التخطيط الاستراتيجي: كيف تحافظ على بقائك في السوق؟

يشكل التخطيط الاستراتيجي أساسًا مهمًا لتطوير عمل الشركات، إذ يعد خطة طويلة الأمد تُبنَى عليها جميع الخطط متوسطة وقصيرة الأمد، بما فيها تخصيص الموارد المالية وغير المالية وفق الخطة المبنية على التخطيط الاستراتيجي اللازم. فكيف يمكن تحقيق التطوير في عمل الشركات استنادًا للتخطيط الاستراتيجي؟

جدول المحتويات:

ما هو التخطيط الاستراتيجي؟

يعرف على أنه نشاط من الأنشطة التجارية للشركة تمارسه الإدارة بغرض وضع أهداف بعيدة المدى، إضافةً إلى تحديد الأولويات. وتحدد الإدارة من خلال التخطيط الاستراتيجي طرق الوصول إلى الأهداف بعيدة المدى، وكيفية قياس التقدم في سير العمل نحو هذه الأهداف.

أهمية التخطيط الاستراتيجي

تظهر أهميته في الموضوعات التي يتناولها التخطيط، وأثرها في ممارسات الشركة بما يخص موضوع التنافس والبقاء في السوق المستهدف، وما هي قدرات الشركة وإمكانياتها في الوصول إلى الأهداف المرسومة.

1. حساسية العناصر التي يتناولها التخطيط الاستراتيجي

يعد تخطيطًا دقيقًا؛ نظرًا للعوامل العديدة التي يراعيها سواء كانت ضمن البيئة الداخلية أو الخارجية، والعناصر التي يتناولها التخطيط الاستراتيجي من تنفيذ وتعديل وتحليل للاستراتيجيات، بغرض خلق الميزة التنافسية ضمن السوق المستهدف.

2. رسم سياسة البقاء والمنافسة

يساعد في تتبع التسارع الحاصل في عالم الأعمال والتقنيات، إذ يساعد إعداد الخطة الاستراتيجية للشركة في رسم سياسة البقاء بقوة ضمن السوق المستهدف في ظل التغير الحاصل. إذ يمكن أن يؤدي استمرار الشركة بنفس تقنيات العمل إلى زوالها والخروج من السوق.

يساهم أيضًا في دراسة طلبات المستهلكين، وظروف المنافسة الحادة بين الشركات في نفس السوق المستهدف، ويتيح خلق فرص جديدة وتحديد الآليات المناسبة لاستغلال تلك الفرص، ما يقود إلى تعزيز الأرباح وزيادة الحصة السوقية.

3. تحديد نقاط القوة والضعف

يوفر إجراء تخطيط استراتيجي للشركة في تحديد نقاط القوة التي تدعم عملها ونقاط الضعف التي تؤثر على أدائها، واتخاذ السياسات المناسبة في تعزيز أثر وزيادة عدد نقاط القوة، وتخفيض أثر وتقليص عدد نقاط الضعف في العمل.

فوائد التخطيط الاستراتيجي

تتعدد فوائده لدعم عمل الشركة، ضمن مختلف مجالات العمل، إذ تظهر فروق واضحة في عمل الشركات التي تعتمد مبادئ التخطيط الاستراتيجي؛ وذلك بالمقارنة مع الشركات التي لا تدرك معناه وفوائده العائدة على أعمال ونشاطات الشركة.

1. التوجيه والتحفيز

تتيح العمليات الجادة لهذا النوع من التخطيط فرصًا أكبر لتنفيذ الخطة الناتجة، إذ يعطي تحويل الفكرة إلى خطة، الحافز الأساسي لبدء مشروع أو لتطويره، وغالبًا ما يساعد هذا الحافز في مواجهة التحديات التي تعيق تنفيذ العمل وفقًا للخطة.

