كيفية كتابة مقال احترافي في 8 خطوات

اعتاد المقال أن يتخذ لنفسه محلًا في أعمدة الجرائد وصفحات المجلات، وعندما ظهر الإنترنت كان أول الحاضرين في مواقع الويب وبوابات الأخبار. لكن لماذا نقرأ المقالات؟ للحصول على إجابة عن أسئلتنا، أو لتعلم شيء جديد، أو من أجل التسلية، أو لمتابعة أحدث الأخبار والاتجاهات، وربما لإشباع فضولنا لا أكثر. هذه مجرد عينة من الأسباب التي تدفعنا إلى قراءة المقال وينبغي أن يفكر فيها الكاتب قبل كتابة المقال.

لم تَعُد كتابة المقال في الثورة المعلوماتية التي نعيشها سهلة كما كانت في الماضي، لسببٍ بسيط هو أن الويب يحتوى على الكثير من المحتوى الجيد، أي أنك بحاجة إلى بذل جهد إضافي لكي تكتب مقالًا ناجحًا يستطيع المنافسة، فكيف تفعل ذلك؟

جدول المحتويات:

ما هو المقال؟

المقال هو قطعة المحتوى النصي الذي تنشر في قسم المدونة لأي موقع ويب، يناقش المقال (سواء كان مكونًا من 300 كلمة أو يتجاوز 3000 كلمة) موضوعًا أو فكرة ما، وعادةً ما يكون النقاش ذا هدف تعليمي. لا يعتمد المقال على الكلمات فقط، بل يستعين في بعض الأحيان بالصور والفيديو وتصاميم إنفوجرافيك والأشكال البيانية والرسوم التوضيحية، من أجل مساعدة القارئ على الإحاطة بالفكرة بوضوح.

المقال هو أحد أنواع المحتوى النصي الذي لا يتراكم عليه الغبار مهما طال الزمن، فهو قصير، مركز، سهل الفهم، ومفيد، يمثل جرعة تثقيفية سريعة لمحبي القراءة وحلًا ناجعًا لكل من لا يملك الوقت لمشاهدة سلسلة من حلقات الفيديو أو قراءة كتاب كامل. لا يعني ذلك بأي حال الركاكة أو السطحية بل على النقيض يجمع المقال الاحترافي بين المعلومات الموثوقة والأسلوب الرشيق المختصر.

ما أهمية كتابة المقالات للأنشطة التجارية؟

مع ازدياد حرص الأنشطة التجارية على صنع وجود رقمي لها على الإنترنت، أصبح المقال أداة أساسية في تسويق العلامات التجارية للأسباب الآتية:

الظهور في نتائج البحث

«اسأل جوجل» هو شعار لحملة إعلانية أطلقتها جوجل كان انعكاسًا حقيقيًا لواقع مستخدمي الإنترنت، فمحرك البحث هو الملاذ الأول للعملاء عندما يبحثون عن حل أو منتج، والمقالات هي إحدى الطرق المؤكَدة للظهور في نتائج محرك البحث. تفسح المقالات الفرصة لصناعة محتوى يجيب عن أسئلة العملاء، ويركز على الكلمات المفتاحية ذات الصلة بصناعتك، التي يكتبها الجمهور في جوجل.

عندما تبني مقالًا يركز على إحدى هذه الكلمات، ثم تكتب النص وفقًا لممارسات تحسين محركات البحث، تضمن بذلك الظهور في نتائج بحث جوجل واستقطاب مزيد من الزيارات إلى موقع الويب. أضف إلى ذلك أن الصور التي يتضمنها المقال طريقة أخرى للظهور في نتائج البحث، إذ تحمل فرصة لتصدر نتائج البحث عن الصور.

بناء الثقة مع الجمهور

تستطيع المدونات عقد صداقات! لا غرابة في ذلك، فعندما تعثر على ضالتك في إحدى المدونات فلا شك أنها تصبح قِبلتك مع كل سؤال جديد تبحث عن إجابته، حتى وإن رشح لك جوجل موقعًا آخر في نتائج البحث، فإن وجهتك إلى مدونتك المفضلة لا تتأثر باقتراحه.

