خطوة بخطوة: كيفية إعداد دراسة جدوى لإطلاق مشروعك

مهما كانت فكرة المشروع التي تدور في عقلك، فأنت تحتاج إلى معرفة مدى نجاعتها، تحتاج إلى تقييم الإمكانات، والتنبؤ باحتمالات النجاح أو الفشل في فكرة المشروع، يُعرّف قاموس الأعمال دراسة جدوى المشاريع بأنها: “تحليل وتقييم مشروعٍ مقترحٍ، لتحديد ما إذا كان مُمكنًا تقنيًا وملائمًا في إطار التكلفة المقدرة، وما إذا كان مُربحًا، يتم إجراء دراسة الجدوى في الغالب عندما نكون بصدد استثمار مبالغ كبيرة في المشروع”.

ولكن خبراء الاقتصاد وريادة الأعمال يؤكدون على ضرورة إجراء دراسة جدوى، حتى للمشاريع الصغيرة ذات الميزانيات المحدودة. تتضمن الدراسة وصفًا للمنتج أو الخدمة، والبيانات المحاسبية، وتفاصيل العمليات والإدارة، والبحوث والسياسات التسويقية، والبيانات المالية، والمتطلبات القانونية والالتزامات الضريبية… وغيرها من الأمور.

جدول المحتويات:

ما هي دراسة الجدوى؟

دراسة الجدوى هي تقييم عملي لخطة مشروع جديد، وما إذا كانت الفكرة المقترحة قادرة على تحقيق أرباح كافية لتبرير الاستثمار أم لا، ويؤخذ في الحسبان ثقافة المجتمع والجمهور المستهدف والتأثيرات البيئية لهذه الفكرة. ويمكن مراعاة عدّة أمور في الحسبان لتكوين انطباع عام حول طبيعة هذه الفكرة، ومنها: 

  • هل الفكرة المقترحة قابلة للتنفيذ؟

يمكن أن تكون هذه الفكرة مشروع أو منتج أو خط إنتاج جديد أو سوق مستهدف أو منافس.

  • هل تمتلك الشركة الموارد اللازمة؟

من خلال تحديد التكاليف المتوقعة والأرباح التي يحققها هذا المشروع، ما يُشجع على تنفيذه وتحمل تحدياته.

  • هل يحقق عائد إيجابي على الاستثمار كما هو متوقع؟

هنا لا بد من إعداد خطة بديلة في حال تم اكتشاف أن المشروع الجديد غير قابل للتنفيذ.

ما الفائدة من دراسة الجدوى؟

تدور أهمية دراسة الجدوى في فلك قيمة واحدة وهي إن كانت فكرة مشروعك قابلة للتنفيذ؟ وبالتأكيد فإن الإجابة على هذا السؤال: ما جدوى الفكرة، وهل الموضوع يستحق الاستثمار؟ سيحيلك في النهاية إلى الخطوة التالية، وهي ما إذا كان ينبغي المضي قدمًا في المشروع، فإما أن تبدأ باتخاذ الإجراءات لتنفيذ المشروع إذا اتضح أن الفكرة ناجحة، وإما أن تستبعد المشروع كليًا إذا اتضح عكس ذلك.

ركّز في أثناء الدراسة على الإجابة عن سؤال: هل فكرة المشروع قابلة للتنفيذ؟ من جميع جوانبه وانشغل تمامًا باكتشاف النتائج المحتملة، مهما كانت نتيجة الدراسة فيما بعد، فإنك ستكون قد حققت شيئًا هامًا. يقول ديفيد إي غومبرت:

على الرغم من أن دراسة جدوى غير ناجحة قد تبدو وكأنها فشل، إلا أنها ليست كذلك. كان الفشل ليتحقق لو أنك استثمرت أموالك وأموال الآخرين، ثم خسرتها بسبب العوائق التي فشلت في البحث عنها مسبقًا

يصادف أحيانًا أن تكون فكرة المشروع نادرة وخارجة عن المألوف، ولن تتمكن حينها من معرفة ما إذا كانت تكاليف المشروع ومخاطره تفوق الفوائد أم لا، فبعض أفكار المشاريع تتخطى العوامل والإطار الزمني، وذلك يتطلب أن يكون صاحب المشروع على قدرٍ من الشجاعة وحب المخاطرة لكي يضرب بالتوقعات والدراسات عرض الحائط.

