لطالما كانت القصة مطلبًا مشتركًا للأطفال والكبار منذ أن تعلم الناس الحوار مع بعضهم البعض، فسبقت كتابة قصة على جدران الكهوف وأوراق البردي أي تقنية حديثة لتبادل المعرفة مثل: المطابع والمكتبات الرقمية وملفات البودكاست وفيديوهات اليوتيوب. ولم تفقد القصة شعبيتها في أي وقت، بل حافظت على مكانتها كعمود فقري للتسلية ونقل الرسائل بمختلف أنواعها التعليمية والتربوية والثقافية وأيضًا التسويقية.

جدول المحتويات:

ما المقصود بكتابة القصص؟

كتابة قصة هي عملية كتابة سلسلة من الأحداث المتصلة التي أدت إلى مشكلة (العقدة)، ثم تطوُر هذه المشكلة، وفي النهاية الوضع الحالي للشخصيات الذي أسفرت عنها تطورات المشكلة. في التسويق مثلًا، قد تدور قصة واقعية قصيرة حول أحداث وشخصيات حقيقية من الحياة مثل؛ سرد قصة كفاح تأسيس الشركة في صفحة «من نحن»، أو تدور عن أحداث وشخصيات من وحي الخيال؛ وهي النوع المعتمد في السيناريو الإعلاني.

تناقش كتابة القصة في جوهرها كيف ولماذا تتغير الحياة، إذ تبدأ بموقف تكون فيه الحياة مستقرة نسبيًا (تذهب كل يوم إلى العمل ويمضي اليوم كالمعتاد)، مع توقعات بأن هذا الاستقرار سيستمر على النحو نفسه. ومع مرور الوقت يقع حدث يسفر عن اختلال التوازن في الحياة، فمثلًا (تمر الشركة بعاصفة تهدد بقائك فيها).

تستمر القصة في وصف كيف سيحدث الاستقرار من جديد؛ إذ يشرح السرد تعارض توقعات البطل مع الحدث العارض الذي هدد استقراره، واصفًا كيف ستتفاعل القوى المتعارضة معًا، ثم يتعمق في الطريقة التي سيعالج بها البطل الموقف المتأزم الذي يمر به، وكيف سيتخذ قرارات صعبة ويفعل إجراءات تنطوي على مخاطرة، وفي النهاية تنفرج الأزمة ويكتشف الحقيقة.

ما أهمية كتابة القصص؟

القصة ليست مجرد تكديس للمعلومات في قالب محكي، لكنها أيضًا طريقة لمخاطبة عواطف القارئ، إذ يقرأها بعينيه ويتواصل معها بقلبه، لذلك فهي تُستخدم في التسلية والتثقيف، ومؤخرًا تصاعدت أهميتها في التسويق إلى حدٍ كبير. يفسر ذلك إلى جانب الأسباب التالية أهمية كتابة القصص وتفضيلها على الكتابة النمطية القائمة على البيانات والمعلومات الجافة:

تجذب الاهتمام ومن الصعب نسيانها

يشير علماء النفس إلى أن العقل البشري في رحلته لفهم وتذكر موضوع ما يميل إلى تجميع الأحداث معًا، والتفكير في التجارب التي يمر بها في إطار قصصي، لهذا السبب ينجذب الناس إلى المحتوى الذي يأتيهم في شكل حكاية، يحمل هذا الانجذاب قيمة كبيرة في ظل البيئة شديدة التنافسية التي تعيش فيها العلامات التجارية، وعشرات الرسائل التسويقية التي يتعرض لها الجمهور يوميًا عبر الإنترنت.

لذلك، تمثل القصة طريقة مضمونة لجذب انتباه الجمهور الذي يميل إلى التوقف ومشاهدتها لمساعدته على فهم موضوع ما، كما أنها أقل عرضة للنسيان 22 مرة من الحقائق المجردة كما تشير إلى ذلك الدراسات، فكم من قصص سمعناها صغارًا ولا تزال محفورة في ذاكرتنا إلى الآن.

