليها وإرسالها إليك لضمان عدم التأخر في تأمين طلبات العملاء.
  • الالتزام: ونقصد هنا الالتزام بالوقت والمبلغ أو العرض المتفق عليه، ويتمثل الالتزام بالوقت في إرسال الطلبات في الوقت المتفق عليه.
  • القدرة على التفاوض: بمعنى أن يكون المورد مرنًا في تحديد أسعار المنتجات وتقديم عروض مغرية، لا سيّما في حال كنت تطلب كميّات كبيرة من المنتجات من المورّد.
  • الثقة: وهو معيارٌ ذهبي، فعليك البحث عن مورد موثوق وله تعاملات كثير من عملاء آخرين، لا ننصحك أبدًا بأن تجرب حظّك مع مورّد جديد في سوق العمل، إلا إن كان من مصدرٍ موثوق أو ذو خلفيّة موثوقة.

3. ابدأ بتأسيس متجرك الإلكتروني

وهي النقطة الأولى والأكثر أهمية في رحلتك. هنا أمامك ثلاث خيارات أو توجّهات عليك الاختيار من بينها، وهي:

  1. تأسيس موقع إلكتروني مستقل من الصفر، وهنا أنت بحاجة إلى خبرة ومعرفة جيّدة في مجال برمجة وتصميم مواقع الويب.
  2. إنشاء متجر إلكتروني عبر منصات إدارة المحتوى مثل ووردبريس عبر استخدام إضافة ووكومرس WooCommerce . في هذا الحال لن تحتاج إلى خبرة كبيرة في تصميم المواقع فالقوالب والإعدادات تكون جاهزة وكل ما عليك هو الاختيار من بينها وإضافة منتجاتك، مع ذلك هناك بعض التفاصيل التي تتيح لك تأسيس متجر احترافيًّ تحتاج لها لمتخصص في هذا المجال.
  3. افتتاح متجر إلكتروني خاص بك عبر منصات التجارة الإلكترونية المشهورة، مثل أمازون Amazon وإيباي eBay، يتميز هذا الخيار عن سابقيه بقاعدة العملاء الضخمة ولكن بمنافسة شديدة من قِبل أصحاب المتاجر الأخرى.

يعد الخيار الثاني هو الخيار الأنسب لا شك للانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت، فبناء متجر من الصفر يحتاج إلى تكاليف كبيرة إلى جانب الوقت والجهد. في حين أن الاعتماد على متاجر التجارة الإلكترونية الشهيرة هو شيء لا تمتلكه ولا يمكنك التحكم به مثل المتجر الإلكتروني الخاص بك.

لذلك يعد إنشاء متجر إلكتروني عبر ووكومرس هو الخِيار الأمثل، فهي عملية بسيطة لن تتطلب التكلفة أو الجهد ذاته الذي يتطلبه بناء متجر من الصفر، وفي الوقت ذاته ستكون متحكمًا في كل شيء يخص تجارتك. إن لم تكن تمتلك الخبرة الكافية، يمكنك توظيف مطور ووردبريس متخصص بالمتاجر الإلكترونية عبر موقع مستقل، أكبر منصة عمل حر عربية، ليقوم بالأمر بدلًا منك.

ملاحظة: بإمكانك تبنّي أكثر من توجّه واحد، لكن من الأفضل أن تركز مواردك وجهودك في إحدى الطرق، وعندما تصل إلى شهرة مرضية وتحصد قاعدة عملاء واسعة، بإمكانك عندها تطوير مشروعك ودخول منصات تجارة جديدة والمنافسة فيها.

كيفية بناء حضور قوي لنشاطك التجاري على الإنترنت

أخيرًا سنقدّم بين يديك بعض النصائح الذهبية التي ستكون خير معينٍ لإطلاق نشاطك التجاري في عالم الإنترنت ودخول هذا السوق الفريد بقوّة وتميّز:

  • التسويق: هو أحد المحرّكات الرئيسية لمتجرك، يجب أن تتخذ من التسويق الإلكتروني ورقةً رابحة، فمجال عملك في عالم الإنترنت وكذلك يجب أن تكون الحملة التسويقية. أتقن فن التسويق واحرص على استثمار وسائل التواصل الاجتماعي تسويقيًّا استثمارًا صحيحًا، فهناك آلاف العملاء المحتملين بانتظار متجر مميز يقدم المنتجات التي يبحثون عنها، وربما تكون أنت وجهتهم المنشودة.
  • مراقبة الأداء: قد ذكرنا مسبقًا أن في مقدمة مميزات التجارة الإلكتروني إلى سهولة الوصول للمعلومات، ومن ضمنها كيفية تقدم المبيعات ومعدل زيادة العملاء وعدد الزيارات التي يحصدها متجرك الإلكتروني. هذه المعلومات كنز ثمين لتطوير متجرك وتخصيصه بحيث يتناسب مع رغبات العملاء وما يتطلّعون إليه.
  • العنصر المرئي: من أبرز الأمور التي يجب تعيرها اهتمامًا في أثناء تصميم متجرك الإلكتروني. حاول أن تصبغ متجرك بألوان ملفتة تعكس طبيعة منتجاتك أو علامتك التجارية، هذا من شأنه أن يؤسس لوعي وثقافة لدى العملاء تربط بين الألوان المميزة والمنتجات الفريدة لمتجرك أو شركتك.
  • لا تبخل في تطوير متجرك: ستجد في بداية رحلتك أن حجم موقعك وطاقم العمل وشبكة وآليات التنظيم البسيطة كافية لتلبية طلبات عملائك، لكن عندما تتوسع قاعدة العملاء وتتدفق الأرباح إليك، لا تتردد في توسيع تجارتك. وظف أشخاص جدد للتواصل مع العملاء، خصّص فريقًا مثلًا للدعم الفني وخدمة الزبائن، وسّع من حجم استضافة الموقع واستثمر ميزات أو أدوات جديدة في الموقع وإن كانت مدفوعة.

ختامًا، عليك أن تعلم أن سوق التجارة الإلكترونية أصبح ضرورة حياتيّة في عصرنا الراهن، والمنافسة الشديدة والطاحنة في هذا المجال تبرر ضرورة الانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت باكرًا، وأن تؤسس لموطئ قدم لمشروعك التجاري في سوق الإنترنت الآن ستكون خطوة جيّدة، لأن المنافسة في ازدياد والفوز بحصة سوقية جيدة واستقطاب أكبر قد من العملاء الأوفياء يتطلب السرعة ومجهودًا واستثمارًا مبكّرًا وذكيًّا لمجال البيع عبر الإنترنت.

تم النشر في: بدء التجارة الإلكترونية