تُعدّ كتابة المقالات طريقة ممتازة لبناء جسور الثقة بالجمهور ببطء مع كل موضوع جديد يمنحهم معلومات مفيدة ودقيقة وغنية في المجال، بمرور الوقت تتحول هذه الثقة إلى محبة، وولاء العملاء وهو عين ما تتقاتل العلامات التجارية للفوز به.

زيادة عدد العملاء

النتيجة الطبيعية للمحبة والولاء هي الشراء، فعندما يحب الجمهور مقالاتك سيرغبون في المزيد، فيكونون أكثر استعدادًا للاستجابة لدعوات اتخاذ الإجراء التي تحثهم عليها في نهاية كل مقال، ويفضلون الشراء منك بالتحديد، ويحرصون على الاشتراك في نشرتك البريدية، يعني كل ما سبق عملاء محتملين جدد أكثر.

منبر للتواصل والمشاركة

أصبح التواصل مع الجمهور أحد مفردات التسويق الإلكتروني، فكل نشاط تجاري يبحث عن طرق لتوصيل رسائله إلى الجمهور وعن فرص لتفاعله ومشاركته، والمقالات هي إحدى أهم السبل لذلك، إذ يتيح المحتوى التثقيفي والنصائح والإرشادات منبرًا مسموعًا لبث المعلومات التي تريد العلامة التجارية تسليط الضوء عليها، وسياقًا للحصول على تعليقات القراء، وفرصًا لمشاركته مع الغير على مواقع التواصل الاجتماعي.

مهارات كتابة المقال

تحتاج كتابة المقالات إلى مجموعة من المهارات الخاصة التي تتضافر معًا لدعم جودة المحتوى، بحيث ينجح في تحقيق الأهداف التي لأجلها كُتب:

1. الموهبة والإتقان

تعني الموهبة أن الكاتب موهوب في التعبير عن أفكاره بالحروف والكلمات، تمثل الكتابة بالنسبة له ممارسة تلقائية لا تحتاج إلى عناء يُذكر، إذ من السهل أن تنساب الجمل والعبارات عند أطراف أصابعه بمجرد أن تحل الفكرة في رأسه. أساس موهبة الكتابة هي القراءة المستمرة، إذ لا يوجد كاتب حاذق بدون سجل حافل من القراءات التي تَشبّع بها وأثرت حصيلته اللغوية.

أما الإتقان فيُقصد به إجادة الكتابة حول مجال ما، مثل الكتابة عن الطب، السفر، الإدارة، الرياضة …إلخ من المجالات المتخصصة. يكتسب الكاتب الإتقان إما بدراسة المجال أو بامتلاكه ثقافة قوية حوله بالقراءة المتعمقة لفترة طويلة. يجعل إتقان الكتابة في مجال من السهل على الكاتب استخدام المصطلحات المناسبة وفرز المعلومات الجيدة عن الأخرى الركيكة أو المغلوطة.

2. التدقيق اللغوي والتحرير

المقال هو قطعة محتوى سريعة الإنتاج لا تمر بطبقات مراجعة عميقة كالتي تمر بها الكتب والروايات مثلًا، لذلك من المهم أن يكون كاتب المقال ملمًا بأساسيات النحو والإملاء واستخدامات علامات الترقيم والطرق السليمة للجمع والتثنية، بالإضافة إلى أسس وضع الهمزات وقواعد الإعراب.

أضف إلى ما سبق امتلاكه مهارة التحرير التي يحتاجها في الكتابة ولو بقدرٍ يسير، مثل الالتزام بالصياغة السليمة للعبارات وأساليب الكتابة الصحيحة والتعبير بأكثر الألفاظ دقة وبلاغة، وضمان تناسق الجمل وتدفق الأفكار بسلاسة. الهدف من امتلاك مهاراتي التدقيق اللغوي والتحرير هو كتابة المقال بأقل قدرٍ ممكن من الأخطاء، بحيث يكون لائقًا للنشر مباشرةً.

