التسويق الشفهي: كيف تحكي قصص النجاح؟

لا شيء يؤثر على الناس، أكثر من توصية؛ بواسطة صديق موثوق به.

تصف هذه المقولة لمارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك قيمة التسويق بالكلمة من الجمهور إلى الأهل والأصدقاء. لذا، يعد التسويق الشفهي (Word of mouth marketing) أو كما يُكتب اختصارًا womm، أحد أهم الاستراتيجيات التسويقية التي لا بد من استخدامها بواسطة أي علامة تجارية.

ما هو التسويق الشفهي Word of mouth marketing؟

يمكن تعريف التسويق الشفهي (womm) على أنّه الأفعال التي يقوم بها المستهلكون، من خلال الحديث عن العلامات التجارية مع الآخرين. يعتمد الأمر بالطبع على وجود سبب لتحفيز المستهلكين لفعل ذلك، فلن يتحدث الجمهور عنك إذا لم يكن يشعر بالسعادة من معاملاته معك.

في العالم الرقمي أصبح الاعتماد على التسويق الشفوي أكثر سهولة، إذ مع وجود الإنترنت، وقابلية الانتشار السريع للمحتوى، يمكنك التسويق لعلامتك التجارية بصورة واسعة. لهذا السبب لم يعد أحد ينتظر العملاء للحديث عن المنتجات، بل أصبحت هناك استراتيجيات تستخدم لفعل ذلك. لذا، يمكن تقسيم أنواع التسويق الشفهي إلى نوعين رئيسيين:

  • التسويق الشفهي الطبيعي: يحدث التسويق الشفوي الطبيعي عندما يتحدث الناس من تلقاء أنفسهم عن العلامات التجارية، بسبب شعورهم الإيجابي نحوها. لا سيّما مع التعرض إلى تجربة إيجابية في المعاملة، فيتولد لدى الجمهور الرغبة في مشاركة هذه التجربة مع الآخرين.
  • التسويق الشفهي المدفوع: في هذه الحالة لا تنتظر العلامات التجارية حديث الجمهور عنها. بل تلجأ إلى إطلاق حملات تسويقية مصممة خصيصًا لهذا الأمر، وتشجيع الجمهور على مشاركة تجاربهم، من خلال طرق تحفّزهم لفعل ذلك.

إيجابيات التسويق الشفهي

في حالة المقارنة بين التسويق الشفوي وبقية استراتيجيات التسويق الإلكتروني، سنجد أنّ هناك العديد من الإيجابيات التي يمكن تحقيقها من استخدامه، وتجعله من الخيارات المفضلة للعلامات التجارية في التسويق. من أهم إيجابيات التسويق الشفهي:

  • التكلفة المنخفضة

عندما يتعلق الأمر بالتسويق الشفوي الطبيعي تحديدًا، فقد لا يكلفك أي شيء. إذ كل ما تحتاج إليه هو رضا العميل عن المنتج أو الخدمة التي تقدمها له، وبعد ذلك ستحصل على التوصيات الشفهية منه إلى أهله وأصدقائه. يمكنك ألّا تنفق شيئًا على التسويق الشفهي، لكن رغم ذلك ستحصل على نتائج جيدة جدًا.

  • كسب ثقة الجمهور 

يساعدك التسويق الشفوي في كسب ثقة الجمهور، إذ تشير الإحصاءات إلى كون 75% من الجمهور لا يؤمنون بالإعلانات، بينما يميل 92% منهم إلى تصديق التوصيات الشفهية من الأصدقاء. وهذا الأمر يعود إلى ثقة الجمهور في القريبين منهم، وميلهم إلى تصديق ما يقولونه لهم، ويعتمدون عليها في اتّخاذ القرارات.

عيوب التسويق الشفهي

كأي استراتيجية تسويقية أخرى، بالتأكيد هناك سلبيات من استخدام التسويق الشفوي. لا بد من التفكير بها جيدًا، وبأثرها السلبي على كيفية التسويق للمنتج، فتقدر على إدارتها قدر الإمكان، لضمان تحقق إيجابيات التسويق الشفهي فقط. من أهم عيوب التسويق الشفهي:

  • صعوبة التحكم بالتسويق الشفهي

أحد أكثر عيوب التسويق الشفهي تأثيرًا على أي علامة تجارية، هي افتقاد قدرة التحكم به كاملًا، سواءً طريقة أو توقيت حدوثه. إذ لا يمكنك ضمان أنّ عملائك سيخبرون الآخرين فعلًا عن منتجاتك. كما أنّ تجارب العملاء ليست إيجابية باستمرار، فيمكن لنشر التجارب السلبية التأثير على علامتك التجارية، وإبعاد العملاء عن الشراء.

