يمكن تعريف ريادة الأعمال بشكل عام بأنها مشروع تجاري يقدم منتجًا أو خدمة بهدف تحقيق الربح المادي، ولكن مع زيادة قضايا ومشاكل المجتمعات، ظهر نوع خاص من الريادة معني بحل إحدى هذه المشكلات، والتأثير الاجتماعي عن طريق مشروع معين، وهو ريادة الأعمال الاجتماعية. يهدف هذا النوع إلى السير نحو بيئة أكثر استدامة واستقرارًا، فما هي ريادة الأعمال الاجتماعية؟ وكيف يمكن بَدْء مشروع ريادي ناجح؟
جدول المحتويات:
- ما هي ريادة الأعمال الاجتماعية؟
- الفرق بين ريادة الأعمال التجارية وريادة الأعمال الاجتماعية
- أنواع ريادة الأعمال المجتمعية
- فوائد ريادة الأعمال المجتمعية
- سمات وخصائص رواد الأعمال المجتمعية
- تحديات ريادة الأعمال المجتمعية
- كيف تبدأ مشروعًا في ريادة الأعمال الاجتماعية؟
- أمثلة على الريادة الاجتماعية
ما هي ريادة الأعمال الاجتماعية؟
تعد ريادة الأعمال المجتمعية نهجًا يطبق سلوكيات ريادية من قِبل مجموعة من الأفراد أو شركة معينة قد تكون ناشئة، لتحقيق فكرة مبتكرة على أرض الواقع، توفر حلولًا اجتماعية أو بيئية أو ثقافية. تهدف الريادة المجتمعية إلى إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع والعالم، عوضًا عن تحقيق الأرباح المادية فقط.
الفرق بين ريادة الأعمال التجارية وريادة الأعمال الاجتماعية
ينقسم قطاع الأعمال الريادية إلى نوعين أساسيين: ريادة الأعمال التجارية التي تهدف لتحسين السوق، والريادة المجتمعية التي تستهدف المجتمع بعينه. يرتكز اختلاف الأهداف بين النوعين على اختلاف عدة سمات بينهما كي يتحقق كل منهما. من أهم هذه الفروقات ما يلي:
1. أسباب الاستثمار
تسعى ريادة الأعمال التجارية إلى در الأرباح المالية للمستثمرين، بالنهاية هذا هو الهدف الأساسي من الاستثمار فيها. على عكس ريادة الأعمال الاجتماعية التي تجذب المستثمرين المعنيين بتحقيق هدف المشروع، ويرونه عامل النجاح والربح الأكبر.
2. كيفية استخدام الأرباح
تتوجه جميع أرباح الشركة الريادية التجارية لتحقيق الثروة الشخصية للمستثمرين ورواد الأعمال، بينما تستخدم شركات الريادة المجتمعية أرباحها لتمويل الأعمال الخيرية التي تتعلق بهدفها في المقام الأول، وتنمية الشركة وتغطية تكاليفها لضمان استمراريتها.
3. معيار النجاح
كلا النوعين من الشركات يرغب بإحداث تغيير جاد في المجتمع وسوق العمل، ولكن نجاح الشركة التجارية يُقاس بمقدار المكاسب المادية التي تنتجها، فالمال هو هدف العمل. يرى رواد الأعمال الاجتماعيين بأن المال ليس إلا وسيلة لتحقيق النجاح والغاية الأساسية، وتتلخص بالتأثير الواضح للعمل على المجتمع.
أنواع ريادة الأعمال المجتمعية
تعد ريادة الأعمال الاجتماعية مصطلحًا واسعًا يحتوي على عدة أنواع تختلف في الاستراتيجية، ولكن جميعها تندرج تحت مظلة الابتكار والتحسين الاجتماعي. فيما يلي أكثر الأنواع شيوعًا:
1. المشروعات المجتمعية
المشروعات المجتمعية هي أبسط مثال للريادة الاجتماعية، ويمكن لأي شخص القيام بها بغض النظر عن مستواه العلمي أو شبكة علاقاته. المشروع المجتمعي هو مشروع صغير نسبيًا يستهدف القضايا الاجتماعية أو البيئية أو الاقتصادية، مثل بناء حديقة مركزية في منطقة فقيرة أو تنظيم مجموعة متطوعين للقيام بنشاط مجتمعي معين.
