يُعرف الفنانون بأنهم حساسون، يحبون المخاطرة ويتصرفون بشكل غير متوقع في كثير من الأحيان، خوض مغامرة العمل الحر كان من بين الأمور التي استهوت مها العمري، فنانة تشكيلية مبدعة، ومخرجة للأفلام القصيرة، في هذا الحوار الممتع تحدثنا عن العمل الحر، وتجربتها الناجحة فيه:
هل يمكن أن تحدثينا في البداية؟
أنا مها العمري من اليمن، عمري تسعة وعشرون عامًا فنانة تشكيلية وصانعة أفلام قصيرة، ولدت وكبرت في مدينة تعز، مارست الرسم والفنون التشكيلية والنحت لفترة طويلة من حياتي وشاركت في الكثير من المعارض المشتركة في اليمن دخلت مجال الإعلام في عام 2012 حينما افتتحت مشروعي الخاص بالشراكة مع مجموعة من الأصدقاء وهي شركة إعلامية لإنتاج الأفلام القصيرة والوثائقية بمستوى إنتاج عالي، وقد عملت في هذا المجال لعدة سنوات، تركت اليمن مع عائلتي في منتصف عام 2015 مع بداية الحرب الصامتة على اليمن، منذ ذلك الحين تنقلت بين عدة دول منها الأردن وماليزيا والمملكة العربية السعودية وحاليًا استقريت في بريطانيا، أحب التعلم والسفر والزراعة، ودائمًا برفقتي حيواناتي الأليفة.
هل أنت متفرغة تمامًا للعمل الحر؟ ما هي طبيعة عملك قبل أن تبدئي العمل الحر؟
قبل أن ابدأ العمل الحر كنت أعمل في مجال الإعلام في شركة IAM productions لعمل الأفلام القصيرة والوثائقية، كما أني عملت كمديرة مشروع لفريق الإعلام في المركز السويدي في تعز (ITDC)، حاليًا أنا متفرغة تمامًا لهذا العمل، مع القليل من العمل التطوعي.
كيف كانت بدايتك مع العمل الحر عبر الإنترنت، وكيف تعرفتِ على موقع مستقل؟
نظرًا لتركي اليمن اضطررت إلى ترك عملي الثابت والبدء في البحث عن عمل في ماليزيا وغيرها من الدول التي تنقلت فيها، واجهتني الكثير من الصعوبات نظرًا لعدم حيازتي على أي من شهاداتي العلمية أو شهادات خبرة، مما زاد من صعوبة إيجادي للعمل الذي يستهويني وأرغب في استثمار وقتي ومجهودي فيه، وبعد محاولات كثيرة من البحث والتجربة قررت التوجه إلى العمل الحر والتخصص فيه خاصة بعد أن توفر الوقت والاتصال الممتاز بشبكة الإنترنت لأبدأ العمل كمستقل في العمل الحر.
كانت بدايتي مع العمل الحر بالعمل مع عملاء سابقين وعبر شبكة معارفي، وبعد أن كونت كمية أعمال جيدة بدأت بالتفكير في رفعها على مواقع العمل الحر وتكوين شخصيتي كعامل مستقل مسنودة بمعرض شخصي متميز، بدأت بالبحث والقراءة عن أفضل المواقع المتخصصة في العمل الحر ووجدت أن موقع مستقل من بين طليعة المواقع العربية المختصة في هذا المجال ولها شعبية وسمعة طيبة بين العملاء والمستخدمين، وبعد الكثير من البحث والقراءة بدأت عملي في مستقل في نهاية عام 2016.
ما هي أهم الصعوبات التي واجهتكِ في البداية وكيف تغلبت عليها؟
من أهم الصعوبات التي واجهتني في البداية هي بناء معرض شخصي متميز ويعبر عني وعن خبرتي الطويلة في مجالي، في البداية وجدت أنه من الصعب جذب انتباه العملاء إلى معرضي والتأكيد لهم أنهم سيتلقون خدمة ممتازة وغاية في الدقة ولكن مع الوقت والكثير من الاطلاع على معارض شخصية ناجحة في مستقل ومواقع عربية وأجنبية مختلفة عثرت على طرق أفضل لعرض أعمالي وإقناع العملاء بها.