  • التوقعات غير الواقعية بشأن علامتك التجارية

عندما يقدّم أحد جمهورك التوصيات الشفهية للآخرين، فهو يخلق لديهم توقعات معينة بشأن منتجك، قد تكون أعلى من الواقع الفعلي، وتجعلهم يصابون بخيبة أمل عند تجربته. على الرغم من عدم وجود أي مشكلة بالمنتج، لكن تؤدي التوصيات أحيانًا إلى التسويق العاطفي للمنتجات، لا بناءً على حقيقتها الفعلية، فتخلق ردود أفعال سلبية بسبب التوقعات غير الواقعية.

ما هي أهمية التسويق الشفهي بالنسبة للشركات؟

لا يقتصر الأمر على إيجابيات التسويق الشفهي من ناحية التكلفة والثقة، بل في الاستفادة التي تحصل عليها علامتك التجارية من خلال هذه الإيجابيات، وأثرها على كيفية التسويق للمنتج. لذا، يمكن تضمين أهمية التسويق الشفهي والاستفادة منه في النقاط الثلاثة التالية:

بناء وزيادة الوعي بالعلامة التجارية

يساهم التسويق الشفهي في بناء وعي الجمهور بالعلامة التجارية، فهو يشبه التسويق الفيروسي في قدرته على الانتشار سريعًا. إذ عندما يبدأ عميلك بالحديث عن علامتك التجارية، ويشارك محتواك مع الآخرين، ستصل إلى عدد أكبر من الجمهور، وستتضاعف أرقام جمهورك المحتمل كلّما تحدث عنك أحد عملائك بطريقة إيجابية.

خلق مجتمع حقيقي لعلامتك التجارية

يؤدي التسويق الشفوي إلى تغيير نظرة الآخرين عن علامتك التجارية، إذ بدلًا من النظر إليها على أنّها سلعة تُشترى فقط، ينظرون إليها في إطار القيمة التسويقية التي يحصل عليها العملاء. هذا ما تظهره تجاربهم الإيجابية التي يشاركون بها مع الآخرين، وتساهم في بناء قاعدة جمهور واسعة، تخلق مجتمعًا لعلامتك التجارية يتكون من العملاء القدامى والجدد، الذين يؤمنون بقيمة منتجك وما تقدمه لهم.

زيادة المبيعات

إلى جانب إمكانية التحكم في تكلفة التسويق الشفهي، سيكون بإمكانك زيادة مبيعاتك من خلال الإحالة المجانية، التي يصنعها عملائك الحاليين لأصدقائهم وعائلاتهم. بالتالي تنتقل الثقة في علامتك التجارية إلى هؤلاء، ويقبلون على شراء منتجاتك، وهو ما يقودك إلى زيادة المبيعات.

بناءً على هذه الفوائد الثلاثة، سيكون بإمكانك الحصول على عملاء جدد. ليس ذلك فقط، لكن عملاء لهم ولاء دائم لعلامتك التجارية، وهو ما يمكن الاستفادة منه في تحويلهم إلى عملاء مدى الحياة، والاستفادة من ذلك في زيادة الأرباح التي تحصدها الشركة من خلالهم، مع توفير تكلفة جذب عملاء جدد إلى علامتك التجارية.

10 من أهم استراتيجيات التسويق الشفهي التي يمكنك استخدامها

في الوقت الحالي، لا تنتظر العلامات التجارية لحدوث التسويق الشفوي الطبيعي، بل تحاول خلق إعلان شفهي عن منتجاتها بمختلف الطرق. لذا، توجد بعض الاستراتيجيات التي تستخدم في التسويق الشفوي، وتساهم في تحقيق الفاعلية القصوى من خلاله. من أهم استراتيجيات التسويق الشفهي:

1. التسويق عبر المؤثرين

يعد التسويق عبر المؤثرين أحد الاستراتيجيات التي تساعدك في الحصول على توصيات لاستخدام منتجاتك. إذ يمكنك التواصل مع المؤثرين الذين يملكون قاعدة جماهيرية كبيرة، وسؤالهم عن إمكانية الترويج لمنتجاتك وترشيحها للآخرين. يتطلب ذلك اختيار مؤثرين يعملون في نفس مجالك، أو يستهدفون الجمهور ذاته الذي يركّز مشروعك على استهدافه. بالتالي تضمن ذهاب التوصيات الشفهية إلى الجمهور المحتمل لك، وهو ما يمكن الاستفادة منه لاحقًا في الحصول على مبيعات لمنتجاتك.