جيف بيزوس مؤسس أمازون مثلًا؛ تقدم لكثير من المستثمرين بفكرة موقع أمازون عام 1994 ولكنهم رفضوا لأنها كانت فكرة خارقة للعادة، وكان استخدام الإنترنت في ذلك الوقت محدودًا، ولكن الرجل أصرّ على أن استخدام الإنترنت سيكون واسع النطاق في السنوات القليلة المقبلة، وأن هذه الفكرة هي فكرة المستقبل، قال بيزوس حينها:

أنواع دراسة الجدوى

يوفر الوقوف على دراسات الجدوى بأنواعها صورة واضحة حقيقية عن مدى ملائمة فكرة المشروع المقترح لمواردك وقدراتك، ومن هذه الأنواع نذكر:

  • الجدوى الفنية: تتضمن الموارد التكنولوجية والخبرة المعرفية التي تؤهل مؤسستك لإكمال المشروع المقترح. تفيد دراسة الجدوى الفنية في تقييم الأجهزة والبرامج التقنية التي تمتلكها مؤسستك، والوقوف على مدى قدرتها على تلبية متطلبات المشروع.
  • الجدوى الاقتصادية: يشمل هذا النوع تحديد عدّة أمور مثل: التكلفة الإجمالية، ونسبة الاستثمار الخارجي المتوقع، والربح الذي يحققه المشروع بعد حساب جميع الأمور السابقة. وبناءً على الأرقام السابقة ستتمكن من تحديد ما إذا كانت فكرتك تستحق العناء أم لا.
  • الجدوى القانونية: هل تستطيع مؤسستك اتباع كافة اللوائح القانونية لإكمال هذا المشروع؟ لا تُغامر بتجاهل مثل هذه الأمور حتى لا تقف في منتصف الطريق وتستغرق وقتًا أكبر لترتيب أوراقك على الوجه الصحيح.
  • الجدوى الزمنية: تحتاج وضع جدولًا زمنيًا واقعيًا لإكمال المشروع، لأنك ستكون ملتزمًا في نهاية المطاف بالمواعيد التي حددتها منذ البداية، فلا تغامر بسمعة شركتك، خصوصًا إذا كان مشروعك يتعلق بالأمور التي تتعامل فيها مع الجمهور.
  • الجدوى التشغيلية: من المهم تحديد ما إذا كان المشروع المقترح يتناسب مع مواردك البشرية وأهدافك الاستراتيجية، ويحل مشكلة حالية أم تستغرق كل تلك الموارد بدون نفع حقيقي يستحق.

نموذج لدراسة جدوى المشروع

قبل بدء المشروع عليك اتباع عدّة خطوات حتى تتمكن من معرفة مدى إمكانية تنفيذ مشروعك، وهذه الخطوات كالتالي:

  • وصف المشروع: تحدد اسم مشروعك والغاية منه، مع إمكانية تضمين تفاصيل أخرى إضافية مثل المستفيدين والنتيجة المتوقعة
  • الأهداف: اكتب قائمة بالأهداف قريبة وبعيدة المدى، والخطوات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف.
  • الجدول الزمني: ما المدة الزمنية المتوقعة لإكمال مشروعك؟
  • الميزانية: ضمّن التكاليف الإجمالية المقدرة بما في ذلك تكلفة دراسة الجدوى نفسها.
  • الموارد: اذكر جميع الموارد التي تحتاجها لتنفيذ المشروع، بما في ذلك: الموارد المالية والبشرية والتقنية… إلخ
  • الإدارة والفرق: حدد جميع المشاركين في تنفيذ المشروع، من سيتولى الإدارة، ومتابعة الجدول الزمني، وتنفيذ المهام وطبيعتها.
  • الملاحظات الإضافية: هي مساحة يُتطرق فيها لأي أمور تحتاج إلى ذكرها للتوضيح أو أخذها في الحسبان ولا تذكرها سابقًا، مثل مصدر الربح المقدر للمشروع، هل يمتلك العميل المال اللازم للانتفاع بما تقدمه من خدمات أم هناك مصادر ربح بديلة، وإلى أي مدى تضمن هذه المصادر وتثق بها.
  • مشكلات المشروع: بعد بدء المشروع من المحتمل أن تقابل تحديًا لم يكن في الحسبان، لذا خصص هذه المساحة لذكر المشكلة أو العقبة التي واجهتك، ثم أوجد حلولًا لها تمكّنك من تدارك الأمور واستكمال مشروعك ضمن المسار الصحيح.
  • نتيجة المشروع: حدد فيها النتائج المتوقعة لمشروعك، هل ستكون نتائج إيجابية وتقدم حلولًا لمشكلات موجودة بالفعل بشكلٍ جذري، أم ما يقدمه مشروعك لا يضيف ميزة تنافسية جديدة للسوق؟ وما هي البدائل المقترحة حتى تعزز تواجدك بين المنافسين.
  • التقييم: فيها تركز على حلول وضوابط للتحديات التي من المحتمل التي تواجهها وكيفية إدارة المخاطر عمليًا، حتى تصل في نهاية المطاف إلى تصور واقعي لإمكانية مشروعك من عدمه.

