تطوير المنتجات الرقمية: كيف تطوّر منتجًا ناجحًا؟

الشركات الناجحة تدير (الهندسة)، بينما الشركات الكبرى تدير (المنتج)

توماس شرانز، الرئيس التنفيذي لشركة Blossom

وراء كل منتج رائع إدارة منظمة لعملية إنتاجه ساعدته على الخروج إلى النور في أفضل حالة ممكنة، فنظرًا لأن تطوير المنتجات الرقمية عملية صعبة في الأساس؛ تحتاج إدارته إلى التعامل معه بأسلوب منطقي ووضع خطة مدروسة جيدًا. تدعم الإحصائيات هذه الحقيقة، إذ تشير إلى أن ما يقرب من خمس المنتجات يفشل في تلبية احتياجات العملاء، قد يكون السبب وراء ذلك أن نصف الشركات لا تتبنى عملية متماسكة لإدارة منتجاتها.

جدول المحتويات:

ما هو تطوير المنتجات الرقمية؟

تطوير المنتجات الرقمية هي عملية إنشاء منتج رقمي يحل مشكلة معينة لدى العميل ويدر أرباحًا على المطور. التعريف المبسط للمنتج الرقمي هو الخدمة أو الأداة التي يتم التفاعل معها رقميًا عبر تجربة استخدام تفاعلية.

على سبيل المثال مجموعة Microsoft Office المكتبية وأداة “أنا” لإدارة المشاريع، وغيرها من المنتجات القائمة على البرمجة والتفاعلية معًا، مثل البرمجيات كخدمة SaaS وتطبيقات الأجهزة المحمولة ولوحات المعلومات والأجهزة المدمجة بالبرمجيات، مثل إنترنت الأشياء وكافة حلول تكنولوجيا المعلومات.

ينصب تركيز عملية تطوير منتج رقمي على المستخدم بشكل أساسي، إذ تعمل على تحسين المنتج باستمرار لكي يلبي حاجة المستهلك غير المشبعة، وتطوّر على الدوام تجربة استخدامه باستخدام تحليل بيانات سلوكه وآراء العملاء ودراسة السوق والتفكير التصميمي. يعني ذلك أن المنتجات التي تأتي في شكل رقمي، لكنها تخلو من أي عناصر تفاعلية مع المستخدم ليست محل حديثنا، على سبيل المثال الكتب الإلكترونية والفيديوهات التعليمية وغيرها.

لا يوجد فرق كبير بين تطوير منتج رقمي وتطوير منتج مادي من الناحية العملية، سوى في العدد الكبير من منهجيات تطوير المنتجات التي نبتت جذورها في بيئة صناعة تكنولوجيا المعلومات وتعكس هذه الجذور كما سنناقشها. عندما تسير عملية تطوير المنتجات وفق منهجية منظمة، يستفيد مدير المشروع من أهمية تطوير المنتجات التي تكمن في الآتي:

  • يصبح من السهل مشاركة الفكرة والرؤية الخاصة به مع أعضاء فريق العمل، وبالتالي يصبح توجه المجموع نحو هدف واحد واضح.
  • تنكشف أي مشكلات أو أوجه قصور مبكرًا، وبخاصةٍ إذا علمنا أن تطوير المنتجات هو في الأصل عملية محفوفة بالمخاطر، تحتاج إلى استعداد جيد مبكر لمواجهة هذه التحديات.
  • يصبح من السهل قياس النجاح، لأن تعريفه واضحًا من البداية وتم وضع معايير لقياسه.

مراحل تطوير المنتج الرقمي

تمر عملية تطوير المنتج الرقمي بمجموعة من المراحل القياسية التي يمكن التعديل عليها وفقًا لمتطلبات وتعقيد المنتج. تشمل المراحل الشائعة لأي عملية إطلاق ناجحة ما يلي:

المرحلة الأولى: التفكير

لا يظهر المنتج الرقمي من فراغ بل يبدأ بفكرة يتم تطويرها لاحقًا. في هذه المرحلة، تضع نفسك مكان العملاء وتفكر في أهدافهم واحتياجاتهم والتحديات التي يواجهونها، باستخدام طرق مختلفة مثل العصف الذهني أو تحليل المنافسين أو الاستطلاعات والآراء، أو مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي أو تحليل فجوات السوق.

