هل تخطط لإنشاء مشروع تجاري وترغب في تحقيق النجاح له؟ أو ترغب في تعزيز نجاح مشروعك الذي يعمل منذ سنوات؟ حسنًا، في كلتا الحالتين أنت في حاجة ماسة إلى وضع خطة تسويقية مُحكمة بالاعتماد على البحوث التسويقية. لكن كيف يتسنى لك وضع خطة تسويقية فعالة؟ وكيف تساهم بحوث التسويق في تُعزّيز نجاح هذه الخُطة؟
ما هي بحوث التسويق؟
تُعد بحوث التسويق بمنزلة مجموعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى الحصول على معلومات حول الجمهور المستهدف في محاولة لفهم احتياجاته، من أجل وضع خطة تسويقية جيدة لاستقطاب المزيد من العملاء الجدد وكسب ولاء العملاء الحاليين. قد يكون ذلك من خلال تطوير المنتجات والخدمات، وصياغة الرسائل التسويقية وتحسين تجربة المستهلك وما إلى ذلك.
من العناصر الحيوية التي يجب عليك دراستها بعناية لإجراء بحوث تسويق فعّالة:
- التصّور المبدئي: اكتب خلفية عامة حول المشكلة التي تريد حلّها من خلال إجراء بحوث التسويق.
- الأهداف: دوّن الأهداف قصيرة وطويلة المدى التي ترغب في تحقيقها.
- النتائج المتوقعة: دون النتائج التي تتوقع الحصول عليها، وكيف يُمكنك الاستفادة منها.
نرشّح لك: كيفية عمل خطة تسويقية ناجحة خطوة بخطوة
- خطة تجريبية: ضع تصورًا لبعض الخطط التسويقية التجريبية اعتمادًا على النتائج المتوقعة.
- الميزانية: حدد الموارد المادية المتاحة التي يُمكن استغلالها لتنفيذ تلك الأبحاث.
- الحيز الزمني: حدِّد المدة الزمنية التي ستستغرقها في إجراء تلك البحوث.
كيف يمكنك إجراء بحوث تسويق فعالة لمشروعك؟
تقوم أي خطة تسويقية على أساس استهداف رضا العملاء، واستقطاب المزيد منهم. لطالما اعتمدت الشركات على الإحصائيات في وضع خططها التسويقية، لكن الأمر اختلف الآن وأصبحت الأغلبية الساحقة من الشركات تعتمد على بحوث التسويق بدلًا من الإحصائيات. ذلك لأن الإحصائيات تمنحك مؤشرات حول سلوك العملاء، في حين أن البحوث يمكنها أن تمنحك تصورًا كاملًا لما يفكر به أولئك العملاء.
إن الرابح في السوق هو الأقرب للعملاء – برناديت جيوا، مؤلفة وكاتبة تسويقية
رغم أن بعض الشركات تمتلك فرق عمل جيدة للغاية تقوم بتجربة المنتجات وإجراء اختبارات شاملة لها قبل طرحها بالأسواق، إلا أن تجربة العملاء للمنتج تقدم تصورات مختلفة تمامًا. حيث تتجه الشركات بعد طرح المنتجات في الأسواق إلى البحث في ردود أفعال العملاء، وتتبنى التغييرات اعتمادًا على تلك الأبحاث، لأنها أكثر واقعية وتأتي بثمارها في وقت أقصر. لكن كيف يمكنك إجراء بحوث تسويق فعالة لخطتك التسويقية؟
قد يُهمك أيضًا: 10 أفكار تسويقية لترويج مشروعك بدون ميزانية
1. الاستبيانات: أفضل استراتيجيات بحوث التسويق
تُعد الاستبيانات واستطلاعات الرأي من أفضل استراتيجيات بحوث التسويق، وهي الاستراتيجية الأكثر شيوعًا لدى العديد من الشركات. إذ تتسم بالسهولة والسرعة ودقة النتائج، ويمكنك أن تطرح استبيانك بالكامل عبر الإنترنت.
