مبرمج تطبيقات متميز، قام بتطوير 20 تطبيقًا في شتى المجالات، يقدم خدماته بدقّة وجودة عالية، سلام القادري، واحد من المستقلين العرب المميزين، يتحدث ويشاركنا رحلته وتجاربه مع العمل الحر عبر الإنترنت في هذا الحوار الممتع.

حدثنا عن نفسك ونبذة عنك في البداية:

اسمي سلام القادري من لبنان درست هندسة الكمبيوتر والاتصالات وعمري 28 سنة، حاليًا أنا مطور تطبيقات خاصة بالآيفون. قبل البدء بالعمل الحر، كنت أفكر كثيرًا في المستقبل وعن العمل بعيدًا عن الروتين، بدأت العمل في شركة إنترنت اسمها Terranet، أعالج مشاكل الإنترنت التي يواجهها المشتركون فشعرت بالملل، كنت أملك جهاز آيفون 3gs وأحببت أن أقوم بإنشاء تطبيقات، فبدأت البحث عبر الإنترنت وأنا في العمل إلى أن توصلت إلى صفحة خاصة باسم جراح اسمه أدهم الشهابي.

أعجبني طريقة شرحه وتبسيطه للأمور علمًا أنني كنت أملك جهاز حاسوب عادي وليس ماك، فكنت أقوم بتطبيق شرحه أكثر من مرة إلى أن فهمت الأمور الأساسية، ثم بدأت بتقديم سيرتي الذاتية إلى الشركات عبر الإنترنت في لبنان إلى أن قامت شركة بالاتصال بي وعمل مقابلة وتم قبولي.

عند البدء بالعمل أيقنت أنني ما زلت أجهل الكثير من الأمور فصرت أبحث على اليوتيوب ومواقع أخرى إلى أن أصبحت متينًا برمجيًا، الآن أعمل في شركة أخرى مطور برامج تطبيقات على منصة الـ ios ومدير المشاريع فيها.

 هل أنت متفرغ تماما للعمل الحر؟ وما هي طبيعة عملك قبل أن تبدأ العمل من المنزل؟

حاليًا أنا لست متفرغ للعمل الحر بل أقوم به خارج دوام العمل.

 كيف كانت بدايتك مع العمل الحر عبر الإنترنت، وكيف تعرفت على موقع مستقل؟

تعرفت على مستقل من خلال موقع آخر أعتقد اسمه عالم التقنية سنة 2016 فقمت بالتسجيل بالموقع، كانت البداية صعبة بسبب عدم علم العميل بخبرتك بسبب عدم وجود تقييمات في بادئ الأمر فبدأت أفكر في كيفية الحصول على تقييمات عالية.

فقمت بتقديم على مشروع بسعر منخفض التكلفة وكنت أختار الكلمات التي أكتب بها العرض بعناية لكي يقتنع باختياري.. وهكذا تم اختياري وأتممت المشروع وحصلت على تقييم عالي، وأصبحت موثوقًا من بعد عدة أعمال قمت بها وأيضًا بعض الصعوبات التي أتمنى حلها في مستقل وهي عملية سحب الأرباح عبر تقنيات غير بايبال بسبب عدم دعم لبنان لها بعد.

ما هي نوعية الخدمات التي تقدمها عبر الإنترنت ونسبة الإقبال عليها؟

نوعية الخدمات التي أقوم بها هي برمجة تطبيقات الموبايل على منصة الايفون وحاليا أقوم باستلام مشاريع للأندرويد والسيرفر أي مشروع متكامل للتطبيقات لأن نسبة الإقبال عليها كبيرة، خصوصًا أن العالم العربي ما زال يعاني من قلة المبرمجين المحترفين خصوصًا في هذا المجال أي برمجة التطبيقات.

 ما هو البرنامج الذي تعتمده للتطوير من نفسك وزيادة مهاراتك وخبراتك لكي تقدم خدمات أفضل؟

أقوم بتطوير ذاتي من خلال البحث المتواصل والاشتراك بقنوات على يوتيوب وأتعلم من أكثر من مبرمجين محترفين وأقوم بفهم كل الطرق التي تزيد من الاحترافية في العمل.

 ما هي التحديات التي تواجهها مع العملاء في العمل الحر عبر الإنترنت؟

كثيرًا ما أواجه تحديات مع العملاء بسبب عدم معرفتهم الكاملة بطبيعة العمل، أكثر المشاكل لها علاقة بالسعر؛ مثلا يأتي عميل يقول لك أريد تطبيق شبيه ب facebook ب 500$ وهو لا يعلم قيمة العمل الموجود وكم مبرمج يحتاج، يعتقد أنه يمكنني وحدي القيام بذلك، أيضًا من الصعوبات أن العملاء يقعون فريسة السعر المنخفض الذي يقدمه بمن يدعون البرمجة بحيث أن المشروع نهايته الفشل.