يلي ذلك العثور على أفكار تحل هذه الأهداف والاحتياجات والتحديات دون إقصاء لأي فكرة، إذ من المهم في هذه المرحلة حماية العقلية الإبداعية لك وللمشاركين من باقي أعضاء الفريق. فقد تقدم وجهة نظر أحد الأعضاء فكرة تحقق نجاحًا ساحقًا على عكس الانطباعات الأولى عنها.

تحرر خلال هذه المرحلة من أي ضغوط حول الميزانية أو الإدارة وغيرها، واترك العنان للأفكار لكي تتدفق. إذا واجهتك صعوبة في العثور على أفكارٍ جيدة، الجأ إلى أحد أساليب التفكير الإبداعي مثل SCAMPER وSWOT:

أسلوب SCAMPER

ينشط هذا الأسلوب العصف الذهني الإبداعي عبر أكثر من طريقة للعثور على أفكار، تم جمع الحروف الأولى من الطرق في كلمة SCAMPER على النحو التالي:

  • البديل Substitute: ما هي أجزاء المنتج التي يمكن استبدالها بشيء آخر؟
  • الجمع Combine: ما هي المنتجات أو العمليات التي يمكن دمجها معًا؟
  • التكيف Adapt: كيف يمكن تحسين المنتج الحالي؟
  • التعديل Modify: كيف يمكن تعديل العمليات الحالية للإنتاج؟
  • توظيفه بشكل آخر Put in another use: كيف يمكن استخدام المنتج الموجود لحل المشاكل الجديدة؟
  • الحذف Eliminate: ما هي الأشياء الزائدة التي يمكن التخلص منها؟
  • العكس Reverse: كيف يمكن إعادة ترتيب العمليات الحالية؟

تحليل سوات SWOT

تحليل سوات في الأصل هو إطار لتقييم الوضع الحالي للشركة، إلا أنه يمكن تطبيقه عند تطوير منتج رقمي جديد عبر استخدامه من أجل تقييم الظروف الحالية، ومن ثم رسم مسار للمستقبل في ضوء دراسة الواقع. يتكون تحليل سوات من تحديد الجوانب الأربعة الآتية:

  • نقاط القوة Strengths: ما هي المزايا التي نملكها؟ لماذا نحن أفضل من غيرنا؟
  • نقاط الضعف Weaknesses: ما هي الجوانب التي يمكننا تحسينها؟ ما هي الأمور التي ترهق ميزانيتنا؟
  • الفرص Opportunities: ما هي الاتجاهات الجديدة التي قد تكون في صفنا؟ ما هي الفرص المحتملة التي تصنعها نقاط قوتنا؟
  • التهديدات Threats: من هم المنافسون؟ كيف تشكل نقاط ضعفنا خطرًا؟

المرحلة الثانية: البحث وفحص الأفكار

العثور على فكرة جديدة شيء، والتأكد من وجود طلب عليها شيء آخر. لذلك في هذه المرحلة من تطوير المنتج الرقمي ستجري بحثًا أوليًا لقياس مدى أهمية الفكرة للناس، يمكنك عمل ذلك بأكثر من طريقة:

  • إجراء استطلاع رأي للتأكد من رغبة الجمهور في الحصول على المنتج.
  • إطلاق حملة إعلانية الدفع بالنقرة (Pay Per Click) للتأكد: هل الناس ينجذبون إلى هذا النوع من المنتجات وينقرون على الإعلان؟
  • تصميم صفحة هبوط تقيس بها مدى اهتمام الزائر بالحل الذي تعرضه الصفحة.