2. قيادة الأحداث بفاعلية

يوفر تحليلًا للأحداث مُحتَملة الوقوع، وكيفية التعامل معها في حال وقوعها. لا يمكن للشركة قيادة الأحداث بدون تخطيط استراتيجي، بل ستتفاعل مع كل حدث يواجهها في وقت ظهوره دون وجود خطة سليمة تدرس العواقب والسيناريوهات المحتملة لمواجه هذا الحدث، ما يمكن أن يؤثر سلبًا على الأنشطة وتواجدها ضمن الأسواق.

3. تحديد التوجه المستقبلي

يساهم في تحديد مركز الشركة الحالي في السوق استنادًا لأنشطتها المهنية، والمكان الذي يمكن أن تصل إليه خلال فترة زمنية محددة، مع تخطيط الأنشطة الواجب تنفيذها للوصول للمكان المرغوب.

4. تأمين التمويل اللازم

من الصعب إقناع المستثمر أو الممول باستثمار أمواله ضمن مشروعك في حال لم يقتنع به، تمثل الخطة الاستراتيجية المبنية على تخطيط استراتيجي صحيح إحدى الوسائل الهامة في إقناع المستثمر بتوظيف الأموال في المشروع، خاصةً في حال كان موضوع المشروع بعيدًا عن اختصاص المستثمر.

ما هي أنواع التخطيط الاستراتيجي؟

تتعدد أنواعه لتشمل مختلف مجالات العمل، فهناك استراتيجيات تخص عمل الشركة ككل، واستراتيجيات متعلقة بالتوظيف وأخرى بالتسويق وغيرها من المجالات المتعددة.

أولًا: التخطيط الاستراتيجي للشركات

يشمل التخطيط الاستراتيجي للشركات تحديد الأعمال التي تهدف إلى تعزيز نمو وإيرادات وتطور عمل الشركة، ويُطبَّق هذا التخطيط على كافة أقسامها. يهدف التخطيط الاستراتيجي للشركة إلى فهم طبيعة المنافسة، تطوير خطط المبيعات لتحقيق النمو، تحقيق تواصل أكبر مع العملاء، اختيار مؤشرات الأداء KPI’s مناسبة لقياس الأداء وغيرها من الأهداف المتعددة.

ثانيًا: التخطيط الاستراتيجي للمبيعات

يضم التخطيط الاستراتيجي للمبيعات مجموعة من القرارات والإجراءات التي تنقل مبيعات الشركة إلى نقطة جديدة تجاه الزبائن أو الأسواق أو كليهما، بهدف تطوير الأعمال والاستثمارات. وتشكل الأهداف الاستراتيجية الموضوعة خريطة توجيه للقيام بالعمليات التشغيلية اللازمة لبلوغ الأهداف المخططة.

ثالثًا: التخطيط الاستراتيجي للتسويق

يختلف التخطيط الاستراتيجي للتسويق عن التخطيط الاستراتيجي للمبيعات، إذ يسعى الأخير إلى زيادة المبيعات ضمن السوق دون الاهتمام بنوعية المستهلكين أو طريقة الانتشار في الأسواق. يرتكز الأول المرتبط بالقضايا التسويقية ضمن الشركة بسلوك المستهلكين، وطريقة الوصول إليهم من خلال معرفة عاداتهم وسلوكياتهم، وتقسيمهم إلى شرائح مناسبة بشكل يتوافق مع الخطة الاستراتيجية المتعلقة بالفترة الزمنية المقبلة.

ما هي أهداف التخطيط الاستراتيجي؟

لا تنحصر أهدافه في وضع خطة استراتيجية فقط، بل تتعدد لتشمل معظم أقسام الشركة وأنواع متعددة من الأنشطة التي تشكل الأجزاء الرئيسية لتنظيم عملها، منها:

أولًا: الأهداف المرتبطة بالعملاء

يساعد في معرفة معلومات دقيقة عن عملاء الشركة، من خلال سلوك المستهلكين تجاه المنتجات أو الخدمات، وما هي الشرائح المناسبة لتصنيفهم، ومدى ملائمة أسعار المنتجات أو الخدمات لرغبات المستهلكين وقدرتهم الشرائية، ناهيك عن تحديد قنوات التسويق الأمثل بهدف الوصول إليهم. وغيرها من المعلومات المفيدة للشركة، بما يخص المستهلكين.

