إنشاء تطبيق جوال أم موقع إلكتروني: أيهم تبدأ به؟

بعض الأفكار أكثر فاعلية إذا ما أُعطيت الأولوية، ومن أهم القرارات الحاسمة التي عليك الفصل فيها عند بدء مشروعك هي هل عليك أن تبدأ بإنشاء تطبيق جوال أم موقع إلكتروني؟ ينبغي أن تعرف أن مسألة إنشاء وتطوير تطبيق جوال لمشروعك لم تعد مسألة اختيارية، وذلك بالطبع إذا أردت تحقيق أعلى فائدة مرجوة من هذا المشروع. ولكن، في بعض المشاريع سيكون إنشاء تطبيق جوال هو الخطوة الأولى، وفي البعض الآخر سيكون خطوة تالية تُنفذ في مرحلة لاحقة. ما هو المناسب لمشروعك وتستطيع أن تبدأ به أولًا؟

إنشاء تطبيق جوال

الازدياد المتواصل لمستخدمي الهواتف الذكية جعل الكثير من الشركات الناشئة تقرر إنشاء تطبيق جوال لعرض خدماتها ومنتجاتها حيث أن 80% من مستخدمي الإنترنت يستخدمون الهواتف الذكية، ويتوقع زيادة عدد تحميلات التطبيقات على كلًا من متجر iOS App Store ومتجر Google Play Store إلى نحو 184 مليون مستخدم سنويًا بحلول عام 2024. لذا، يتوجب عليك إعطاء الأولوية لبناء التطبيق في الحالات التالية:

1. إذا كانت تعتمد خدمتك على نظام تحديد المواقع

هل ستقدم خدمتك اعتمادًا على المكان الذي يتواجد فيه عملائك؟ على سبيل المثال شركة Uber تربط السائقين بأشخاص يرغبون في الذهاب إلى مكان ما، وفي هذه الحالة تعتمد Uber على تطبيق جوال لأن الأشخاص الذين يحتاجون إلى خدمة سيارة أجرة يتجولون خارج المنزل وفي الغالب هم يحملون هواتفهم بدل الحواسيب أثناء تنقلهم، لهذا كان من المنطقي الاعتماد على فكرة إنشاء تطبيق جوال لتوفير الخدمة بشكل ممتاز يضمن تجربة مستخدم جيدة.

2. إذا كانت فكرتك تتطلب وصول المعلومة لحظة حصولها

Coach.me تطبيق يعمل على مساعدة عملائه لتحقيق أهدافهم وتحسين عاداتهم من خلال تتبع سلوكياتهم، عندما يقوم مستخدمو هذه الخدمة بسلوكيات محدّدة من الممكن أن يكونوا بعيدين عن الحاسوب، كأن يكونوا في صالة الرياضة بينما يتمرنون أو في الحمام لتنظيف أسنانهم، أو حتى على سرير النوم لمحاولة الحصول على نوم صحي وملاحظة التطور باستمرار، استخدام هذا التطبيق يرفع إمكانية تتبع السلوك وتسجيل ما يقوم به المستخدم فورًا في أي مكان من الهاتف بدل استخدام الحاسوب.

3. إذا كنت ترغب في الحصول على ميزة تنافسية جديدة

إذا قمت بدراسة منافسيك ووجدت أنهم يهتمون بمواقعهم الإلكترونية بشكل جيد، ما يجعل احتمالية منافستها ضعيفة في البداية، فمن الممكن أنهم لا يملكون تطبيقات للمنافسة. لذلك، قد يكون بناء تطبيق في هذه الحالة وسيلة استباقية رائعة. Mailbox تطبيق سهل الاستخدام قدّم خدمة البريد المخصص للهواتف المحمولة، لو أن Mailbox بدأ كموقع إلكتروني لكان من الصعب أن ينافس مقدمي خدمة البريد الأكثر انتشارًا مثل Gmail وHotmail. اهتم Mailbox في بدايته بتحسين خدمة البريد الإلكتروني لأجهزة الجوال ما سمح لعملائه بملاحظة تميّزه، بعد بضعة أشهر من إطلاقه حقق انتشارًا واسعًا بمئات الآلاف من العملاء.

هل يجب عليك إنشاء تطبيق iOS أم تطبيق أندرويد؟

إذا كانت لديك فكرة مشروع قوية فقد تتحمّس لإنشاء تطبيقك على جميع أنظمة الهواتف، لكن قد تكون بحاجة إلى العمل على نظام واحد في البداية، إنشاء تطبيق جوال لمشروعك بجودة عالية يعمل على نظام واحد هو تحدي بما فيه الكفاية، ومحاولة بناء تطبيق للأيفون والأندرويد في الوقت نفسه يضيف الكثير من التعقيد.

