في الآونة الأخيرة، لاقت التجارة الإلكترونية E-commerce نموًا متزايد يومًا بعد يوم، تبعًا لجمهورها الكبير والإقبال الواسع عليها. فقد أشارت الإحصاءات إلى أن 53.1% من المستهلكين يفضلون البحث عن المنتجات وشرائها عبر الإنترنت، لما توفره من مزايا عدّة. توجد الكثير من الأسباب التي توضح أهمية التجارة الإلكترونية وضرورة توجه الشركات للعالم الرقمي، لكن ما هي؟
جدول المحتويات:
ما هي التجارة الإلكترونية؟
يمكن تعريف التجارة الإلكترونية E-commerce ببساطة بأنها وسيلة بيع وشراء للسلع والخدمات إلكترونيًا عبر شبكة الإنترنت، دون الحاجة لوجود تواصل مباشر بين البائع والمشتري. تتعدد نماذج التجارة الإلكترونية لتغطي أي نشاط يتم فيه تحقيق الأرباح وتحويل الأموال أونلاين، مثل المزادات وحجز التذاكر وما إلى ذلك.
أنواع التجارة الإلكترونية
تضم التجارة الإلكترونية عدة أشكال وتندرج تحتها الكثير من المجالات الرائجة، تتمثل التجارة الإلكترونية في الأنواع الأربعة الرئيسية التالية:
أولًا: التجارة بين الشركات B2B) Business-to-Business)
يتضمن هذا النوع إجراء التجارة بين اثنين أو أكثر من أصحاب الأعمال، وتحدث عندما تبيع شركة معينة سلعة أو خدمة من خلال التجارة الإلكترونية لشركة أخرى تستخدمها في إنشاء وتأسيس منتجاتها أو خدماتها الخاصة. مثال على ذلك، عندما تقوم شركة خدمات تطوير برمجيات ببناء موقع إلكتروني لشركة أخرى.
ثانيًا: التجارة من الشركة للمستهلك B2C) Business-to-Consumer)
وهي التجارة التي يتم فيها تعاملاً مباشرًا من الشركة مع المستهلك عبر الإنترنت. يعد هذا النوع أكثر الأنواع التي أحدثت ثورة في مجال التجارة الإلكترونية، تبعًا لاهتمام المستهلكين الكبير بها. أبرز الأمثلة على هذا النوع، منصات التسوّق الإلكتروني، وأي منصة يستفيد منها المستهلكين بشكل مباشر.
ثالثًا: التجارة من المستهلك للمستهلك C2C) Consumer-to-Consumer)
وهي بيع المستهلك لسلعة ما قام باستخدامها مسبقًا لمستهلكين آخرين رقميًا من خلال وسيط عبر الإنترنت، غالبًا ما تكون منصة إلكترونية تلعب دور الطرف الثالث، بحيث تجمع الجهتين في مكانٍ واحد للبيع والشراء. تعد منصة eBay أبرز الأمثلة على تمكين التجارة بين المستهلكين.
رابعًا: التجارة من المستهلك للشركة C2B) Consumer-to-Business)
يتبلور هذا النوع عند بيع المستهلك لخدماته لشركة ما، مثل أن يقوم المستهلك بتصميم شعار لشركة. يعد نظام العمل الحر أبرز الأمثلة على التجارة من المستهلك للشركات.
ما هي أهمية التجارة الإلكترونية؟
تعد التجارة الإلكترونية حلاً مرنًا للشركات في سبيل تطويرها والصعود في مجالها. فما هي أهمية التجارة الإلكترونية وما المزايا التي ستحصل عليها عند التحول من التجارة التقليدية إلى الإلكترونية؟
1. توسيع قاعدة العملاء
تمكّنك التجارة الإلكترونية من عرض منتجاتك على أي شخص في العالم، دون الارتباط بموقع جغرافي معين، فيمكن للجميع تصفح متجرك الإلكتروني في أي وقت ومن أي مكان. تمنحك هذه الميزة فرصة في توسيع وزيادة المتابعين والعملاء المحتملين، ما يزيد من أرباحك.