تضفي طابعًا إنسانيًا على العلامة التجارية

عندما تستخدم العلامة التجارية القصة في التسويق، فإنها تمد رابطًا بينها وبين الجمهور من خلال المشاعر مثل: البهجة والأمل واليأس والغضب، ذلك لأن القصة لغة شائعة تتجاوز أي حواجز واختلافات، وتعزز الثقة والتعاطف والإحساس بالقواسم المشتركة التي بين الناس، وهو الأمر الذي يضفي على العلامة التجارية طابعًا إنسانيًا، فالكل يفهم قصة البطل أو المستضعف أو المحبط.

تجسد المفاهيم المجردة وتبسّط الرسائل المعقدة

أبسط طريقة لشرح مفهوم ما هي وضعه في قالب قصصي، فنحن نتوق عند محاولة فهم أمر معقد إلى مثال يشرح لنا هذا الأمر بوضوح، وهو الدور الذي يمكن أن تلعبه القصة. إذ تساعد في توضيح المفاهيم بصورة أفضل من خلال مثال توضيحي يشرح خدمة معقدة للجمهور للمرة الأولى، مثل أحدث البرامج والأجهزة الذكية، أو من خلال دراسة حالة تصف كيف تمكن المنتج من حل مشكلة العميل وتحسين حياته.

تشجع الجمهور على اتخاذ إجراء

نظرًا لأن كتابة قصة تطرح فكرة ما في إطار عاطفي، تستطيع الرسالة التي تحملها النفاذ إلى وعي الجمهور بصورة أعمق وتصبح أكثر إقناعًا، لأنها تحكي الأحداث من وجهة نظر كاتب القصة، وبالتالي تُلهم الجمهور وتحفزه على اتخاذ الإجراء المطلوب Call To Action.

أنواع كتابة القصص

للقصص أكثر من تصنيف، فالبعض يصنفها حسب الطول إلى رواية وقصة قصيرة، بينما يميل الأغلبية إلى تصنيفها تصنيفًا موضوعيًا بحسب طبيعة الأحداث ومصادر استلهام الكاتب. لذلك فيما يلي أكثر أنواع كتابة القصص شيوعًا تبعًا لموضوعها:

  • الحكايات الشعبية: هي قصص بسيطة تناقلتها الناس جيلًا بعد جيل إما في شكل مكتوب أو شفهيًا، تتميز بالاختصار والبساطة إذ تركز على الحبكة الفنية في السرد، تمت إعادة كتابتها في أكثر من مكان وعصر نظرًا لجاذبيتها وبساطتها مع تخصيصها تبعًا لرؤية كل مؤلف.
  • القصص البطولية: تصف أحداث بطولية شيقة ورائعة في تاريخ شعب ما، تحفل المكتبة العربية بهذا النوع من القصص، مثل بطولات عنترة بن شداد والزير سالم.
  • الملحمة: مجموعة من القصص الطويلة التي تحكي تاريخ شعب أو بلد، تتميز بالتفاصيل الكثيرة والرسالة الأخلاقية التي تحملها ثقافة الشعب أو البلد الذي تدور فيه أحداث الملحمة.
  • الرواية الأدبية: هي قصة من ابتكار خيال المؤلف، تتضح فيها صفات الشخصيات بتفصيل وعمق، وتتميز أحداثها بالكثافة، ونظرًا لأنها أحد أعقد أنواع القصص تحتاج إلى راو متمرس موهوب.
  • القصص على ألسنة الحيوانات: قصص قصيرة تكون شخصياتها من الحيوانات التي تدور بينها مواقف وأحداث مثلما بين البشر، وتحاول أن تُعطي درسًا أو تُبث قيمة أخلاقية، من أشهرها في العربية كتاب كليلة ودمنة.
  • القصص البوليسية: تُعرف بالألغاز، وتعتمد على جريمة يحاول أن يسبر أغوارها المحقق، يُشرك المؤلف القارئ في محاولة حل اللغز حتى يكتشف الجاني في نهاية القصة.
  • روايات الخيال العلمي: تحدث هذه القصص في عالم ينطوي على تقنية جديدة أو اختراع فائق الحداثة، قد تتضمن في شخصياتها الروبوتات والكائنات الفضائية، وغالبًا ما تتناول النتائج التي من المحتمل أن تحدث بسبب هذه التقنية.
  • الرواية التاريخية: تُبنى أحداث هذه الرواية على وقائع حقيقية حدثت بالفعل لكنها ليست دقيقة بصرامة، يحاول المؤلف تجسيد الحقائق التاريخية في مواقف وشخصيات تمزج بين الحقيقة والخيال من أجل نسج قصة أكثر جاذبية، يمثل هذا النوع من القصص وجبة معرفية سهلة الهضم لكل من يحب مطالعة التاريخ بعيدًا عن الحقائق المجردة.
  • القصص التسويقية: أصبحت هذه القصص حاضرة بقوة في الآونة الأخيرة، بسبب سهولة إنتاج المحتوى القصصي واحتدام المنافسة في السوق بين العلامات التجارية. فيما يلي عدة أنواع من القصص التسويقية يمكنك اختيار ما يتواءم مع احتياجاتك منها:
    • قصة العلامة التجارية