إذا لم يجهز تطبيقك بعد فأمامك فرصة لتعرف الميزات التي يجب أن يحتوي عليها والتصميم الذي سيناسبه لخلق تجربة مثالية، في هذه الحالة يمكنك ربح الوقت والمال لتبدأ العمل على منصة واحدة وتضيف التعديلات التي تناسبك، حتى لا ينتهي بك المطاف لتجد نفسك تعمل على إجراء تغييرات كبيرة على أنظمة متعدّدة وتكلف نفسك المزيد من الوقت والمال، اعمل على بناء تطبيقك بالشكل الصحيح على نظام واحد سواء أندرويد أو iOS، وبعد نجاح الأمر توسع إلى أنظمة أخرى.

إذا كنت تود البدء بتجهيز تطبيقك على نظام واحد فستكون مخيرًا بين نظامي أندرويد وiOS، حيث تمثل هاتين الشركتين أكبر من 90% من سوق الهواتف الذكية. على الرغم من أن أندرويد يسيطر على حصة السوق بأكثر من 80% إلا أن أبل تهيمن على حصة الأرباح بحصولها على نسبة إيرادات لمطوري التطبيقات 85% أكبر من أندرويد. بالإضافة إلى أن مستخدمي أبل أكثر وفاءً من مستخدمي أندرويد، وهذا يعني أن مستخدمي أبل يفضلون البقاء مع شركة أبل بدل التوجه إلى منافس آخر. للاختيار بين النظامين يوجد بعض العوامل التي عليك أخذها بعين الاعتبار، في حين تركز أبل على سوق الهواتف الذكية المتقدمة وتجني عائدات ضخمة، أندرويد تعتمد على الانتشار الواسع، كما تتفوق أندرويد على أبل في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.

إذا كنت تخطط لكسب المال من خلال عمليات شراء داخل التطبيق In-App Purchase، أو جعل التطبيق مدفوعًا Paid-for من البداية، فعادة ما يركز أصحاب المشاريع على إطلاق تطبيقاتهم أولًا على نظام iOS بسبب:

  • عمليات الشراء داخل التطبيق: تحقق أبل إيرادات بنسبة 45% لكل مستخدم أكبر مما تحققه أندرويد، كما أن مستخدمو iOS من المحتمل أن يتمّوا عمليات الشراء داخل التطبيق بنسبة 10% أكبر من مستخدمي أندرويد.
  • تظهر الإحصاءات أن مستخدمو أيفون أكثر احتمالية للقيام بعمليات الشراء على هواتفهم (23% أيفون/ 17% أندرويد).
  • مستخدمو أيفون أكثر احتمالية بنسبة 15% لزيارة المواقع التي تقدم خدمات البيع أون لاين.
  • القدرة الشرائية لمستخدمي أبل هي بالتقريب خمسة أضعاف القدرة الشرائية لدى مستخدمي أندرويد.

سواء قررت أن تبدأ تطبيقك على أندرويد أو iOS فتكلفة الإنشاء متقاربة، في بعض الأحيان تكون التكلفة أكبر بالنسبة لأندرويد نظرًا إلى الحاجة بأن يتوافق التطبيق مع الكثير من الأجهزة مقارنة بأبل. يعد استخدام أي من النظامين له إيجابياته وسلبياته، الأندرويد يسمح لك بالوصول إلى جمهور أوسع، لكن مستخدمي أبل أكثر فعالية. يتوفر خيار ثالث وهو إنشاء تطبيق هجين يعمل على جميع أنظمة التشغيل ولكنه قد لا يناسب جميع أفكار المشاريع.

إنشاء موقع إلكتروني

إنشاء موقع إلكتروني هو الخيار الأمثل لتعزيز تواجدك على الإنترنت، وفي حال اخترت أن تبدأ ببناء الموقع أولًا، فهل يتوجب عليك أن تعمل على منصة جاهزة أم بناء موقع مخصص؟ هنالك الكثير من المنصات مثل أنظمة إدارة المحتوى (CMS) التي تساعدك على إنشاء موقعك دون كتابة سطر برمجي واحد، أشهر هذه المنصات:

  • شوبيفاي (Shopify): لبناء متجر إلكتروني أونلاين.
  • ووردبريس (WordPress): لبناء مدونة أو موقع لإنشاء وإدارة المحتوى، كما يمكن بناء متجر إلكتروني عليه باستخدام إضافات ووردبريس.
  • بغ كومرس (BigCommerce): تتشابه بغ كومرس مع شوبيفاي في كونها منصة بصيغة خدمة، سهلة التعامل وتمكنك من إنشاء متجر إلكتروني عن طريق عدة اشتراكات شهرية أو سنوية.