إذا كنت ترغب في الحفاظ على مصداقية العروض الترويجية من خلال التسويق عبر المؤثرين، فاحرص على اختيار أشخاص يثق الجمهور بهم حقًا، فالمسألة ليست في امتلاكهم لعدد كبير من المتابعين، لكن في قدرتهم على التأثير بهؤلاء وإقناعهم بالشراء، وهو جوهر التسويق الشفهي.

هذا لن يتحقق إلّا من خلال امتلاكهم لمصداقية مع الجمهور، مثلًا يقدمون ترشيحات لمنتجات يجربونها بالفعل، ويعرفون كيفية عرضها بطريقة ملائمة. حتى لا يبدو الأمر بالنسبة للجمهور أنّها ترشيحات لمجرد الحصول على أموال، فهذا يجعل الفائدة النهائية ضعيفة جدًا مقارنةً بالمأمول تحقيقه.

حتى لا تكلّفك هذه الاستراتيجية كثيرًا، يمكنك التفاوض مع المؤثرين للحصول على منتجات مجانية لتجربتها، بدلًا من دفع مقابل مادي للنشر عن هذه المنتجات على صفحاتهم. لكن إذا تطلب الأمر دفع أموال، فلا ترفض ذلك إذا كنت تثق في قيمة اختيارك، فالأهم هو تمكنك من الوصول إلى المؤثرين المناسبين لمجالك. وقتها ستكون الفائدة أكبر مما تتوقع، وتستحق التكلفة المدفوعة حقًا.

2. الحصول على تقييمات ومراجعات وشهادات العملاء

يعد الحصول على تقييمات ومراجعات العملاء، من أهم استراتيجيات التسويق الشفوي، التي لا تحتاج إلى مجهود. يمكنك البدء بإعداد نظام لتقييم المنتجات، وجعله جزء من صفحات المنتجات على موقعك. كذلك أتح الفرصة للعملاء لكتابة مراجعاتهم حول المنتجات.

عندما يفعلون ذلك، ستظهر هذه التقييمات للمستخدمين الذين يفكّرون في الشراء، بالتالي تؤدي دور التسويق الشفهي لمنتجاتك، لا سيّما إذا كانت هذه التجارب إيجابية. إذ بالنسبة لهؤلاء المستخدمين، يؤمنون بعدم وجود سبب يدفع العملاء الحاليين إلى مشاركة تجاربهم، سوى حصولهم على قيمة فعلية من التجربة، لذا يثقون في الاعتماد على تعليقاتهم لتقييم المنتجات.

يمكنك السعي للحصول على شهادات العملاء (testimonials)، التي يسردون فيها تجاربهم عن المنتجات. إذا أمكنك الحصول على هذه الشهادات في فيديو مصور، سيخلق ذلك تأثيرًا أكبر على الجمهور، نظرًا للتفاعل الذي ينتج من الفيديوهات. إذا لم تكن هناك طريقة لذلك، احصل على هذه الشهادات مكتوبة، وضعها في موقعك الإلكتروني في موضع يسهل رؤيته، مثل الصفحة الرئيسية أو في صفحات المنتجات.

3. تصميم برامج الإحالة

يؤدي تصميم برامج الإحالة إلى زيادة فاعلية التسويق الشفوي. إذ تعمل هذه البرامج من خلال تشجيع العملاء على إحالة أصدقائهم إلى شراء المنتجات أو الخدمات المقدمة. عندما يحدث ذلك، تمنح هؤلاء العملاء مكافأة. مثلًا منتجات مجانية أو خصومات حصرية أو غيرها من العروض الترويجية المناسبة.

أبرز مثال على التسويق الشفهي بالاعتماد على برامج الإحالة، هو ما فعلته شركة Dropbox لخدمات التخزين السحابي، ومكّنها من زيادة عدد مستخدميها من 100 ألف مستخدم مسجل على المنصة إلى 4 مليون مستخدم خلال 15 شهرًا فقط، أي 4000% زيادة في عدد العملاء.