عندما تعثر على فكرة مناسبة، حدد الخصائص الضرورية التي ينبغي أن يتضمنها المنتج لكي يحل مشكلة الجمهور بفعالية، تناول كل خاصية من حيث وظيفتها وسهولة استخدامها. يلي ذلك بلورة المنتج الرقمي في صورة أكثر وضوحًا عبر الخطوات التالية:

  1. أجرِ دراسة للسوق لتحديد الجمهور المستهدف.
  2. حلل نقاط القوة والضعف للمنافسين الآخرين.
  3. صمم رسومات تخطيطية للمنتج الرقمي تظهر فيها القيمة التي يقدمها ويحتاجها المستهلكين، نقاط قوته وضعفه من وجهة نظر المستخدم أيضًا.
  4. أجر دراسة جدوى للفكرة للتأكد من أن كل استنتاجاتك صحيحة.
  5. بناءً على ما سبق، عدل المنتج بحيث يلبي حاجة المستخدم على نحو أفضل، واحذف المزايا غير الضرورية التي قد تؤدي إلى تشويش تجربة الاستخدام.
  6. يمكنك الآن أخيرًا البدء في بناء المنتج بوضع استراتيجية التنفيذ.

المرحلة الثالثة: الاستراتيجية

استراتيجية تطوير المنتج هي خطة رفيعة المستوى، تشرح كيف يتم تنفيذ كل ما سبق على أرض الواقع. قد يؤدي الاعتماد على الإلهام أو الحدس وحدهما إلى فشل المنتج في نهاية المطاف، من هنا تكمن أهمية الاستراتيجية. ضع بالتعاون مع فريق التسويق استراتيجية تطوير المنتج التي تحدد الكثير من جوانب العمل على النحو التالي:

  • الميزانية: تحدد حجم الإنتاج والموارد البشرية وتكاليف الإنتاج وأي بنى تحتية رقمية مطلوبة.
  • استراتيجية التسعير: تختار سعر المنتج، ونقطة التعادل، وعدد المبيعات المتوقعة.
  • استراتيجية التمركز Positioning: تصيغ القيمة الفريدة والفوائد التي يقدمها المنتج، والصورة الذهنية المطلوب تسويقها للعملاء.
  • استراتيجية التسويق: تخطط جميع أنشطة الترويج التي من المقرر تنفيذها إبان الإطلاق، بما فيها التسويق بالمحتوى.
  • استراتيجية المبيعات: تضع العروض والضمانات والمشورة التي سيحصل عليها العميل، وتحدد مهام فريق البيع.

المرحلة الرابعة: النمذجة

حان الآن وقت تجسيد الفكرة التي تم التأكد من نجاحها في نموذج مرئي للمرة الأولى، قبل الشروع في تصميم النموذج ضع الفرضية الخاصة بالمنتج، لخص افتراضاتك وتوقعاتك عن كيفية أداء المنتج الرقمي بناءً على البيانات التي جمعتها من المراحل السابقة، وحدد رؤيتك له التي تشكل حافزًا لتطويره، من حيث الجوهر والإمكانات المستقبلية والرسالة المستهدفة من ورائه على المدى الطويل.

يلي وضع الفرضية الإجراء الأكثر حسمًا على الإطلاق؛ وهو بناء نسخة من المنتج بحيث يكون من السهل على الجمهور التعرف عليه بطريقة أكثر واقعية. تسمى هذه النسخة “النموذج الأولي” وهو شكل مرئي تقريبي لما سيكون عليه المنتج، ويُعدّ المحاولة الأولى لتقديم تجربة مستخدم UX وواجهة استخدام UI بصريًا.

يطلق على هذا النوع من النماذج نموذج أولي منخفض الدقة (Lo-fi)، هو نسخة مبسطة بالحجم الطبيعي من المنتج الرقمي، ذات وظائف قليلة أو معدومة وتفاعل محدود مع المستخدم، وتسلسل هرمي رمزي للغاية للتنقل في المنتج، يعطي الجمهور مجرد فكرة عما سيبدو عليه المنتج النهائي، ويتميز بإمكانية بناءه بسرعة كبيرة. قبل البدء في بناء النموذج الأولي أجب عن هذه الأسئلة أولًا:

  • كيف يمكن تصميم النموذج بحيث يساعد في الحصول على إجابات مفيدة للعمليات اللاحقة؟
  • ما هي المهارات التي ينبغي توفرها في الفريق الذي سينفذ النموذج؟
  • ما هي الجوانب التي لها الأولوية القصوى في التصميم؟ إذا كان المنتج يحتاج إلى تحديثات مستمرة آنية وبيانات حية لكي يعمل جيدًا فالأولوية تكون للمتانة، بينما إذا كان الهدف من النموذج هو إضافة ميزات جديدة وتحسينات فالأولوية تكون للوظيفة (الأداء الفعال)، إما إذا كان الهدف هو استعراض المظهر الخارجي وصورة العلامة التجارية، فالتركيز يجب أن يكون على الجانب الجمالي.

