لا شك أنك تفكر جيدًا عند أي قرار تتخذه في حياتك، إذ يعد التفكير عمليّة لا إراديّة. لكن عندما يتعلّق الأمر باتّخاذ القرارات داخل مؤسسّتك، بالتأكيد ستحاول التفكير بعمق وبأكثر الطرق سلامة ونجاحًا، وهذا المفهوم يعرف على أنه التفكير الاستراتيجي. لكن ما تعريفه بشكل دقيق؟ وكيف يمكن إتقان مهارات التفكير الاستراتيجي لإنجاح أعمالك الخاصّة؟
جدول المحتويات:
- ما هو التفكير الاستراتيجي؟
- فوائد التفكير الاستراتيجي
- أهمية التفكير الاستراتيجي
- نشأة التفكير الاستراتيجي
- سمات التفكير الاستراتيجي
- كيف تصبح مفكرًا استراتيجيًا؟
- الفرق بين التفكير الاستراتيجي والتخطيط الاستراتيجي
ما هو التفكير الاستراتيجي؟
التفكير الإستراتيجي Strategic thinking هو تفكير مقصود وموجّه، يهدف إلى تحليل العوامل والمتغيّرات، ويستهدف التهديدات بشكلٍ خاص من أجل التركيز على إيجاد حلول مناسبة لكلّ مشكلة. يُستخدم في المؤسسات من أجل التفوق والمنافسة في السوق. ولكن معنى الـ Strategic thinking لا يتمحور حول فكرة التفوّق فقط، بل يعتمد على وضع استراتيجية شاملة تهدف إلى النمو والمنافسة والتفوق على المدى الطويل.
ما هي فوائد التفكير الاستراتيجي؟
كأي رائد أعمال بالتأكيد ستكون مهتمًا بامتلاك مهارات جديدة لتطوير مسارك المهني. وهذا النوع من التفكير سيمكّنك من امتلاك أدوات وقدرات جديدة للعمل على طرق أكثر فاعلية في مشاريعك، بسبب الخروج عن طرق حلّ المشكلات التقليدية التي لا يمكن ضمان نتائجها في كلّ المواقف، وأبرز هذه الفوائد:
1. الخروج من القوالب الفكريّة
يُعدّ الجمود الفكري والانحصار في قالب فكري ثابت من أبرز أعداء الإدارة. لكن مع امتلاك الـ Strategic thinking يجعلك أكثر قدرة على الخروج من هذا الجمود، عن طريق رفض الاعتماد على الحلول التقليديّة للمشاكل الحديثة. فالحلول القديمة ربّما تنجح بالنسبة للمشاكل القديمة، ولكن مع التطور والتغيير المستمر، أنت بحاجة إلى امتلاك فكر منفتح قادر على الغوص بشكل أعمق في المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة.
2. مهارة التساؤل
أحد أهم الفوائد التي ستجنيها من الـ Strategic thinking هي نفي الأجوبة الواضحة، والبحث عن الموضوعات العميقة، أو النظر إلى ما وراء المشكلة أو الحدث. فالأعمال في تطور مستمر، أي أن أصحاب الأجوبة الثابتة والواضحة لن يتمكنوا من الصمود أمام هذا التقدّم، بل سيحتاجون مهارة جديدة، وهي التفكير المتعمّق بالمشكلة ومعرفة الأسباب والحلول التي تناسب المشكلات المتغيّرة.
3. التشاركيّة
سيجعلك أكثر تقبّلًا لطرح وجهات النظر المتعدّدة فيما يخص موضوع واحد. فأساس التفكير الاستراتيجي هو عرض جميع الحلول والخطط الممكنة لتفادي المشكلة، واختيار الحل الأكثر منطقيّة في النهاية. كما سيسمح لك هذا الأمر، بتوسيع دائرتك الفكرية عن طريق مشاركة الأفكار مع الآخرين.
4. الفهم العميق
عند ممارسة الـ Strategic thinking، لن تتعامل مع المشكلة على أنها قضيّة وحل فقط، بل ستصبح أكثر شغفًا بمعرفة أسباب المشكلة والعوامل التي أدت لتطور هذه الأسباب لتكوين المشكلة، كما ستصبح أكثر قدرة على فهم وجهات النظر المختلفة، مع تقييم إيجابياتها وسلبياتها اعتمادًا على فهمك العميق.
