يدير عاطف الغامدي ثلاثة مشاريع برمجية هي: برنامج إتقان الذي يتيح أتمتة عمليات تسجيل الغياب للطلاب وإرسال الرسائل لأولياء الأمور والكثير من المهام لإدارة المدارس، وخدمة المنيو ALmenu وهي موجهة لقطاع المطاعم والمقاهي بحيث تسمح لهم بإنشاء قائمة طعام رقمية. بالإضافة إلى موقع مقالات وهو موقع متخصص في المحتوى التثقيفي بلغت عدد المقالات فيه أكثر من 4000 آلاف مقالة، كتبها أكثر من 400 كاتب مستقل.


بناء الشركات الناشئة وإطلاق المنتجات الرقمية من أكثر الأمور التي تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا في متابعة كافة التفاصيل، إلا أن هناك شركات ناشئة اعتمدت بناء فريق عمل موزع عن بعد من المستقلين، ثم فوضت كافة المهام لهم، وبهذه الطريقة نهضت ونمت وتوسعت أعمالها بشكل كبير.

الدخول للتقنية من الباب الخلفي!

مثل أي مستقل عصامي بدأ عاطف الغامدي تعلّم البرمجة ذاتيًا، ثم أصبح يقدم خدمات البرمجة والتصميم للشركات بصورة مستقلة. ومع زيادة حجم المشاريع، أصبح يفكر في تأسيس شركة وبناء فريق عمل، لينتقل من العمل الفردي إلى عمل مؤسسي احترافي.

يدرك الغامدي أهمية المستقلين ودورهم في نهضة الشركات في منطقتنا العربية، لأنه بدأ كمبرمج مستقل، إذ تعلّم البرمجة ذاتيًا، كان تخصصه الجامعي بعيدًا جدًا عن التقنية. لكن شغفه جعله يتعلمها ذاتيًا. «كل تعليمي في البرمجة و إدارة السيرفرات والشبكات كلها نتاج تعليم ذاتي».

بدايته كانت كمهندس صيانة لأجهزة زملائه «كنت أتكفل بما يتعلق بمشاكل أجهزة أصدقائي كانوا يرسلون أجهزتهم لي ويقولون: عاطف هو الحل». بعد التخرج من الجامعة، انتظر سنتين قبل الحصول على وظيفته الأولى كمعلم، في الفترة ما قبل الوظيفة بدأت الانطلاقة الحقيقية في استثمار هذه الموهبة بشكل تجاري.

تلك الفترة كشفت للغامدي حجم الطلب الهائل على الإنترنت وكمية الفرص الموجودة. وبدأ في التفكير في المشروع التالي وهو تعلّم البرمجة والتصميم. كانت هذه الخدمات رائجة في بداية الألفية، والكثير من الشركات العربية الناشئة تقدم خدمات التصميم والبرمجة والاستضافة للمواقع. كان هذا النوع من المؤسسات مربح جدًا، بحكم أن الأفراد والشركات على حد سواء كانت لديهم الرغبة في امتلاك موقع على الإنترنت.

في تلك الفترة كان هناك خوف من التعامل التجاري عن طريق الإنترنت، لم تكن هناك ثقة كبيرة في ممارسة التجارة الإلكترونية، لذلك كان أغلب العملاء يخشى التعامل مع الأفراد، فيما كانت المؤسسة المسجلة رسميًا مصدر اطمئنان وثقة.

وكما يصفها الغامدي: «أغلب عملائنا كانوا مدارس أو مؤسسات خيرية» ولأن الطلب كان هائل جدًا من المدارس مما دفع الغامدي إلى أن يطلق برنامج لإدارة المحتوى خاص بالمدارس. وفي نهاية 2007 حصل الغامدي على التعيين كمعلم، و اضطر للانتقال من جدة غرب السعودية إلى المنطقة الشرقية والبقاء هناك لفترة سنة. لكنه استمر في الجمع بين الوظيفتين.

ومن الطريف أنه قام بتصميم موقع المدرسة التي يعمل فيها في الشرقية، وجمع بين حبه للبرمجة وخبرته في مجال التعليم، لذلك أطلق نمط جديد من مواقع المدارس، يحتوي على الجداول الدراسية، مما يسمح لأولياء الأمور بأن يطلعوا على جداول أبنائهم، ومكّن المعلمين بأن يرسلوا واجباتهم المدرسية. نحن نتحدث في العام 2007، قبل أن تطلق وزارة التربية أنظمتها التعليمية على الإنترنت.

كيف نجح المعلم المبرمج في إدارة مؤسسته؟

قبل أن يستخدم موقع مستقل، كانت مشاريع عملائه تنتظر وقتًا طويلًا قبل الموافقة عليها، لأنه يضطر لسؤال فريق عمله، هل لديكم وقتًا للعمل على مشروع تصميم جديد؟

إلا أن خططه تغيّرت بعدما تعرف على منصة مستقل؛ يصف لنا كيف ساعده مستقل على إدارة العمل اليومي، فيقول: «مستقل وفّر ليّ المستقلين الذين نحتاجهم لضمان سير العمل اليومي، لست في حاجة إلى إبرام عقود مع موظفين أو إلى نظام محاسبة الرواتب أو حتى توظيف عدد كبير من الموظفين. كل شيء يتم من خلال خطوتين: أرسل المشروع إلى المستقل واحصل على مشروعك جاهز».