تمكنت الشركة من تحقيق ذلك عبر برنامج الإحالة الخاصة بها، الذي يعرض 500 ميجا بايت من التخزين المجاني الإضافي للعملاء الحاليين في حالة دعوة أصدقائهم لاستخدام المنصة. بشرط قبول أصدقائهم للدعوة، حتى تضمن الشركة تحول هذه الدعوات إلى أرقام مستخدمين حقيقيين لمنصتها، وهو ما قادها إلى الأربعين ضعفًا في عدد المستخدمين.

4. تشجيع المحتوى الذي ينتجه المستخدم (User-generated content)

يعد المحتوى الذي ينتجه المستخدم من أهم استراتيجيات التسويق الشفهي. كل ما تحتاج إليه ببساطة هو دفع عملائك إلى المساهمة في إنتاج محتوى مفيد لعلامتك التجارية، على سبيل المثال نشر صور لهم وهم يستخدمون منتجاتك أو خدماتك، أو مشاركة محتوى أعددته سابقًا مع أصدقائهم، أو ابتكار طريقة تحفيزية تجعلهم يرغبون في إنشاء المحتوى.

في الحقيقة ليس سهلًا دفع العملاء إلى فعل ذلك، إلّا من خلال وجود أسباب حقيقية تحفّزهم لمشاركة المحتوى. مثلًا نشر صور لهم على حسابك، والإشارة إلى حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فيعيدون نشرها مع أصدقائهم مرة أخرى. يمكنك أيضًا تقديم بعض الامتيازات لهم في حالة إنشاء محتوى والإشارة لعلامتك التجارية.

على سبيل المثال، يمكنك عمل مسابقة، تطلب فيها من عملائك إرسال صور لهم مع منتجاتك، والجائزة تكون منتجات مجانية، أو قسائم شراء بقيمة مادية معينة، يمكن للفائزين استخدامها في شراء منتجاتك. يمكنك جعل المشاركة قائمة على إشراك أصدقائهم من البداية، مثلًا ضرورة التصويت على منشوراتهم، من أجل الحصول على الدعم، وهو ما يحقق لك التسويق الشفوي بطريقة غير مباشرة.

يمكن الإشارة إلى مثال على التسويق الشفهي من خلال محتوى الجمهور، بما فعلته شركة كوكاكولا في حملتها (Share a Coke). إذ أنتجت زجاجات كوكاكولا تحتوي على أسماء الأشخاص، مع إتاحة الفرصة لمن يرغب في طباعة اسمه من خلال موقعها الإلكتروني، لتضمن توفير الزجاجات للجميع. بالتالي اهتم العملاء بمشاركة صور الزجاجات التي تحمل أسمائهم، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

5. استخدام الهاشتاجات بفاعلية

إذا كنت تملك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا شيء أساسي، فبالتأكيد تعتمد على الهاشتاجات في المحتوى الخاص بك، تحديدًا في موقعي تويتر وانستغرام. يلعب التسويق بالهاشتاج دورًا أساسيًا في وصولك إلى الجمهور على هذه المنصات، إذا نجحت في استخدام الهاشتاج المناسب، ولهذا يعد من ضمن استراتيجيات التسويق الشفوي القوية. اعتمد على ثلاثة أنواع من الهاشتاجات في استراتيجيتك:

  • هاشتاج العلامة التجارية: هو ذلك النوع الذي تنشئه لعلامتك التجارية خصيصًا. كلّما كنت مبتكرًا في صياغة هذا النوع، ستساعد جمهورك في التعرّف عليك من خلال الهاشتاج، وتبدأ في تحقيق الانتشار القوي، حتى تصل إلى استخدام الجمهور لهذا الهاشتاج في محتواهم. وهو ما يحقق لك التسويق الشفهي.
  • هاشتاج المحتوى: هناك بعض الهاشتاجات التي يمكنك استخدامها، بناءً على توافق محتواها مع علامتك التجارية. مثلًا إذا كنت تعمل في مجال الرياضة، ستستخدم هاشتاج مثل (#Sports)، لجذب العملاء الذين يبحثون عن المحتوى من خلال هذه النوعية من الهاشتاجات.
  • هاشتاج التريندات: يركّز هاشتاج التريندات على الأحداث الرائجة في الوقت الحالي، التي يتحدث عنها الجمهور، ويستخدمون هاشتاجات معينة في كتابة المحتوى وفقًا لطبيعة الحدث. عندما تربط هذه الهاشتاجات مع علامتك التجارية، سيساهم هذا في معرفة العملاء بك.

