ريادة الأعمال مضمار صعب، 90 % من الشركات الناشئة تفشل، هذه ليست مبالغة، هذه إحدى إحصائيات موقع allmandlaw، فالأمر لم يعد لذوي الهوايات أو أصحاب مسايرة الموضة، أو حتى أولئك ممن يسعى للنجاح السريع، ريادة الأعمال كلمة أصبحت جذابة للغاية لأي شخص يبحث عن إشباع احتياجاته بأعلى هرم موسلو.
يعد كتاب Rework من أشهر الكتب التي تناولت ريادة الأعمال وأنظمة العمل الخاصة بالمشاريع الناشئة والعمل عبر الإنترنت من وجهة نظر مختلفة تمامًا، وينصح بقراءة هذا الكتاب لأي ريادي أو مستقل يعمل لحسابه الخاص الكتاب لصاحبيه مؤسسي شركة 37Signals مطورو خدمة إدارة المشاريع الشهيرة BaseCamp، في السطور التالية تلخيص لعدة أفكار مهمة ستتمنى لو عرفتها قبل إطلاق مشروعك الناشئ.
1- أرض الواقع ليست مكان .. بل عذر
يوجد بريادة الأعمال نوعين ممن يريد النجاح بهذا المجال والمعترك الصعب، النوع الأول من يذهب للحصول على درجة MBA ثم يطلق مشروعه التجاري طبقًا لتقارير هارفرد وMIT، ولا أحد يرى أن هذا عيبًا أو أن السعي لنيل درجة أكاديمية في ريادة الأعمال شيء سيء. المشكلة أنه يوجد فرق بين من يريد إنشاء عمل تجاري يدري ربح كما يقول الكتاب، وبين من يندمج مع السوق وينشئ مشروعه سريعًا.
كثيرٌ من النوع الأول يلوم على النوع الثاني بأن ما يفعله لن يجدي نفعًا على أرض الواقع، العمل بموظفين أقل لن يجعل شركتك تتوسع، التركيز على الثوابت بالمنتج أو الخدمة “مثل البساطة والبعد عن التعقيد” لن يُدري الربح المطلوب، العمل بلا خطة هو شيء من الهراء.
هنا تصبح أرض الواقع عذرًا لكل الأفكار التي من الممكن أن تتجه بمشروعك الناشئ إلى النجاح واستحواذ السوق أسرع من أي مشروع آخر، الأمر الوحيد الذي يحكم على جدوى تلك الأفكار وأنظمة العمل هو نتائجها بعد تنفيذها، أما الحكم عليها طبقًا لقواعد من بين الكتب والدرجات الأكاديمية فهو شيء آخر. ما لم تختلط بالسوق وتجرب وتعدل وتقيم حينها فأنت لست ريادي ولا يحق لك أن تحكم على قرارات أو أفكار الآخرين بالفشل. باختصار قم بتنفيذ الأفكار التي تقتنع بها بغض النظر هل تلائم الواقع أم لا.
2- “افشل بسرعة للتعلم من أخطائك” .. مجرد هراء
ربما يبدو الأمر متكررًا مع ريادي الأعمال ومؤسسي الشركات الناشئة، فهذا النوع من النصائح موجود ومتكرر بشكل فذ، في مدونات ريادة الأعمال، كتب تطوير الذات، قصص النجاح، في الحقيقة أنت لا تتعلم شيء من فشلك، كل ما تتعلمه هو “عدم تكرار الخطأ” مرة أخرى، لكنك لا تتعلم ما الذي “يجب فعله” بعدها لتنجح.
التعلم من النجاح هو الأقرب للمنطق، فإذا جذبت ميزة معينة الزبائن فبإمكانك اكتشاف السبب وتكرار ما قمت به بميزات أخرى، اكتشاف ما يعمل والبناء عليه أيسر بكثير من التعلم من الفشل. لذا هذه نصيحتي إليك تعلم من نجاحاتك وابن عليها.
3- التخطيط ما هو إلا تخمينات
هوس التخطيط والاهتمام بأدق التفاصيل بالخطة كل هذا ما هو إلا هباءً منثورا، أغلب خطط المشاريع التجارية ما أن تلبس أن تتغير طبقًا لما يفرضه عليك السوق من متغيرات، التخطيط لشيء لم تفعله سابقًا ليس بالضرورة سيجلب النجاح لمشروعك التجاري.