تركز كتابة قصة العلامة التجارية على قصة تأسيس الشركة أو السبب الذي دفع إلى تأسيسها، وقد تدور حول قصة المؤسسين أنفسهم وما ألهمهم لبناء الشركة. من الممكن أن تطرح قصة الصناعة نفسها والوضع الحالي للسوق، وكيف يمكن للشركة المساهمة في تحسينه، أو تسلط الضوء على القيمة الجوهرية التي يستهدفها المؤسسين أو المنتج نفسه. على سبيل المثال، تركز إحدى الجمعيات الأهلية المتخصصة في الطفولة على قيمة التعليم الذي ترى أنه حق لكل طفل.

    • قصة العميل

تعرف بدراسات الحالة، وتحكي قصة استخدام العميل للمنتج فيما يُعدّ دليلًا اجتماعيًا على جودته، يُساهم العميل بنفسه متحدثًا عن مميزات المنتج وما الفارق الذي أحدثه في تلبية احتياجاته. قد تأخذ القصة شكل المقابلة، إذ يطرح المحاور أسئلة ليُجيب عنها العميل، وتُوثَق المقابلة في تدوينة تُنشر على مدونة الشركة، مثل سلسلة قصص النجاح التي تنشرها مدونة مستقل.

    • قصة تعليمية

تضفي القصة على المحتوى التعليمي تشويقًا وجاذبية هو في أمس الحاجة إليها، فمثلًا يمكن إجراء مقابلة مع أحد خبراء الصناعة يشارك فيها معرفته ويحكي خلاصة تجاربه في المجال، ومن الممكن أيضًا دمج القصة في تجربة استخدام خدمة أو منتج، والحكي بالتفصيل عن تجربة الاستخدام من البداية إلى النهاية.

    • قصة المنتج

تركز قصة المنتج على المنتج أو الخدمة نفسها من حيث المميزات والفوائد، إذ تشرح بطريقة إبداعية كيف يكون المنتج مفيدًا للعميل، وهي النوع القصصي الغالب في الإعلانات المصورة. وقد تحكي طريقة استخدام المنتج في شكل حكاية ترشد العميل إلى تعليمات الاستخدام بطريقة مشوقة سهلة الفهم، كما يمكن أن تشرح أيضًا الحافز وراء ابتكار المنتج، وما الذي ألهم الشركة لبنائه من البداية.

