فكّر في تصميم منتجات مثل مصباح المكتب الذي يمكن نقله من مكان لآخر وتوجيهه لأي اتجاه، والمصاصة المنحنية التي تجعل الشرب من الكوب أكثر سهولة، والساعة القابلة للارتداء التي تتبع المقاييس الحيوية للصحة، حتى ورق الملاحظات اللاصق الحساس للضغط الذي يمكن إزالته دون أن يترك آثارًا. كل هذه منتجات كان التصميم أحد أبطال خروجها إلى النور في هذه الحلة العملية سهلة الاستخدام.

جدول المحتويات:

ما هو تصميم المنتجات؟

تصميم المنتجات Product Design هو تحويل الأفكار إلى منتجات ملموسة جديدة لتُباع من قِبل الشركة للعملاء، ذلك من خلال مجموعة متنوعة من عمليات التخطيط والتنفيذ التي تنتهي بإنشاء منتج في النهاية. تبدأ هذه العمليات بوضع تصور للأفكار وتحليلها وتقييمها، ثم نمذجتها بطريقة ثلاثية الأبعاد، لكي تتحول إلى اختراع جديد يمكن للناس استخدامه.

يجمع تصميم المنتج بين الفن والعلم والتقنية، وقد يشارك فيه أطراف من تخصصات مختلفة بحسب طبيعة ونوعية المنتج نفسه. فمثلًا يحتاج المنتج الصناعي الحرفي في بيئة مادية إلى متخصصين في الإنتاج الصناعي لضمان الإطار الفني السليم وسهولة الاستخدام، كما يحتاج إلى المستخدمين المحتملين للحصول على تقييم وانطباعات، بالإضافة إلى المهندسين من أجل جوانب التصميم الهندسية، خصوصًا فيما يخص وظائف المنتج وقدرته على حل المشكلات.

أصبح تصميم المنتج مؤخرًا مصطلحًا واسعًا لا يشمل المنتجات المادية فقط، بل يشمل أيضًا تصميم المنتجات الرقمية مثل الخدمات والبرمجيات، إلا أنه في كل الأحوال يمر بالمراحل نفسها؛ بدءًا من معرفة ما هو مطلوب وطرح الأفكار الممكنة، ثم إنشاء النماذج الأولية ويليها إنشاء المنتج فعليًا، ثم تقييم نجاحه وتحسينه عند الحاجة.

ما الفرق بين تصميم المنتج وتصميم الخدمة؟

المنتج شيء مادي ملموس يمتلكه العميل في حوزته ويستطيع تخزينه، مثل الملابس وألعاب الفيديو، أما الخدمة فهي تندرج ضمن الأشياء غير الملموسة التي تكتسب قيمتها عندما تُقدَّم للعميل، مثل الخدمات الطبية والكتب الصوتية Audible. توجد أوجه تشابه عديدة في الطرق التي يجرى بها تصميم المنتج والخدمة، إلا أن هناك فروقًا واضحة بين الاثنين؛ أولها أن كلا من العمليتين لهما بداية مختلفة.

إذ يبدأ تصميم المنتج من تحديد مشكلة وفهمها، ثم التفكير في كيفية حلها بشكلٍ عملي قابل للتنفيذ. أما تصميم الخدمة فيبدأ بدراسة احتياجات المستخدمين، بحيث تُخطّط وتنظم تفاعلات العميل مع الخدمة، وتصميمها لتكون سهلة الاستخدام وتنافسية عالية الجودة.

بعبارة أخرى، يهتم تصميم المنتج بحل المشكلات الحقيقية من خلال وظائف المنتج، بينما يهتم تصميم الخدمة بتنظيم وتخطيط احتياجات العميل من الخدمة، بحيث تصبح مثالية له. ومع ذلك فإن جوهر كل من تصميم المنتج وتصميم الخدمة واحد، وهو الرغبة في صنع أفضل تجربة استخدام ممكنة، ووضع المستخدم في قلب عملية التصميم.

أهمية تصميم المنتجات

يحمل تصميم المنتجات أهمية كبيرة، خصوصًا في عصرنا الحالي المزدحم بالمنتجات والمنافسين، إذ تكمن أهمية تصميم المنتجات فيما يلي:

فرصة للريادة والسبق

من منظور التسويق فإن تصميم المنتجات الذي يركز على الكثير من التفكير ويسفر عن منتج مبتكر، هو العامل الأساسي الذي يجعل الشركة تبرز بين المنافسين، فيفتح أبوابًا جديدة لغزو السوق، ويجذب اهتمام المستخدمين الأوائل وعشاق التقنية، باختصار يؤهلك لتكون رائدًا في السوق.