ثانيًا: الأهداف المالية

يسعى التخطيط الاستراتيجي في الشركة إلى وضع خطة استراتيجية تساهم في زيادة الإيرادات الناتجة عن النشاطات اليومية التي تقوم بها. كما تحدد الخطة، التوقع المتعلق بزيادة حصص المساهمين فيها، وكم ستكون حصة المساهم في نهاية الخطة. كما يعد أحد الوسائل الهامة لتخطيط التكاليف اللازمة لعمل الشركة خلال فترة الخطة، إذ تحدد الخطة جميع النفقات اللازمة لإنجاز الأعمال الخاصة بها خلال مدة الخطة.

ثالثًا: أهداف التطوير الداخلي

يهدف هذا النوع من التخطيط إلى رفع مستوى الابتكار ضمن الشركة، لما له من أثر في تحفيز الموظفين بشكل فردي أو ضمن فرق العمل على المساهمة في وضع الأساس الذي تسير عليه الشركة لفترة زمنية طويلة وتطوير مسارهم الوظيفي، وهو ما يزيد من فرصة تكوّن منتجات وخدمات مبتكرة يمكن أن تساهم في خلق ميزة تنافسية جديدة.

كما يسعى إلى تحسين إدارة الجودة الشاملة، وتقليل معدلات الخطأ من خلال الاستفادة من أخطاء التخطيط الاستراتيجي في الخطط السابقة، وتفاديها عند إعداد الخطة الاستراتيجية الحالية.

عناصر التخطيط الاستراتيجي

تجمع كافة المكونات ضمن خطة استراتيجية واحدة تشكل خارطة توجيه طويلة الأمد لنشاطات الشركة. تتعدد مكوناته لتشمل كافة أقسام الشركة، ومن الأفضل أن يساهم كامل فريق العمل بشكل مباشر أو غير مباشر في إعداد الخطة الاستراتيجية لتكوين إحساس المسؤولية تجاه تنفيذها، إلا أن العناصر الأساسية للخطة على الشكل الآتي:

1. الرؤية والقيم Vision and Values

تشير رؤية الشركة إلى سبب وجودها الأساسي، وما تطمح بالوصول إليه، وعادةً ما تتضمن الأهداف الواجب تحقيقها ضمن الخطة، والخطوط العريضة الموجهة لتحقيق هذه الأهداف. كما تتضمن الرؤية تحقيق عالم أفضل لشرائح المستهلكين التي ترغب الشركة بالوصول إليها.

تحدد القيم ما هو مهم بالنسبة للمؤسسين ضمن الرؤية المطروحة، وصفات الموظفين المرغوبين في الفرق وفق الخطة، إضافةً إلى الطريقة التي سيتم التعامل بها داخل وخارج الشركة.

2. المهمة Mission

تصف المهمة الخطوات التي سيتم اتخاذها للوصول إلى الرؤية المحددة، كتحديد آليات الوصول. فيمكن ذكر المعدات والآليات والصالات الممكن استثمارها لتحقيق رؤية الشركة.

3. أهداف ذكية SMART

يُقصَد بالأهداف الذكية بأنها مجموعة أهداف تتسم بالبساطة Simple، قابلة للقياس Measurable، قابلة للتحقيق Achievable، واقعية Realistic، ومحددة بوقت معين Timely. تساعد الأهداف الذكية في زيادة احتمالات الوصول للهدف الاستراتيجي من خلال تركيز الجهود على تلك الأهداف بالسمات المذكورة.

4. مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs

تساعد مؤشرات الأداء الرئيسية KPIs في تحديد المطلوب من كل فرد من أفراد الفريق، والمسؤولية تجاه المهام المكلف بها، وإدراك التوقيت اللازم لتنبيه الفريق عند خروج أحد المهام عن نطاق مؤشرات الأداء صعودًا أو هبوطًا.