لكن إن كنت تنوي طرح الاستبيان بغرض تطوير خطة تسويقية، فاحرص على أن تكون أسئلة الاستبيان مُركزة لخدمة أهداف تلك الخُطة. ولتطوير استبيان قوي وفعّال لا بد من مراعاة:
- تحدّيد هدفك من طرح الاستبيان.
- توجّيه استبيانك للجمهور الصحيح، ووضع الأسئلة المناسبة.
- تحليل البيانات التي حصلت عليها، واتخاذ قراراتك التسويقية اعتمادًا على البيانات المُجمعة.
2. مراقبة منصات التواصل الاجتماعي
بحلول العام الحالي 2020، اتجه أكثر من 4.5 مليار شخص إلى استخدام الإنترنت، وهذا يعني أن ما يقرب من 60% من سكان العالم يتواجدون على الشبكة العنكبوتية الآن. لذلك تُعدُّ منصّات التواصل الاجتماعي أرضًا خصبة لإجراء بحوث التسويق.
قد يهمك: كيف تنجح خطة التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
من خلال مراقبة منصات التواصل الاجتماعي، ستتعرف على آراء العملاء حول المنتجات المنافسة لمنتجك، وستقرأ آرائهم حول كل ما يتعلق بفئة المنتج أو الخدمة التي تقدمها. يمكنك تتبع الوسوم التي تُشير إلى العلامات التجارية المنافسة لك، ومراقبة النقاشات التي تدور بين المستخدمين تحت ظل هذه الوسوم، وستتمكن من خلال هذه المراقبة من أن تضع خطة تسويقية قائمة على أفكار العملاء في المقام الأول.
3. مجموعات النقاش والمقابلات الفردية
تُعد مجموعات النقاش أحد أكثر طرق بحوث التسويق فعالية إذا كنت تنوي الحصول على خطة تسويقية خارجة عن المألوف لمنتج جديد. رتِّب جلسة نقاشية بين مجموعة الأشخاص الذين تتوقع أنهم سيهتمون بمنتجكِ، وابدأ في طرح الأسئلة، وسجّل النقاشات التي تدور بينكم. ستفتح هذه الجلسة نقاشات لا حصر لها حول المنتج.
أما المقابلات الفردية فقد تكون مُكلفة بعض الشيء، لأنك ستحتاج إلى تخصص وقت وجهد لمحاورة شخص واحد. لكنك ستحصل على نتائج جيدة في النهاية. ستتمكن من طرح أسئلة مُركَّزة، وتحصل على إجابات دقيقة، على عكس ما يحدث في حالة إجراء الاستبيانات ذات الأسئلة وحيدة الاتجاه.
4. مراقبة سلوك العملاء والتجارب الميدانية
تحتاج استراتيجيات مراقبة سلوك العملاء إلى وقت طويل للحصول على البيانات المطلوبة، وهي شائعة أكثر في تجارة التجزئة. ستُراقب سلوك العميل وتصرفاته وردود أفعاله التلقائية عند رؤيته للمنتج في المتاجر أو في إعلان على شبكة الإنترنت. ثم تُسجِّل سلوكه أثناء تغيُّرات العرض، مثل أوقات الخصومات ومواسم البيع وأوقات العطلات وما إلى ذلك.
أما التجارب الميدانية فتعتمد بشكل أساسي على تثبيت أحد جوانب العملية التسويقية مثل طريقة عرض السلعة أو أماكن عرضها وما إلى ذلك. مع اعتبار الجانب المطلوب دراسته كأحد المتغيرات، مثل شكل الإعلان الترويجي، أو سعر السلعة. ثم تقوم بمراقبة ردود أفعال المستهلك تجاه العامل المُتغيِّر.
5. التحليلات المقارنة
لا يمكنك وضع خطة تسويقية جيدة دون معرفة موقعك بين المنافسين. ستُساعدك التحليلات المقارنة على إجراء مقارنات بينك وبين المنافسين، من حيث طريقة عرض السلعة للمستخدم، ومستوى المشاركة الاجتماعية، وأشكال العلاقات العامة، والعروض المتاحة على المنتج.
إضافة إلى أنك سوف تكتشف نقاط القوة ونقاط الضعف في خططك الحالية، وستتعرف على الفرص المتاحة لك والتحديات التي ستواجهها، ما يُساعدك على تطوير خطة تسويقية أفضل. يمكنك الاعتماد على تحليل السوات الرباعيSWOT لاستكشاف كل ذلك.