اكتشفت أنه من الصعب أيضًا الحصول على أول عميل وهو الذي سيمنحني أهم تقييم، والذي سيؤثر على حسابي بالإيجاب أو السلب، وقررت أن أبدأ أول مشروع دون التركيز على المبلغ المعروض أو الفائدة المادية، كان كامل اهتمامي الحصول على أول عميل والحصول على تقييم رائع، وهذا ما حصل بالفعل وأنا سعيدة جدًا بالخيار الذي قمت به.
ما هي نوعية الخدمات التي تقدمينها عبر الإنترنت ونسبة الإقبال عليها؟
أقوم بتقديم خدمات فنية متعددة في مجال الرسم اليدوي و الرقمي مثل رسوم قصص الأطفال ورسوم البورتريه وتصميم الشخصيات للعملاء أو شخصيات جاهزة للتحريك الأفلام الكرتون والموشن جرافيك، كما أني أقدم خدمات الأفلام مثل رسم مشاهد الأفلام والإعلانات و المونتاج والتعديل على ألوان المشاهد وإخراجها ورفعها على اليوتيوب.
ما هي الأدوات التي تعملين عليها لإنجاز المشاريع بشكل أفضل؟
استخدم كامل مجموعة برامج أدوبي، حيث أنني أستخدم أدوبي فوتوشوب وأدوبي الستريتور للرسم وتصميم الشخصيات والمشاهد، وأقوم باستخدام برامج أدوبي بريمير وأدوبي افتر افكت وغيرها للعمل على الفيديو والتحريك. أنوي أن أضيف العمل على برامج الموشن جرافيك إلى خبراتي لأبدأ في عمل أفلام الموشن القصيرة والوايت بورد ولكني لازلت في مرحلة التدرب والتطوير.
ما هي التحديات التي تواجهينها مع العملاء في العمل الحر عبر الإنترنت؟
من أكثر المشاكل التي واجهتني مع العملاء هي التعامل المالي وصعوبة إقناع العميل بالدفع قبل العمل لضمان استمراره في المشروع، وصعوبة أكبر بإقناعه في دفع تكاليف العمل بعد التسليم، موقع مستقل وغيره من مواقع العمل الحر تضمن للمستقل استمرار المشروع واستلام المبلغ المتفق عليه بعد الانتهاء منه بدون الاضطرار إلى متابعة العميل.
من الناحية التقنية أجد صعوبة في التعامل مع العميل الذي لا يدري ما يريد ولا يملك أي تخيل للعمل المطلوب، وخاصة إذا كان من النوعية صعبة الإرضاء فهو لا يدري ما المطلوب وبنفس الوقت لا يقبل بما يعرض عليه، بالغالب هذا النوع من العملاء يستمر في تغيير طلبه النهائي وتحويره واستنزاف الكثير من الوقت والجهد.
اقرأ أيضًا: سلام القادري: عندما تغامر وتضع بصمتك في العالم
ما هي أهم الدروس التي تعلمتها خلال رحلتك في العمل الحر عبر الإنترنت؟
تعلمت أن من المهم الاستمرار في رفع أعمال متقنة ومتنوعة والاستمرار في تطوير معرضي الشخصي، كما أن من المهم تطوير المهارات حيث أن سوق العمل تتغير مع كل لحظة وهذا يتطلب منا الكثير من الاطلاع والمتابعة لكل جديد وتطوير مهاراتنا على أساس متطلبات سوق العمل.
ما مدى تقبل المجتمع من حولك لفكرة العمل الحر؟ وهل ترين أن ثقافتنا ومجتمعنا العربي أصبح أكثر تقبلًا لفكرة العمل الحر عبر الانترنت من المنزل؟؟
لاقيت تشجيع واسع من المجتمع المحيط حولي من فكرة العمل الحر وتفاجأت أن مجتمعنا العربي قد خطى خطوات واسعة في هذا المجال مما سهل علي الوصول لعملاء من مختلف دول العالم.