3. فهم الجمهور والعلامة التجارية

المقال بالنسبة للأنشطة التجارية هو أداة للتواصل مع الجمهور وإقناعه، ولكي ينجح الكاتب في ذلك يجب أن يفهم الجمهور الذي يخاطبه في المقال، ما عمره، ونوعه، وبلده، وأسلوب حياته، ومشاكله؟ تؤثر كل هذه السمات في الطريقة التي سيناقش بها الكاتب فكرته، فحديثه إلى المستثمرين سيختلف عن الحديث إلى المراهقين مثلًا.

يحتاج الكاتب أيضًا إلى فهم العلامة التجارية التي يسوق لها، ما هي شخصيتها وأسلوبها المفضل في الحديث إلى العملاء (الجدية أم المرح مثلًا؟ هل تفضل القصص أم المحتوى النمطي؟ هل تحبذ الإجابة عن الأسئلة أم طرح الأفكار الجديدة والجريئة؟)، عندما يتماهى أسلوب المقال مع صوت الشركة ستصبح شخصية العلامة التجارية أكثر تماسكًا واتساقًا، وتتعزز صورتها في أذهان الجمهور.

4. تحسين محركات البحث

أصبح تحسين محركات البحث شرطًا أساسيًا في كاتب المقال، لأن المقال في الأساس مخصص لكي يكون طريقة للظهور في نتائج محرك بحث جوجل. تعني الكتابة وفقًا لتحسين محركات البحث الالتزام باستخدام الكلمة المفتاحية الرئيسية في النص بكثافة مناسبة، مع تضمينها في أماكن مهمة مثل: العنوان والفقرتان الأولى والأخيرة وأحد العناوين الفرعية والوصف ورابط عنوان الويب.

إضافةً إلى ما سبق، يحتاج الكاتب إلى استخدام الكلمات المفتاحية الفرعية بكثافة أقل والاعتماد على الفقرات القصيرة، والإجابة على الأسئلة الشائعة (مثل ما هو …، كيف …)، والتنظيم الجيد والتدرج في تنسيق العناوين H1 وH2 وH3، بالإضافة إلى استخدام التعداد النقطي والرقمي المدمج في محرر النصوص.

5. الأصالة

القدرة على كتابة مقال ذي محتوى أصيل بالكامل أصبحت مهارة لا تُقدر بثمن يحتاج إليها كل كاتب يهتم بالجودة. المحتوى الأصيل الحصري بالكامل هو الحصان الرابح في سباق العديد من المقالات التي تدور حول الموضوع نفسه، إذ يميز القارئ بسهولة أكثر المقالات إفادةً وتميزًا ويضع المدونة في قائمة المدونات المفضلة لديه. من ناحية أخرى، تُعاقب جوجل المحتوى المنسوخ بالإقصاء الفوري من نتائج البحث وخفض تصنيف الموقع كليًا.

يحتاج المحتوى الأصيل إلى جهد أكبر من المعتاد في البحث عن المعلومات والمصادر قبل بدء الكتابة، وبخاصةٍ إذا كان الكاتب يمر بتجاربه الأولى في الكتابة حول هذا الموضوع، إلا أنه مع استمرارية الكتابة حول الموضوع نفسه يصبح أكثر تمرسًا.

ما هي أبرز أنواع المقالات؟

1. مقال «ما هو…»

يجيب هذا النوع من المقالات على السؤال البسيط «ما هو …» الذي يحتاج منه السائل الحصول على إجابة سريعة، يتيح المقال فرصة للفوز بمقتطف جوجل، وهو المربع الذي يظهر في قمة نتائج البحث متضمنا بضع عشرات من الكلمات للإجابة عن السؤال كما في الصورة.

مقال «ما هو» مناسب لشرح المفاهيم أو المصطلحات والأمور المعقدة، تشمل عناصر المقال مقدمة قصيرة تتناول سبب شرح هذا المفهوم يليها مباشرةً عنوان فرعي «ما هو (س)» الذي يتم إجابته أسفل العنوان مباشرةً في فقرة تتراوح بين 50: 60 كلمة، ثم يتم التعمق في المفهوم أكثر في الفقرات التالية.

غالبًا ما يحتوي المقال على عناصر أخرى مثل «ما أهمية (س) …» و«أفضل الممارسات لـ (س)» أو «نصائح هامة لاستخدام (س) بفعالية».