لا تقفز إلى المرحلة التالية مهما كان الأمر مغريًا، إلا بعد أن تختبر مفاهيم المنتج الأساسية في نموذج أولي منخفض الدقة. ضع في حسبانك أن الهدف النهائي من هذه النماذج هو الوصول إلى تصاميم عالية الدقة في المراحل اللاحقة، فضلًا عن جذب المستثمرين ومعرفة رأي الجمهور المحتمل.

اعرض النموذج على عدد كبير من العملاء المحتملين ولاحظ استجابتهم له في شكله التقريبي ثم اجمع آرائهم وتأكد: هل كل الوظائف والمفاهيم واضحة وجذابة أم لا؟ نفذ التغييرات المطلوبة على تجربة الاستخدام ووظائف المنتج قبل بدء التصميم التفصيلي في المرحلة التالية. قد يستدعي الأمر أيضًا مراجعة مفاهيمك الأساسية، وتعديل استراتيجية الدخول إلى السوق إذا لزم الأمر، بناء ًعلى التغذية الراجعة التي حصلت عليها.

المرحلة الخامسة: التصميم التفصيلي

في هذه المرحلة من مراحل تطوير المنتج الرقمي سيتم البناء على آخر ما تم التوصل إليه “نموذج أولي منخفض الدقة (Lo-fi)”. حوّل هذا النموذج إلى نموذج أولي عالي الدقة (Hi-fi) يتميز بصريًا عن أي منافس في السوق. يحاكي النموذج الأولي عالي الدقة (Hi-fi) الشكل الذي سيبدو عليه المنتج الواقعي، ويقدم نسخة أكثر تفاعلية وقابلية للنقر مع تصاميم وألوان وصور واقعية، وتسلسل هرمي يعمل بكامل طاقته للتنقل في المنتج.

يتميز هذا النموذج بقربه إلى حدٍ كبير من الشكل الذي سيبدو عليه المنتج النهائي، لكنه يحتاج إلى وقت وموارد أكثر من النموذج منخفض الدقة. الهدف من تصميم هذا النموذج هو وضع مواصفات دقيقة واضحة من أجل تقليل وقت تطوير المنتج الرقمي لاحقًا.

المرحلة السادسة: الاختبار

في هذه المرحلة سنجري اختبارًا آخر لكنه هذه المرة للنموذج الأكثر دقة (Hi-fi) قبل بدء تطوير المنتج الرقمي وطرحه في السوق مباشرةً. الهدف هو التأكد من أن المنتج الرقمي لا يزال قادرًا على تحقيق الغرض المطلوب منه، بالإضافة إلى الحصول على تغذية راجعة بشأن العيوب والأخطاء التي ينبغي إصلاحها.

توجد أكثر من طريقة لاختبار النموذج عالي الدقة، مثل استطلاعات الرأي واللقاءات المباشرة ومجموعات التركيز، اترك العنان للعملاء لكي يتركوا ملاحظاتهم الحرة والصادقة مهما بدت غير مريحة، حتى إن أدى ذلك إلى تأخير إطلاق المنتج أو إحداث ثورة في الرؤية الحالية، سيكون الربح حليفك في نهاية المطاف، لأنك توصلت إلى منتج يقدم حلًا يركز على المستخدم في المقام الأول.

من أفضل طرق الاختبار إجراء اختبار قابلية الاستخدام (أحيانًا يسمى اختبار الطيار Pilot testing)، هو جلسة اختبار يدوية للبرنامج تقوم بها مجموعة مختارة من المستخدمين، يمكن أن تُجرى عن بُعد أو شخصيًا. راقب كيف يتحرك المستخدم في المنتج ولاحظ تعليقاته أثناء إكمال مهام معينة فيه، أو اطلب منه إرشادك لاستخدامه بطريقته الخاصة.