عملاء سعداء أكثر

يولي تصميم المنتجات للمستخدمين اهتمامًا كبيرًا ويحرص على تلبية احتياجاتهم، لذلك فإنه يُسفر في النهاية عن عملاء فعليين راضيين عن المنتج وتجربة استخدامه، ويستحوذ على محبة في قلوبهم وحصة في السوق، مع ما يحمله ذلك من فرصة حقيقية لتحقيق النجاح. تذكّر هواتف نوكيا مثلًا في مطلع الألفية التي حظيت بشعبية كاسحة بسبب وصف العملاء لها بأنها هواتف سهلة الاستخدام.

اعتراف قوي بالعلامة التجارية

عندما تصمم منتجًا رفيع المستوى فإنك بذلك تبني اسمًا لعلامتك التجارية، فسيبدأ العملاء في التعرف على منتجاتك وتفضيلها على المنتجات المنافسة، بذلك تزداد قيمة العلامة التجارية ويتحقق نجاح على المدى الطويل، وهو عين ما تسعى إليه كل العلامات التجارية، الاستثمار في طرق للارتقاء باسم العلامة التجارية.

أنواع تصميم المنتج

يمكن تقسيم تصميم المنتجات Product Design إلى ثلاثة أنواع، كل منهم له مشكلات مختلفة يسعى إلى معالجتها في تجربة الاستخدام، إلا أنهم جميعًا لهم القدر نفسه من الأهمية في التصميم النهائي للمنتج. أنواع تصميم المنتج هي:

1. تصميم النظام

أبسط مثال لتصميم النظام هو تصميم المتجر، إذ يتولى المصمم التفكير في كيفية تنظيم البضاعة في فئات منطقية، مثل الحلويات ومنتجات الألبان والأدوات المنزلية.. إلخ، ثم يحدد مكانًا مناسبًا لكل مجموعة من الفئات، على سبيل المثال، المنتجات الغذائية في جانب ومنتجات التنظيف في جانب آخر.

لا يراعي تصميم النظام توقعات العميل ومنطقية التوزيع والتنظيم فحسب، بل يهتم أيضًا بالأهداف التسويقية للمتجر، فمثلًا يختار مكانًا مميزًا للمنتجات التي نرغب في تشجيع العملاء على ملاحظتها، مثل المنتجات الجديدة والتخفيضات.

2. تصميم العملية

تحتل العملية أهمية كبيرة في أنواع محددة من الأنشطة التجارية. على سبيل المثال، تحتاج المتاجر الإلكترونية إلى تصميم عملية تجعل من السهل على الزائر استكشاف المنتجات واختيارها، وحفظها وإضافتها إلى سلة المشتريات ودفع ثمنها في النهاية.

مثال آخر على العملية لكنه يأتي من الواقع ألا وهو المطار، يتضمن المطار الكثير من العمليات الصارمة، مثل طوابير الانتظار وأماكن الفحص الأمني وشبابيك الجوازات وفحوصات الجمارك وغيرها من الإجراءات، لكل إجراء موقع محدد في العملية لا يمكن تقديمه أو تأخيره من مكانه بسبب اعتبار هام، هو الأمان. فمثلًا لا يسمح للراكب بالخروج والدخول طالما أن حقائبه تم فحصها أمنيًا، ذلك لكي لا يصطحب أشياء خطيرة في حوزته بعد أن يكون الأمن قد فحص كل حقائبه.

3. تصميم واجهة الاستخدام

يركز هذا النوع من أنواع تصميم المنتج على الشكل الخارجي للمنتج الذي يراه العميل، فيولي اهتمامًا كبيرًا بالمستخدم أكثر من الاهتمام بالمظهر الجمالي والابتكار، لأن الواجهة هي نقطة الاتصال الرئيسية بين المستخدم والمنتج، وتصميمها السهل سيجعلها أكثر قابلية للاستخدام، وبالتالي تستطيع حل المشكلات التي تواجهه.