عناصر كتابة القصة

إذا حاولنا تحليل مكونات كتابة قصة مكتملة العناصر، سنجد أنها غالبًا ما ترتكز على مجموعة من الأسس تعمل معًا بتوازن من أجل عمل فني موحد، هي:

أ. الشخصيات

تدور أحداث القصة حول شخصية واحدة على الأقل؛ إن لم يكن عدة شخصيات، تلعب الشخصية الرئيسية دور البطولة، وغالبًا ما يضع الجمهور نفسه مكانها ويرى الأحداث من منظورها الشخصي، لذلك تمثل جسرًا بين الكاتب والجمهور يستطيع من خلالها تعميق صلة القارئ بالحكاية.

الشخصية المثالية هي الشخصية ذات السمات الواضحة بقوة مثل: الذكاء أو البراءة أو الجدية أو المرح ..إلخ، لذلك ينبغي أن يعرف الكاتب شخصياته حق المعرفة من حيث طريقة حديثها وأفكارها، وأن يكون لديه صورة مفصلة عن كل منها.

ب. مسرح الأحداث

يصف مسرح الأحداث المحيط المادي الذي تقع فيه أحداث القصة، ويتجاوب فيه أبطال القصة مع العالم الذي يعيشون فيه، فيصف البيئة والظروف المحيطة سواء المكان؛ مثل المنزل أو الشارع أو الجزيرة الصغيرة أو القطار أو حتى عقل شخص ما.

كما يشير إلى الوقت الذي يقع فيه الحدث، وقد يتناول مكونات أخرى ذات مغزى، مثل أهداف وقيم الشخصية والدوافع الواضحة والمنطقية التي تحركها لتتخذ قرارات أو أفعال معينة. فمثلًا تختلف دوافع كل من الشخصية الطيبة والشخصية الحقودة، وينعكس ذلك في أفعال كل منهما بوضوح. وأحيانًا يخاطب مسرح الأحداث الحواس، مثل الإبصار والتذوق واللمس والسمع، على سبيل المثال «استيقظ البطل على صوت المنبه ….».

الشرط الأساسي لتصميم مسرح الأحداث أثناء كتابة قصة هو الحديث عن التفاصيل التي تجعل الحكاية أكثر حيوية، حتى يسهّل على الجمهور فهم الأحداث ويُحسّن من قدرته على الربط بينها وبين بعضها البعض، كما أن مسرح الأحداث ينبغي أن يتواءم مع طريقة الاستجابة والتصرفات التي تتخذها كل شخصية حيال المحيط الذي تعيش فيه.

ج. العقدة

الحبكة هي تسلسل الأحداث في تدفق طبيعي منسوج جيدًا وتصاعديًا مشوقًا يشكل قلب القصة، تتكون العقدة من دورات مختلفة من الأحداث والقرارات تتخللها نقاط ذروة، يصحب الكاتب فيها القراء من موقع ما (حيث شخصية تواجه مشكلة معينة) عبر مسار ما (يتناول الشخصية وهي تواجه تلك المشكلة)، إلى موقع آخر (حيث تنجح أو تفشل الشخصية في التغلب على المشكلة).

للحبكة أشكال عديدة، لكنها جميعًا تمر بنفس المراحل الآتية:

  1. البداية: تسرد خلفية القصة ووصف الشخصيات والبيئة المحيطة.
  2. تصاعد الأحداث: تأسيسًا على البداية، يتغير مسار الأحداث عندما تصادف الشخصية الرئيسية شيئًا ما يصبح عائقًا أو تواجه مشكلة أو صراعًا رئيسيًا يهدد نظام حياتها المعتاد. تصاعد الأحداث هو أحد أهم عناصر القصة التي تولد التشويق، وتحمس القارئ لمواصلة القراءة لمعرفة ما سيتلو من أحداث.
  3. الذروة: قمة مواضع التشويق والفضول في القصة، إذ تحتوي على أعلى درجة من التوتر والدراما، تدفع البطل لاتخاذ قرار ما، تتحول بعده الأحداث في اتجاه آخر.
  4. النهاية: تمثل النهاية حلًا للعقدة ينتهي بموجبه الصراع وتجتمع كل الخيوط معًا، إذ تصف الأحداث التي تؤدي إلى هذا الحل، والتحول الإيجابي أو السلبي للأحداث نتيجة قرار البطل في ذروة العقدة، قد تصف النهاية أيضًا كيف تتضافر جهود الشخصيات معًا لحل الصراع.