2. مقال «كيف…»

يجيب مقال «كيف …» عن أحد أكثر التساؤلات التي يطرحها القُراء شيوعًا «كيفية عمل شيء ما»، يوجه المقال القراء بخطوات متسلسلة وإرشادات مفصلة نحو الطريقة التي يمكنهم بها عمل مهمة ما بنجاح. يمثل هذا النوع من المقالات فرصة جيدة لبناء ثقة الجمهور، لأنه يقدم لهم حلًا عمليًا لمشكلة أو يساعدهم في التغلب على تحدٍ ما تفصيليًا دون مقابل، كما أنه فرصة للظهور في مقتطفات جوجل التي تُجيب عن السؤال ذاته.

يستهل المقال بالحديث عن «ما هو …» أولًا، ثم يخصص باقي كتابة المقال للاستفاضة في الحديث عن «كيف»، بحيث يكون مقسمًا إلى خطوات، كل منها تحمل عنوانًا فرعيًا مستقلًا وترتيبًا «الخطوة الأولى، الخطوة الثانية، …». يستحسن أن يستند هذا النوع من المقالات إلى الأمثلة والصور التوضيحية التي تدعم الشرح، مع الحرص على تحري الوضوح والدقة لتجنب أي إرباك للقارئ.

3. الدليل الشامل

الدليل الشامل هو أعمق أنواع المقالات على الإطلاق، يغطي موضوعًا ما بشمول وتفصيل يجعل منه المصدر الموثوق الذي يحصل منه القارئ على كل ما ينبغي أن يعرف. لا تقل عدد كلمات هذا النوع من المقالات عن 2000 كلمة وقد تصل إلى 5000 كلمة، على سبيل المثال هذا المقال: دليلك إلى التسويق الرقمي.

تشمل عناصر مقال «الدليل الشامل» شرح موضوع المقال «ما هو …» ثم تناول أهميته أو تاريخه وكيف تطور من بدايته إلى الآن، وقد يتطرق إلى الفرق بينه وبين مصطلح آخر مشابه. يشمل الدليل أيضًا المميزات والعيوب وبعض الأمثلة والأنواع، ثم يناقش «كيف …»، وقد يحتوي كذلك على نصائح أو إرشادات أو مصطلحات ذات صلة من المهم الإلمام بها.

4. مقال المستجدات

يواكب هذا النوع من المقالات مستجدات الساحة في المجال، إذ يتناول جديد الأخبار والاتجاهات الرائجة والتطويرات الحديثة وهو من نوعية المقالات التي يحب الناس قراءتها، لذلك يحمل فرصة للاستفادة من التغطية الإعلامية الواسعة التي تحظى بها بعض الأخبار الجديدة المتعلقة بمجال عملك، عبر ربطها مع علامتك التجارية في سياق مناسب يجذب الانتباه ويبرز إلى أي مدى تتابع المدونة الأخبار عن كثب. على سبيل المثال، هذا المقال عن تحديث جوجل Page Experience.

يقدم مقال المستجدات تغطية لما حدث متضمنًا التفاصيل والمعلومات والمصادر والخلفية، ثم يشير إلى ما الذي يعنيه ذلك وما هي الآثار المترتبة على حدوثه التي ستطال القارئ، وقد يسلط الضوء على التوقعات المستقبلية بشأن هذا الحدث الجديد، ثم يقدم النصائح والمشورة بشأن ما ينبغي عمله.

5. مقال القائمة

يقدم مقال القائمة معلوماته في شكل قائمة مكونة من عناصر متعددة يحمل كل منها عنوانًا فرعيًا مستقلًا، ما يجعل قراءته وفهمه سهلة على القارئ. يتميز هذا النوع من المقالات بتعدد أشكاله، إذ يمكن أن يتناول نصائح «5 نصائح لكي …» أو يتناول طرقًا مختلفة لحل مشكلة ما «5 طرق لـ …».