عندما تقدر على اختيار وصياغة الهاشتاجات الأكثر ملاءمة لعلامتك التجارية، مع استخدامها بطريقة صحيحة ذكية، سيترتب على هذا عثور الجمهور عليك من خلال هذه الهاشتاجات، مع احتمالية استخدامهم لها أيضًا في إنشاء المحتوى الخاص بهم. يساعدك هذا على دمج هذه الاستراتيجية، مع استراتيجية المحتوى الذي ينشئه الجمهور في آنٍ واحد.

في عام 2012 قدمت شركة دومينوز بيتزا مثالًا على التسويق الشفهي من خلال الهاشتاج على موقع تويتر، إذ أطلقت حملة بعنوان (#LetsDoLunch) للترويج لأحد منتجاتها الأكثر مبيعًا في هذا الوقت (بيتزا الببروني)، وجذب انتباه المزيد من الجمهور إلى هذه البيتزا وتشجيعهم على شرائها.

اعتمدت الفكرة على أنّه في مقابل كل تغريدة تحدث بواسطة الهاشتاج، ستنخفض تكلفة البيتزا بنسًا واحدًا. في النهاية حصلت الشركة على عدد كبير من التغريدات، لأنّ الفكرة المبتكرة حققت التسويق الفيروسي لمحتواها رغم بساطته، وانخفضت تكلفة البيتزا إلى 7.74 جنيه إسترليني من 15.99 جنيه إسترليني.

مع استمرار هذا السعر لمدة يوم واحد، تشجع العديد من العملاء إلى شراء البيتزا للاستفادة من هذا الخصم الهائل. لا يقتصر الأمر فقط على تحقيق المبيعات، لكن نجاح الشركة في الحصول على متابعين جدد، وزيادة وعي العملاء بعلامتها التجارية، وهو أحد أهم فوائد التسويق الشفوي.

6. الهدايا ومفاجأة العملاء المميزين

يحب العملاء العروض والأشياء المجانية التي تقدمها لهم العلامات التجارية. مثلًا شحن مجاني على المنتجات، أو الحصول على خصم معين في حالة بلوغ قيمة الشراء مبلغًا محددًا، وغيرها من العروض الترويجية المناسبة التي يمكنهم الوصول إليها.

لذا، يمكنك استثمار هذه الفكرة في التسويق الشفهي كذلك، من خلال تنظيم المسابقات ومنح العملاء هدايا مجانية. في هذه الحالة ضع شرطًا يتطلب مشاركة الجمهور لمحتوى معين مع أصدقائهم على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الفوز، فتضمن الوصول إلى قاعدة جديدة من العملاء المحتملين.

إذا أمكنك تقديم عروض إضافية بسيطة للخاسرين في المسابقة، مثلًا بطاقة خصم بقيمة محددة غير جائزة الرابح في المسابقة، سيجعلك هذا لا تخسر أحدًا على الإطلاق، بل على العكس قد يتحدثون عنك بطريقة إيجابية نتيجة لتقديرك لهم. إذ مهما كانت الهدية بسيطة، سيكون بإمكانك الوصول إلى رضا الجمهور، وفي الوقت ذاته عدم خسارة الأموال المدفوعة في هذه الهدايا.

كذلك يجب عليك المتابعة مع العملاء المميزين دائمًا، ومفاجأتهم بهدايا مجانية. مثلًا إذا كنت تعرف موعد عيد ميلاد أحد العملاء، أرسل لهم هدية مجانية مع تهنئة. سيشعر بالتقدير، وسيحرص غالبًا على مشاركة الهدية مع أصدقائه، فتستفيد من ذلك في التسويق المباشر لهذا المنتج، والتسويق الشفوي لعلامتك التجارية.

7. الاعتماد على برامج التسويق بالعمولة

يؤدي الاعتماد على برامج التسويق بالعمولة إلى زيادة التسويق الشفهي، من خلال تخصيص روابط الإحالة للمسوقين المهتمين بالمشاركة في برنامجك. إذ يتطلب تنفيذ هذه البرامج، حديث المسوقين عن منتجاتك وخدماتك بهدف الترويج التسويقي لها ومحاولة تحقيق المبيعات، للحصول على العمولة المتفق عليها.

يمكنك كذلك التواصل مع المدونين والمؤثرين، وطلب كتابة مقالات أو تصوير فيديوهات حول علامتك التجارية، والمنتجات التي تقدمها. مع وضع روابط الإحالة الخاصة بهم في المحتوى. إذا كانت النسبة المتوقعة جيدة، سيتحفز هؤلاء للمشاركة، لا سيّما مع استخدام بعضهم لهذه الاستراتيجية باستمرار.