ما هي أهمية التفكير الاستراتيجي؟
الأولوية في المشاريع هي للنجاح، فأغلب المشاريع الناشئة تبدأ من الصفر وتتّجه نحو التوسع شيئًا فشيئًا. لذلك، يجب على أي رائد مشاريع امتلاك مجموعة من المهارات ليتمكن من النهوض بأعماله مثل المهارات الإداريّة والتخطيطية. وبالتأكيد التمكّن من التفكير الاستراتيجي، واستخدامه في سبيل إنجاح أعماله، وتبرز أهميته في مجموعة من النقاط وهي:
أولًا: الإدارة المثلى للموارد
لا يقدّم لك الـ Strategic thinking فائدة مباشرة عن طريق توفير الأموال، وإنما يجعلك أكثر قدرة على إدارة الميزانية الموضوعة لأعمالك. بعبارةٍ أخرى، ستتمكن من إدارة مصاريفك، وتجنب المشاريع والصفقات الخاسرة عن طريق التفكير بنتائج كلّ خطوة تتخذها. كما يساعدك في التركيز على الأهداف الأكثر قابلية لتحقيق الربح، واستخدام الموارد المتاحة بالشكل الأمثل.
ثانيًا: سرعة الاستجابة
يتميّز عالم الأعمال اليوم بالتغيرات المستمرة، فلا يمكن أن يبقى أي أمر ثابتًا لمدة طويلة، وهنا تكمن أهميته بأنه أداة فعّالة لتسريع القدرة على اتخاذ القرار، والاستعداد للتغييرات المفاجئة والتجهيز لها قبل حدوثها. فكما يمكن لتغيير بيئة الأعمال أن يضرّ بمصلحة الشركات والمشاريع، يمكن أن ترفع من قيمة أعمالك في وقتٍ قياسي، وهو الهدف الأول لروّاد الأعمال.
ثالثًا: معرفة نقاط القوّة والضعف
لكلّ مؤسسة مجموعة من النقاط التي تمثل العوامل الضعيفة فيها، أو العوامل القوية التي تساهم في نجاح المؤسسة، ويساعد التفكير الاستراتيجي على معرفة هذه النقاط بشكل صحيح تمامًا. وليس هذا فقط، بل أنه يساعد على تحسين نقاط القوة واستثمارها بشكلٍ صحيح لتحقيق أهداف المؤسسة أو المشروع.
رابعًا: النمو
يمكننا استرجاع العديد من قصص الشركات الرائدة قديمًا، وبسبب الخشية من التغيير، انهارت هذه الشركات وفقدت جزءًا كبيرًا من قيمة أسهمها وحصّتها السوقيّة. لذلك تبرز أهمية الـ Strategic thinking، بفهم كيفيّة تحرّك السوق، والمقدرة على اتّخاذ قرارات كبيرة يمكنها تغيير مسار الشركة نحو الأفضل، فالهدف الأساسي للتفكير الاستراتيجي، هو النمو والتوسع بالأعمال.
خامسًا: تحسين القرارات
مع الممارسة الطويلة للتفكير الاستراتيجي، ستمتلك مهارات كبيرة في صناعة القرار الصحيح والتنبؤ بالمشكلات المتوقعة وطرق حلّها. فمهارة الـ Strategic thinking هي العنصر الأول الذي يجب امتلاكه في عالم ريادة الأعمال المتغير باستمرار من أجل القدرة على النجاة بين آلاف المشاريع الناشئة.
نشأة التفكير الاستراتيجي
ما هو السبب الذي أدى إلى ظهور التفكير الاستراتيجي؟ في الواقع الـ Strategic thinking لا يمكن حسبانه علم يمكن تطبيقه بخطوات ثابتة، بل هو رد فعل للأحداث. ولذلك هناك مجموعة من الفرضيات التي تشرح نماذج التفكير الاستراتيجي وطريقة ظهوره وهي:
1. التفكير الاستراتيجي يصنع
مفاد هذه الفكرة هي أن التفكير الاستراتيجي يحدث نتيجة لفهم فكرة أن عالم الأعمال يسير ويتطور بشكلٍ مستمر، ويمكن فهم هذا التطور وتحليله. وبهذه النظرية، فجوهر الـ Strategic thinking يتمحور حول التنبؤ بالمشكلات المستقبلية وخطّ سير عالم الأعمال والتفكير بالأهداف الممكنة القابلة للتحقيق.
2. التفكير الاستراتيجي هو رؤية
تتمحور هذه الفرضية حول أن البدء بالمشروع هو بداية التفكير الاستراتيجي الذي يعبّر عن الاستجابة للتغير. ويمكن من خلال هذه الفرضية استنتاج خصائص التفكير الاستراتيجي، مثل المخاطرة والإبداع لتشكيل المنظمة، أي أن نجاح المنظمة هو هدف هذا التفكير الاستراتيجي.
3. التفكير الاستراتيجي هو رد فعل
على عكس الفرضيات السابقة، فهذه الفرضية تشير إلى أن المشاريع والأعمال لا يمكن التنبؤ بنتائجها. لذلك يكون هو رد فعل على التغيرات العشوائيّة. ويمكن الاعتماد على هذه الفرضية لتبرير نشوء التفكير الاستراتيجي، لأن هذا التفكير غالبًا ما يهتم بحسبان الأمور غير المتوقعة.