ينبغي أن يتم تصميم واجهة الاستخدام بشكلٍ يوجه المستخدم لكيفية استعمال المنتج بطريقة بديهية وسلسة. على سبيل المثال، تحتاج ماكينة الصراف الآلي إلى واجهة واضحة تساعد المستخدم على سحب أمواله دون عناء، تتكون هذه الواجهة من ألوان وخطوط وأيقونات وأشكال ونصوص مختلفة، تعمل جميعًا بهدف واحد هو مساعدة الشخص في فهم كيفية البدء في استخدامها بسهولة.

شعار مستقل

وظف أفضل المستقلين لإنجاز أعمالك عن بعد

أدوات تصميم المنتجات الأساسية

بقدر ثراء تصميم المنتجات وتغطيته لمجموعة واسعة من التخصصات، بقدر تنوع الأدوات المستخدمة في إنجازه على أفضل وجه، إذ توجد العديد من أدوات تصميم المنتجات التي تقدم يد العون للمصمم في مختلف خطوات التصميم. لن يحتاج إلى استخدامها جميعًا، بل هي مجرد خيارات لينتقي منها ما يراه الأفضل. يمكن تصنيف هذه الأدوات إلى الفئات الأربعة الآتية:

أدوات تصميم واجهة المستخدم

أدوات تصميم واجهة المستخدم هي الأدوات التي يستخدمها مصمم المنتجات بكثافة، فبواسطتها سيُنشئ واجهة المستخدم والأيقونات، وتمكّنه أيضًا من تصميم نماذج أولية ورسوم متحركة توضيحية بسيطة. من أمثلة هذه الأدوات: Figma ،Adobe XD ،Sketch.

أدوات تصميم الحركة والرسوم المتحركة والنماذج الأولية

تُستخدم هذه الأدوات في تمثيل الإجراءات التي تشرح كيفية استجابة المنتج للاستخدام مثلًا عند النقر أو التمرير، وفي تمثيل الإجراءات التي تشكل جزءًا كبيرًا من تجربة الاستخدام. من أبرز هذه الأدوات: Principle ،Framer ،Axure.

أدوات النماذج الطبيعية السريعة والمخططات الهيكلية

النماذج الطبيعية منخفضة الدقة والمخططات الهيكلية هي جزء مهم في المراحل الأولى من تصميم المنتج، لذلك توجد أدوات عملية تساعد في إنجازها بسهولة، مثل Balsamiq ،Wireframe.cc. أحيانًا ما يستبدل المصمم هذه الأدوات بلوحة رسم بسيطة، أو إحدى أدوات تصميم واجهة المستخدم التي أشرنا لها.

أدوات التفكير والبحث وإدارة المشاريع

بما أن تصميم المنتجات هو مجال تقني متقدم بطبيعته، يتقاطع العمل فيه مع العديد من الأدوات التي تخدم التصميم بشكل أو بآخر، كأدوات الخرائط الذهنية مثل Xmind، وأدوات اختبار A\B مثل Optimizely، وأدوات مشاركة الملفات مثل Google Drive، وأدوات إدارة المشاريع مثل أداة أنا من حسوب. بحسب طبيعة المشروع قد يستخدم مصمم المنتجات بعض أو كل هذه الأدوات معًا.

مهارات تصميم المنتجات

يأتي المصممين ممن يعملون في تخصص تصميم المنتجات Product Design من خلفيات تعليمية مختلفة، مثل أقسام التصميم الصناعي في كليات الفنون التطبيقية والهندسة، بالإضافة إلى مجال تصميم الجرافيك والإعلان وإدارة الإنتاج، إلا أن نجاحهم يعتمد على امتلاك مجموعة أساسية من مهارات تصميم المنتجات، هي:

  • التحليل: يستخدم المصمم التحليل المنطقي لدراسة المستهلكين واحتياجاتهم لمنتج جديد.
  • الرسم: يرسم مصمم المنتج أفكاره الأولية حول المنتج، والتي يستخدمها لاحقًا في تصميم النموذج الأولي، بالتالي ينبغي أن يكون قادرًا على التعبير عن أفكاره برسوم واضحة.
  • الخبرة التجارية وريادة الأعمال: يصنع المصمم المنتج لصالح شركة ستبيعه للجمهور، لذلك ينبغي أن يكون واعيًا بطبيعة الأعمال التجارية، وابتكار منتج يهدف للحصول على مكانة ريادية في السوق.
  • التواصل الفعال: يمثل التواصل بين المصمم وصاحب المشروع وباقي أفراد فريق العمل من التخصصات الأخرى، التي لها علاقة مع تخصص تصميم المنتجات، جسرًا للتعاون والتفاهم المشترك وتبادل وجهات النظر حول المنتج الوليد.
  • الإبداع: الابتكار هو أساس تصميم المنتج، إذ يمزج المصمم بين أحدث التقنيات وبين التصميم ليبني منتجًا إبداعيًا يستحق الاقتناء.
  • المهارات التقنية: يعتمد مصمم المنتجات على العديد من البرامج أثناء عمله، لذلك ينبغي أن يكون قادرًا على استخدام أدوات تصميم المنتجات بسلاسة، ولديه قدرة على تعلم الجديد منها سريعًا.
  • الهندسة: تصميم المنتج في جوهره هو تخطيط هندسي لما سيكون عليه المنتج، لذلك يحتاج مصمم المنتجات إلى فهم كيف سيصمم المنتج، وبخاصةٍ إذا كان منتجًا ماديًا.
  • مهارات العرض: يعرض المصمم المنتج، سواء أمام المستخدمين أثناء اختبار قابليته للاستخدام، أو أمام الشركة لتوضيح تصميمه، لذلك ينبغي أن يمتلك مهارات العرض لشرح أفكاره بسلاسة.
  • حل المشكلات: هي إحدى أهم المهارات، لأنها تتداخل مع كثير من مهام مصمم المنتج، مثل تحديد طبيعة الحاجة إلى المنتج وحجمه وتكلفته، بالإضافة إلى التفكير في البدائل المختلفة وتقييم الخيارات، وفي الأخير تنفيذ الحلول.
  • العمل الجماعي: يتعاون المصمم مع مجموعة متنوعة من المتخصصين والعملاء، لذلك يجب أن يكون قادرًا على العمل ضمن فريق بأريحية وتناغم.

خطوات تصميم منتج من البداية إلى النهاية

عملية تصميم منتج هي سلسلة من الخطوات التي تستخدم في بلورة المنتج من البداية إلى النهاية، برغم تنوع المنتجات وطبيعة وخصائص كل منها، يوجد تدفق عام من خطوات تصميم منتج، سنتناول فيما يلي كيفية تصميم المنتجات بالتفصيل:

1. تحديد فكرة المنتج

قبل بدء تصميم منتج ما، يتعين على المصمم أن يفهم سياق وجوده؛ ما يعني تحديد فكرة المنتج واستراتيجيته. في هذه الخطوة يحدد الهدف العام من المشروع ليكون واضحًا، كما يكون الغرض من المنتج جليًا لا يشوبه الغموض.

فمثلًا؛ يتم في هذه الخطوة التفكير في المنتج الذي نحاول بناءه ولماذا؟ مع وضع حدودًا للحل الذي ننوي تقديمه، لكي نظل محتفظين بالتركيز عند تصميم المنتج بعيدًا عن التشتت. حتى تضع فكرة المنتج واستراتيجيته بوضوح، ينبغي أن يتم الآتي:

  • تحديد عرض القيمة: يعني عرض القيمة رسم الجوانب الرئيسية للمنتج التي بُني إجماع حولها، بما في ذلك: ما هو المنتج ولمن ومتى وأين سيتم استخدامه.
  • صياغة بيان مستقبلي: يعني ذلك العمل بشكلٍ استباقي وكتابة بيان صحفي للمستقبل يعلن عن المنتج النهائي، بحيث يصف هذا البيان ببساطة ما الذي يفعله المنتج والسبب الذي كان وراء تصميمه. الهدف من إعداده هو أن يعمل كمرجع لاحقًا يعيد توجيه بوصلة العمل في اتجاهها الصحيح في أوقات التشتت.

نضع في حسباننا أثناء صياغة البيان أن نشرح للجمهور ما هو المنتج، أو الميزات الجديدة التي يقدمها ولماذا هو مهم لهم. مع التركيز أثناء صياغة البيان على مشكلة العميل والقيمة التي يحملها المنتج له، وجعله بيانًا مقتضبًا لا يتجاوز صفحة واحدة.

