للمبتدئين: 6 كورسات برمجة تجعلك مبرمجًا محترفًا

تقف البرمجة خلف كل تقنية نعيشها اليوم، بدءًا من طابعة الورق وساعة اليد الذكية إلى كل ما نستخدم من برمجيات. أدى ذلك إلى نمو مستمر للبرمجة كأحد مجالات العمل، سواء في عدد فرص العمل المتاحة التي تتزايد باستمرار، أو في تشعب واتساع نطاق فروع البرمجة والتطوير، الأمر الذي زاد توجه الكثيرين إلى تعلمها وانعكس في نمو وتنوع كورسات البرمجة. فما هي أبرز الكورسات التي تكسبك المهارات اللازمة لتصبح مبرمجًا محترفًا؟

جدول المحتويات:

• ما هي البرمجة؟
• لماذا تحصل على كورس برمجة؟
• 6 كورسات برمجة تجعلك مبرمجًا محترفًا

ما هي البرمجة؟

البرمجة هي عملية كتابة أوامر وتعليمات بإحدى اللغات المخصصة والموجهة لجهاز الحاسوب والأنظمة؛ لتنفيذ مهمة معينة. تُقسّم هذه المهمة إلى أجزاء صغيرة ومترابطة بأوامر بسيطة تخبر الحاسوب بكيفية إتمام العمل أو التعامل مع البيانات.

لكل لغة من لغات البرمجة قواعدها الخاصة وخصائصها التي تميزها عن اللغات الأخرى، بحيث تصبح مناسبة لنوع معين من أنواع البرامج والمهام. فمثلا لغة PHP مخصصة لمواقع الويب حصرًا، ولغة سويفت لبرمجة تطبيقات الآيفون. غير أن هذه اللغات تشترك في مجموعة من السمات العامة بحكم أنها جميعا مصممة للتعامل مع البرمجيات.

لماذا تحصل على كورس برمجة؟

ضمان الحصول على وظيفة

في ظل انحسار الأمية الرقمية وانتقال كل شيء إلى الإنترنت وتزايد استخدام الأجهزة الرقمية عامًا تلو الآخر، يزداد الطلب على المبرمجين، سواء في إطار نظام العمل التقليدي أو العمل عن بعد أو العمل الحر. وتشير الإحصاءات أنه من المتوقع ازدياد الطلب على المطورين بنسبة 13% خلال العقد الحالي، وهو أسرع من المتوسط للوظائف الأخرى.

كذلك تتمتع وظائف قطاع البرمجة بمعدلات رواتب أعلى من المتوسط وإن كانت تتفاوت حسب تخصص البرمجة. الحصول على كورس برمجة هو أكثر السبل فعالية للفوز بهذه الوظائف والبداية المنطقية لهذا المسار الوظيفي، فهي تتبع منهج تسلسلي يكسبك الخبرات المهنية اللازمة ويؤهلك في النهاية لسوق العمل ومتطلباته.

لا حاجة للدراسة الجامعية

لا شك أن الحصول على درجة جامعية في البرمجة هو أحد أبرز الطرق للحصول على وظيفة مبرمج، وتفتح معها العديد من الأبواب والفرص المميزة، غير أنه لا يزال بإمكانك العمل مبرمجًا دون أن تحصل على شهادة جامعية في علوم الحاسب الآلي أو تكنولوجيا المعلومات.

إذا كنت مهتمًا بالحصول على وظيفة جديدة في أحد أبرز مجالات التكنولوجيا، ستساعدك دورات البرمجة في نيل إحدى هذه الوظائف دون الحصول على درجة علمية جامعية تتطلب منك سنوات. سواء كنت مبتدئًا تمامًا تود أن تتعلم البرمجة من الصفر أو محترفًا تود صقل مهاراتك وتوسيع نطاقها، ستجد ما يناسبك.