هل ترين أنك حققت النجاح في مجال العمل الحر عبر الإنترنت؟
أنا لم أنجح بعد حيث أن النجاح يتطلب وقتًا أطول من الفترة القصيرة التي استثمرتها في العمل الحر، ولكني بدأت مشواري فيه وأنوي النجاح عبر التطور والاستمرارية في العمل كل يوم.
كيف ترين مستقبل العمل الحر في العالم العربي عبر الإنترنت ؟
أرى أن العمل الحر سيتطور بشكل كبير في العالم العربي وخاصة مع ظهور مواهب شديدة القوة في مجتمعاتنا واحتياجهم إلى الإنتاج وتغطية احتياجاتهم بوسيلة أخرى غير الوظائف الثابتة التي نعاني من قلتها في الوطن العربي وخاصة في مجالات التصميم والعمل الفني والتلفزيوني.
إذا خُيّرتِ هل تختارين العمل الحر عبر الإنترنت، على المدى الطويل أم العمل التقليدي؟ (في مكاتب الشركات)
مع عملي في العمل الحر في الأعوام السابقة أحببت العمل فيه كثيرًا وتخلصت من فكرة أن الوظيفة هي المكان الوحيد الذي يمكّنني من الحصول على دخل مادي، للعمل الحر مساوئه ومن أهمها بالنسبة لي فقدان التعامل مع الزملاء والتعلم منهم ومن خبراتهم وتكوين علاقات اجتماعية، وهذا أكثر شيء قد يجذبني للبحث عن وظيفة ولكن حتى لو عدت للعمل التقليدي لا أعتقد أنني سأتوقف عن العمل الحر لأني قد صنعت قاعدة عمل جيدة فيه وهذا شيء من الصعب أن أفقده.
ما هي الأهداف التي تطمحين وتخططين لتحقيقها في المستقبل القريب في العمل الحر عبر الإنترنت ؟
أطمح إلى إثبات نفسي أكثر في مواقع العمل الحر الأجنبية والحصول على عملاء من خارج الوطن العربي.
هل هناك أحلام استطعت تحقيقها بعد حصولك على أرباحك من العمل الحر عبر الإنترنت ؟
نعم، استطعت أن أرى الكثير من أعمالي مطبوعة ومنشورة في مجلات وقصص للأطفال كما أن أرباحي عبر الإنترنت قد أتاحت لي القدرة على السفر وأعطتني ثقة أكثر بنفسي.
حدثينا عن التغيير الذي أحدثه موقع مستقل في حياتك وأسلوب عملك وتعاملك؟
مستقل أتاح لي التعامل مع العملاء بطريقة أكثر احترافية وعلمني الكثير من أساسيات العمل الحر والربح فيه. بعد العمل في مستقل أصبحت لي خبرة في الكثير من الخدمات التي أقدمها مما سيمكنني من التعامل مع مختلف العملاء بثقة واحترافية أكبر.
بم تنصحين المستقلين في العالم العربي؟
أنصح المستقلين في العالم العربي بتطوير مهاراتهم ومتابعة سوق العمل الخاص بهم بشكل دوري بحيث نبقى على دراية بآخر التطورات في البرامج والتصاميم، كما أني أنصحهم بالعمل والتدريب المتواصل حتى تتطور مهاراتنا لكي نصل إلى مستوى باقي الدول في الإبداع والإتقان، أعتقد أن مستقلّي اليوم بأيديهم تغيير مستقبلنا ومستقبل الجيل القادم عبر المشاريع التي سيطورونها والشركات التي من الممكن أن يفتتحوها بعد خبرتهم الطويلة في مجالهم مما سيغير المجتمع للأفضل.
تم النشر في: يناير 2018
تحت تصنيف: قصص نجاح | قصص نجاح المستقلين