ما هي أهم الدروس التي تعلمتها خلال رحلتك في العمل الحر عبر الإنترنت؟

قدم لي العمل الحر دروسًا كثيرة أهمها اكتساب خبرة أكثر والتعرف على عملاء من مختلف المناطق وأيضًا خبرة في التعامل.

ما مدى تقبل المجتمع من حولك لفكرة العمل الحر؟ وهل ترى أن ثقافتنا ومجتمعنا العربي أصبح أكثر تقبلًا لفكرة العمل الحر عبر الانترنت من المنزل؟

أصبح العمل الحر مهم في مجتمعنا للأشخاص اللذين لا يحبون التقيد بشركة أو لا يجدون عمل وخصوصًا مع وجود التكنولوجيا في كل منزل مما سهل التواصل بين العميل مع مستقلين للقيام بعمل يريده دون عناء التمسك بشركة أو فرد محدد.

كيف نجحت في العمل الحر عبر الإنترنت؟  

نجاحي في العمل الحر كان بسبب المصداقية في عملي و الدراسة المسبقة للمشروع وعدم قبولي لمشروع إذا لم أكن مستعد له وعدم المنافسة بالأسعار من أجل كسب مشروع، بل المحافظة على سعر السوق لكي أعمل براحة نفسية ولا أندم أنني لم أستلم ما أستحقه لاحقًا.

اقرأ أيضًا: مها العمري فنانة تشكيلية وصانعة أفلام قصيرة: كيف تميّزت في العمل الحر؟

كيف ترى مستقبل العمل الحر عبر الإنترنت في العالم العربي؟

هذه البداية ولكن العمل الحر في العالم العربي ما زال يحتاج لدعم أكثر خصوصًا من خلال الوعي في المدارس والجامعات عن طريق توضيح أن العمل الحر ليس مقيدًا بشركة بل تعلّق بإبداعك و موهبتك على أن تخلق بيئة عمل خاصة بك وتكون أنت الشركة.

إذا خُيّرت هل تختار العمل الحر عبر الإنترنت على المدى الطويل، أم العمل التقليدي؟ (في مكاتب الشركات)

لو خيرت بين العمل التقليدي أو العمل الحر لاخترت الاثنين في البداية ومع تقدمي أكثر في العمل الحر قد أبدأ بالتفرغ كليًا له، لأن المداخيل في البداية لا تكون ثابتة، كما أن هناك مخاطرة في الانتقال مباشرة إلى العمل الحر، بل ينبغي أن يكون الانتقال على مراحل.

ما هي الأهداف التي تطمح وتخطط لتحقيقها في المستقبل القريب في العمل الحر عبر الإنترنت؟

بالنسبة للأهداف التي أطمح إليها فهي كثيرة ومميزة نوعًا ما، أقلها مكتب صغير كغرفة عمليات تقوم بإدارة المشاريع التي تم العمل عليها وتقديم الدعم وخدمات ما بعد البيع.

هل هناك أحلام استطعت تحقيقها بعد حصولك على أرباحك من العمل الحر عبر الإنترنت؟

من خلال العمل الحر استطعت الحصول على مردود خارجي وإضافي ساعدني الآن في التخطيط لتهيئة منزلي بأحدث الأجهزة وجعل غرفة كمنطقة عمل وفيها وسائل راحة.

حدثنا عن التغيير الذي أحدثه موقع مستقل في حياتك وأسلوب عملك وتعاملك؟

موقع مستقل كان نقطة تحول في حياتي من عدة جوانب أهمها:

  • كسر الروتين في العمل من خلال العمل على تطبيقات مغايرة عن طبيعة التطبيقات التي أعمل عليها
  • التعرف على عملاء وإقامة علاقات صداقة معهم
  • زيادة مهاراتي الخاصة والتحدي على إثباتها للعميل وكسب رضاه
  • مساعدة العملاء على بناء مشروعهم وإثبات أن الشاب العربي لديه مهارات كبيرة

بم تنصح المستقلين في العالم العربي؟

أنصح المستقلين في العالم العربي باستعمال الإنترنت لخدمتهم وزيادة ثقافتهم وخصوصًا من الناس المحترفين لأنه ما زال هناك ضعف في العالم العربي بتحديث المناهج التعليمية بحيث أصبحت التكنولوجيا والتقنيات متجددة بشكل يومي وأهم من هذا كله أنصحهم بالمصداقية في العمل، وألا يكون الهدف الأول هو المال، بل يكون النجاح في إتقان العمل لأن النجاح يعني تلقائيا كسب المال.

كما أتمنى ألا ييأسوا ويحاولوا حتى يصلوا إلى هدفهم ولا يتأثروا يمن يريد أن يكسر هذا الشغف، الحياة تعيشها مرة واحدة، فغامر بها وضع بصمتك في هذا العالم.. هناك اقتباس يعجبني وهو: Get rich or die trying”

تم النشر في: قصص نجاح المستقلين