نظام عمل أكثر مرونة وحرية

تحجز البرمجة لنفسها حصة أساسية في نظم العمل الجديدة مثل العمل من المنزل والعمل الحر، ونظرًا لأنها لا تتطلب سوى حاسوب واتصال بالإنترنت كانت أولى الوظائف التي أسست مفهوم العمل عن بعد عبر الإنترنت، وفتح آفاق العمل في جميع دول العالم دون الحاجة إلى الاغتراب والإقامة في بلد آخر.

يجدر التنويه أن كورسات البرمجة عبر الإنترنت تساعدك في تعزيز مهارات العمل عن بعد بالمتابعة مع المدربين وإنجاز المهام وتسليمها.

فهم كيف تعمل الأجهزة

بدلًا من المعرفة السطحية بالأجهزة الرقمية عبر لوحة المفاتيح والفأرة فقط، سيمنحك كورس البرمجة فرصة التوقف والتفكير في الطريقة التي يعمل بها الجهاز في خلفيته البرمجية. كما ستصبح أكثر دراية وفهمًا للتطبيقات والأجهزة ومواقع الويب، ما يعزز معرفتك الرقمية ويساعدك في بناء أدوات تقنية جديدة بسهولة وسرعة.

على سبيل المثال، ستتمكن بعد إنهاء كورس مكثف من تحويل أفكارك المجردة إلى الشكل الرقمي المطلوب، كتطوير تطبيق تؤمن بنجاحه وإطلاقه للمستهلكين. أي ستنفذ فكرتك بالطريقة التي تريدها بالضبط دون الحاجة إلى توظيف مطور مع ما يتطلبه ذلك من جهد ووقت ومال.

6 كورسات برمجة تجعلك مبرمجًا محترفًا

سنغوص الآن عميقًا في كورسات برمجة باللغة العربية متنوعة تقدمها أكاديمية حسوب. جميع الكورسات محدّثة ومصممة لتناسب المبتدئين والمحترفين على حدٍ سواء، يشرف عليها مدربين متمرسين يقدمون دعمًا مباشرًا وإرشادات مخصصة. كما أنك تحصل في نهاية كل دورة على شهادة معتمدة من الأكاديمية، ومشروعات عملية جاهزة تثري سيرتك ومعرض أعمالك.

1. دورة علوم الحاسوب

علوم الحاسوب التي يشار إليها غالبًا باسم (CS – Computer Science) هي المجال الذي يشمل دراسة أنظمة الحاسوب والتفكير الحسابي والكيفية التي يعالج بها الحاسوب البيانات. يمثل هذا الكورس من كورسات البرمجة دورة تمهيدية تكسبك فهمًا أساسيًا لكيفية عمل أجهزة الحاسوب وكيفية تطوير البرامج وكيف يمكن للشبكات عرض البيانات والمعلومات.

إذا كنت تريد البدء في تعلم البرمجة أو بدأت تعلمها بمفردك بالفعل أو تواجه صعوبة في فهم بعض الأساسيات، فإن هذه الدورة خيارًا مثاليًا لك. تشمل موضوعات الدورة الخوارزميات وأنظمة التشغيل، والتعقيد الحسابي ومكونات الحاسوب وأساسيات البرمجة بلغة JavaScript وقواعد البيانات، بالإضافة إلى أساسيات بناء صفحات الويب والخوادم والشبكات ومبادئ الأمن السيبراني.

تفتح هذه الدورة لك أبواب فهم المزيد عن البرمجة والاستمرار في تعلمها بترتيب منطقي، لاكتساب مهارات أكثر تقدمًا في لغتك البرمجية التي تفضلها. يعني ذلك أنك ستحتاج بعد الانتهاء من الدورة إلى التفكير في أهدافك المهنية ودراسة باقي الخيارات في دورات البرمجة، لتختار من بينها التخصص الذي تريد، لترتقي بمهارتك إلى مستوى أعلى يؤهلك لتصبح مبرمجًا محترفًا.