قد يخصص أيضًا لطرح أمثلة واقعية، أو دراسات حالة، أو أفكار جديدة مبتكرة، أو إحصائيات كاشفة، أو أساطير لا ينبغي الاكتراث لها، أو حقائق أساسية، أو موارد مفيدة للقراء. يتراوح عدد عناصر مقال القائمة بين 3 عناصر إلى 20 أو 30 وقد يصل إلى 50 عنصرًا، غير أنه من الضروري أن يشرح الكاتب لماذا ضم هذا العنصر إلى القائمة، ومن المحبذ أن يستعين بصورة أو فيديو تشرح العنصر بوضوح.

6. مقال الضيف

مقال الضيف هو المقال الذي يتيح الفرصة لأقلام أخرى بالانضمام إلى مدونتك، على سبيل المثال، قد تمثل خبرة أحد المتخصصين المخضرمين إضافة مميزة يحتاج جمهورك إلى معرفتها، لذلك سيكون مفيدًا أن تستضيفه في مدونتك ليطرح رؤاه وأفكاره القيمة، كذلك إذا كنت لا تستطيع حل تحدي ما يواجهه القراء، فيمكن لمقال الضيف أن يوفر هذا الحل.

يحتاج هذا النوع من المقالات إلى وضع إرشادات كتابة المقالات مسبقًا لضمان أن يتسق المقال مع صوت المدونة ومعاييرها التحريرية.

الوجه الآخر لمقال الضيف هو أن تحل علامتك التجارية ضيفًا لدى مدونات الغير من خلال منشور ضيف، في هذه الحال سيكون الوضع معكوسًا، إذ ينبغي الحرص على الالتزام بمعايير المدونة المضيفة، بالإضافة إلى البحث جيدًا في محتوى المدونة، بحيث تعثر على فكرة للمقال تحمل قيمة جديدة للقراء لم تقدمها المدونة من قبل.

كيفية كتابة مقال احترافي من الألف إلى الياء

سنبدأ الآن رحلة كتابة مقال بدءًا من مرحلة العثور على الفكرة إلى مرحلة المراجعة والتدقيق النهائي. لتيسير الشرح سنستعين بمثال افتراضي لشركة متخصصة في بيع البذور والشتلات، أطلقت مدونة متخصصة في زراعة النباتات بالمنزل. سنسير فيما يلي خطوة بخطوة نحو كيفية كتاب مقال احترافي لصالح هذه المدونة:

الخطوة الأولى: اعصف ذهنك للعثور على الفكرة

بما أن المقالات هي أداة للظهور في محركات البحث، ينبغي أن تتمتع فكرة المقال بشعبية لكي تحظى بعدد من الزيارات ولا تعاني ركودًا وتصبح كتابة مقال حولها بلا جدوى. البداية الصحيحة للعثور على هذه الأفكار تكون عبر أدوات الكلمات المفتاحية مثل مخطط جوجل للكلمات الرئيسية وUbersuggest.

ابحث في الأداة عن كلمة «زراعة المنزل»، ستمنحك أفكارًا عديدة كما في الصورة تحظى بمعدل بحث جيد. تبدو فكرة زراعة النعناع في المنزل مثلًا فكرة جيدة، إذ تحظى بمعدل بحث متوسط، لذلك ستكون الموضوع الرئيسي للمقال.

البحث عن أفكار مناسبة تتصدر محركات البحث

من الطرق الأخرى للعثور على أفكار، استخدام بحث جوجل، بمجرد كتابة الزراعة في المنزل مثلًا في مربع البحث، سيقترح عليك عبارات بحث ذات صلة لها شعبية، مثل فوائد الزراعة في المنزل، الزراعة في المنزل بدون شمس …إلخ، كل منها تصلح أن تكون فكرة مقال.

الخطوة الثانية: فكر في شخصية الجمهور

يستهدف الكاتب من أي مقال إقناع الجمهور بما يكتب، لذلك من المهم أن تفكر قليلًا في نوعية الجمهور الذي تخاطبه، موقعه الجغرافي، عمره، نوعه، أسلوب حياته، قدر ثقافته بالمجال. في مثالنا عن زراعة النعناع في المنزل، من المتوقع أن تكون سمات الجمهور المستهدف كالآتي: جمهور عربي من الإناث والذكور مع نسبة أكبر من الإناث، يعيش في طقس حار، يحب الأجواء الصحية، مبتدئ في مجال الزراعة.