د. الصراع

الصراع هو مشكلة أو تحد ترتكز عليه العقدة، يظهر عندما تواجه الشخصية الرئيسية عقبة تعيقها نحو تحقيق هدف محدد، فتضطر إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة بها وتواجه خصومها لحل الصراع. قد يكون الصراع خارجيًا مع طرف أو أكثر في الخارج أو داخليًا في ثنايا عقل الشخصية، فيقع بين البطل وبين نفسه. ينبغي أن يثير الصراع مشاعر الجمهور، وأن يحتوى على مشاهد يستطيع الجمهور الإحساس بأنها ذات صلة به وتُمثله أيضًا.

ه. الموضوع

الموضوع هو الفكرة المركزية التي تُعبِر عنها القصة بأكملها ويحاول الكاتب نقلها إلى القارئ، يتطور الموضوع مع جريان الأحداث وتفاعل الشخصيات مع بعضهم البعض في سياق العقدة، ويحمل في النهاية الدرس الذي يتعلمه القارئ مع آخر سطر من سطور القصة.

قد يكون موضوع القصة الترابط الأسري أو النجاح أو الحرب أو دفع الظلم وما إلى ذلك، وقد يحذر القارئ بأن عليه اتباع طريق أفضل أو مسار آخر في حياته. ينبغي على الكاتب عند طرح الموضوع أن يتجنب العاطفية الشديدة والمبالغة في الأحاسيس، وألا يُملي وجهة نظره على القارئ بإلحاح، بل يقوده إلى استنتاج الرسالة العامة التي يحاول عرضها من خلال تصرفات الشخصيات وأفكارها.

و. الأسلوب

الأسلوب هو طريقة صياغة القصة من كلمة لأخرى ومن فقرة لفقرة تليها، وهو أحد أبرز عناصر كتابة القصة التي تجعل القراءة ممتعة. ينبغي أن يتمتع الأسلوب بالوحدة من بداية القصة إلى آخر سطر فيها، سواء من حيث أنماط الكلمات المستخدمة وطريقة عرض التفاصيل وطول الفقرات.

ينبغي أن تشمل وحدة الأسلوب أيضًا طبيعة الراوي، فيمكن أن يكتب المؤلف القصة بصيغة المتكلم (أنا) باعتباره أحد شخصيات القصة، أو يستخدم صيغة الغائب إذ يعزل نفسه عن الشخصيات ليصف الأحداث من الخارج.

كيفية كتابة قصة تسويقية بـ 4 طرق مختلفة

أثناء التفكير في كيفية كتابة قصة ما للتسويق لمنتجك، حدد أولًا الهدف المطلوب من وراء القصة، مثلًا هل الترويج لمنتج أم نشر الوعي بالعلامة التجارية أم بث القيم التي تتبناها أم شرح الخدمة أم تثقيف الجمهور؟

تحتاج أيضًا إلى التفكير في التغيير الذي ينبغي أن تتركه القصة: ما الذي سيعرفه الجمهور وما الذي سيتغير لديهم بعد سماع الحكاية وما الذي ينبغي عليهم فعله بعد تلقي المحتوى؟ والآن، نشارك 4 طرق مختلفة اُستخدمت مرارًا وتكرارًا عن كيفية كتابة قصة:

1. رحلة البطل

هي إحدى أكثر أنواع القصص التسويقية شيوعًا وأكثرها خيالية، إذ تصحب الجمهور في رحلة يخوضها البطل. امنح العميل دور البطل، وقدم المنتج باعتباره الحل السحري الذي سيساعده في تحقيق أهدافه. ينبغي أن تشتمل القصة على عناصر القصة الأساسية: الشخصية والصراع والعقدة والحل ثم النجاح، وتتبع النسق التالي:

  • البطل لديه مشكلة أو تحدي.
  • يقرر البطل خوض هذا التحدي والتغلب عليه.
  • ينجح البطل في مواجهة التحدي بنجاح.