  • تحديد معايير النجاح: ينبغي أن يكون هناك هدف عمل واضح مطلوب تحقيقه من المنتج، لذلك حدد معايير النجاح بوضوح، عدد المبيعات الشهرية المتوقع، ومؤشرات الأداء الرئيسية KPIs وغيرها، مع إشراك أصحاب المصلحة مثل المؤسسين والممولين في تحديد أهداف العمل للمشروع.

2. إجراء بحث عن المنتج

البحث الثاقب قبل اتخاذ أي قرار حول المنتج هو أثمن ما يمكن عمله، لأنه من ناحية سيوفر الكثير من الوقت والمال مستقبلًا؛ فعدد التعديلات سيكون أقل، ومن ناحية ثانية سيجعل إقناع الآخرين بالفكرة أكثر سهولة. ينقسم البحث عن المنتج إلى مرحلتين:

أ. بحث المستخدم

الهدف هو معرفة المستخدمين أولًا لضمان أن المنتج الذي سنطوره يوجد من يريده. تجرى أبحاث عن المستخدمين باستخدام هذه الطرق:

  • المقابلات المباشرة: يوفر الحوار المباشر سواء شخصيًا أو عبر الإنترنت معلومات ثرية، تساعد في تقييم احتياجات المستخدم ومشاعره. تُجهز الأسئلة قبل بدء المقابلة، وتُطرح بحياد لكي يشعر المستخدم بالراحة.
  • الاستبيانات عبر الإنترنت: توفر عددًا أكبر من الردود وتحليلات أكثر تفصيلًا، يفضل أن يكون عدد الأسئلة قليل مع إضافة بعض الأسئلة المفتوحة مثل: ما الذي يحفزك للشراء؟
  • الدراسة الميدانية: هي استبيان سياقي يُلاحظ خلاله الباحث المستخدمين في أماكنهم العادية أثناء أدائهم المهام اليومية، مع طرح بعض الأسئلة مثل ما المهمة التي تقوم بها عادة؟ ذلك بهدف ملاحظة المستخدم جيدًا، وبالتالي إدراك مشاعره ووجهات نظره بشكلٍ أكثر قربًا.

ب. بحث السوق

هو معرفة المنتجات المتوفرة في السوق ومستوى النجاح الذي تحققه، الهدف من إجراء هذا البحث هو فهم معايير الصناعة واكتشاف الفرص المتاحة للمنتج في قطاع معين من السوق، ما يساعد في تصميم حل له ميزة تنافسية. تلاحظ أسماء المنتجات التي أشار إليها المستخدمون أثناء الأبحاث التي أشرنا لها آنفًا، بالإضافة إلى جمع أسماء المنتجات التي يراها صاحب المشروع أنها منتجات منافسة.

ينبغي أن يشمل بحث السوق 6 منتجات منافسة في المتوسط، ثلاثة منهم منافسون مباشرون؛ أي يقدمون القيمة نفسها التي من المقترح أن يقدمها منتجك أو قيمة مشابهة جدًا لها، والثلاثة الآخرين منافسين غير مباشرين يقدمون منتجًا ثانويًا، يقدم قيمة تشبه المنتج الخاص بك.

3. تحليل المستخدم

بعد جمع البيانات في الخطوة السابقة، يتعين الآن فهم هذه البيانات وتنظيمها، واستخلاص أفكار واستنتاجات منها حول ما يريده المستخدمون أو يفكرون فيه. يجرى ذلك باستخدام أداتي: شخصية المشتري وخريطة التعاطف.

أولًا: شخصيات المشتري

هي شخصيات خيالية تُعبِر عن مجموعات المستخدمين المختلفة التي قد تستخدم المنتج، ينبغي أن يستند بناؤها إلى البيانات الحقيقية التي جُمِعت، لكي تكون محل ثقة وأقرب ما تكون للواقع. يتضمن بناء شخصية العميل معلومات أساسية مثل: العمر والموقع الجغرافي ومتوسط الدخل والتحديات والطموحات وأسلوب الحياة والأهداف.

ثانيًا: خريطة التعاطف

تصف خريطة التعاطف Empathy Map ما يقوله المستخدم وما يفكر فيه وما يشعر به وما يفعله، فهي أداة تُستخدم لتوضيح المعلومات التي يعرفها مصمم المنتج عن المستخدم بالفعل، إذ تتضمن شرحًا للسبب الذي يقبع خلف احتياجات المستخدم ورغباته، وتقدم رؤية أكثر شمولية لعالمه. تأخذ شكل الملصق لكي تساعد في بقاء المستخدم في ذهن المصمم أثناء العمل.