تكلفة دراسات الجدوى

تتفاوت تكلفة دراسات الجدوى حسب طبيعة المشروع والخبرات التي يتطلبها، والبيانات التي تحتاج إلى توفرها من دراسة للجمهور المستهدف وتحليل السوق، وغيرها من الأمور التي تتطلب وقتًا وجهدًا للخروج بنتائج موثوقة يُعتمد عليها للحصول على دراسة جدوى احترافية لمشروعك.والجدير بالذكر أنه يمكنك الاعتماد على متخصصين ذوي خبرة ومهارة في إعداد دراسات الجدوى، حتى لا يضيع مالك وجهدك في البحث هباءً. وظف أفضل مقدمي خدمات دراسة جدوى على مستقل، كل ما عليك أن تنشئ مشروعك وتضيف جميع المتطلبات التي تحتاج إلى أخذها في الحسبان والبيانات المتوفرة لديك -إن وجدت- ثم الانتظار واختيار أفضل المتقدمين إلى مشروعك، والمتابعة مع المستقل حتى يُسلمك دراسة جدوى مشروعك وفق المعايير التي تطلع إليها.

خطوات دراسة الجدوى

لضمان إجراء دراسة جدوى ناجحة يجب أن نقسم الدراسة إلى عدة أقسام، لتغطي الدراسة كافة النواحي ونحصل على كافة المعطيات والمعلومات، التي ستخبرنا إن كانت فكرة المشروع مجدية أم لا. إليك خطوات إجراء دراسة جدوى مشروع:

1. الجدوى التقنية

تحدد الدراسة التقنية جدوى المشروع من الناحية التقنية وترتكز على تقييم الموارد التقنية المتاحة لديك، وتقدير ما إذا كانت تلائم طاقة الإنتاج، تحديد حجم الإنتاج، الآلات والمعدات (أنسب الآلات والمعدات للمشروع)، تحديد العمالة المطلوبة للإدارة، وإن كان الفريق التقني قادرًا على تحويل الأفكار إلى نُظم عمل. وتنطوي الجدوى التقنية أيضًا على تقييم المتطلبات اللوجستية أو الجغرافية للمشروع، وأسلوبك في إدارة العمليات.

ترتكز الجدوى التقنية أيضًا على تحليل عنصر هام وهو المنتج، ولكي تجب على السؤال: هل هناك شخص على استعداد لشراء المنتج؟ يجب أن تطرح بعض الأسئلة الهامة من بينها:

  • ما هو المنتج أو الخدمة التي يقوم عليها مشروعك؟
  • هل هذا المنتج أو الخدمة قيد البيع بالفعل؟ إذا لم يكن كذلك كم سيلزم من وقت لإدخال المنتج للسوق وما كلفة ذلك؟
  • كيف يمكن حماية المنتج أو الخدمة في المنافسة؟
  • ما نقاط قوة وضعف المنتج أو الخدمة؟
  • ما الذي سيستفيده العملاء من المنتج؟
  • ما هي الموارد المطلوبة لإنتاج المنتج أو الخدمة وتوفيرها؟
  • ما مدى قدرتك على الحصول على تلك الموارد؟

2. الجدوى المالية

عندما تُنهي الدراسة التقنية وتتأكد بأن فكرة المشروع ممكنة تقنيًا، ستبدأ الآن بدراسة الجدوى المالية للمشروع، يقوم البعض بالدمج بينها وبين الجدوى الاقتصادية، فالجدوى المالية هي تقييم كافة ما سييتم إنفاقه على المشروع، والجدوى الاقتصادية هي تقييم العائد المادي من المشروع.

تساعد الجدوى المالية صاحب المشروع على تقدير التكاليف والفوائد المرتبطة بالمشروع قبل أن يقوم بتخصيص الموارد المالية الخاصة بالمشروع، وهذه الجدوى تعزز مصداقية المشروع بالنسبة لك لأنها متعلقة بتقديم أرقام خاصة بالتكاليف التأسيسية، أصول إدارة المبيعات، تكاليف التشغيل، وأمور تتعلق بإمكانية الحصول على استثمار أو تمويل. ينبغي أن تطرح بعض الأسئلة التي تتعلق بجزئية الجدوى المالية، من أهمها:

  • كم أحتاج من مال لبدء التشغيل؟
  • هل سيحتاج المشروع إلى تمويل خارجي؟
  • ما هو هيكل التسعير الذي سأستخدمه؟
  • ما هي أحجام المبيعات المحتملة للمنتج أو الخدمة؟
  • كم يمكن للمشروع أن يصمد في حال لم تحدث عملية البيع؟
  • كم من الوقت ستحتاج لتحقق التعادل بين البيع والربح؟
  • كم هو عائد الاستثمار؟

3. جدوى السوق

في دراسة جدوى السوق ستحتاج للعثور على إجابة على هذين السؤالين الرئيسين: هل يحتاج أحد في السوق لهذا المنتج أو الخدمة؟ وهل هناك منتج/ خدمة مماثلة في السوق الآن من شأنها أن تمنع نجاح المشروع؟

ترتكز جدوى السوق على اختبار وتحليل السوق المستهدفة، ولكي تعرف ذلك ينبغي أن تطرح وتجيب عن الأسئلة التالية:

  • ما هي قطاعات السوق التي تستهدفها من خلال المنتج أو الخدمة؟
  • لماذا سيشتري الناس هذا المنتج/ الخدمة؟
  • من هم عملاؤك المستهدفون، وكم عددهم التقريبي في السوق، وما قوتهم الشرائية؟
  • ما هي أنماط الشراء لهؤلاء العملاء: (الطريقة التي يشتري بها العملاء المنتج أو الخدمة، الكمية، المدة، التوقيت، وغيرها)
  • كيف ستبيع المنتج أو الخدمة وأين؟
  • من هم منافسوك، ما هي نقاط قوتهم وضعفهم؟

4. الجدوى الاجتماعية والبيئية:

تركز الجدوى الاجتماعية على دراسة تحديد القيم التي سيضيفها المشروع للمجتمع مثل فرص العمل، وهل يتلاءم المشروع مع قيم المجتمع الدينية والثقافية والتراثية أم لا، وتقييم آثار المشروع على البيئة الموجبة والسالبة، وتقديم توصيات بضرورة التقليل من الأضرار وزيادة المنافع البيئية.

5. الجدوى القانونية

تقييم ما إذا كان المشروع يتعارض مع المتطلبات القانونية مثل قوانين حماية البيانات وغيرها، وما إذا كان يتعارض من القوانين والتشريعات في البلد، ومع القوانين المنظمة للسوق.

6. تقييم المخاطر

إذا نجحت في معرفة أن كل الجوانب ممكنة لإنجاح المشروع، لا بد من وضع تصور كامل، يمكّنك من التقليل من مخاطر بدء عمل جديد وتغطية كافة الاحتمالات، ولتعرف ذلك يجب أن تعثر على إجابة على هذه الأسئلة:

  • ما هي قائمة المخاطر المحتملة في العملية؟
  • ما هي خطتك لإدارة تلك المخاطر كل واحدة على حِدَةٍ؟
  • كيف ستتمكن من التقليل من تلك المخاطر؟

بعد إنهاء خطوات إعداد دراسة جدوى المشروع، لا بد من وضع خطة تشغيلية متكاملة وواضحة وجاهزة، ولا بد من جدولة الجدوى، أي وضع المشروع في إطارٍ، وتقدير الفترة الزمنية اللازمة لاستكماله.

كيف تستفيد من أنا في دراسة الجدوى؟

توفر أداة أنا التابعة لشركة حسوب مجموعة قوالب جاهزة تمكّنك من إعداد دراسة جدوى مميزة لمشروعك. على سبيل المثال، تستطيع استخدام قالب دراسة الجدوى في تنفيذ دراسة الجدوى الخاصة بك بمراحلها المختلفة، إذ يوفر تطبيق خطوات دراسة الجدوى المحاور المركزية التي يجب الوقوف عليها وتفاصيل متعددة تملأها بما يناسب طبيعة مشروعك؛ كدراسة الجدوى التسويقية والفنية والمالية والاقتصادية، مع قالب متكامل لكل منها يمكنك من الوقوف على أهم المعلومات التي تفيد مشروعك. ثم تطبيق يتضمن ما أُنجز لسهولة المتابعة خطوة بخطوة. فقط انسخ اللوحة وابدأ التنفيذ

لوحة دراسة جدوى على أنا حسوب

إعداد دراسة جدوى شاملة عملية تستغرق وقتًا طويلًا، ومكلفة في كثير من الأحيان إذا قمت بإسنادها إلى مكتب متخصص في دراسة الجدوى. إذا كنت ترغب في محاولة توفير الوقت والمال، يمكنك الحصول على المساعدة من الخبراء في دراسة الجدوى عبر منصة مستقل.

تم النشر في: استشارات أعمال