يُعدّ مجال البرمجة من أكثر مجالات العمل المطلوبة في وقتنا الراهن، فالتقنية تُحيط بنا من كل الاتجاهات، ولا يمكن توظيف هذه التقنية دون كتابة برامج للاستفادة منها. مجالات البرمجة بحر كبير جدًا، مُختلِف الاتجاهات والأعماق، ولا يمكن لأي شخص أن يُبحر به أو يغوص إلى أقصى أعماقه.
ولكثرة الطالبين لهذا المجال، انتشر القيل والقال، دون تجربة ودون تثبت عن أساس هذه الأفكار والأقوال، 6 أساطير عن البرمجة يجب أن تتخلص منها قبل أن تبحر في مجالات البرمجة.
1. البرمجة تعني كتابة الأكواد، لا طريقة تفكير
مهما اختلفت لغات البرمجة ومهما تطورت، فهي ترتكز في النهاية على أساس واحد وهو التفكير المنطقي العقلاني ولا شيء دونه. لا يمكنك القفز لمسافة 3 أمتار من أول مرة، إنما تحتاج إلى التدرب وفهم أفضل السبل للوصول إلى هذه المسافة من قفزة واحدة فقط.
وكذلك هو الأمر في البرمجة، لا يمكنك طباعة ناتج جمع عددين دون تحديد مصدر هذه الأعداد، لا يمكنك عرض نافذة تسجيل الدخول إن لم تتصل بقاعدة البيانات للتأكد من وجود مستخدمين بداخلها لمعالجة البيانات التي سوف يتم إدخالها. معرفة كتابة الأكواد شيء وتنظيمها لتصنع برنامجًا مفيد شيء آخر.
2. مُتلازمة المحتال… «لست مؤهلًا بما يكفي لأبرمج»
قد يبدو عنوان هذه المُتلازمة جارحًا بعض الشيء، لكن في الحقيقة المبرمج الذي يُعاني هذه المُتلازمة هو الضحية وليس الجاني. حيث أُثبت علميًا أن بعض المبرمجين لديهم مُتلازمة يشعرون بواسطتها أنهم ليس مؤهلين تمامًا للبرمجة على أكمل وجه، وأن معرفتهم لا تكفي، فضلًا عن كفاءة بقية المُبرمجين وأن معرفتهم قليلة جدًا إذا ما قُورنت بالبقية.
هذه المُتلازمة صُنّفت فيما بعد على أنها دليل قاطع على أن صاحبها هو مُبرمج حقيقي، لأن الشعور بعدم الرضا والسعي إلى التطوّر بشكلٍ دائم كفيل بأن يجعل صاحبها مُتميزًا عن غيره.
اقرأ أيضًا: أساسيات البرمجة للمبتدئين
لذا حاول عدم التفكير بهذه الصورة بشكل دائم، فمجالات البرمجة كما تحدثنا هي بحر، وباختيارك للغة برمجة فأنت حددت جهة الإبحار، لكن الجهد المبذول هو الذي يمكّنك من الغوص حتى الأعماق، حتى هذه اللحظة لا يمكن للبشر الغوص إلى أي عمق يرغبون به دون استخدام بعض الأدوات.
لذا تخلّص من هذا الشعور وتابع عملك فأنت حتمًا في الطريق الصحيح، مادام أنك قادر على تحويل الأفكار التي برأسك إلى شيء ملموس على أرض الواقع فأنت في الطريق الصحيح.
يقول «مارك زوكربيرغ» مؤسس فيسبوك:
يجب التفكير دائمًا أنك بحاجة للبدء من نقطة ما ويجب أن تكون صغيرة، لأن الكثير من المفاهيم الخاطئة في مجال علوم الحاسوب تنص على تعلّم كميّة كبيرة من المعلومات قبل أن تتمكن من بناء شيء عظيم
3. البرمجة تحتاج السهر والعمل لفترات طويلة
يعتقد الكثير من المبرمجين أن السهر وعدم النوم والعمل لأكثر من 100 ساعة أسبوعيًا تصنع منهم مبرمجين حقيقين، لكن هذه القاعدة ليست من الأمور الأساسية. الحاجة هي التي تخلق ساعات العمل، فلو كان لديك مشروع تحتاج لتسليمه بعد مدة قصيرة، من الضروري أن تعمل لضمان تسليمه في الوقت المُحدد.
أما أن تعمل لساعات طويلة لتجهد نفسك ظنًا منك أنه هكذا يكون المبرمج الحقيقي، فانظر إلى المبرمجين في أكبر الشركات مثل فيس بوك أو تويتر، فهم يعملون في بيئة مُهيّئة تمامًا لدفع عجلة الإنتاج، مع توفير أكثر من وسيلة ومكان للعمل.