أكثر المعلومات قيمة أنت تحصدها بالفعل عند القيام بشيء، كتصميم أو تطوير موقع خدمي، أو العمل على كتاب رقمي جديد، العمل بدون خطة قد يبدو مخيفًا بعض الشيء لكن التمسك بخطة ليست لها أدنى علاقة بالحقيقة وما تختبره في الواقع قد يبدو أكثر رعبًا.
اقرأ أيضًا: 6 أسباب رئيسية تجعل أصحاب الأعمال يلجؤون للتوظيف عبر مستقل!
4- قدم منتج يحل مشكلتك الخاصة
حتى تقوم بعمل مشروع تجاري مربح وقيم للمستهلك يجب أن تشعر كأنك تقدم منتج أو خدمة تصنع فارق بالسوق، شيء يظهر أنه لن يقوم به شخص آخر أفضل منك، منتج أو خدمة إذا توقفت عن تقديمها للسوق سيلاحظ الناس وسيتساءلون أين ذهبت، كل ما عليك هو أن تبدأ بإكتشاف المشكلة التي لا لم تجد حلًا لها، وتقوم بصناعة الحل الأمثل الذي تقتنع به ويمكن أن تصل لهذه النقطة عن طريق شيء واحد وهو أن تسعى لأن تنخرط بالسوق الأقرب إلى اهتماماتك وتخصصك، حينها يمكنك أن تلاحظ أدق التفاصيل.
فالمبرمج أو المصمم هو أفضل الناس في اكتشاف أن ميزة بتطبيق ما ليست لها أهمية، هنا يمكنك تقديم حلك الأمثل، يمكن أن تواجهك مشكلة ما بالتسويق فتأتي بفكرة لموقع يقوم بحل هذه المشكلة، ومع توظيف مطوّر ويب في خلال شهر أو أقل تختبر الحل بنفسك وتقوم ببدء مشروعك التجاري.
5- هل فعلًا تحتاج .. ؟
هل فعلًا تحتاج قسم تقنية المعلومات أم أن توظيف مستقلين سيفي بالأمر؟ هل تحتاج بالفعل لمكتب فخم لمسايرة العمل أم أن المنزل سيكفي؟ هل تحتاج لليوم بأكمله لتعمل على مشروعك في بدايته أم أن 3 ساعات تكفي؟ هل فعلًا تحتاج …، كثير من الأمور في البدايات ما هي إلا مشتتات، كل ما عليك في البداية هو التركيز على المنتج أو الخدمة الأساسية.
فكثير من الأمور لا تحتاجها بالبداية، الشيء الوحيد الذي تحتاجه في بداية مشروعك هو أن تثبت أن منتجك أو خدمتك لها قيمة وأنها تؤثر بحياة المستخدم بشكل ما، إذا كنت لا تعرف ما هو المنتج أو الخدمة التي تبني على أساسها مشروعك، اسأل نفسك، هل لو توقفت عن عمل التصميمات سيظل مشروعي الناشئ بالسوق؟ حسنا شركتك هي شركة ويب لخدمات التصميم، فهل سيختلف الأمر لو كان العمل من المنزل أو من مكتب مؤجر. هل فعلًا تحتاج ذلك في تلك المرحلة؟
6- لا تقم ببناء مشروع ناشئ .. قم ببناء مشروع تجاري
تخسر الكثير من المشاريع الناشئة أموالًا وفرصا للنمو كل يوم .. لا بأس، المشكلة أن بعضهم يتحجج بأنه مشروع ناشئ وأنه لا بأس في الوقوع في الخطأ أو خسارة بعض الأموال، لا بأس من إنفاق استثمارات وأموال الآخرين، المشاريع الناجحة هي المشاريع التي تعرف من اليوم الأول أنها مشاريع تجارية تقدم منتجات أو خدمات مقابل ربح مادي، هدف المشاريع الناشئة بالنهاية أن تصبح شركات كبيرة ذات قيمة سوقية معتبرة.