من مميزات الاعتماد على برنامج للتسويق بالعمولة، هي أنّك لن تخاطر بشيء. إذ لن تحتاج إلى دفع العمولة، سوى عند الانتهاء من عملية البيع. وحتى إذا لم تتحقق المبيعات، فستبني وعي بمشروعك ومنتجاتك لدى عدد كبير من الأفراد، وبالتالي حدوث التسويق الشفوي لعلامتك التجارية.

8. التسويق بالمحتوى

يؤدي الاعتماد على التسويق بالمحتوى، من خلال المدونات أو الفيديوهات أو غيرها من الطرق، إلى إقبال الجمهور على مشاركة المحتوى الخاص بك مع الآخرين. إذ تعتمد هذه الاستراتيجية على تقديم محتوى مفيد للجمهور، يهتم بحل مشكلاتهم وتقديم الإجابة على الاستفسارات التي تدور في أذهانهم، وضمنيًا يكون هناك ترويج للعلامة التجارية والمنتجات التي تقدمها.

يعود السبب في نجاح هذه الاستراتيجية، إلى أنّها تخلق قيمة حقيقية للجمهور. حتى إذا لم يكن لديهم نية الشراء الآن، لكنّهم يشاركون المحتوى المفيد مع الآخرين، وهذا الهدف من التسويق الشفهي. إلى جانب إمكانية إقبالهم على الشراء في المستقبل، عندما يكون لديهم حاجة إلى منتجك.

بالتالي، يساهم التسويق بالمحتوى في زيادة الوعي بعلامتك التجارية، إلى جانب مساعدتك في احتلال ترتيب جيد على محركات البحث. بالتالي يزيد هذا من وصول المحتوى إلى عدد أكبر من الأفراد، الذين يثقون أكثر في النتائج التي تظهر لهم في مقدمة الصفحة الأولى من محركات البحث، ويميلون إلى استخدامها في الحصول على المحتوى.

9. تفعيل دور التسويق عبر البريد الإلكتروني في التسويق الشفهي

يعد التسويق عبر البريد الإلكتروني من أهم استراتيجيات التسويق الرقمي، التي يمكنك استخدامها في تحقيق العديد من الأهداف التسويقية، ومن بينها بالطبع التسويق الشفهي Word of mouth marketing. لذا، يمكنك تفعيل دور هذه الاستراتيجية، واستخدامها كجزء من استراتيجيات التسويق الشفوي.

استخدم البريد الإلكتروني في التواصل مع عملائك في المراحل المختلفة من عملية الشراء، وذلك من خلال رسائل المتابعة المستمرة في كل مرحلة. ثم في مرحلة ما بعد البيع، تواصل معهم لمعرفة آرائهم وتجربتهم مع المنتج أو الخدمة، مع إمكانية تقديم رابط لتقييم المنتج على موقعك، وتقديم عروض حصرية لفعل ذلك.

كذلك أرسل لعملائك نشرات بريدية باستمرار، تقدم لهم فيها محتوى مفيد، سواءً محتوى منشور قبل ذلك على مدونتك، أو محتوى معد خصيصًا لهم في هذه النشرة البريدية. يمكنك أيضًا تقديم العروض الترويجية المخصصة فقط لعملاء نشرتك البريدية. يؤدي ذلك إلى شعورهم بالتميز والتقدير، وبالتبعية الرغبة في مشاركة هذه التجربة مع الآخرين.

10. بناء مجتمع لعلامتك التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي

التواجد على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة شيء أساسي في الوقت الحالي، إذ تعد هذه الطريقة الأكثر شيوعًا للوصول إلى الجمهور. على الأغلب لن يمكنك استخدام الاستراتيجيات السابقة إلّا بوجودك على مواقع التواصل الاجتماعي، لذا تلعب هذه المواقع دورًا كبيرًا في نجاح التسويق الشفهي.

لم يعد الأمر مقتصرًا فقط على التواجد التقليدي، لكن ضرورة السعي لبناء مجتمع لعلامتك التجارية على هذه المواقع، من خلال فهمك الجيد لجمهورك، والطرق المفضلة بالنسبة لهم للتواصل. عندما تملك أسلوبًا مميزًا لعلامتك التجارية، وتقدم إلى عملائك القيمة التي يرغبون في الحصول عليها، سيساعدك هذا في وضع حجر الأساس لبناء المجتمع الخاص بك.