مبادئ التخطيط الاستراتيجي

يرتكز على مجموعة من المبادئ التي تحدد المطلوب من الخطة الاستراتيجية. غالبًا ما تكون مبادئ التخطيط الاستراتيجي موحدة بين جميع الشركات، إلا أن اختلاف الشركات فيما بينها يظهر بمستوى الدقة في تطبيق مبادئه، بهدف إعداد الخطة الاستراتيجية لمدة زمنية معينة.

  • سبب وجود الشركة

من أبرز مبادئ التخطيط الاستراتيجي هو توضيح سبب وجود الشركة، وما القيمة المضافة من وجودها في السوق المستهدف، وما هي الغاية من عملها في هذا السوق.

  • ربط الأهداف الاستراتيجية بمدد زمنية

من الصعب ردم الفجوة الناشئة بين الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى، والعمليات التشغيلية قريبة المدى. لذا، لا بد من ربط الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى بمدد زمنية تتيح قياس الأهداف بين مدة وأخرى، كالخطط السنوية وربع السنوية اللازمة لإتمام المهام.

  • التواصل أساس النجاح

التخطيط الاستراتيجي ليس عملًا يجب القيام به لمرة واحدة، بل ينبغي متابعة ما توصلت إليه الاستراتيجية من أهداف بين فترة وأخرى. من الأفضل وضع جدولة زمنية مختلفة للاجتماعات، لنقاش التفاصيل المرتبطة بحجم المهام التي تم القيام بها ضمن هذه الفترة.

  • كيفية قيادة الخطة

تتحدد الطرق اللازمة لإدارة الخطة من خلال منح الوقت الكافي لتحديد سبب وجود الشركة وكيفية عملها، كيف يمكن إدارة نقاط القوة لتحقيق عائد أفضل على الاستثمار، إضافةً إلى تعيين الموارد التي يمكن أن تدعم هذا العائد وتخلق ميزة تنافسية للشركة.

خصائص التخطيط الاستراتيجي

غالبًا ما يختلط المصطلح مع مصطلحات شبيهة به، إلا أنها تختلف بالمضمون. فما هي المصطلحات المشابهة؟ وما هي خصائص التخطيط الاستراتيجي المميزة عن باقي المصطلحات؟

أولًا: ما الفرق بين الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي؟

تعد الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي ركنين أساسيين من أركان تحقيق أهداف الشركة بعيدة الأمد. يشكل التخطيط الاستراتيجي الأسلوب الذي تتبعه الشركة لتحديد اتجاه عملها، أما الإدارة الاستراتيجية فهي جميع العمليات المتعلقة بالأسلوب المتبع، بدءًا من مرحلة التخطيط وصولًا إلى مرحلة التنفيذ.

الفرق بين الإدارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي

ثانيًا: ما الفرق بين التخطيط والتخطيط الاستراتيجي؟

يمثل التخطيط عملية تنظيم أداء مجموعة من النشاطات في حال ظهور أو حصول تغير في أي حدث، إذ يتخذ القرار بالإجابة على الأسئلة كيف؟ متى؟ ماذا؟ المتعلقة بأحد المهام. أما التخطيط الاستراتيجي فهو تخطيط شامل معني بالإدارة الشاملة للمؤسسة، بغرض الوصول لهدف أو أهداف استراتيجية محدد.

الفرق بين التخطيط والتخطيط الاستراتيجي

ثالثًا: ما الفرق بين التخطيط الاستراتيجي والتخطيط التشغيلي؟

تكمن أهمية التخطيط الاستراتيجي في وضع خطط الشركة طويلة الأمد التي تنقلها من مكان إلى مكانٍ آخر ضمن السوق المستهدف، بينما تكمن أهمية التخطيط التشغيلي في تحديد الخطط المنفصلة والمفصلة وفق خطط عمل جزئية تؤدي مجتمعة مهام الخطة الاستراتيجية، التي تم إعدادها في المستويات الإدارية العليا.