لا يحتاج المبرمج هناك للجلوس خلف مكتبه طوال وقت الدوام الرسمي، فبإمكانه التوجه إلى صالة الألعاب الرياضية وأخذ قسطًا من الراحة، أو يمكن التوجه إلى حمام السباحة والعمل من هناك مادام أن النتيجة النهائية هي العمل وإنجاز الأشياء.
اقرأ أيضاً: كيف تنظم وقتك وتزيد من إنتاجيتك
4. سنتان من التعلم تكفي لتعمل مبرمجًا طوال حياتك
التقنية تتغيّر بشكلٍ دوري وبسرعة كبيرة جدًا، لذا احرص على تطوير مهاراتك لتلائم التغيير ولا تقف عند حدٍ معين. لن تنفعك مهاراتك في تطوير صفحات الويب إذا كنت قد تعلمتها مع بداية الألفية الجديدة، ولم تطورها لتتقن مهارات تطوير الويب باستخدام HTML5. مادام أن الاتجاه الذي اخترته ما زال مطلوبًا ويُواكب التطور، تبنّى جميع تقنياته الحديثة وأعمل على إتقانها، فالمبرمج الحقيقي يحتاج إلى تطوير أدواته بشكلٍ مستمر.
«بيل جيتس» مُؤسس مايكروسوفت، تعلّم البرمجة من أجل إنشاء برنامجًا بسيطًا لتنظيم جدول الحصص الدراسية وأسماء البنات الذين يرتادون هذه الحصص، ليتمكن فيما بعد من برمجة أحد أعظم أنظمة التشغيل في تاريخ الحواسب. الحقيقة أنك لتصبح مبرمجًا حقيقيًا ستحتاج أن تواصل التعلم دائمًا وطوال مسارك المهني.
اقرأ أيضًا: ما هو المُتغيّر الوحيد بمعادلة النجاح في العمل الحر؟
5. كتابة الأكواد… مملة
المبرمج الحقيقي هو ذلك الشخص الذي يستمتع مع كل سطر برمجي يكتبه، ولا يعدّ أن ما يقوم به هو عمله اليومي الممل. بعض المبرمجين المحترفين لا يعدّون أن مجال عملهم هو البرمجة، فمعظمهم يقوم بوظائف جانبية بدوام ثابت ويعملون بالبرمجة كنوع من التسلية والمتعة، وهم رائدون جدًا في هذا المجال. لذا احرص على الاستمتاع بأكبر قدر ممكن لتجد نفسك لا تكترث للوقت الذي تقضيه خلف الشاشة لكتابة برنامج محدد أو حل مشكلة برمجية.
«جاك دورسي» مُوسس تويتر، لم يصل إلى ما عليه بالصدفة، لكنه منذ الصغر كان مهووسًا بخريطة العالم والمدن الموجودة عليها، وتعلم البرمجة من أجل إنشاء خريطة وإضافة الأماكن والمدن إليها والتعديل عليها فيما بعد. لأنه استمتع بالبرمجة وعدّ أنها الشيء الذي يسمح له بتحويل أفكاره إلى حقيقة، تمكّن من إنشاء موقع التدوين المُصغّر تويتر فيما بعد.
6. لغة البرمجة التي أعرفها هي أقوى لغة برمجة
التفكير السائد هو كلما كانت لغة البرمجة مُعقدة، كان مُتقنها مبرمج حقيقي، وهذا غير صحيح. تخيّل أنك اشتريت طقم السباحة، النظارات وجميع الأدوات اللازمة وقمت بارتدائهم، هل يجعل ذلك منك سبّاحًا ماهرًا؟ بالطبع لا، النظر يجب أن يتوجه إلى كيفية توظيف هذه الأدوات واستخدامها بشكلٍ صحيح للسباحة، وكذلك هو الأمر في البرمجة.
تعلّم لغات عميقة مثل C وحفظ جميع خواصها ووظائفها لن يجعل منك مبرمجًا، مادام أنك لم تستخدمهم بالشكل الصحيح لصناعة برنامج متكامل تستفيد منه أنت أولًا، وبقية المستخدمين فيما بعد.
يقول زوكربيرغ :
البرمجة هي الشيء الوحيد في العالم الذي يمكّنك من إنشاء أي شيء ترغب به من العدم
باختصار، لا تحتج أن تكون خارق الذكاء لإتقان البرمجة ومجالاتها، بل يجب أن تُؤمن بفكرة أن الهدف الأساسي من البرمجة هو تحويل الأفكار إلى شيء ملموس على أرض الواقع، ولهذا السبب صُنعت لغات البرمجة.
يقول «ستيف جوبس» مؤسس شركة أبل:
يجب تعليم البرمجة لجميع المواطنين في أمريكا لأنها تُعلِمهم كيفية التفكير
هذه بعض المغالطات التي ستسمعها خلال رحلتك كمبرمج، من الأفضل لك أن تعرفها من الآن، لأنه كثيرًا من المحترفين والمبتدئين يقعون بها وتسبب لهم بعض المشاكل… هل تعتقد أنه توجد أساطير أخرى بعالم البرمجة لم نذكرها؟
تم النشر في: مايو 2015
تحت تصنيف: البرمجة والتطوير | تعلم البرمجة
من أين ابدأ تعلم البرمجة، وأفضل مجال فيه
يمكنك الاطلاع على مقالات ودورات أكاديمية حسوب، إذ توفر لك محتوى عربي وشامل لتعلم البرمجة باحترافية وسهولة.