خريطة التعاطف في تصميم المنتجات

4. التفكير في مواصفات المنتج

في هذه الخطوة يُجرى عصف ذهني متعدد المراحل من أجل بلورة الأفكار التي تحقق الهدف من المشروع، تشمل مراحل التفكير ما يلي:

  • التفكير في الطريقة التي سيتفاعل بها المستخدم مع المنتج: تُرسّم خريطة لرحلة المستخدم تتضمن تصورًا للعملية التي يمر بها من أجل تحقيق هدفه، وتُسرّد قصة تصف يومًا في حياة المستخدم وكيف يتناسب المنتج مع حياته، مع التركيز على الهدف الذي يحاول المستخدم تحقيقه، وتحديد أي من المشكلات التي يواجهها له تأثير على تجربة المستخدم أو أهداف الشركة.
  • تخطيط هيكل المنتج: يعني إنشاء هيكل للمنتج، بحيث يسمح للمستخدم بفهم مكانه الحالي مع المنتج وأين يحصل على المعلومات التي يريدها. على سبيل المثال، رسم هيكل رأسي لموقع الويب يتضمن تقسيمات الموقع (منتجات ← فئة رئيسية ← فئة فرعية) يساعد الزائر على فهم مكان وجوده على موقع الويب.
  • التفكير في كيف ستبدو واجهة المستخدم: الآن بدأ المنتج في التبلور في ذهن المصمم، إذ سيرسم مصمم المنتج مجموعة واسعة من حلول التصميم التي سيحدد لاحقًا أي منها سيلتزم به، يفضل أن يكون الرسم مستندًا إلى الحجم الفعلي للمنتج.

وبالنسبة لعملية تصميم منتج رقمي، سيلجأ المصمم إلى رسم مخطط هيكلي wireframe بسيط لموقع الويب أو التطبيق، مع كتابة تعليقات توضيحية تشرح سياق الرسم وتوصل الفكرة سريعًا.

رسم مخطط هيكلي wireframe بسيط لموقع الويب
  • التأكد من صحة الفكرة: يلجأ مصممو المنتجات إلى تقنية يتأكدون بواسطتها من صحة الأفكار التي عثروا عليها حتى الآن قبل الانتقال إلى الخطوة التالية، إذ يبني المصمم نموذج أولي بسيط يعرضه على المستخدم لمعرفة ما إذا كان يحل مشكلته أم لا.

5. تصميم المنتج فعليًا

بعد الخطوات السابقة من خطوات تصميم المنتج Product Design، أصبح لدى المصمم فهمًا واضحًا لما يريد إنشاءه، وهنا يأتي دور النمذجة:

أولًا: بناء نموذج أولي

النموذج الأولي هو نموذج تجريبي لفكرة ليساعد على اختبارها قبل إنشاء المنتج الكامل، غالبًا ما يكون النموذج الأولى صغيرًا بحيث يتضمن أجزاء أساسية قليلة من المنتج، غير أنه من المهم استخدام المحتوى الحقيقي لفهم كيفية تأثيره على التصميم العام، بدلًا من استخدام النصوص الوهمية.

قد يأخذ النموذج شكل رسومات تقريبية على الورق أو ما يسمى بالنموذج الأولى منخفض الدقة، وقد يبدو وكأنه منتج حقيقي تفاعلي يحاكي التصور الكامل للمنتج، وهو ما يطلق عليه النموذج الأولى عالي الدقة. قبل أن يُقرر المصمم أيًا من النموذجين سيقع عليه الاختيار، يجب أن يفكر في النموذج الذي يقلل العمل والجهد المطلوب لبنائه، وفي الوقت نفسه يعزز من عملية التعلم.

ثانيًا: كتابة مواصفات التصميم

مواصفات التصميم هي مستند تفصيلي يحصل عليه قسم الإنتاج من أجل بناء المنتج وفقًا لمواصفات المصمم، يقدم المستند معلومات دقيقة عن المنتج مثل: تفاصيل تصميم واجهة الاستخدام من ألوان وأشكال وأحرف ومقاسات، بالإضافة إلى معلومات عن السلوكيات والوظائف.