4. التفكير الاستراتيجي هو قوّة
هذه الفرضية تشير إلى أن نشأة التفكير الاستراتيجي بعيدة كلّ البعد عن السببية أو ردّة الفعل، بل الـ Strategic thinking هو قوّة محلّلة، وهي التي تساهم في نجاح الأعمال. كما يعد التفكير الاستراتيجي معني بمعالجة كلّ الخطط الممكنة من أجل الوصول إلى الهدف، ولكن هذه الفرضيّة لا توضح تمامًا سبب نشأة التفكير الابداعي أو الحاجة اليه، وإنما تصفه.
ما هي سمات التفكير الاستراتيجي؟
التفكير الاستراتيجي لا يعدّ مثل بقيّة الأساليب الإدارية التي يمكن دراستها وتطبيقها، بل أنه يتمحور كليًّا حول الخروج عن التفكير الجامد أو المقولب. لذلك لا يمكن وصف خطواته بشكلٍ واضح. في المقابل، يمكن صياغة سمات وخصائص للتفكير الاستراتيجي التي يجب أن يمتلكها كلّ رائد مشاريع، وهذه الخصائص هي:
أولًا: المبادرة
المفكر الاستراتيجي لا ينتظر الأوامر لينفّذها، بل هو يصنع القرارات التي سيسير عليها. على عكس التفكير المنمّط، فالأخير يهدف إلى التفكير بالخطوات واحدة تلو الأخرى من أجل الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة. أما الـ Strategic thinking، يهدف إلى رؤية المستقبل ومعرفة النتائج المرجوّة، ومن ثم التفكير بالقرارات التي يجب اتخاذها لتحقيق هذا الهدف. فالمفكر الاستراتيجي يصنع المستقبل، لا يسير على الأوامر.
ثانيًا: المخاطرة
لكلّ منّا منطقة راحة، فكل القرارات المتّخذة تكون سهلة التطبيق ومضمونة النتائج، دون أخذ أي مخاطرة، على عكس التفكير الاستراتيجي الذي يحاول أخذ المخاطرة والمضي بها. ولكن شريطة الاستعداد لمواجهة أي نتائج متوقعة في المستقبل والقدرة على التغلب عليها، إذ تضيف المخاطرة قيمة إضافيّة وتزيد من قدرة المفكر على التعلم من التجارب الجديدة.
ثالثًا: الإبداع
لكلّ مشكلة حلّ، ولكن التفكير الاستراتيجي، لا يحاول حلّ المشكلات بالطرق العروفة، فهذه الطرق يمكن أن تحل المشكلة بشكل مؤقت أو مع أقلّ حد من الخسائر. أما الـ Strategic thinking يحاول التغلب على المشكلات عن طريق ابتكار الحلول الجديدة.
رغم أن هذه الحلول غالبًا ما تكون غريبة أو غير مطروحة بشكلٍ سابق، ولكن من أهم خصائص الـ Strategic thinking هو التفكير بالعواقب، لذلك فرغم ابتكار الحلول الجديدة، إلا أنها يجب أن تكون مترافقة مع القدرة على حلّ أي مشكلات تظهر في أثناء تطبيق الحلول.
رابعًا: التعلم المستمر
عوضًا عن الغوص في مجالٍ واحد فقط، يجب أن يمتلك المفكر الاستراتيجي القدرة على التعلم من كلّ ما حوله، ويكون على دراية بكل ما يجري حوله. فأي استراتيجية يجب أن تأخذ بالحسبان جميع العوامل المحيطة، وحجم الموارد المتاحة، إضافةً إلى المعرفة في النظام الإداري من أجل تطبيق الحلول السليمة.
خامسًا: المرونة
يُعدّ التمسك بالرأي وعدم المرونة بمنزلة العامل الأول لفشل أي عمليّة، لذلك تعدّ المرونة واحدة من أهم خصائص التفكير الاستراتيجي، أي أن الـ Strategic thinking يمكنه تغيير الخطة كاملةً في اللحظات الأخيرة من أجل السير بقرار أكثر صحّة. ومن واجبات المفكر الاستراتيجي وضع معايير الانحراف المعقولة في أثناء تنفيذ الخطّة، فالأهم في النهاية هو النجاح وليس الانحراف عن خطّ العمل.
سادسًا: بعد النظر
لا يهتم بتحقيق النتائج السريعة، فغالبًا ما تكون النتائج الفورية سريعة الزوال، لذلك يركّز التفكير الاستراتيجي على النجاح بعيد المدى عوضًا عن النجاح السريع الذي كان معيارًا لنجاح الإدارة سابقًا. لذلك لا يهتم التفكير الاستراتيجي بالخطط السريعة التي تهدف لإنقاذ المؤسسة أو العمل، بل يسعى للغوص إلى أعماق المشكلة والوقوف على حافّة الهاوية، قبل التمكّن من النهوض بالعمل مرّة أخرى.