لذلك إذا كنت ستؤسس مشروعك فضع ببالك أنك مشروع تجاري واستمر على هذا الأساس، لأن أي مشروع بدون نموذج ربحي هو مجرد هواية.
الكتاب يحتوي الكثير من الأفكار والتجارب التي يحكي عنها مؤسسي شركة 37Signal ، وينصح به الكثير لقراءته، لكن أخبرنا عما قرأته الآن هل تتفق مع الست مبادئ السابقة أم أن لك رأيًا آخر؟ شاركنا رأيك.
تم النشر في: نصائح ريادية منذ 5 سنوات
شكراً على المقال الراقي جداً 🙂
اتفق كليا مع الست مبادئ
فى الواقع الموضوع فى غاية الاهمية .. عندما قرأت الموضوع شعرت بأننى ينقصنى الكثير من المعلومات والدراسات التى تساعدنى فى بناء مشروع “العمر” كما اطلقت عليه سابقاً.. لقد درست فن التسويق الالكترونى دراسة نظرية مدتها أكثر من 14 ساعة ولا انكر عليكم قررت تطبيق ما درست أكثر من مرة وفى كل مرة لا أرى أمامى ألا الفشل ينتظرنى. بعد هذا الموضوع تغير الحال واريد أن أجرب للمرة لا أذكر الخامسة أو السادسة أو أكثر من ذلك أو أقل .. أعتقد أن هناك شئ أخر أو نصائح أخرى لديكم أو لديكم علم بها أرجو منكم أن يبحثوا عنها وتضعوها لنا حتى تكون لنا طريق نسير عليه للوصول الى ما نسعى اليه .. لكم منى خالص التحية ودوام التوفيق!!!
سبحان الله .. والله اني في كل مقال أقرأه هنا أتقدم خطوات جديدة ان كان على مستوى التشجيع أو على مستوى فهم السوق الالكترونية بشكل جميل وحقيقي و ممتع في آن واحد .. شكر من القلب
سبحان الله .. والله اني في كل مقال أقرأه هنا أتقدم خطوات جديدة ان كان على مستوى التشجيع أو على مستوى فهم السوق الالكترونية بشكل جميل وحقيقي و ممتع في آن واحد .. شكر من القلب
شكرًا لك سعداء أننا نقدم ما يفيدك
ممتاز! أفكار ثورية وغير نمطية،
رغم ذلك أظن أن النسبية لها دور مهم في كل شيء،
فتحيّز أفكار الكاتب صُنعت من بيئته ومن خلال تجاربه،
في حين أعتقد في بيئة أخرى كالعالم العربي سيختلف الوضع تماماً،
وإن إتجهنا إلى أفريقيا سيختلف أكثر،،
كل مشروع وله فكرة خبزت من وحي بيئة صاحب المشروع
لذا فكل نقطة لها إصدار خاص بها، الواقع يترجمها!
مقال في قمة الروعه
رغم اني اختلف مع بعض ما جاء فيه.
ولكن هي وجهات نظر تحتمل الخطأ و الصواب
أتفق مع ما جاء في المقالة علي الأفكار والمشاريع البسيطة، أما تطبيقها علي إطلاق المشروعات الكبيرة لا يمكن ان تكون سوي مراهنة علي رأس المال.
لاغني عن وجود دراسة وخطط عمل واضحة وتحديد للأدوار، أما عن التجربة والتصحيح والتغيير فهذا يرجع الي مرونة خطة العمل في تقبل التغيرات والتعامل معها بشكل جيد.
شكراً علي المقالة وماجاء من معلومات قيمة.
المقال يضع النقاط على الحروف في ان ريادة الاعمال اصبحت حاليا اقرب الى موضة العصر ، منها الى حل حقيقي تجاري ومنتج يقدم للجمهور منتجات تقرأ تلهفه لاحتياجاته ، حاليا معظم مشاريع ريادة الاعمال التى اراها مبنية على نظام الخدمات ، وليس ابتكارها .. والفرق يكمن في تقديم منتج خدمي للجمهور جديد .
كلنا نقع أسرى لهذه الافكار المتشابهة ومثلما قدم المقال يجب ان ترتكز على المكون التجاري او الاساس التجاري للربح والاستمرارية .
شكرا