2. المؤسسات غير الربحية
تنفق المؤسسات غير الربحية إيراداتها على معالجة القضايا المتعلقة بمجالها ومهمتها المجتمعية، إلى جانب النفقات التشغيلية من رواتب الموظفين والإجراءات التسويقية وما إلى ذلك. لا يتم تحويل أي من الأرباح إلى المستثمرين أو للعائد الشخصي، كما أنها تتمتع بإعفاءات ضريبية بموجب القانون.
3. التعاونيات
غالبًا ما يركز هذا النوع على الاحتياجات الأساسية للمجتمع مثل الإسكان أو مشروعات عمل بسيطة، ويعني مصطلح التعاونيات اتحاد مجموعة من الأشخاص طواعيةً للتعاون معًا وتلبية احتياجاتهم المجتمعية، يمكن أن تعمل على أساس ربحي أو غير ربحي، ولكن قد تتطلب دفع رسومًا عضوية لكل فرد ينضم للمجموعة بهدف تغطية النفقات التشغيلية اللازمة.
4. المؤسسات الربحية ذات الهدف الاجتماعي
يؤمن رواد الأعمال الاجتماعية الذين يتبعون هذا المسار في الريادة المجتمعية، بأن تحقيق المكاسب المادية لا ينفي أو يتعارض مع التأثير في المجتمع وحل قضاياه. يهتم هذا النوع بجذب المستثمرين المؤثرين، الذين يتوجهون للاستثمار بالأعمال التي تساهم مجتمعيًا بطريقة فعالة.
فوائد ريادة الأعمال المجتمعية
تحقق الريادة المجتمعية عدة فوائد تعود على قطاع العاملين فيها والمجتمع، فلا يجوز الاعتراف بأثرها أو بتحقيق هدفها بدون هذا العائد. من أبرز فوائد الريادة الاجتماعية ما يلي:
1. بناء علاقات تتجاوز الغرض المادي
تمتلك الشركات والمؤسسات الريادية المجتمعية القدرة على تكوين علاقات قوية داخل الشبكات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، على عكس الروابط التي تتم لهدف تجاري بحت، مما يُنشئ شراكات استراتيجية تزيد من تأثير وحضور الشركة.
إضافةً لذلك، تساهم الريادة الاجتماعية في دحض العوائق الطبقية والمادية بين المجموعات والمجتمعات، وتركز على توفير الدعم المادي والمعنوي دومًا، خصوصًا للجهات المهمشة، مما يساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية.
2. وجود حافز مشترك
قد يكون من الصعب تحفيز وشحذ همم الموظفين في العمل، عندما يكون الهدف الأساسي هو در الكثير من المال للمستثمرين من رجال الأعمال. لكن مع ريادة الأعمال الاجتماعية، يتفق الجميع على غاية واحدة في العمل وهي نفع المجتمع، مما يساعد في الحفاظ على حافز وجهد وتركيز رواد الأعمال المجتمعية والموظفين، لوحدة الهدف والغاية.
3. الاستجابة لاحتياجات العملاء
لا شك أن وعي المجتمع بالمشكلات التي تحفه وضرورة السعي للحد منها يزداد يومًا بعد يوم، ويعد هذا التوافق مع الهدف السامي الذي وجِدت من أجله الريادة المجتمعية مساهمًا كبيرًا في جذب العملاء والمستهلكين، تبعًا لأنها تستجيب لتلبية احتياجاتهم. عوضًا عن أن المستهلك سيشعر بالرضا عند التعامل مع شركة ريادية تحاول التحسين، فبهذا يصبح مشاركًا بالحل.
4. خلق فرص عمل
إلى جانب مساهمة المشروع الاجتماعي في حل مشكلات المجتمع، فهو يستهدف أيضًا توفير فرص عمل للشباب، وهو ما يساعد على الحد من نسبة البطالة، وتشجيع الشباب للعمل والمشاركة في المشروع، واستثمار مجهوداتهم بما يتوافق مع المهمة التي تتبناها الشركة.
5. تغيير العالم لمكان أفضل
ربما تكون الميزة الكبرى من كونك رائد أعمال اجتماعي، هي التأثير الذي يمكن أن تحدثه في المجتمع، فمهما تعددت فوائد وأهداف ريادة الأعمال الاجتماعية، يبقى التغيير الاجتماعي الأساس والغاية المنشودة لكل الجهد والعمل.