2. دورة تطوير واجهات المستخدم

إذا كنت تستهدف احتراف تطوير مواقع الويب، فإن هذه الدورة هي المساق التعليمي الذي يضعك على أول طريق الاحتراف. سواء كنت تريد إنشاء صفحة ويب بسيطة مكونة من نص فقط أو موقع ويب معقد وسريع الاستجابة مصمم ليسهل الوصول إليه عبر مختلف المتصفحات والأجهزة وأحجام الشاشات، فإن دراسة لغات البرمجة HTML وCSS وJavaScript هي أمر أساسي لا غنى عنه، وهي اللغات التي يشملها كورس البرمجة “تطوير واجهات المستخدم“.

تتخصص الدورة في كيفية بناء مواقع الويب بما في ذلك إنشاء كل المكونات التي تظهر في واجهة المستخدم (Front end) باستخدام لغة التوصيف HTML، مكونات مثل الأزرار والأيقونات والقوائم والنصوص والفيديو، وكل أشكال المحتوى. تهتم الدورة أيضًا بكيفية تنظيم وتنسيق هذه المكونات المجردة وتخصيصها باستخدام لغة التنسيق CSS؛ ليكتسب الموقع شخصية تميزه وتعزز جاذبيته.

لا يكفي بناء المكونات وتنسيقها بل تحتاج أيضًا إلى أن تصبح هذه المكونات مكونات فاعلة ديناميكية باستخدام لغة البرمجة JavaScript التي تشرحها الدورة، يعني ذلك أن يصبح الموقع متجاوبًا مع تفاعلات المستخدم عند ملء البيانات أو النقر على زر. ستخرج من الدورة بمشاريع حقيقية من صنع يديك مثل تطوير موقع لشركة، وواجهة متجر إلكتروني، وأخرى لموقع يشبه اليوتيوب.

3. دورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة Python

لغة بايثون هي واحدة من أقوى لغات البرمجة وأكثرها فائدة نظرًا لتعدد استخداماتها وسهولة قراءتها. لهذه الأسباب تُعدّ بايثون إحدى أولى اللغات التي يتعلمها المبرمجون لبساطتها وتوغلها في العديد من التخصصات، مثل تطوير التطبيقات والويب وإدارة قواعد البيانات، والتعلم الآلي وتحليل البيانات.

تُعدّ بايثون إحدى المهارات الوظيفية الشائعة عالميًا ذات المستقبل الواعد التي تدر دخلًا جيدًا، ويؤدي الاعتراف الواسع باللغة في العديد من المجالات إلى توفر عدد كبير من فرص العمل. طُورت بايثون بناء على فلسفة التبسيط “توجد طريقة واضحة واحدة فقط لعمل الأشياء”.

إذا كنت ترغب في الحصول على دورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة بايثون فإن معرفتك بلغات برمجية أخرى مثل JavaScript ستجعل عملية التعلم أسهل، إلا أنها ليست شرطًا، إذ يمكنك الالتحاق بالدورة دون امتلاك خبرة برمجية سابقة. يتميز هذا النوع من كورسات البرمجة بالمشاريع التطبيقية التي يتعلم المتدرب كيفية تنفيذها بنفسه مثل بناء تطبيق لإدارة المهام، وتطوير متجر إلكتروني متكامل وربطه مع وسائل الدفع، وبناء مدونة.

4. دورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة JavaScript

لغة JavaScript هي لغة البرمجة الأكثر شيوعًا ومرونة في سوق العمل اليوم، ليست لغة مهمة فحسب بل لغة ضرورية لتطوير الويب وفقًا لأحدث الممارسات حتى باتت العمود الفقري لتطوير المواقع.

جافا سكريبت هي الجندي المجهول الذي يقف خلف كل ما هو تفاعلي على مواقع الويب، مثل الصور الدوارة ومؤقت العد التنازلي وأجهزة ضبط الوقت وتشغيل الوسائط المتعددة، كما أنها تتيح إنشاء المحتوى والتحكم فيه ديناميكيًا على صفحة الويب دون الحاجة إلى إعادة تحميل الصفحة.