احرص على التواصل الدائم معهم، وخلق علاقات طويلة الأجل بينك وبينهم، لا مجرد النظر إليهم كعملاء مرة واحدة، يجرون عمليات شراء ولن تصل إليهم مرة أخرى. من خلال مجتمعك، ستكون قادرًا على تحفيزهم للتواجد ومتابعتك باستمرار، وكذلك الحديث عنك مع أصدقائهم في الحياة اليومية.

كيف يمكنك تطبيق استراتيجية التسويق الشفهي في أعمالك؟

تسعى العلامات التجارية إلى الاستفادة من نوعي التسويق الشفهي Word of mouth marketing، فلا ترغب في انتظار العملاء للحديث عنها، لكنّها تحاول خلق الفرصة لحدوث ذلك. لذا، تحرص على تطبيق استراتيجية التسويق الشفهي كجزء من خطتها التسويقية. يمكنك تطبيق التسويق الشفوي من خلال الخطوات التالية:

1. التركيز على أداء الشركة

السبب الأساسي الذي يدفع العملاء إلى شراء منتجاتك، ومن ثم التسويق الشفهي لها، هو أنّ أداء الشركة ومنتجاتها المختلفة تلقى قبولهم. إذ ما فائدة العروض الترويجية والخصومات على منتج لا يُرضي العملاء من الأساس؟

في بعض الأحيان قد لا تحتاج سوى إلى التركيز على أداء شركتك، وبعدها سيأتي كل شيء آخر. يتطلب ذلك توجيه الاهتمام إلى النقاط الثلاثة التالية:

  • جودة المنتجات: حتى ينجح منتجك، فأنت بحاجة إلى توجيهه إلى احتياج محدد لدى عملائك لإرضائه، والتركيز على تقديم حل لمشكلة أو تحدي يواجههم في حياتهم اليومية، ولا يمكن تجاهله. لذا، من المهم التركيز على جودة منتجك، ووجود قيمة إضافية يحصل عليها عملائك من استخدامه.
  • الاهتمام بتجربة المستخدم: في الوقت الحالي تمثل تجربة المستخدم جزءًا أساسيًا من نجاح الشركات. لا سيّما مع تطور التكنولوجيا، والاعتماد الدائم عليها في أداء مختلف المهام اليومية، وأحيانًا إدارة جميع العمليات المتعلقة بالبيع. بالتالي وجود تجربة مستخدم سهلة وفريدة من نوعها، تجعل العملاء يشعرون بالرضا، ويرغبون في التسويق الشفوي لعلامتك التجارية.
  • خدمة العملاء القوية: يملك العملاء أسئلة بشأن المنتجات، وفي حالة حدوث مشكلة يرغبون في حلّها سريعًا. لذا، حتى تقدر على تحقيق هذا الهدف لهم، أنت بحاجة إلى امتلاك قسم خدمة العملاء القوي، القادر على تقديم الحلول والدعم السريع للعملاء.

2. تحديد استراتيجيات التسويق الشفهي التي تناسب علامتك التجارية

بالطبع ليس ضروريًا تطبيق استراتيجيات التسويق الشفهي العشرة المذكورة، فالعبرة ليست في الكم، لكن في كيفية تنفيذها بطريقة صحيحة، تتفق مع طبيعة منتجاتك وعملائك، وبإمكانها المساهمة في زيادة مبيعاتك. لذا، يمكنك القيام بالخطوات التالية لتحديد هذه الاستراتيجية:

  • مراجعة الميزانية التسويقية: تتحكم الميزانية التسويقية في إنفاقك على الاستراتيجيات التسويقية المختلفة. إذ بناءً على مستهدفاتك والأموال المخصصة لذلك، سيكون بإمكانك المفاضلة بين استراتيجيات التسويق الشفهي، وتحديد كم استراتيجية يمكنك تنفيذها.
  • تقييم الموارد التسويقية الحالية: إلى جانب قيمة الميزانية، تتحكم مواردك الحالية أيضًا في قدرتك على تنفيذ استراتيجيات التسويق الشفوي. مثلًا فريق العمل وعدد الأفراد الذين يمكنهم تولّي هذه المسئولية. بالطبع يمكنك توظيف المتخصصين في التسويق الرقمي من خلال موقع مستقل، لمساعدتك في تنفيذ هذه الاستراتيجيات بكفاءة.
  • محاولة ربط جميع الاستراتيجيات بالمستخدم: أيًا تكن الاستراتيجيات المستخدمة، احرص على ربطها مع المستخدم وتحفيزه لإنتاج المحتوى، فهذا هو المعيار الأساسي. إذ الهدف من التسويق الشفهي هو تشجيع العملاء على مشاركة محتوى عن علامتك التجارية مع الآخرين، لذا صمّم الاستراتيجيات في الإطار الذي يحقق لك ذلك بالفعل، وبعدها ابدأ في وضع الخطوات الفعلية لتنفيذ هذه الاستراتيجيات على أرض الواقع.

