متجر تراتيب، هو متجر رقمي يختص ببيع المُنظِّمات وأدوات الديكور وأدوات التنظيف، ويستهدف النساء من عمر الـ 25 إلى 45 عامًا.  تدير المتجر أفنان الدرسي، مختصة في التسويق الرقمي وحاصلة على ماجستير في اقتصاد الأعمال، وقبل ذلك، أمٌ وربة منزل. 


لا شك أن الحياة ليست سهلة بمسؤولياتها الكثيرة وواجباتها التي تكاد لا تنتهي، خصوصًا إن كنتِ أمًا؛ ربة منزلٍ أو امرأة عاملة، فأداء كل مسؤولية بحقها يقتضي أولًا توفر الوقت، الذي يتحول مع ضغوط العمل والمنزل والأولاد إلى سلعة عزيزة الطلب. لهذا السبب تحديدًا فكل ما من شأنه تسهيل حياتنا وتوفير أوقاتنا يستحق التقدير، ومن هنا نشأت فكرة متجر تراتيب، الذي يوفر منتجات ذكية للمرأة لجعل حياتها أسهل وذلك بإدخار الكثير من الأوقات الضائعة في الترتيب والتنظيم لتستفيد بها فيما هو أعظم.

من أين جاءت الفكرة؟

في إحدى مدن المملكة العربية السعودية، تحديدًا في جدة، نشأت أفنان الدرسي وترعرعت إلى أن تخرجت، ثم تقرر أن تستكمل شغفها بالعلم، فتحصل على ماجستير في اقتصاد الأعمال، وفي أثناء الدراسة اكتشفت أن ثمة طريقة أفضل لممارسة الأعمال غير الدراسة، تقول أفنان: «في خلال دراستي للماجستير شعرت بأن هناك ما هو أفضل وأهم من الدراسة، وشعرت بأنني بحاجة إلى تطبيق ما درسته على أرض الواقع لكي أخدم أناس أكثر».

وفي عام 2012، ذاع صيت شبكات التواصل الاجتماعي، تحديدًا موقع انستقرام الذي شهد نشاطًا تجاريًا واسعًا عبر صفحاته، وهو الأمر الذي دفع بأفنان إلى البدء بتجربة إنشاء المتجر من خلاله، ولأنها كانت في تلك المرحلة حديثة عهدٍ بالأمومة، بدأت البحث عن منتجات تساعد المرأة في تسيير أعمال المنزل بسرعة، وتسهيل حياتها خارجه. وتستهدف بتلك المنتجات الأمهات وربات المنزل والمرأة العاملة من سن 25 سنة إلى 45.

تتحدث أفنان عن تلك الفترة قائلةً: «وجدت ندرة في توافر المنتجات التنظيمية سواء لأغراض المنزل أو السفر أو لترتيب مستلزمات الأطفال، فعلى الرغم من تواجدها في المتاجر العالمية مثل أمازون وعلى بابا، لم تتواجد متاجر متخصصة لمثل تلك المنتجات عندنا» لتبدأ أفنان بعد ذلك عمليةَ بحثٍ دؤوبةٍ عن هذه المنتجات واختيار أجودها، ومن ثم استيرادها من الصين لبيعها عبر متجرها المحلي.

لم تقتصر منتجات تراتيب على الأدوات التنظيمية وإنما توسع المتجر بعد مرور عام على إنشائه لبيع منتجات الديكور والأدوات الذكية التي تُستخدم في التنظيف، إلى جانب إنشاء موقع للمتجر عبر منصة سلة. إضافة إلى المنتجات، يؤدي المتجر دورًا تثقيفًا للمرأة العربية عن طريق تقديم إرشادات ونصائح وأفكار لتسهيل أعمال المنزل عبر المدونة وكذلك مقاطع الفيديو وألبومات الصور على كلٍ من يوتيوب وسناب شات ومؤخرًا تك توك.

كيف وفّر مستقل أفضل الكفاءات بأسعار تنافسية؟

وكأي متجر ينافس في السوق الرقمي المتنامي، احتاجت أفنان إلى مهارات وخبرات تساعدها في تطوير المتجر وفي إعداد التصميمات وفي التسويق وفي ترجمة المقالات وكتابتها، كما احتاجت إلى مصممين لبناء الهوية البصرية، وغير ذلك. ولحسن الحظ، فقد وجدت ضالتها في مستقل المنصة العربية الأولى التي تضم خليطًا واسعًا ومتجانسًا من الخبرات المستقلة المتنوعة. تتحدث أفنان عن هذا قائلةً: «كنت في البداية معتمدة على نفسي كليًا، وكنت متصورة أنني أستطيع النجاح بذلك، وهذا أكبر خطأ بصراحة، خاصة مع زيادة الطلبات والمتابعين، فلم يتطور متجري إلا بعد أن استعنت بأناس آخرين».

النقطة المميزة في مستقل ما عبرت عنه أفنان بقولها: «ساعدني مستقل للغاية ووفر علي وقتًا وجهدًا، والأهم المال.. يعني إذا أردت إنشاء تصميم هوية بصرية وطلبت هذا الأمر في السعودية بالطرق التقليدية، فسيكلفني الأمر نحو 2000 أو 3000 ريال» وهنا شكل مستقل حلًا مثاليًا، خاصة وأن مرحلة استيراد المنتجات لوحدها تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، ولم تتوقف الاستفادة من مستقل عند هذا الحد، بل وصل الأمر بها إلى توظيف تلك الكفاءات المستقلة لصديقاتها اللائي يدرن متاجرهن ويحتجن إلى مساعدة المستقلين، فأصبحت أفنان وسيطة بينهم وبين الحصول على تلك الخبرات.

ومن أهم خصائص مستقل التي أفادت أفنان إلى جانب توفير المال، ما وصفته بالتصميم البسيط للموقع والخيارات الواسعة لتوظيف المستقلين واختيار متوسط الأسعار الذي يتناسب مع إمكانات صاحب المشروع، جنبًا إلى جنب، مع خاصية التقييمات التي تُعِين في غربلة هؤلاء المستقلين، وتستكمل أفنان قائلة: «يُعينني تصفح المشاريع المعروضة في المنصة على الاستفادة من طريقة عرضها ونوعيتها وأخذ أفكار عن طبيعة السوق الذي استهدفه والمجالات الرائجة فيه».

تراتيب في المستقبل

تطمح أفنان إلى الاستعانة بأحد الممولين لتوسعة المتجر في المستقبل، مع تقديم طيف أوسع من المنتجات التي تخدم المرأة في أعمالها المنزلية بصورة أساسية، بالإضافة إلى إمداد النساء بالنصائح والأفكار والحيل التي تساعدهن في إنجاز المهام بسرعة. هذه الإرادة والطموح مكنت أفنان الأم والموظفة وصاحبة الماجستير ورائدة الأعمال من أن تنجز كل هذا بحب وكفاءة، فليس أيسر من اعتماد الطرق الذكية في العمل كموقع مستقل أو في شؤون المنزل كتراتيب لكي نجعل حياتنا أسهل. تختم أفنان الحوار قائلةً: «اللي يبغى يسوي شيء حيلاقي وقت، وحيلاقي إرادة وستيسر له الطرق».


إن كنت صاحب مشروع على مستقل، وترغب في أن تشاركنا قصة نجاحك، فنرحب بتواصلك معنا عبر البريد الإلكتروني: marketing@hsoub.com.

تم النشر في: قصص نجاح أصحاب المشاريع