المهم أثناء عقد اختبار قابلية الاستخدام هو إعطاء المستخدم أقل قدر ممكن من المعلومات، ومنحه الاستقلالية في استخدامه من أجل معرفة ما إذا كان قادرًا على استعماله اعتمادًا على حدسه فقط أم لا، وبعد الانتهاء من الاختبار اطلب منه رأيه عن المنتج.

المرحلة السابعة: تطوير المنتج الرقمي

بعد التعرف على العيوب والأخطاء ومعالجتها من إجراء الاختبارات السابقة، تُوضّع جميع التصميمات والمواصفات وتُسلّم للمطورين لبدء بناء المنتج. الآن يبدأ سحر البرمجة في تشكيل منتج نهائي جاهز للانطلاق، إذ يأخذ فريق التطوير كل الأفكار والمعلومات التي سبق جمعها في المراحل السابقة ويبدأ التنفيذ.

يتضح في هذه الخطوة أهمية “العملية” في تطوير منتج رقمي، إذ كلما سارت المراحل السابقة بشكل منهجي منظم، كانت جودة العمل أعلي وفهم المطورون جيدًا ما هو المطلوب بالضبط واستطاعوا تنفيذه بدقة.

المرحلة الثامنة: الإطلاق

المنتجات الرقمية بطبيعتها غالبًا ما تحتوي على أخطاء وعيوب يجب حلها، لذلك إذا لم يكن المنتج مصقولًا بدرجة كافية بعد، قد تفضل إطلاقه بشكل تجريبي أو إطلاق شبه خاص أو ما يعرف بنسخة “MVP – Minimum Viable Product” أي الحد الأدنى القابل للتطبيق من المنتج. حتى مع هذه النسخ التجريبية؛ لا يتم إطلاق المنتج بمجرد نقرة زر بل يحتاج الإطلاق إلى وضع خطة لتسويقه وعرضه أمام أكبر عدد من الجمهور المستهدف، تليها حملات أكبر عند إطلاق نسخة أكثر كفاءة.

بناءً على دراسة الجمهور المستهدف التي تمت في مرحلة التفكير، قد تشمل الأنشطة التسويقية السابقة للإطلاق ما يلي:

لا ينتهي العمل على المنتج الرقمي بمجرد إنشائه وإطلاقه، بل يحتاج إلى متابعة مستمرة وتطوير الأعمال لضمان نموه ومواكبته العصر وتكيفه مع ظروف السوق واحتياجات العملاء المتغيرة باستمرار. فكر في فترة ما بعد إطلاق المنتج أنها بمنزلة فترة نضج، تحلل خلالها بيانات الاستخدام ومقاييس النجاح وتبني قاعدة من العملاء المخلصين. قدم دعم رائع للعملاء وأطلق التحديثات المناسبة وأضف ميزات جديدة.

منهجيات تطوير المنتجات الرقمية

المراحل السابقة هي المسار العام لعملية تطوير المنتجات الرقمية، ومع ذلك تم ابتكار منهجيات محددة لسير العملية تلجأ لها شركات التقنية وتكنولوجيا المعلومات بحسب احتياجاتها. لا توجد منهجية مثالية للكل، بل لكل مدير مشروع الحرية في تعديل عملية تطوير المنتج وفقًا لظروف العمل ودمج أكثر من منهجية معًا في المشروع. تشمل المنهجيات الأكثر شيوعًا:

منهجية الشلال Waterfall

هي المنهجية الأكثر تقليدية، إذ تقدم نموذج دورة حياة منطقية للإنتاج من الأعلى إلى الأسفل (مثل الشلال)، فلا ينبغي الانتقال إلى مرحلة جديدة قبل الانتهاء من المرحلة التي تسبقها بالكامل. تبدأ بالمراحل التالية التصور ثم تحليل المتطلبات، يليها التصميم ثم التطبيق، وفي الأخير إطلاق المنتج ثم صيانته.