الفرق بين الهدف الاستراتيجي والهدف التشغيلي

تركز الخطة الاستراتيجية على الأهداف عالية المستوى ضمن الشركة وكيفية قياس هذه الأهداف، والممتدة من فترة ثلاث إلى خمس سنوات في غالب الأحيان. بينما تركز الخطة التشغيلية بتحقيق الأهداف التشغيلية المرتبطة بالمستقبل القريب، لمدة عام على الأكثر.

الفرق بين الهدف الاستراتيجي والهدف التشغيلي

أدوات التخطيط الاستراتيجي

هناك الكثير من الأدوات التي تساعد المعنيين في إنجاز هذا النوع من التخطيط، ووضع خطة استراتيجية تناسب أسس عمل الشركة في الانتقال نحو نقطة جديدة. تتحدد الأدوات المستخدمة فيه حسب متطلبات الخطة التي سيتم إعدادها.

1. القوى الخمسة لبورتر Porter’s 5 Forces

يسعى الفريق المختص من خلال استخدام القوى الخمسة لبورتر إلى تحديد القوى الاقتصادية المؤثرة على عمل الشركة وتحديد المركز التنافسي للشركة. تشمل القوى الخمسة لبورتر: قوى المنافسة في مجال عمل الشركة، الإمكانيات التي يملكها أصحاب الشركات الداخلين حديثًا للسوق المستهدف، الموردين، العملاء، التهديدات التي يفرضها تواجد منتج أو خدمة بديلة عن المنتج الذي تقدمه الشركة.

2. تحليل SWOT

يعد تحليل SWOT أداة تخطيط استراتيجي تدرس البيئة الداخلية والخارجية للشركة، إضافة إلى الفرص والتهديدات التي ينبغي استغلالها أو السيطرة عليها. وكلما كان تحليل SWOT شاملًا وأكثر دقة، زادت القدرة على التعامل مع الفرص والتهديدات المحتملة بشكل أفضل وأقل أثرًا.

3. إطار VRIO

يحدد إطار التخطيط الاستراتيجي VRIO المزايا التنافسية للمنتج أو الخدمة، نسبةً للمنتجات المنافسة في السوق المستهدف. ويتكون الإطار من أربع عناصر هي: القيمة التي يقدمها المنتج للعملاء Value، وامتلاك موارد نادرة Rare، وقابلية المنتج للتقليد Imitability، إضافةً إلى عنصر المنظمة Organization، الذي يمثل امتلاك الأنظمة والعمليات اللازمة للاستفادة من الموارد.

4. تحليل PESTEL

يرتبط تحليل PESTEL بتحليل SWOT كأدوات التخطيط الاستراتيجي حيث يمثل تحليل PESTEL تفاصيل البيئة الداخلية والخارجية المتمثلة بالبيئة السياسية Political، الاقتصادية Economical، الاجتماعية Social، التقنية Technical، العوامل البيئية Environmental، والقانونية Law.

يستخدم تحليل PESTEL في الخطط الاستراتيجية الأولى كأحد أهم الركائز، ويساعد على تطوير استراتيجية النجاح عند دراسة البيئات التي تم ذكرها، وربطها بالعوامل الداخلية والخارجية، ونقاط القوة والضعف وفق تحليل SWOT.

مراحل التخطيط الاستراتيجي

تختلف خطوات التحليل الاستراتيجي بهدف إعداد خطة استراتيجية باختلاف عمل الشركات، ومستويات التخطيط الاستراتيجي التي تقوم بها، إلا أن هناك مجموعة من الخطوات الأساسية التي تشكل منهجية إعداد الخطة الاستراتيجية، وتضاف عليها خطوات إضافية حسب العمل.