2. توفير فرص ترويج أفضل
متجرك الإلكتروني هو أفضل وسيلة تسويق يمكنك الحصول عليها. سيكون أمامك الكثير من الاستراتيجيات والقنوات التي ستساعدك على التسويق لمتجرك وإيصاله لأكبر قاعدة ممكنة من الجمهور المستهدف. تتنوع هذه الاستراتيجيات بين تحسين محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، وغيرها. على سبيل المثال، إذا طبقت تحسين محركات البحث بعناية وفعالية، سيظهر متجرك الإلكتروني في مقدمة نتائج البحث لأي شخص معني بطبيعة العمل الذي تقدمه ومنتجاته.
3. متابعة رؤى وآراء العملاء
إن كنت ترغب بتحسين تجربة العملاء، فعليك أولاً أن تكون قادرًا على جمع متطلباتهم وبياناتهم وآرائهم، للعمل على فهمها وتطبيق ما يتوافق معها. تسهّل التجارة الإلكترونية متابعة التغذية الراجعة من العملاء وتتبع تفاعلاتهم. هناك الكثير من الأدوات التي تمكّنك من تحليل البيانات ومعدل الزيارات على الموقع، أبرزها أداة تحليلات جوجل. بالإضافة لإمكانية إضافة ميزة الحصول على التغذية الراجعة سواء لمنتج معين أو خدمة المتجر ككل، يعطي ذلك شعورًا للعميل بأهمية رأيه، ما يزيد من ثقته في التعامل والإقبال على الشراء.
4. إمكانية توسيع نطاق عملك
يمكنك استخدام متجرك الإلكتروني في التنويع بالمنتجات أو الخدمات المعروضة، بالتالي توسيع نطاق العمل. فعندما يكون متجرك مقتصرًا على أرض الواقع فقط، فإن التوسع في العمل يعني إنشاء أكثر من فرع غالبًا، لكن في حال كان لديك متجرًا إلكترونيًا، فيمكنك الاقتصار على عرض كل ما يقدمه عملك.
5. تقليل التكاليف والمخاطر
هناك العديد من الشركات التي تظهر مخزونها وما تقدمه على منصتها الإلكترونية، دون الحاجة لوجود مساحة فعلية على أرض الواقع للعرض. يساهم ذلك في تقليل التكاليف من ناحية شراء أو استئجار عقار، وكل ما يتعلق بالنفقات اللاحقة من فواتير كهرباء وإنترنت وما إلى ذلك، بالإضافة لكلفة الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتوظيف طاقم عمل للمبيعات في المتجر الفعلي.
6. تحسين صورة عملك
إن وجود متجر إلكتروني يمنح شركتك صورة أفضل أمام المستهلكين، ويزيد من ثقتهم وتعاملهم، تبعًا للسعي نحو ما يناسب متطلباتهم بما يسهّل عليهم، بالإضافة لمواكبة التطور التكنولوجي المستمر، ما يؤدي للحصول على ولاء عملائك بالنهاية، وبناء صورة وسمعة جيدة بين المنافسين في سوق العمل.
7. ساعات عمل غير محدودة
المتاجر الإلكترونية تكون مفتوحة 24 ساعة خلال اليوم، وبذلك يستطيع المستخدم التصفح والشراء في أي وقتٍ يناسبه خلال اليوم، حتى وإن كان بعد منتصف الليل، فالمتجر لا يغلق أبدًا. تعد هذه الميزة أحد أهم المزايا التي تقدمها المتاجر الإلكترونية للمستهلكين وأكثرها مرونة ومراعاة، كما أنها تزيد من فرصة المبيعات.
8. خدمة عملاء عالية المستوى
تمكّن التجارة الإلكترونية الشركات من توفير معلومات محدثة أولاً بأول عنها وعن منتجاتها عن طريق موقعها الإلكتروني وحساباتها على منصات التواصل، بالإضافة لخدمات أخرى مثل الإجابة على استفسارات الزبائن وشحن المبيعات للعملاء. تكتسب الشركة بذلك ولاء العملاء وتقدم لهم خدمة ترضيهم. إضافةً لذلك، خدمة العملاء الإلكترونية تضيف طابعًا شخصيًا في الخدمات لكل عميل.