سمات وخصائص رواد الأعمال المجتمعية
مهما تعددت المجالات التي يدخلها رواد الأعمال الاجتماعية واختلف دورهم العملي فيها، لا بد أن يمتلكوا عدة سمات مشتركة بينهم للوصول إلى نقطة النجاح التي يبغونها، أهمها ما يلي:
1. اندفاعيون نحو التغيير
عادةً ما يكون عدم الرضا عن الوضع الراهن في المجتمع هو الدافع الأساسي لرغبة رائد الأعمال بالتحسين والتطوير، وتكون هذه الرغبة هي ما تشجعهم على المواصلة في العمل والاجتهاد وتحفيز من حولهم مهما تعددت العقبات خلال مسيرتهم نحو التغيير.
2. إبداعيون ومبتكرون
تختلف نظرة رواد الأعمال المجتمعية للمواقف عن أفراد المجتمع العاديين، إذ يرون في كل مشكلة فرصة للإبداع بطريقة مبتكرة تتغلب على العقبات التي تواجهها القضية المجتمعية، بحيث يخرجون بمنتج أو خدمة تساهم في التخفيف من حدة المشكلة أو حتى إنهائها تمامًا.
3. المهارات الريادية
تبدو هذه الصفة بديهية في عالم ريادة الأعمال، لكن شغف التغيير قد يقود الشخص للعمل على تحقيق فكرته دون معرفته العملية في مجال الأعمال وافتقاره لأهم المهارات الريادية، مما يؤدي لضعف الإدارة السليمة والتخطيط الاستراتيجي لجوانب عدة تحف المشروع، مثل التمويل والموارد والقيود وما إلى ذلك. بالتالي تقليص فرصة نجاح الفكرة في الواقع.
4. العزيمة والإصرار
لا شك أن كل عملٍ يواجه العديد من العقبات والتحديات التي يجب مواجهتها وتجاوزها خلال مسيرته. يحتاج ذلك إلى الكثير من العزم والإصرار، ومواجهة الفشل على أنه خطوة ضرورية في سلم النجاح بدلًا من الاستسلام. على رائد الأعمال الاجتماعية النظر إلى عمله بعين نقدية أيضًا، وأن يستمع إلى آراء الآخرين وانتقاداتهم بصدرٍ رحب وآذانٍ صاغية، حرصًا على الوصول لأفضل صورة ممكنة تمثل المشروع.
تحديات ريادة الأعمال المجتمعية
على الرغم من أن مجال الريادة المجتمعية لديه الكثير من الإمكانات، لمساعدة المجتمع على التعامل مع مشاكله بطريقة إبداعية ومؤثرة، فإنه يواجه العديد من التحديات التي قد تعيقه عن ذلك. فيما يلي أكثر هذه التحديات شيوعًا بين رواد الأعمال الاجتماعية:
أولًا: نقص التمويل المالي
يعد توفير رأس المال الاجتماعي أحد أكبر التحديات التي يواجهها رواد الأعمال المجتمعية، فعادةً ما تكافح المؤسسات المجتمعية من أجل الحفاظ على وجودها واستمرارية عملها، بسبب شح مصادر الدخل اللازم لتغطية التكاليف اللازمة. غالبًا ما يرجع ذلك إلى عدم تصور إمكانية الربح من الاستثمار، وإلى الحاجة المستمرة للتمويل.
يُنصح باللجوء إلى المستثمرين المهتمين بتطوير المجتمع بطرق مبتكرة وجديدة، والاعتماد أيضًا على جمع المال إلكترونيًا عن طريق نشر حملات تمويلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تعد هذه الوسيلة أكثر فعالية وتصل أكبر عدد ممكن من الناس.
ثانيًا: عدم الثقة بنوايا المؤسسات الاجتماعية
قد يثير عدم اهتمام الشركات الاجتماعية بزيادة الثروة الشخصية وصب كل أرباحها للمجتمع، الشكوك لبعض الناس العامة أو رجال الأعمال المستثمرين، فقد يتساءل البعض إن كان حقًا كل الربح والتمويل المادي يذهب للمصلحة العامة أم لا، مما يجعل الكثير يتجنب المبادرة بالدعم ماديًا أو حتى معنويًا.
للتغلب على هذه العقبة، يجب على رائد الأعمال الاجتماعي توضيح مدى قوة تأثير فكرته و نفعها على المجتمع، مع إظهار نتيجة وثمرة التمويل على الجهة المستهدفة. كما أن بيان تأثرك بالمشكلة يمكن أن يساعد كثيرًا، فبذلك تُظهر انتمائك للمجتمع ومدى تضررك من عدم حل القضية التي يستهدفها مشروعك. يساهم جهدك الحثيث بالعمل في إقناع العملاء والمستثمرين بنواياك الحسنة.