1. الاستعداد للتخطيط الاستراتيجي

قبل البدء بنشاطات التخطيط الاستراتيجي لإعداد الخطة الاستراتيجية القادمة، لا بد من تحديد الفريق الاستراتيجي المعنيّ برسم السياسات ضمن الخطة. تبعًا لأفضل الممارسات، لا بد من إشراك كافة الاختصاصات وبمستويات وظيفية متنوعة -بشكلٍ مباشر وغير مباشر- في إعداد الخطة الاستراتيجية: كمديري التمويل، وقسم من موظفيه، والتسويق، والموارد البشرية وغيرها.

2. تحديد فترة زمنية لإعداد الخطة

يمكن أن يستغرق هذا النوع من التخطيط من عدة أسابيع إلى عدة أشهر. لا بد من تحديد إطار زمني لبداية ونهاية مرحلة التخطيط الاستراتيجي للخطة الحالية، تعتمد قيم الإطار على تعقيدات العمليات التخطيطية، ضمن الشركة وحجم الشركة.

3. تقييم أعمال الشركة

يتوجب على الفريق المختص في هذه المرحلة فحص العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة على عمل الشركة. كوجود مستوى من التقدم التقني المساهم في تحسين العمل، ووجود تشريعات جديدة مفروضة تقلص أو تزيد من القدرة على العمل في السوق المستهدف.

غالبًا ما يتم اللجوء إلى تحليل SWOT وقوى بورتر، وتحليل PESTEL في تقييم نقاط القوة والضعف الخاصة بالشركة، وتحديد الفرص والتهديدات التي تتعرض لها في السوق المستهدف.

4. تحديد المهمة والرؤية وأصحاب المصلحة الرئيسيين

لا بد للفريق المختص تحديد مهمة الشركة ورؤيتها في المرحلة القادمة التي تغطيها الخطة الاستراتيجية، غالبًا ما يتم الاعتماد على تحديد أصحاب المصلحة الرئيسيين -كالعملاء وأصحاب الشركة والموردون وغيرهم- في تحديد المهمة والرؤية الخاصتين بالشركة، والمناسبتين للخطة الاستراتيجية القادمة.

5. اختيار إطار وبرمجيات خطة مناسب للشركة

يجب اختيار إطار يساعد الفريق المسؤول في أداء مهامه، دون عناء تصميم إطار استراتيجي، يمكن اعتماد أي إطار استراتيجي مناسب لمكونات الخطة المطلوب إعدادها. من الأطر الاستراتيجية على سبيل المثال لا الحصر نموذج OKR الذي يساعد في تحديد الأهداف والنتائج الرئيسية، من خلال تعيين مسؤول واحد عن كل نتيجة يجب أن يصل إليها الفريق.

وكذلك نموذج balanced-scorecard الذي يوازن بين القياسات الاستراتيجية والقياسات التشغيلية، للوصول إلى الأداء المتوازن. يمكن للفريق الاستعانة بمجموعة من البرمجيات الحاسوبية، التي تساهم في عملية إتمام إعداد الخطة الاستراتيجية مثل Cascade Strategy وKhorus وغيرها.

6. توثيق الخطة الاستراتيجية

بعد اتفاق الفريق على محتويات الخطة الاستراتيجية، لا بد من توثيق الخطة بطريقة مكتوبة قابلة للمشاركة مع الإدارات العليا للشركة. أصبح الوصول والمشاركة للخطة الاستراتيجية أمرًا أكثر سهولة من خلال برامج التخطيط الاستراتيجي وتوفر الأجهزة الإلكترونية، وهو ما يزيد مستوى التشاركية بين الموظفين، ووضوح أكبر في الأهداف الموضوعة.

6 من معوقات التخطيط الاستراتيجي

على الرغم من أهميته، إلا أنه يتأثر بمجموعة من المعوقات التي تصعّب من عملية إنشاء خطة استراتيجية، لتكون دليلًا لعمل الشركة في فترة زمنية معينة:

1. عدم وجود خطة استراتيجية سابقة

يصعب على الشركة تحديد المكان الذي ترغب بالوصول إليه، في حال لم تكن على دراية بالمكان الذي تتواجد فيه حاليًا. تستعين الإدارة المعنية بقضايا التخطيط الاستراتيجي في الشركة بخططها الاستراتيجية السابقة، لدراسة احتمالات الوصول للمكان الذي ترغب بالوصول إليه في الخطة التي يتم إعدادها، وهو ما لا يتوفر لفريق التخطيط الذي يَعِدّ أول خطة استراتيجية للشركة.