من الأمثلة على خدمات التخصيص في التجارة الإلكترونية هو الاتصالات المخصصة ولائحة التوصيات والاقتراحات التي تظهر للمستخدم في حسابه تبعًا لنشاطه، والخصومات وبرامج الترقية المقدمة. تساهم هذه الخدمات المخصصة في تسريع مبيعات الشركة وتحسين سمعتها، فقد أظهرت الاستطلاعات أن 90% من المستهلكين يقبلون على الشراء عندما يتم تقديم خدمة مخصصة لهم.
9. رؤية مستقبلية مبشرة
تشير الإحصاءات إلى أن نسبة الشراء عبر الإنترنت سترتفع إلى نسبة 95% بحلول عام 2040، لذلك فإن أهمية إنشاء متجرك الإلكتروني لا يقتصر على توجهات الحاضر فقط، وإنما المستقبل أيضًا. فإن عدم وجود عملك على الإنترنت سوف يحد من مبيعاتك بشكل كبير في المستقبل، وسيحرمك من مواكبة اتجاهات التجارة الإلكترونية المتبلورة والمتطورة باستمرار.
10. زيادة الأرباح والمبيعات
كل المزايا التي ذكرناها أعلاه تصب في أهم هدف يسعى له أصحاب الأعمال والمشاريع، وهو زيادة المبيعات، وتكون بذلك قد قمت بعملك على أكمل وجه، مع الحرص على توظيف كافة الجوانب وفق أفضل الأسس والطرق، كي تبقى في المسار الصحيح في تحقيق النجاح لعملك.
نصائح لزيادة أرباح التجارة الإلكترونية
قد تجد كصاحب مشروع أو شركة صعوبة عند البدء في إطلاق متجرك الإلكتروني، كما أن أهمية التجارة الإلكترونية وميزاتها تتحقق عندما يتم تطبيقها وفق أمثل شكلٍ ممكن وباتباع عدة خطوات ونصائح كي تتمكن من السير في المسار الصحيح منذ البداية:
1. عاين المتاجر الإلكترونية ذات الصلة بمجال عملك
سيساعدك البحث في المتاجر الإلكترونية التي تشترك معك في نوعية المنتجات أو الخدمات التي تنوي تقديمها على معرفة وتحديد أنسب الأساليب التي تود استخدامها، ويمكِّنك ذلك أيضًا من دراسة السوق والمنافسين عبر شبكة الإنترنت، وطرح ما يميزك عنهم.
2. وفّر تصميمًا جذابًا للمتجر الإلكتروني
واجهة المتجر الإلكتروني توازي واجهة المتجر على أرض الواقع، وهي الطابع الأول الذي تعطيه لجمهورك المستهدف عند زيارته للموقع. لذا، من المهم جدًا أن تحرص على توفير تصميم جذاب لمتجرك الإلكتروني، حيث تستخدم ألوان متناسقة تناسب شعار علامتك التجارية، وتصميم عصري يراعي تجربة المستخدم. يمكنك توظيف مصمم ويب محترف عبر موقع مستقل، أكبر منصة عمل حر عربية، ليظهر موقعك بتصميم بديع.
3. اهتم بتجربة المستخدم التي يقدمها متجرك الإلكتروني
احرص على توفير تجربة مستخدم مثالية للمستهلكين، بحيث يستطيعون من خلالها التنقل في المتجر الإلكتروني بسهولة وتصفح المنتجات أو الخدمات التي تقدمها دون الشعور بالضياع أو التعقيد. فتوجه المستهلك نحو التسوّق الإلكتروني يكون من أجل الراحة، لذلك اجعل رحلته سلسة. سيحافظ ذلك على تجنب مغادرة المستهلك لصفحة المتجر بسبب تجربة المستخدم السيئة.
لنفترض أن لديك متجرًا إلكترونيًا مختصًا ببيع الملابس لمختلف الأعمار والأجناس، الأفضل هو أن تقوم بتصنيف كل منتج بما يناسب العمر والجنس المحدد له. وإلا فإن تجربة المستخدم ستكون سيئة جدًا وسيجد صعوبة في إيجاد ما يبحث عنه. من المهم أيضًا أن تقسّم التصنيفات الرئيسية إلى عدة تصنيفات فرعية أكثر تحديدًا للعثور على المطلوب بسهولة. سيساعد ذلك في سهولة العثور على المطلوب.