تلجأ الشركات الكبيرة إلى هذه المنهجية، لا سيما وأنها تحتاج إلى توفر ميزانية كافية. تتميز منهجية الشلال بأن الجدول الزمني لكل مرحلة صارم ودقيق، وتسفر عن منتج نهائي مطابق للمواصفات بالكامل قبل الإطلاق، كما أنها لا تحتاج إلى حضور المستهلك في العملية. مع ذلك يعيبها الافتقار إلى المرونة والقدرة على التطور أثناء العملية، كما أنها تستغرق وقتًا أطول من المنهجيات الأخرى، وبسبب غياب المستهلك قد تواجه العملية صعوبة في تحديد الاحتياجات بدقة.

منهجية الأجايل Agile

هي المنهجية الأكثر مرونة وبساطة، تقوم على تقسيم المنتج إلى منتجات فرعية لكل منها مرحلة مستقلة ذات فترة زمنية قصيرة، يتم العمل على المنتج بشكل متتابع حيث تضاف خصائص جديدة في كل مرحلة. تتضمن مراحل الإنتاج مراحل منهجية الشلال نفسها، إلا أن كل الفرق تعمل في الوقت نفسه بالتوازي، ما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في الوقت المستغرق لإنجاز المنتج

تلجأ فرق العمل الصغيرة إلى منهجية الأجايل بسبب المرونة العالية، من حيث الوقت والتكاليف والقدرة على بناء نسخة أساسية من المنتج بشكل أسرع، وتتميز المنهجية بحجز دور للعملاء في عملية تطوير المنتج الرقمي بالكامل، إذ يطرح العملاء آرائهم عن حلول المشكلات التي تواجههم أثناء التطوير، ما يسمح بتحسين المنتج قبل إطلاقه وليس بعد الانتهاء منه. يعيب منهجية الأجايل عدم فعاليتها في فرق العمل الضخمة التي تتكون من مئات الأعضاء، بسبب صعوبة تنسيق سير العمل بين هذا العدد الكبير.

منهجية الرشاقة Lean

تم استلهام هذه المنهجية من شركة تويوتا العملاقة لإنتاج السيارات التي ركزت على ما يسمى “التصنيع الرشيق”، الذي يمنح الأولوية للتسليم السريع للمنتج دون إهمال لمستوى الجودة العالي. اقتبست هذه المنهجية من اليابان معظم الصناعات في العالم، وعلى رأسها تطوير المنتجات الرقمية. تبدأ دورة حياة المنتج الرقمي وفقًا لمنهجية الرشاقة بمرحلة التفكير ثم الاستكشاف، يليها التحقق ثم النمو، وفي الأخير الاستدامة ثم الانسحاب.

منهجية الرشاقة هي منهجية أخرى تتميز بتسريع عملية تطوير الأعمال والتعلم أثناء سير العملية، وتصلح لفرق العمل الصغيرة والكبيرة على حدٍ سواء، لكنها تتفوق على المنهجيات الأخرى في تقليل الهدر في المال إلى أقل مستوى ممكن، والاستفادة الكاملة من موارد الإنتاج المتاحة. يعيب منهجية الرشاقة أنها لا تنجح في حال غياب التماسك بين فريق العمل أو عدم وضوح وثائق التطوير من البداية.

خاتمة

بخلاف المنهجيات السابقة توجد منهجيات أخرى مثل Scrum وRAD وFDD، لن يتسع المجال للحديث عنها جميعًا، بل كان ما سبق مناقشة عابرة لعملية تطوير المنتجات الرقمية مع تسليط الضوء سريعًا على أساسياتها وأبرز المنهجيات المستخدمة.

إذا رغبت في تعلم هذا الموضوع بعمق وتفصيل أكثر ونماذج عملية، يمكنك الالتحاق بدورة إدارة تطوير المنتجات الرقمية التي تقدمها أكاديمية حسوب. تعلمك الدورة كيف تترجم فكرتك إلى منتج رقمي حقيقي بوضع خطة محكمة وتكوين فريق العمل المناسب، وتعتمد على الشرح العملي المفصل والتطبيق العملي المباشر لتطوير منتجات رقمية حقيقية من الصفر، مثل موقع وكالة ترجمة أونلاين وشبكة تواصل اجتماعي. سجل في الدورة الآن.

تم النشر في: المنتجات الرقمية