كيف تصبح مفكّرًا استراتيجيًا؟
على الرغم من اعتبار القدرة على التفكير الاستراتيجي موهبة، إلا أنها في الواقع تتحقق من خلال الممارسة والتدريب. وتوجد مجموعة من المهارات إن أتقنتها قد تصبح قادرًا على الـ Strategic thinking بكفاءة، هي:
1. تفويض المهام
تخيّل أن تكون مشغولًا دائمًا بمجموعة من الأعمال في جدولك اليومي، بالتأكيد لن تتمكن من التفكير بأي أمر إضافي. فما بالك عندما يتعلق الأمر بالتفكير في مستقبل أعمالك؟ لذا عليك امتلاك مهارة استثائيّة بتفويض المهام، والتفرّغ بشكل يسمح لك التفكير بحريّة، وممارسة الـ Strategic thinking دون وجود أي مشتتات.
2. إدارة الأولويات
أحد أهم أعداء النجاح، هو ظهور مهام عاجلة أو سريعة تعيقك عن تحقيق الهدف الأساسي. لذا يجب على أي شخص يسعى للتفكير الاستراتيجي إعطاء كلّ تركيزه تجاه العمل الأهم وليس العاجل. لذلك، حاول ترتيب أولوياتك وإدارتها لتتمكن من معرفة الأمر الأهم ومن ثم الأقل أهميّة، دون مراعاة عنصر العجلة أو إنجاز أكبر قدر من المهام في وقت سريع.
3. الاهتمام بالحل وليس المشكلة
يحاول الأشخاص العاديين تحليل أسباب المشكلة والتركيز عليها بشكل يعيقهم عن التفكير بحلّ منطقي، بينما الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على التفكير الاستراتيجي، يحاولون إيجاد الحلول وتقديمها من أجل حلّ المشكلة، دون الاهتمام بأسباب المشكلة. ولكن بالتأكيد لا يجب التفكير بأي حلّ قبل التفكير بكلّ حيثيات المشكلة وأسبابها، ومع ذلك يجب وضع التركيز الأساسي على الحل.
4. تخلّى عن ثوابتك
عندما تفكّر بأمرٍ ما، فأنت تلقائيًا ستوافق على فكرتك، ولكن هذا الأمر لا يصلح بـ Strategic thinking، فالمحرك الأول للإبداع هو نقد وتحليل أي فكرة. عليك التفكير بأي قرار من وجهات نظر متعدّدة قبل اعتماده، ومعرفة إيجابياته وسلبياته، والابتعاد عن التفكير الشخصي.
5. تحمّل العواقب
إن لم تكن قادرًا على تحمّل نتيجة خطّتك، فلن تتمكن من التفكير الاستراتيجي. فأحد أهم الصفات التي يجب عليك تطويرها من أجله، هي القدرة على التعامل مع الفشل، لأن المخاطرة والقدرة على التعامل مع المشكلات هي المهارة الأهم التي يجب عليك تعلّمها عند البدء بالـ Strategic thinking.
ما الفرق بين التفكير الاستراتيجي والتخطيط الاستراتيجي؟
كثيرًا ما يخلط الناس بين التخطيط الاستراتيجي والتفكير الاستراتيجي، وحتى أن بعض خبراء الإدارة يشيرون إلى تشابه المفهومين إلى حدّ ما. رغم ذلك، فالـ Strategic thinking يعني تحديد الاتجاه الذي تسير به من أجل تحقيق أهدافك بعيدة المدى. أما التخطيط الاستراتيجي فهو عملية تطوير مخطط العمل الذي ستتخذه لتحقيق نتائج الاتجاه الذي اخترته لتحقيق رؤيتك وأهدافك.
كما يعدّ التخطيط الاستراتيجي عمليّة جماعية، أي أن وضع الخطة يكون من مهمة الإدارة العليا فقط، ومن ثم تتفرع هذه الخطّة لمجموعة خطط مثل الخطّة التنفيذية والخطة التشغيلية ومجموع هذه الخطط يعمل لتحقيق أهداف الخطّة الاستراتيجية بشكل عام.
في النهاية، يحتاج أي رائد أعمال إلى امتلاك مهارات الـ Strategic thinking، كما أنها أحد العناصر الضرورية للخروج عن جمود بعض الأساليب الإدارية وتحقيق الإدارة الناجحة من أجل إدارة الفرق بشكل مثالي. فمهارات الـ Strategic thinking لا تدور حول التخطيط فقط، بل أنها تتعدى ذلك لتكون سببًا رئيسيًا لنجاح أعمالك.
تم النشر في: فبراير 2022
تحت تصنيف: ريادة أعمال | نصائح ريادية