ثالثًا: البقاء وفيًا لمهمتك
مع المواظبة على الجهد والعمل وِفق استراتيجية فعالة، ينمو المشروع الاجتماعي ويتوسع في مهمته وتزداد إيراداته وكذلك التمويلات الخارجية، قد يصل رائد الأعمال الاجتماعي لمرحلة يشعر فيها برغبة تحويل مشروعه إلى عملٍ تجاري منافس تزداد فيه أرباحه الشخصية، تبعًا للمستوى الذي وصل إليه.
تذكر دائمًا السبب الذي جعلك تنشئ المشروع، واجعله دافعًا للاستمرار في النوايا الاجتماعية الحسنة. لا ضير من الاستثمار بالعمل، ولكن اجعل الاهتمام بالمصلحة العامة الأولوية الأولى.
كيف تبدأ مشروعًا في ريادة الأعمال الاجتماعية؟
يوجد الكثير من الناس التي تمتلك الشغف بالسعي نحو التغيير في المجتمع، ولكن الأمر لا يتعلق فقط بالشغف والرغبة. يجب السير على مجموعة خطوات من أجل إنشاء مشروع مجتمعي ناجح:
الخطوة الأولى: اختر قضية مجتمعية
عليك أولاً أن تحدد المشكلة التي تود حلها، كي تستطيع توجيه طاقتك نحوها ويتمحور حولها مشروعك. يجب أن تكون القضية الذي تختار معالجتها مهمة وتؤثر على الآخرين سلبًا بوجودها، وأن يكون لاستهدافها صدى واضح وفعال، فتضمن إمكانية نجاح الفكرة عند تنفيذها.
الخطوة الثانية: ابحث جيدًا في القضية
أنت بحاجة إلى فهم كامل لطبيعة القضية قبل البدء في الحل، بدلًا من الاكتفاء بالخبرة أو التجربة الشخصية. لذا، الخطوة الثانية هي إجراء بحث موسع حول القضية، من خلال إجراء بحث السوق لها، ومحاولة الإجابة على الأسئلة التالية:
- ما هو السوق الذي تستهدفه؟
- ما هي القيمة التي ستضيفها؟
- هل يوجد منافسين محتملين؟
- كيف يمكن أن تتميز بعملك عنهم؟
يمكن أن يتم ذلك بعمل تحليل كامل ودراسات جدوى، وجمع وجهات نظر عامة أو من الخبراء، للتحقق من صحة افتراضاتك وتحديد إمكانات فكرتك. يمكنك استشارة الخبراء في الأعمال والخدمات الاستشارية من موقع مستقل، شبكة العمل الحر الأكبر عربيًا، لتعرف معلومات أكثر عن فكرة مشروعك، وتضمن اختيار الفكرة المناسبة.
الخطوة الثالثة: حدد الهيكل القانوني لعملك
يشير الهيكل القانوني إلى تنظيم المشروع أو الشركة فيما يتعلق بوضعها القانوني، ليتم الاعتراف بها محليًا أو على مدى الأماكن التي تستهدفها قبل كل شيء. يُظهر الهيكل القانوني جميع المسؤوليات التي قد يتحملها صاحب العمل من التزامات ضريبية وتوقيع وثائق قانونية وما إلى ذلك، إضافةً إلى إعداد وثائق التأمين لحماية أصول العمل.
الخطوة الرابعة: وضع خطة عمل
حان الوقت الآن ليتحول بحثك إلى خطة عمل مدروسة. تحتوي خطة العمل على الأهداف والمهام التي سيتولاها المشروع، مع ذكر الاستراتيجيات المضمونة للنجاح. يجب أن تشمل خطة العمل النقاط التالية:
- تحديد المنتج أو الخدمة المقدمة.
- الأهداف الاجتماعية المراد تحقيقها.
- الجهة المستهدفة وكيفية الوصول إليها.
- أساليب التسويق التي سيتم استخدامها.
- الهيكل القانوني اللازم للشركة.
- توضيح كيفية العمل وهيئته.
- توضيح الخطة المالية من تكاليف البدء والإيرادات المتوقعة وكيفية التصرف بها.
- مهارات فريق العمل المطلوبة لتحقيق المشروع.