ويصف تلك المرحلة من العمل؛ «أطلقنا عددًا كبيرًا من الخدمات في مجال التصميم، مثل تصميم البوسترات والمنشورات الإعلانية. وكنا نحتاج إلى مصممين بسبب الطلب الهائل من عملائنا كان لدينا أعمال تصميم كبيرة جدًا في قائمة الانتظار».

استغرق الغامدي وقتًا طويلًا جدًا في البحث عن مصممين يعملون معه في المكتب، إلا أنه اصطدم بمشكلة ندرة المواهب وضعفها. وفي حينها، اتجه للإنترنت ووجد عددًا من المصممين الأجانب، لكن كانت هناك تحديات الثقافة واللغة وهوية التصميم باللغة العربية. حتى وجد في أثناء البحث موقع مستقل إذ يقول: «أبهرني العدد الهائل من المصممين المستقلين العرب، بالفعل كان ملاذًا آمنًا جعل أعمالي تنمو بشكل أكبر وأصبح لديّ ثقة كبيرة في التعاقد مع عملاء أكثر ثم تفويض المستقلين لأداء هذه الأعمال».

يدير الغامدي في الوقت الحالي ثلاثة مشاريع، هي: برنامج إتقان الذي يتيح أتمتة عمليات تسجيل الغياب للطلاب وإرسال الرسائل لأولياء الأمور والكثير من المهام لإدارة المدارس، وخدمة المنيو ALmenu وهي موجهة لقطاع المطاعم والمقاهي بحيث تسمح لهم بإنشاء قائمة طعام رقمية، وتزامن ظهور مع انتشار جائجة كورونا مطلع العام 2021، بالإضافة إلى موقع مقالات وهو موقع متخصص في المحتوى التثقيفي بلغت عدد المقالات فيه أكثر من 4000 آلاف مقالة، كتبها أكثر من 400 كاتب مستقل.

وعن ذلك يضيف «هذه الثلاثة مشاريع تُدار بجهود المستقلين، وكل المشاريع البرمجية في مؤسستنا أقوم بتوجيهها إلى المستقلين». كمثال في المدونة الإنجليزية لموقع المنيو، ليس لديّ وقت لكتابة التدوينات وإدارة محتوى الشبكات الاجتماعية وتقديم الدعم الفني، فكل ذلك يتم بجهود المستقلين.

فإذا كنت تفكر في إطلاق شركة محتوى أو شركة تصميم أو أي نموذج عمل آخر، عليك الانتباه إلى بناء فِرق العمل التي تساعدك على النمو والاستمرار في السوق.

من التحديات التي واجهها الغامدي، أن المبرمج الرئيسي في المؤسسة ترك العمل بسبب ظروف قاهرة، وكان التحدي الأكبر هو تغطية هذا الشاغر الوظيفي بموهبة في أسرع وقت ممكن. وفي حال لم تحل المشكلة فإن سير العمل على كافة المشاريع سيتوقف!

وهنا يخبرنا الغامدي: «لم نتأثر كثيرًا لسبب واحد؛ فمستقل موجود» إذ وجد الغامدي الكثير من المبرمجين القادرين على تنفيذ هذه المشاريع، واستمر سير العمل. والآن يقوم بتنفيذ الأعمال على مستقل في حال كانت مشاريع برمجية كبيرة، وأحيانًا يستخدم خمسات لبعض المهام البرمجية الصغيرة.

وثيقة العمل الحر: العودة إلى البدايات

التحديثات الأخير التي أطلقتها الحكومة السعودية، في نظام العمل عن بعد، وإقرار بعض التشريعات والأنظمة أغرت الغامدي للعودة إلى العمل بشكل مستقل.

وبذلك تحوّل من مؤسسة صغيرة إلى مستقل يعمل من خلال وثيقة العمل الحر: «حصلت على الوثيقة وأصبحت أعمل من خلالها، ليس لديّ أي موظفين. كل العمل إداريًا ومحاسبيًا أنفذه بنفسي، وأوجه كافة المشاريع للمستقلين عبر مستقل». ليس هناك أي تكاليف إضافية ولن تحتاج إلى ميزانية عمل كبيرة جدًا.

يقوم الغامدي باستخدام مستقل كمستودع للمواهب التي يعتمد عليها في مشاريعه. وهكذا نمت أعماله ومشاريعه بفضل جيش من المستقلين، ويشرح ذلك بقوله: «الموثوقية وأنظمة الدفع كانت من أهم الإضافات التي جعلت مستقل مميز بالنسبة لنا».

ومن هنا برز الدور الإداري للغامدي؛ إذ أصبح يشرف على كافة العمل واستخدم تفويض المهام بشكل دقيق جدًا، واعتمد على مستقل بشكل أكبر في البحث عن مطورين لأغلب الأعمال التي يديرها. يختم حديثه ليذكرنا بفضل التعلّم الذاتي على حياته، لأن كل النجاح الذي يعيشه الآن بسبب الاستثمار في تعلّم البرمجة.


إن كنت صاحب مشروع على مستقل، وترغب في أن تشاركنا قصة نجاحك، فنرحب بتواصلك معنا عبر البريد الإلكتروني: marketing@hsoub.com.

تم النشر في: قصص نجاح أصحاب المشاريع