2. الخوف من التغيير

يشكل تخوّف المدراء والموظفين عائقًا في عمليات التخطيط الاستراتيجي، إذ تفتقد الخطط الاستراتيجية إلى الضمانات. فتزداد فرص النجاح في إعداد الخطة وتنفيذها، كلما زادت دقة دراسة المخاطر الذي يمكن أن تتعرض له الخطة.

كما يشكل الخوف من التراجع عن خطة استراتيجية تم إعدادها بشكل خاطئ إلى فشل بطيء في عمليات الإدارة ضمن الشركة. لذا، لا بد من مراجعة الخطة دوريًا، وامتلاك الشجاعة الكافية، لإجراء تغييرات تكبد أقل قدر ممكن من الخسارة.

3. التعقيد

يمكن أن تكون المعلومات المتضمنة ضمن الخطة الاستراتيجية بالغة التعقيد، غالبًا ما تكون معظم مستويات التخطيط الاستراتيجي مرتبطة بالإدارة العليا صاحبة الخبرة المهنية الواسعة، وعلى مختلف المستويات. قد يشكل المحتوى الموجود ضمن الخطة الاستراتيجية لغة معقدة يصعب على موظفي الإدارة المتوسطة والإشرافية فهمها، نظرًًا لقلة خبرتهم الاستراتيجية مقارنةً بالإدارة العليا.

4. غياب المحاسبة والمساءلة

يصعب التخطيط الاستراتيجي وتتبع الخطة في حال غياب المحاسبة عن التقصير في المهام، إذ يمكن أن يتم تجاوز كافة عناصر الخطة دون معاقبة المسؤولين عن هذا التجاوز. لا بد من وجود نظام محاسبة ومساءلة، يبدأ من الإدارة العليا، وتكليف موظف مسؤول عن كل نشاط من أنشطة الخطة الاستراتيجية.

5. عدم ارتباط التخطيط الاستراتيجي برؤية واضحة

قد تملك الشركات خططًا استراتيجية طويلة المدى، لكن لا يوجد رؤية استراتيجية واضحة ترتبط بالخطة الموضوعة، إذ تحتوي الخطة الاستراتيجية على الأنشطة والمسارات التي ستسلكها الشركة للوصول إلى الهدف. إن عدم وجود رؤية يؤدي بالنتيجة إلى عدم وجود أهداف، بالتالي تصبح الخطة الاستراتيجية عديمة الجدوى.

6. الانشغالية المرتفعة

تأخذ الأنشطة الناتجة عن العمل اليومي أولوية تجعل انشغالية المدراء المعنيين بأمور التخطيط الاستراتيجي مرتفعة، وهو ما يصعّب من تتبع الخطة الاستراتيجية أو القيام بإعدادها، على الرغم من إدراك المدراء لأهمية التخطيط الاستراتيجي في حل مشاكل الأنشطة المذكورة.

توفر الخطة الاستراتيجية الموثِّقة لعناصر التخطيط الاستراتيجي الموجِّه الأول لإعداد الخطط متوسطة وقصيرة الأجل، الهادفة إلى تنفيذ الخطة الاستراتيجية الموضوعة، وتظهر براعته في الوصول إلى أهداف متميزة تخلق ميزة تنافسية، أو تطور واضح في الأعمال نسبة لباقي المنافسين.

رغم ذلك يواجه العديد من أصحاب الشركات ورواد الأعمال مشكلات في إعداد خطة استراتيجية لشركاتهم أو مشاريعهم. يمكن توظيف استشاري أعمال متخصص عبر منصة مستقل، أكبر منصة عربية للعمل الحر، لمساعدتك بإعداد خطة استراتيجية مميزة.

تم النشر في: مشاريع ناشئة