4. وفّر كافة البيانات اللازمة للمستهلك
اهتم بتوفير كافة البيانات التي يحتاج المستهلك معرفتها بدايةً من سياسة المتجر وكيفية الطلب، إلى توفير تفاصيل كل منتج أو خدمة كما لو أنه يقوم بمعاينة القطعة على الواقع. أنت بذلك تقوم بكسب ثقة الزبون والإجابة على جميع الأسئلة الممكنة التي ستراوده قبل أن يقرر إجراء عملية شراء.
5. استخدم وسائل التواصل الاجتماعي
عند إطلاق متجرك الإلكتروني، استعن بمنصات التواصل الاجتماعي بإنشاء حسابات خاصة بالمتجر عليها، تقوم بالتسويق له والدعوة لزيارته. اهتم بالتواجد على كافة المنصات الاجتماعية كي تحصل على ميزة تنافسية أكبر وجمهورًا أوسع، ستزيد بذلك نسبة الزيارة لمتجرك وتصفحه، وفي بعض الأحيان الشراء منه أيضًا.
6. تواصل مع عملائك
من المهم جدًا أن تقوم ببناء علاقة وثيقة بعملائك كي تحصل على ثقتهم وولائهم، تبدأ هذه المرحلة بإتاحة ترك تغذية راجعة لعملك والعمل على مراجعتها والرد عليها كي يشعر العميل بقيمة آرائه ورؤية نتائجها، يمكنك أيضًا التواصل مع العملاء من فترةٍ لأخرى عبر النشرة البريدية وترك الفرصة لهم بالرد. تعد هذه الأساليب وسائل في التواصل مع العملاء.
7. أضف خاصية ترك مراجعات للمنتجات
يساعد وجود مراجعات للزبائن والمستهلكين وإمكانية إعطاء رأيهم بالمنتج من ثقة العميل بإجراء عملية شراء، وتأكده من الجودة المطلوبة التي يتوقعها. بالإضافة إلى أن مراجعات المستهلكين تساعدك على التحسين من المنتجات أو الخدمات.
8. قدّم مزايا إضافية للعملاء
تعد المزايا التي من الممكن أن تقدمها للمستهلكين عبر متجرك الإلكتروني بمنزلة تحفيز للشراء، يمكنك استغلال المواسم بتقديم العروض والخصومات ليزيد إقبال العملاء، ولا تنس الشحن المجاني من فترةٍ لأخرى أيضًا، فإن كافة الامتيازات تعد عاملاً مهمًا في زيادة الأرباح والمبيعات، بالإضافة لزيادة معدل الزيارات على الموقع أيضًا.
9. تأكد من جاهزية متجرك الإلكتروني قبل إطلاقه
يحصل المتجر الإلكتروني على الكثير من الزيارات عند إطلاقه، ليتعرف الزبائن والمستهلكين على طبيعة العمل الجديد رقميًا وطبيعة ما يقدمه، لذا فلتحرص على أن يكون موقعك جاهزًا تمام من كافة الجوانب والتفاصيل، فلا تطلق موقعك قبل أن تنهي تصميم وتعبئة محتوى جميع الصفحات التي يحتوي عليها. فتعد الزيارات الأولى فرصة في الحصول على عملاء محتملين.
ختامًا، لتطبيق النصائح السابقة بأمثل الاستراتيجيات والطرق، والانتقال بنجاح من تجارتك التقليدية إلى التجارة الإلكترونية، ننصحك بتوظيف خبير في مجال التجارة الإلكترونية عبر موقع مستقل، أكبر منصة عمل حر عربية. ابدأ بالانتقال أونلاين بعملك التجاري كي تزيد من إمكاناته في در الأرباح، وتوقف عن تأجيل فرصة التطوير منه والصعود به نحو العالم الرقمي.
تم النشر في: ديسمبر 2021
تحت تصنيف: التجارة الإلكترونية | بدء التجارة الإلكترونية
كلام سليم