مثال: خالد شاب في مقتبل العمر يعيش في قرية نائية، شغوف بالتقنية ويهوي البرمجة، كان من الصعب عليه أن يحصل على فرصة عمل كمبرمج في محيط قريته الصغيرة، في الوقت نفسه سمع عن منصات العمل الحر التي يمكن أن يعمل من خلالها مبرمجًا مستقلًا عبر الإنترنت. سجل في موقع مستقل حيث يطرح العملاء مشاريعهم من بلدان مختلفة، وخلال 5 أشهر نجح في تنفيذ العديد من مشاريع البرمجة بتقييمات رائعة، حتى بات مبرمجًا لامعًا بجدول أعمال لا ينتهي.

2. قبل وبعد

تنقل طريقة كتابة قصة «قبل وبعد» الجمهور من وضع صعب إلى وضع أفضل، مستخدمة التناقض بين حال العميل قبل حل مشكلته وبعدها لإبراز أهمية المنتج، كما يلي:

  1. قبل: صف المشكلة القائمة بحيث تتماس مع هموم الجمهور المستهدف فيري فيها نفسه.
  2. بعد: أشبع فضول الجمهور واشرح له كيف سيتغير الحال بعد استخدام المنتج، مسلطًا الضوء على أهم الفوائد التي يبحث عنها.
  3. الحل: اكشف الآن عن منتجك الذي سيسد الفجوة بين هذين العالمين.

مثال:

    1. قبل: أعوام عديدة تقضيها في العمل جالسًا أمام المكتب، تعاني من آلام متفرقة في جسدك بسبب الساعات الطويلة التي تقضيها أمام الحاسوب، تتكرر زياراتك للأطباء، وتمر عليك العديد من الأيام التي تشعر فيها بالإرهاق أثناء العمل أو تقضيها في عطلة للراحة.
    2. بعد: تخيل كرسي مكتب طبي فائق الراحة يمنحك جلسة تسترخي فيها مناطق الجسم الأكثر أهمية؛ سواء الظهر أو الذراعين أو الرأس، فتستطيع العمل بنمط صحي وإنتاجية أعلى.
    3. الحل: يقدم لك الكرسي الشبكي المرونة التي تحلم بها راحتك، إذ ينحني ويتحرك معك طوال اليوم، مع قدرات تحكم مرنة لضبط كل شيء، يمنح عضلاتك الراحة التي تبحث عنها مع ساعات العمل الطويلة، ويساعدك على زيادة التركيز بينما تسترخي كل أعضاء الجسم بتوازنٍ مثالي.

3. نموذج AIDA

AIDA هو نموذج تسويقي مشهور يستخدم لجذب انتباه العملاء بشكل متطور وفعال، تمثل AIDA اختصارًا لأربع خطوات يمكن اتباعها أثناء كتابة قصة تسويقية، هي:

  • جذب الانتباه (Attention): ينبغي جذب انتباه العميل في غضون ثوانٍ، إذ لا يوجد وقت لعرض محتوى أطول لأن فترات انتباه العملاء أقل، لذلك ابحث عن مشاكل الجمهور واهتماماته التي تجعله يستمر في متابعة المحتوى، مثلًا:
    • تناول أشهر أسطورة في المجال.
    • اذكر إحدى الإحصائيات التي تدعم القصة.
    • ابدأ بعبارة جذابة مشوقة يشعر معها الجمهور بأن القصة غير نمطية.
    • تطرق إلى رغبات الجمهور وأهدافه: هل تريد …؟
    • احك موقفًا شخصيًا ذا صلة.
  • إثارة الاهتمام (Interest): المهمة الأكثر تعقيدًا بعد جذب الانتباه هي الحفاظ على اهتمام الجمهور لمواصلة المتابعة، لذلك احرص على إشراك القارئ وكسب تعاطفه:
    • اكتب بأسلوب تحادثي.
    • ركز على نقاط الألم التي يشعر بها الجمهور المستهدف.
    • صِف المواقف المألوفة ذات الصلة التي يمر بها.
    • اسرد قصة من وحي ما سبق.
  • إيقاظ الرغبة (Desire): تناول المزايا التي تجعل حياة العملاء أسهل، استخدم قوة الإقناع لمساعدته على فهم المزايا الفعلية التي يقدمها المنتج، والفوائد التي سيجنيها من اقتناءه.
  • الحث على اتخاذ إجراء (Action): كن واضحًا بشأن الإجراء المطلوب أن يتخذه الجمهور، مثلًا «اشترك الآن».

مثال من شركة أبل: عندما طرحت شركة أبل هاتف آيفون للمرة الأولى تبنت نموذج AIDA في سرد قصة المنتج:

    • جذب الانتباه: أعلنت أبل عن منتج جديد ليس له نظير من قبل.
    • إثارة الاهتمام: قدم «ستيف جوبز» في البداية الخصائص التقنية، واستقطب تركيز الجمهور أكثر فأكثر.
    • إيقاظ الرغبة: شاهد الجمهور فوائد الهاتف الجديد، وعرض ستيف جوبز الهاتف بشكلٍ حي شارحًا عمليًا كيف يؤدي الوظائف التي أشار لها في البداية.
    • الحث على اتخاذ إجراء (Action): مع إطلاق الهاتف الجديد، كان المطلوب من الجمهور هو المسارعة باقتنائه.

4. نموذج 4P

تشبه طريقة كتابة قصة 4P نموذج AIDA مع بعض الاختلاف، إذ تتكون من:

  • وعد (Promise): يقدم النص وعدًا محددًا للجمهور يجذب عقله، يستند إلى الصدق والواقع دون أي مبالغة.
  • صورة (Picture): ترسم الكلمات صورة جذابة للمنتج؛ تلهم الجمهور بأن يسير على خطى العملاء السابقين الذين استفادوا من مزايا المنتج.
  • دليل (Proof): استعن بالإحصاءات والرسوم البيانية لدعم قصتك، سيساعد هذا الدليل في تعزيز ثقة الجمهور واحترامه لما تقول.
  • حافز (Push): توج كل الجهود السابقة بتحفيز الجمهور لعمل سلوك معين يتحولون به إلى عملاء فعليين.

مثال:

    • الوعد: سلط الضوء على محتواك الرائع، وفز بمرتبة متقدمة في نتائج البحث، تجعل الآلاف يلاحظونه في صدارة جوجل.
    • الصورة: تخيل مع النمو الكبير في عدد زيارات موقع الويب واتساع نطاق الوعي بعلامتك التجارية، الزيادة الكبيرة التي ستحدث في عدد المبيعات.
    • الدليل: انضم إلى عشرات العملاء الذين تضاعفت عدد الزيارات التي حصلوا عليها، وزادت أرباحهم خلال عام واحد فقط من جهود تحسين محركات البحث بنسبة وصلت إلى 80%.
    • الحافز: اطلب الآن خدمات تحسين محركات البحث التي نقدمها وضع موقعك أمام أعين جوجل.

هل تحتاج إلى مساعدة في كتابة قصتك؟

من خلال كتابة قصة مصقلة جيدًا، يمكنك تحقيق أهداف عملك بشكلٍ أسرع وأكثر فعالية، يوجد في منصة مستقل أكبر منصة عربية للعمل الحر، العديد من المؤلفين الموهوبين المتخصصين في كتابة القصص بمختلف أنواعها، أضف مشروعك الآن واستقبل عروض الكتاب المحترفين المهتمين بالعمل عليه.

تم النشر في: التسويق بالمحتوى