تعني هذه السمات أنك بحاجة إلى كتابة مقال بلغة بسيطة سهلة الفهم للمبتدئين، تشرح كيفية الزراعة في شكل خطوات، دون أن تغفل الإشارة إلى الفوائد الصحية للزراعة.

الخطوة الثالثة: ضع قائمة بالأفكار الفرعية

بدأت ملامح المقال بالظهور في ضوء ما سبق، فبالنسبة لنوع المقال من بين الأنواع التي تناولناها سابقًا، ينبغي أن يكون المقال من نوعية «كيف» بحيث يشرح كيفية زراعة النعناع، ومن المتوقع أن يتناول هذه الأفكار الفرعية على سبيل المثال:

  • فوائد زراعة النعناع
  • خطوات زراعة النعناع في المنزل
  • كيفية العناية بالنعناع
  • نصائح مفيدة للمبتدئين

الخطوة الرابعة: اطلع على المصادر

كن سخيًا بوقتك وجهدك في هذه الخطوة لأنها أهم خطوات كتابة المقالة، فالمصادر الغنية تعني محتوى ثري عالي الجودة يستطيع المنافسة مع مقالات المدونات الأخرى. احرص على اللجوء إلى أكثر المصادر موثوقية، على سبيل المثال، المواقع المتخصصة، الموسوعات، الكتب، بوابات الأخبار.

إذا لم تكن المصادر العربية غنية بما يكفي، الجأ إلى المصادر الأجنبية مثل الإنجليزية، استخدم مهاراتك في الترجمة لكي تستطيع نقل المعنى إلى اللغة العربية بسلاسة دون أن يشعر القارئ بأن اللغة الأصلية للنص ليست عربية. لاحظ أيضًا أن البحث في المصادر قد يسفر عن أفكار فرعية جديدة من المفيد إضافتها إلى قائمة الأفكار الفرعية الحالية للمقال.

الخطوة الخامسة: ابدأ الكتابة

كان كل ما سبق إعداد لهذه الخطوة من خطوات كتابة المقالة، اشحذ إبداعك وصفِ ذهنك ثم استعن بهذه الممارسات المفيدة:

  • ابدأ بمقدمة شيقة تطرح سؤالًا، أو تشير إلى إحصائية، وربما تحكي قصة ذات صلة بموضوع المقال، تفتح المقدمة الشائقة شهية القارئ لمواصلة القراءة وتَعِدُه بمحتوى غير نمطي.
  • نظم الأفكار في تسلسل منطقي، على سبيل المثال، ابدأ بالفوائد التي تمهد للفكرة فتناقش أهمية زراعة النعناع، ثم تناول الخطوات لأنها أبرز ما يهم القارئ، يليها كيفية العناية به، ثم النصائح التي تمثل علاوةً إضافية.
  • حدد مساحة كل فكرة فرعية في ضوء عدد الكلمات المطلوبة للمقال، فمثلًا من المتوقع أن يكون الجزء الأكبر من المقال عن خطوات زراعة النعناع وكيفية العناية به، أما الفوائد فتحتاج إلى مرورٍ سريع، بينما النصائح تحتاج إلى مساحة متوازنة بحيث تكون واضحة دون نقاش عميق.
  • اكتب بأسلوب مركز، تخل عن الإسهاب والتكرار، لم تدع المشتتات التي يواجهها القارئ على الإنترنت مجالًا لهذه الأساليب التقليدية في كتابة المقال.
  • افهم المعلومات من المصادر جيدًا ثم اكتب بأسلوبك الخاص دون أي نسخ من مواقع أخرى لكي لا تقع في فخ السرقة الأدبية.
  • استخدم الأسلوب التحادثي في الكتابة لأنه الأقرب للتدوين، كأنك تطرح الفكرة على صديق أو تشرحها لمجموعة من المتدربين، يعني ذلك أيضًا أن تهتم بالجانب التطبيقي والأمثلة، إذ لا يكفي أن تكتب «ضع الشتلات في الإناء»، بل الأصوب أن تكتب «ضع الشتلة تحت التربة مباشرةً في وعاء لا يقل عرضه عن 30 سم، وإذا كنت تزرع أكثر من شتلة فاحرص على اختيار إناء متسع بما يكفي لترك مسافة 15 سم بين كل شتلة وأخرى لكي تنمو بحرية».
  • استند دائمًا إلى المعلومات الدقيقة والمقنعة، وأشر إلى مصادر الأرقام، الكتب، الاقتباسات.