رائع
انا عايز اتعلمها وانا عندى 16 سنة وانا لسا بدرس ممكن تقولى ممكن تاخد كام وقت يوميا وما هو مستقبلها وكيف انظم وقتىىبين تعلم البرمجة والدراسة
اكثر من رائع .. شكرا
معلومات في غاية الاهمية واستفدت منها كثيرا لانني مبتدئ في عالم البرمجة واريد أن تكون هوايتي الجديدة هي حل المشاكل المحاسبية عن طريق البرمجة والله الموفق
البرمجة تحتاج الي كثير من الوقت
الأسطورة السابعة:
أنه من الصعب جدا أن يتم توظيفك في مستقل كمبرمج، رغم أنك مبرمج ناجح في خمسات، أعاني شخصيا من هذه الأسطورة 😀
تحياتي، تدوينة رائعة 🙂
رائع المقال جدا جدا رائع جزاك الله خير
احد الاساطير هو انك تتقن لغه واحده سوف تكفي لتكون مبرمجه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تدوينة مفيدة ومشجعة بارك الله فيك. بما أن هناك أقاويل سلبية وتجعل البرمجة مملة، فتوجد أيضا مواضيع وتدوينات مشجعة تجعلك متحمس أكثر،
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
المبرمج ليس مبرمج بالفطرة أي أن المبرمج لايُولد مبرمج فلابد له من عملية تهيئة مبدئية قبل الولوج في عالم المبرمجين ، فمثلا يمكنه أن يقوم بحل الكلمات المتقاطعة ، والتصفح المستمر .. الخ ، وذلك من أجل الثقافة العامة فالمبرمج لابد أن يكون مثقف جداً وذلك يفيده كثيراً في مجال العمل ، لانه في المستقبل قد تكون البرمجة مصدر رزق له وذات مدخول مادي وبالتأكيد من أجل الحفاظ على هذه السمعة الطيبة لابد له من أفكار جديدة ومتطورة لم يسبقه عليها أحد ويتفرد بها عن الأخرين.
أضف على ذلك ، أن المبرمج ليس إنساناً عاديا في التفكير ، فتجده في بعض الأحيان يُستعان به في البيت (الأهل) من يعرفونه في الطريق ، الأصدقاء ، زملاء الدراسة في حل مشاكلهم ، فهو مفهوم البرمجة (حل المشكلات) ،
حاولت الدخول الى مجال البرمجة وتعلم اللغات ولكنى تراجعت لآنها تتطلب وقت كبير جدا مقارنة بغيرها من ابواب العمل الحر على الانترنت
لو انك لم تتراجع لكنت الان مبرمجا ماهرا ياصديقي!
أبهرتني بهذه التدوينة شكر خاص للكاتب من أهالي المغرب***
الموضوع جميل و لكن هذه الجملة أنا ضدها:
“أن البرمجة هي الشيء الوحيد في العالم الذي يُمكّّنك من إنشاء أي شيء ترغب به من العدم”
الله وحده من يخلق و يصنع من العدم .
اهمية اكاديمية حسوب هبة الله لنا اللهم بارك الي الابد في حسوب امين
كل الشكر لك…
رائع هو المقال
تدوينة أكثر من رائعة.
انه من الحقيقى كل ما قلته عن المبرمج … و من المؤسف أن نجد من يعمل كمبرمج ليكسب قوت يومه فقط و يرضى بالعمل الممل الذى فيه تكرار و رتابة ولا يميل إلى الإبداع
نقطة أخيره أود أضافتها …
البرمجه مهنة من المهم جداً فيها أن تصرف على صحتك و إلا ستتدهور صحتك و تصيبك الأمراض
طور أجهزتك سواء الحاسوب أو الجوال لتنجز أعمالك سريعاً و توفر وقتاً للراحة
حدد مواعيد عملك الطبيعية ولا تجهد نفسك لأى سبب بشكل مستمر .. و لكن لأسباب طارئه فقط
اقتنى كرسياً طبياً يجعلك تجلس بأريحية ولا يتعب ظهرك و تظهر آثاره السيئة على المدى الطويل
اشترى لنفسك شاشة كبيره لكى لا تضطر إلى التدقيق فى شاشة اللابتوب الصغيره طوال الوقت ..
اشترى أورقاً بيضاء … و سبورة بيضاء فى غرفتك و أقلاما لتخطط لمشاريعك ..
كل هذا استثمار ستجنى فوائده و تجعل من إنجازك للأعمال متعة و سرعه و فن