كيف تساعد بحوث التسويق الشركات على تحقيق مكاسب عملاقة؟
قد يبدو الأمر شاق، ويحتاج إلى وقت طويل لوضع خطة تسويقية جيدة، لذلك يُمكنك توظيف أفضل الكفاءات العربية المتخصصين في مجال التسويق عبر موقع مستقل، لمساعدتك على إجراء بحوث تسويقية فعالة ووضع خطط تسويقية محكمة، حتى وإن كانت ميزانيتك ضئيلة. أما إن كنت لا تزال غير مقتنع بأهمية استخدام بحوث التسويق لإعداد خطتك التسويقية، دعنا نُخبرك عن بعض الشركات التي حققت مكاسب عملاقة عندما استعانت بالبحوث في وضع خططها التسويقية.
شركة ليغو: بحوث التسويق أساس زيادة المبيعات
الآن تُباع منتجات Lego في مختلف أنحاء العالم، وتحتل الشركة الصدارة في مجالها، ويقتني ألعابها الملايين من الأطفال الإناث والذكور على حدِ سواء، لكن الأمر لم يكن كذلك في السابق! فقد اكتشف فريق التسويق بالشركة أن الأطفال الذكور أكثر تفضيلًا لألعاب الشركة مقارنة بالإناث. لذلك قاموا بإجراء المزيد من البحوث التسويقية التي استمرت لأربع سنوات على أكثر من 3500 طفلة للتعرف على الأسباب التي تجعل الألعاب غير مفضلة سوى لـ 10% من الإناث.
لا يفوتك: دليلك لتسويق منتج جديد بنجاح
قامت الشركة بعد ذلك، بوضع خطة تسويقية تهدف إلى زيادة المبيعات للأطفال الإناث، من خلال تدشين خط إنتاج جديد تتميز منتجاته بأشكالها الجديدة وألوانها المُبهجة الجذابة، لكي تلقى استحسان الإناث. نتيجة لذلك، زادت نسبة مبيعات الشركة من الألعاب للإناث بشكل كبير. ولذلك، كان إجراء بحوث التسويق المُكثفة أحد أهم دعائم خطة تسويق منتجات جديدة للشركة.
تويتر: عندما تغيّر بحوث التسويق مسار الشركة جذريًا
ربما تفاجأ عندما تعلم أن الغرض الرئيسي لإنشاء منصة تويتر الشهيرة كان مشاركة الملفات والمدونات الصوتية (البودكاست)، حيث كان يتوقع مؤسسوه أنهم سيحققون نجاحًا باهرًا. لكنهم توقفوا عن التنفيذ لبعض الوقت، عندما تم إطلاق iTunes من شركة أبل. في هذه اللحظة، لجأوا إلى إجراء المزيد من البحوث التسويقية المكثفة لحساب فرص نجاحهم إذا قاموا بمنافسة شركة آبل.
لكن جاءت النتائج لصالح شركة أبل، فقرروا إجراء المزيد من البحوث لوضع خطة تسويقية لمنصتهم الجديدة. حيث اتجهوا إلى دراسة حاجة مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، وتوصلوا إلى أن المستخدمين يواجهون صعوبات في قراءة هذا الكمّ من الأخبار، فلم لا يتم توفير منصة تُقدم أخبارًا مُختصرة ومُركزّة لهم، وهو ما كان سبب نجاح تويتر منذ ذلك الحين حتى الآن.
ختامًا، تُعد بحوث التسويق هي الأداة الأكثر فعالية على الإطلاق لمساعدتك على إعداد خطة تسويقية محكمة تهدف إلى زيادة قاعدة عملائك وتلبية احتياجاتهم ورغباتهم. وهو ما يتّرجم تلقائيًا في النهاية إلى زيادة في المبيعات وتعزيز الوعي بعلامتك التجارية. لذا، لا تهمل البحوث التسويقية لأي سببٍ كان.
تم النشر في: يونيو 2020
تحت تصنيف: التسويق الرقمي | التسويق الإلكتروني