6. اختبار تصميم المنتج

بعد تصميم النموذج عالي الدقة، تصبح مرحلة الاختبار جاهزة للبدء. الهدف منها ضمان عمل التصميم على النحو المطلوب، واكتشاف أفكار غائبة قد تغير استراتيجية المنتج. يمكن إجراء الاختبار بأكثر من طريقة:

أ. الاختبار الذاتي أو مع فريق العمل

هو اختبار محدود للمنتج بالاستعانة بأعضاء الفريق، تكمن ميزته في العثور على المشكلات الأكثر أهمية، لأن فريق العمل على دراية بالهدف من وراء المنتج والمغزى العملي من تصميمه.

ب. اختبار قابلية الاستخدام

هو اختبار يجرى مع مستخدمين حقيقيين يبلغ عددهم خمسة أفراد في المتوسط، للتأكد مما إذا كان تصميم المنتج يعمل بسلاسة مع الجمهور المستهدف أم لا. ويُعد الاختبار الأعلى قيمة، لأنه يوفر معلومات ثاقبة عن كيفية استخدام الجمهور للمنتج، وبالتالي يساعد في تحديد مشاكل قابلية الاستخدام ويقيس درجة رضا المشاركين عن المنتج.

قد يأخذ الاختبار شكلًا رسميًا؛ إذ يتفق المصمم مع المشاركين مسبقًا ويبلغهم بموعد الاختبار، ويسجل جلسات الاستخدام لكي يسهل توثيق التعليقات لفظية وردود الفعل السلوكية التي تساعد في تحسين المنتج وتصميم تجربة استخدام أفضل. وقد يأخذ شكلًا غير رسمي من خلال الذهاب إلى أحد المقاهي ودعوة أشخاص عشوائيين لتجربة المنتج، مع تقديم مكافأة بسيطة بمثابة شكر على التجربة.

ج. دراسة اليوميات

تهدف هذه الطريقة إلى معرفة كيفية تفاعل المستخدمين مع منتج ما على مدار فترة زمنية طويلة تتراوح بين عدة أيام إلى شهر أو أكثر، إذ يطلب من المشاركين الاحتفاظ بمذكرات وتدوين معلومات محددة عن تجربة الاستخدام مثل: أين كنت عند استخدام المنتج؟ ما المهام التي كنت ترغب في أدائها؟ هل شعرت بخيبة أمل من شيء ما؟

7. ما بعد الإطلاق

لا يعني إطلاق المنتج رسميًا أن عملية تصميم المنتج قد انتهت بلا رجعة، بل على العكس تستمر عملية التطوير والتحسين طالما المنتج قيد الاستخدام. من أهم الطرق التي تساعد في فهم كيفية تفاعل المستخدمين مع المنتج:

  • تحليل المقاييس: يعني ذلك تتبع أداء المنتج باستمرار لمعرفة ما إذا كان يحوز رضا العملاء أم يحتاج إلى بعض التحسينات، في المنتجات الرقمية مثلًا يمكن تتبع مقاييس مثل: عدد النقرات ومعدل الارتداد ومصطلحات البحث باستخدام أدوات مثل تحليلات جوجل.
  • قياس ردود فعل المستخدمين: عبر استطلاعات الرأي على الإنترنت أو تحليل شكاوى العملاء، تقدم هذه التقارير معلومات ثمينة حول تحسين المنتج بدلًا من إعادة صياغته من جديد.
  • اختبار A\B: إذا كنت حائرًا في الاختيار بين وظيفتين أو إجراءين، يمكنك إجراء هذا الاختبار لمعرفة الاختيار الذي حقق الهدف بشكلٍ أكثر كفاءة، اعرض نسختين من المنتج على عدد متساو من المستخدمين، ثم لاحظ النتائج.

ختامًا، تُبين من مراحل تصميم المنتج السابقة أن تصميم المنتجات ليس أمرًا عشوائيًا بسيطًا، بل هو عملية معقدة تنطوي على العديد من الإجراءات والتجارب والتحسينات، لذلك تحتاج أي شركة تنوي إطلاق منتج جديد أو تحسين آخر إلى الاستعانة بمصمم منتجات متخصص. يمكنك توظيف مصمم منتجات محترف عبر مستقل، أكبر منصة عربية للعمل الحر، أضف مشروع تصميم المنتج الخاص بك الآن، واستقبل عروضًا من مصممي المنتجات المهتمين بالعمل معك.

تم النشر في: المنتجات الرقمية