الخطوة السادسة: اختم المقال بدعوة إلى اتخاذ إجراء

خاتمة المقال هي فرصتك لإضافة دعوة إلى اتخاذ إجراء مناسبة تفيد هدفك التسويقي من الكتابة، لذلك ينبغي الاهتمام بكتابة خاتمة غير نمطية حتى آخر حرف. قد تكون استنتاجًا للفكرة التي تم طرحها أو نصيحة إضافية. على أنه من المهم إضافة عبارة الدعوة إلى اتخاذ إجراء التي ترشد القارئ إلى الخطوة التالية، على سبيل المثال «يمكنك العثور على أجود أنواع الشتلات في متجر (س) التي تأتي مع دليل لإرشادات الزراعة».

قد تأخذ الدعوة إلى اتخاذ إجراء أشكالًا أخرى مثل: «اشترك في نشرتنا البريدية للحصول على أحدث المقالات عن الزراعة المنزلية»، أو «حمل هذا الدليل لمزيدٍ من المعلومات».

الخطوة السابعة: راجع المقال

تحتاج المسودة الأولية التي كتبتها إلى مراجعة وتدقيق لإصلاح أي أخطاء، سواء أخطاء إملائية أو نحوية أو أخطاء في الصياغة، قد يُهمل البعض هذه الخطوة رغم أنها جوهرية في إخراج المقال بأبهى صورة ممكنة، إذ لا تخلو مسودة من أخطاء بحاجة إلى تصحيح ومعالجة.

اقرأ المقال بصوتٍ عال بينما تراجعه وصوِب الكلمات التي يقترح عليك محرر النصوص تصويبها، أعد صياغة العبارات الغامضة أو غير المتناسقة، واحذف مواضع التكرار والإسهاب، ثم تأكد من أن الأفكار متدفقة بتسلسلٍ منطقي.

أضف صورًا توضيحية في المواضع المناسبة، على سبيل المثال واحدة يظهر بها النعناع بينما لا يزال فسيلة، وأخرى بعد أن يُزهر وثالثة تُوضح طريقة الري، يمكنك العثور على صورة خالية الحقوق من مواقع عديدة، مثل Pixabay وPexels.

الخطوة الثامنة: حسّن المقال لمحركات البحث

نظرًا لأن التدوين يستهدف الظهور في نتائج بحث جوجل، يجب على الكاتب تحسين المقال، بحيث يتمكن محرك البحث من تصنيفه في نتائج البحث المناسبة، لذلك:

  • اختر عنوانًا جذابًا يعبر عن محتوى المقال بحد أقصى 60 حرفًا حتى لا يظهر مقتطعًا في النتائج، مثلًا «خطوة بخطوة: تعرف على كيفية زراعة النعناع في المنزل».
  • استخدم الكلمة المفتاحية بكثافة مناسبة ووزعها في أنحاء المقال دون حشو، واحرص على أن تأتي في المقدمة والخاتمة والعنوان، وأحد العناوين الفرعية، واسم صورة، وصف التدوينة.
  • امنح كل عنوان التنسيق المناسب: H3 ،H2 ،H1 …إلخ.
  • سمّ الصور بتسميات معبرة.

ختامًا، تخبرنا جوجل أن سر تفوق المحتوى في نتائج البحث هو الجودة، لذلك احرص دائمًا على كتابة مقال عالي الجودة من حيث المصداقية والشمول والجانب التطبيقي والتصميم، وإذا واجهت صعوبة في كتابة مقال احترافي، فالجأ إلى منصة مستقل أكبر منصة عربية للعمل الحر، حيث يمكنك توظيف كاتب مقالات محترف على قدر عال من التخصصية في مجال عملك، فمن شأن ذلك أن يكسب ثقة القراء فيعاودون زيارة المدونة مرات ومرات رغبة في التهام محتوى متميز اعتادوا عليه.

تم النشر في: التسويق بالمحتوى