3. إعطاء العملاء سببًا يدفعهم إلى التسويق الشفوي لأعمالك

لن يُقبل العملاء على التسويق الشفوي لعلامتك التجارية، إلّا بوجود سبب قوي يدفعهم لذلك. يحدث هذا بشكل أساسي من خلال رضاهم عن التجربة، لكن أيضًا يمكنك تحفيز العملاء إلى التسويق الشفهي من خلال التركيز على المنفعة المتبادلة، وتقديم حوافز مناسبة، تجعلهم يشعرون بتميزهم وتقديرك الكبير لهم.

على سبيل المثال، قد لا ينتبه العملاء إلى ضرورة تقييم المنتجات وكتابة المراجعات لها. حتى الحصول على شهادات منهم ليس سهلًا، إلّا إذا منحتهم شيئًا في المقابل. لذا، بعد تجربة الشراء، تواصل مع عملائك من خلال الهاتف، أو من خلال البريد الإلكتروني، وحاول معرفة آرائهم بشأن التجربة، واطلب منهم تقييم المنتجات، مع منحهم خصومات محددة أو تقديم العروض الترويجية المناسبة لذلك.

احرص في كل استراتيجية على التفكير في الحوافز الملائمة لعملائك، التي يمكنك تحمل تكلفتها. كذلك اهتم بمنح العملاء تجربة تعامل شخصية، تركّز فيها على التسويق العاطفي والانتباه جيدًا لمشاعر العملاء والاهتمام بها. فلا تجعل هدفك هو البيع فقط، لكن ركّز على منح العملاء تجربة فريدة مع علامتك التجارية. يؤدي هذا إلى خلق مشاعر إيجابية لدى العملاء، وتجربة يرغبون مشاركتها مع الآخرين.

4. السعي إلى الريادة في مجالك

كلّما سعيت إلى الحصول على الريادة في مجالك، سيُقبل العملاء على علامتك التجارية، وسيكون لديهم الرغبة في مشاركة المحتوى الخاص بك. إذ بالنسبة لهم هذا محتوي حصري لا يجدونه لدى الآخرين. مع الوقت ستصبح بالنسبة لهم الخبير الذي يثقون في محتواه، وينتظرون ما سينشره لقراءته، ثم يسارعون إلى مشاركة هذا المحتوى مع أصدقائهم.

كما تساعدك الريادة في زيادة قدرتك على الوصول إلى المؤثرين في مجالك، وتسهيل عملية التفاوض معهم، إذ سيجدونها فرصة جيدة للتعاون مع علامة تجارية رائدة في مجالها. من ناحية ستضمن انتشارًا واسعًا لك، ومن ناحية أخرى قد تقل التكلفة التي تتحملها من أجل استخدام استراتيجية التسويق عبر المؤثرين.

يمكنك تحقيق هذه الريادة من خلال استراتيجية تسويق بالمحتوى قوية، تقدم إلى الجمهور معلومات ذات قيمة وفريدة من نوعها، لا يشعرون بوجود مثيل لها قبل ذلك. يمكنك توظيف كاتب محتوى عبر موقع مستقل، أكبر منصة عمل حر عربية لمساعدتك في إنتاج هذا المحتوى باحترافية تتلاءم مع أهدافك، وتمنحك الريادة في مجالك.

ختامًا، تذكّر أن كل شيء يبدأ من جودة منتجاتك. لذا، اعتمادك على استراتيجية التسويق الشفوي يجب أن يكون لدعم الواقع الحقيقي بوجود منتجات عالية الجودة، فيتحفّز العملاء لمشاركة تجاربهم الإيجابية مع الآخرين عند حدوثها. لذا، احرص على تقديم تجربة مميزة لعملائك، ستجد أنّك قادر على امتلاك قصة نجاح، يتناقلها الجمهور من خلال التسويق الشفهي.

تم النشر في: التسويق الإلكتروني