شركة مستر مندوب: تحديات بناء شركة بقيمة 100 مليون ريال؟

حمود الغصن، مؤسس تطبيق مستر مندوب Mr Mandoob، وهو تطبيق شامل (سوبر آب) يقدم عدد من الخدمات مثل توصيل من المتاجر، تحميل غرض (وانيت)، إرساليات بين المدن من خلال الطيران أو من خلال السيارات، وتوصيل الغاز، وأخيرًا توصيل الطرود. اعتمد التطبيق في بداياته على مستقل، حيث تم بناء النموذج الأولي للتطبيق من خلال المستقلين. كما تم بناء التطبيق على أنظمة آي أو إس، وأندرويد.

بدأت رحلة بناء التطبيق في الربع الأخير من العام 2018، في تلك الفترة كانت تجربة الغصن قد نضجت في المشاريع، بعضها نجح وبعضها فشل، إلا أنه أراد التوجه نحو المشاريع التقنية، وبعد تحليل السوق وجد أن قطاع التوصيل، يُعدّ من أكثر القطاعات التي تشهد طلبًا عاليًا في السعودية. ثم توجه نحو هذا القطاع بكل ثبات. وبالرغم من وجود عدد من التطبيقات في تلك الفترة، إلا أن الغصن كان له وجهة نظر مختلفة حيث يقول: «لا يوجد تطبيق وصل للنموذج العمل النهائي، لا زالت هناك فجوات في السوق، وفرص كبيرة جدًا. حتى مع وجود هذا العدد الهائل من تطبيقات التوصيل».

الأزمة الصحية العالمية: النمو الصحي!

تم تجهيز الفريق التقني من خلال مستقل في العام 2018، استغرق الأمر سنة كاملة، حتى يتم تطوير المنتج الأولي، بعد ذلك جاء إطلاق التطبيق في بداية العام 2020. في فترة الأزمة الصحية العالمية كورونا استفادت أغلب التطبيقات من اعتمادية الناس على هذه التطبيقات، وكذلك ساعدت المجتمع في تسهيل التوصيل. إلا أن الغصن يلمح إلى نقطة قد تكون غابت عن الجميع: «هناك تطبيقات توصيل خرجت من السوق لأنها لم تكن مستعدة».

يستعيد الغصن تلك الفترة من البدايات ويؤكد: «من الجيّد لنا أننا استغرقنا سنة كاملة في التحضير، وكانت لدينا تقنية قوية، تماسكت مع الضغط الهائل لحجم الطلبات في تلك الفترة، هناك تطبيقات خرجت من السوق لأن بنيتها التقنية لم تستطع تحمل حجم العمل الهائل في تلك الفترة».

كان عدد الطلبات يتخطى 20 ألف طلب، وهو تحدي صعب لأي تطبيق ما زال في مرحلة التجربة. استطعنا تجاوز تحديات الحجر. كانت هناك تحديات كبيرة خلال فترة كورونا، كانت الشركة في مرحلة الإطلاق، لم يكن الفريق كبير، كان المؤسسين يقومون بأغلب المهام، «كورونا كانت فرصة جميلة، وخلالها قمنا بضخ المزيد من الأموال في التسويق، مما ساعدنا على النمو بشكل صحي».

تحدي: كيف تبدأ بأقل ميزانية!

يختلف التحدي حسب عمر الشركة، لم يكن الغصن تقني، لكن واجه تحدي «البحث عن شركة تقوم بتنفيذ فكرة التطبيق»، وكانت هذه أكبر تحدي في البدايات. كانت أسعار شركات برمجة وتنفيذ التطبيقات خيالية وغير واقعية، وأحيانًا مبالغ فيها. ثم في أثناء بحثه عن شركة اكتشف موقع مستقل، ووجد أنه يمكنه أن يؤسس شركة من خلال مستقل، ويوظف مبرمجين لمهام محددة ومعينة، وبميزانية محددة متفق عليها، تضمن حق كلا الطرفين.