على الرغم من أن المنصات الجاهزة فكرة جيّدة تختصر الكثير من الوقت، إلّا أنها قد لا تتناسب مع فكرة مشروعك. تتميز المنصات الجاهزة بأنها تحتوي الكثير من الأدوات متوفرة لتسهيل بناء فكرتك على منصة جاهزة بدل بنائها من الصفر، على سبيل المثال يمكنك بناء موقعك على منصة الووردبريس واختيار القالب الذي يناسب فكرتك لإضافة الميزات التي تريدها، دون أن تضطر لبناء ذلك من البداية، وهذا سيساعدك بشكل فعّال لربح الوقت والمال.

هذا ومع أن أدوات إنشاء المواقع تتحسن باستمرار، إلّا أنه من الممكن أن تصل عند نقطة لا تجد فيها الحل متوفرًا. قد تودّ إضافة خاصية جديدة غير موجودة ضمن الخيارات المتاحة، لذلك نجد الكثير من المواقع المهمّة انتقلت من استخدام منصات إدارة المحتوى إلى مواقع مخصّصة بالكامل بعد نجاحها مثل ما حصل مع موقع Groupon.

كم سيتطلب من الوقت إنشاء موقع إلكتروني أو تطبيق جوال؟

الوقت الذي يتطلبه إنشاء تطبيق أو موقع قد يتراوح بين عدة أسابيع أو أشهر، لا يمكن الحديث عن فترة التنفيذ بشكل دقيق لأن ذلك يعتمد على حجم التعقيد وما هو مطلوب في عملية البناء بالتحديد، للمساعدة في تقدير الوقت الذي يستغرقه تنفيذ فكرتك، إليك بعض العوامل الرئيسية التي تؤثر على الوقت المستغرق لإنشاء تطبيق أو موقع إلكتروني:

التصميم

يعتمد الوقت اللازم لإكمال تطبيقك أو موقعك بشكل أساسي على مستوى التصميم الذي ترغب فيه. إذا كنت تريد تصميمًا لاختبار فكرتك فعلى الأرجح أن يستغرق وقتًا أقل مما لو كنت تحاول تقديم تصميم مميز من شأنه أن يشكل نقطة تنافسية قوية. في حال كنت تود الحصول على جرافيك عالٍ ومميّز يتعلّق مثلا بلعبة، فهذا سيطلب مستوى متقدّما من التفصيل والتعقيد وقد يأخذ عدة أشهر على الأقل، توظيف المستقلين المحترفين سيساعدك على إتمام هذه النقطة في وقت مناسب وبسعر مناسب أيضًا.

الميزات

فكرة منتجك سواء موقع أو تطبيق تتكون من مجموعة من الميزات، كلما أضفت المزيد منها كلما كان أكثر تعقيدًا. للحصول على منتج متماسك، كل ميزة يجب أن تتناسق مع بقية الميزات، وهذا سيتطلب وقتًا طويلًا. المزيد من الميزات يعني المزيد من التعقيد والوقت، وإضافة ميزات متقدّمة تقنيًا سيأخذ وقتًا طويلًا. على سبيل المثال إذا قمت بإنشاء موقع يتطلب خوارزمية معقدة لمعرفة اهتمامات زبائنك على أساس الكثير من المتغيّرات، تقنيًا هذا سيكون معقدًا جدّا، إنشاء مثل هذه الخوارزمية لن يكون بسيطًا كإضافة ميزة تسجيل الدخول، من المؤكد أنها ستأخذ وقتًا أطول.

إذا كنت تعتقد أنّك بحاجة إلى إطلاق منتجك بأسرع وقت ممكن فقد يكون من السهل بناء بعض الميزات بدل غيرها، على سبيل المثال تمكين دخول المستخدم عن طريق البريد وكلمة السر سيكون أسهل من إتاحة الدخول عن طريق حساباته على مواقع التواصل مثل فيس بوك وتويتر.

التوافق مع الأجهزة

إنشاء تطبيق يعمل على الأيفون والأندرويد سيأخذ وقتًا أطول من الاكتفاء بمنصة واحدة، كل منصة لديها لغات برمجيّة ومعايير تصميم خاصّة، ما يعمل على منصّة قد لا يعمل على الأخرى. لهذا السبب فإن التخطيط والبناء لمنصات متعددة عادة ما يتطلب وقتا أطول. أيضًا تحضير موقعك الإلكتروني ليظهر بشكل مناسب مع اختلاف حجم الشاشات سيأخذ وقت مع كل صفحة موجودة في موقعك.

في الختام، يعتبر قرار إنشاء تطبيق جوال وموقع إلكتروني مهمًا ولا يغني وجود أحدهم عن الآخر، تحديد أهدافك ومعرفة أي منهم هو ما يحققها ويناسب ميزانيتك هو ما يحدد الأولوية ستكون لأيهم، وعلى هذا الأساس يمكنك توظيف إما مطور تطبيقات جوال لإنشاء تطبيقك أو مطور ويب لإنشاء موقعك الإلكتروني.

تم النشر في: فبراير 2018
تحت تصنيف: البرمجة والتطوير | برمجة مواقع، تطوير تطبيقات الجوال