يؤهلك تعلّم جافا سكريبت لأن تصبح متخصصًا في تطوير الويب أو التطبيقات أو واجهة المستخدم. ينعكس شمول اللغة في العديد من المشاريع العملية التي ستنفذها في هذا النوع من كورسات البرمجة مثل تطوير تطبيق جوال وتطبيق محادثة وتطبيق لسطح المكتب، بالإضافة إلى تطبيقات التواصل اجتماعي.

كل ما تحتاج إليه لبدء دورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة JavaScript هو أن تكون متمكنًا في المفاهيم الرياضية الأساسية مثل المتغيرات والكسور والأُس والعمليات الحسابية بأنواعها والمصفوفات.

5. دورة تطوير تطبيقات الويب باستخدام لغة PHP

لغة PHP هي لغة شائعة في تطوير الويب تستخدمها أكثر من ثلاث أرباع مواقع الويب الحالية، يعمل مطوروها على التعليمات البرمجية التي تتم في خلفية الموقع والمتعلقة بالخادم، تساعد على أداء وظائف هامة في تجربة المستخدم مثل إنشاء حسابات المستخدمين وكلمات السر والمنتديات.

تتميز PHP بعدد كبير من أطر العمل مثل Laravel التي توسع من نطاق إمكانياتها وتجعل عملية بناء تطبيقات الويب أكثر بساطة وسرعة. تشمل وظائف مطور PHP العديد من المهام ما يجعلها مطلوبة بكثرة، من بين هذه المهام تطوير تطبيقات ومواقع الويب من الصفر وصيانتها، تطوير مواقع ووردبريس ودروبال وماجنتو ومنصات التجارة الإلكترونية الأخرى وصيانتها.

إذا كنت مهتمًا بتطوير مواقع الويب فإن التحاقك بدورة تطوير تطبيقات الويب باستخدام لغة PHP سيعلمك كيفية بناء تطبيق ويب حقيقي باستخدام إطار العمل Laravel، بالإضافة إلى موقع إعلانات مبوبة ونظام لإدارة المحتوى وتطوير قالب ووردبريس.

6. دورة تطوير تطبيقات الويب باستخدام لغة Ruby

تناسب لغة روبي المبتدئين في البرمجة بسبب سهولة فهمها وسلاسة كتابتها، هي لغة برمجة عامة يمكن استخدامها لتطوير مختلف أنواع التطبيقات، إلا أن إطار العمل الخاص بها Ruby on Rails جعلها أكثر شيوعًا في تطوير الويب. إذا كنت مهتمًا بتطوير مواقع الويب، لاسيما مواقع التجارة الإلكترونية وتلك التي تستقبل عددًا كبيرًا من الزيارات، فإن كورس برمجة لغة روبي سيكون خيارًا مناسبًا لك.

تطلب العديد من مواقع التجارة الإلكترونية مطورين على دراية بلغة روبي نظرًا لبساطة كتابتها التي تؤدي إلى إنتاجية أعلى وسهولة في الاستخدام. تمنحك دورة تطوير تطبيقات الويب باستخدام لغة Ruby فهمًا شاملًا وحديثًا للغة البرمجة روبي وإطار عملها، ستتعلم كذلك تنفيذ مشاريع تطبيقية، مثل كيفية بناء لعبة بسيطة وتطبيق ويب وتطبيق إدارة محتوى وموقع يشبه تويتر.

ختامًا، لم يعد هناك شك في أن البرمجة هي أبرز مهن الحاضر والمستقبل، لكن احترافها وتعلم أسسها وتطبيقاتها العملية بشكلٍ سليم ومتدرج يبقى تحدٍ يواجه الكثيرين، وهو التحدي الذي صُممت دورات أكاديمية حسوب لحله بنجاح.