استغرق البحث طويلًا حتى حالفه الحظ بالتعرف على مستقل، أُعجب الغصن كثيرًا بنموذج عمل مستقل من ناحية حجز المال وعدم إرساله للمستقل إلا بعد إنجاز العمل، كما أن ميزة التقييمات والمراجعات التي يكتبها أصحاب المشاريع عن المستقلين، كانت عامل مساعد كبير للاستعانة بمستقل، «كنت أستطيع رؤية عدد مشاريع المستقل والتقييمات، مما دفعني لتوظيف الكفاءة بسرعة، لم أكن في حاجة إلى إجراء مقابلة عمل، أو توظيف شخص يُقيم هذه الكفاءة قبل توظيفها». هذه المرونة والسرعة في توظيف الكفاءات، جعلت من مستقل الأداة الأمثل التي ساعدت على نهوض الشركات الناشئة.

استخدام نظام فلترة المستقلين من خلال موقع مستقل مكّن الغصن من تسريع إدارة العمل: «بنيت مشروعي بالكامل اعتمادًا على مستقل، إذ استطعنا أن نُخرِج النموذج الأوليّ للمشروع بسرعة وبجودة عالية»، وفر مستقل الجهد والمال على الشركات الناشئة، ثم دعمها بالمواهب.

تبقى مشكلة تعيين الكفاءة من أهم التحديات التي تواجه الشركات الناشئة؛ لكن في مستقل الأمر سهل جدًا، من خلال زيارة الملف الشخصي للمستقل، يمكنك معرفة عدد المشاريع التي نفذها وتقييم المستخدمين له. وهذه معايير سريعة ومهمة تساعدك في البحث. «استمريت في التوظيف من مستقل حتى حصلت شركتي مستر مندوب على أول استثمار بمبلغ مليون ريال، بعد ذلك توجهت الشركة إلى التوظيف وبناء فريقها المحلي».

خيارات الأسهم

في بداية أي شركة ناشئة، لن يكون بمقدورها دفع رواتب عالية للموظفين، وفي حالة مستر مندوب، كانت الشركة تحتاج إلى مهارات عالية في البرمجة، «في تلك الفترة لم تكن لدينا المقدرة المادية لمنح هؤلاء الموظفين الرواتب التي يستحقونها، انتهجنا نموذج منح أسهم للموظفين»، ساهم هذا النموذج في جلب المزيد من الخبرات للشركة: «كان الموظفين سعداء لأنهم يحصلون على رواتب وفي نفس الوقت يملكون حصة في الشركة».

تجاوز الفريق التقني 15 موظف تقني، جميعهم شركاء في الشركة، تعتمد شركة مستر مندوب على نموذج منح الموظفين أسهم في الشركة، وعن ذلك يضيف الغصن: «جميع الموظفين من أكبر موظف إلى أصغر موظف هم شركاء في الشركة ويملكون أسهم»، وهذه البادرة أعطتهم قوة في العمل. يجهل كثير من رواد الأعمال مسألة خيارات الأسهم، أو بيع جزء من ملكية الشركة في البداية، وعن ذلك يقول الغصن: «إذا لم تكن لديك المرونة في تقسيم حصص الشركة منذ البداية، لن تصل إلى تقييمات المليار».

في الآونة الأخيرة صدرت تشريعات وأنظمة من هيئة سوق المال السعودي، تُمكّن ملاك الشركات الناشئة من إدراج شركاتهم ضمن السوق الموازي نمو. ساهمت هذه التشريعات والأنظمة في خلق جو من الاطمئنان لدى حملة الأسهم في الشركات الناشئة، سواءً كانوا ملاك أم مستثمرين أو حتى موظفين. لأنهم في النهاية لديهم خيارات متاحة للتخارج والحصول على أموال مقابل الأسهم التي يملكونها في الشركة.

أنزع قبعة التاجر

في نهاية اللقاء شاركنا الغصن ببعض النصائح لرواد الأعمال؛ اكتسب معرفة قبل دخول السوق، طوّر نفسك، اسمع قصص النجاح، اعرف حجم السوق، اقرأ عن القطاع بشكل كبير، ابحث عن الفجوات، لا تصرف كثيرًا في البداية، اعتمد على النموذج الأولي، كما فعلت أنا عندما بنيت النموذج الأولي من خلال مستقل، إذا وجد نموذجك الأولي قبول يمكنك الانطلاق بعد ذلك. أي رائد أعمال يرغب في النجاح، عليه أن ينزع قبعة التاجر، ويلبس قبعة رائد الأعمال.


إن كنت صاحب مشروع على مستقل، وترغب في أن تشاركنا قصة نجاحك، فنرحب بتواصلك معنا عبر البريد الإلكتروني: marketing@hsoub.com.

تم النشر في: قصص نجاح أصحاب المشاريع