الخطوة الخامسة: السعي إلى التمويل
لا يمكن بدء مشروع دون وجود قواعد مادية تأسيسية برأس المال، لذا، إذا كنت لا تملك الموارد المالية الكافية لتمويل مشروعك، فيمكنك البدء بالبحث عن ممولين لمشروعك. يمكنك الاستفادة من الجهات التي تدعم المشروعات الاجتماعية في بلدك، ومحاولة الحصول على تمويل منها لبدء عملك.
يمكن أيضًا تأجيل خطوة التمويل الخارجي إلى ما بعد البدء، عندما تكون الشركة قد حققت جزءًا من أهداف إنشائها، وتكون قد بدأت في رحلة التوسع والنمو. في هذه الحالة سيفيدك التمويل لزيادة نطاق عملك، والتوسع أكثر لجذب المزيد من العملاء، وتطوير طريقة العمل.
الخطوة السادسة: تكوين فريق عمل مناسب والاهتمام بنناء ثقافة الشركة
تتوافق أغلب مبادئ التوظيف في الأعمال الاجتماعية مع الأعمال الأخرى، لكنها تتميز في ضرورة الاهتمام لكون المنفعة المجتمعية هي الهدف الأول لكل شخص يترشح للتوظيف، وأن يكون على دراية بجميع الالتزامات التي تخص المصلحة العامة أولاً قبل كل شيء. فالأعمال المجتمعية تتطلب أشخصًا صادقين ومعنيين بالتغيير والتطوير كي تستمر.
من المهم أيضًا التركيز على بناء ثقافة الشركة، إذ المشروع الاجتماعي ليس مجرد حملة، بل شركة متكاملة يجب أن تتبنى ثقافة معينة في سير عملها. تتمثل ثقافة الشركة بالمبادئ والقيم والسلوكيات التي يشترك بها الأفراد في مكان العمل. تُعنى ثقافة الشركة أيضًا بالهوية التي تهتم بعرضها أمام عملائها.
أمثلة على الريادة الاجتماعية
توفر الدول العربية دعمًا كبيرًا للريادة الاجتماعية، حرصًا منها على تطوير هذا المجال والحد من القضايا والمشكلات المجتمعية، إضافةً لاهتمامها بتحفيز الأفراد والمجموعات الإبداعية في المجتمع. وتشجيعًا لكثير ممن يسعون للخوض في هذا المجال، سنستعرض أبرز النماذج والأمثلة حرصًا على دعمها:
ريادة الأعمال الاجتماعية في السعودية
توجد العديد من المؤسسات الداعمة للأفكار الريادية المجتمعية في المملكة العربية السعودية، حيث توفر تمويل مادي وفني ينمي قدرات العناصر الريادية، لتمكينهم من تحويل الفكرة إلى حلول واقعية فعالة تزدهر بالمملكة. أبرزها مؤسسة مسك الخيرية للأمير محمد بن سلمان، ومؤسسة عبد اللطيف جميل للتمويل، ومؤسسة الملك خالد الخيرية، إضافةً إلى بنك التنمية الاجتماعية.
ريادة الأعمال الاجتماعية في مصر
ولّت الحكومة المصرية الكثير من الاهتمام بالمبادرات الشبابية في مجال ريادة الأعمال المجتمعية، ليحظوا بفرصة إنشاء وإدارة المشاريع الريادية بنجاح. توجد جمعية نهضة المحروسة في القاهرة، إضافةً لعدة حاضنات أهمها حاضنة همة، وهي أول حاضنة أعمال تابعة لجامعة حكومية، وحاضنة أعمال جسر التي أسستها مؤسسة مصر الخير.
ختامًا، لا يتم حصر مجالات الريادة المجتمعية بمجموعة محددة من المجالات، مما يفتح آفاقًا واسعة أمام أي فرد أو مجموعة تسعى للتغيير والتحسين بترك بصمة إيجابية في المجتمع. لذا إن كنت شخصًا يطمح لمستقبلٍ أفضل ويمتلك بعض الأفكار والحلول الابداعية، فابدأ برسم حدود فكرتك لتطبيقها على الواقع الذي سيزدهر بأمثالك.
تم النشر في: سبتمبر 2021
تحت تصنيف: ريادة أعمال | نصائح ريادية
جميل جدًا
متحمسة جدا
شكرا لكم
رائع، سلم من كتب هذا المقال الرائع
هل الحصول على ماجستير في الابتكار وريادة الأعمال من الأمور الهامة. هل تنصحني بالحصول عليه؟
جميل جداً, شامل وكافي ووافي.
أسلوب سلس ورائع.
سلمتي يا أمل 🙂