أنظمة إدارة المحتوى

صفحة ويب واحدة ذات تصميم بسيط مكتوبة بلغة HTML، كانت تلك هي مواصفات مواقع الويب في تسعينيات القرن الماضي، برغم بدائية الوظائف والتصميم لم يكن بوسع مواقع الويب إنتاج ونشر المحتوى الخاص بها دون الاستعانة بمطورين على دراية بالبرمجة، إلا أن ظهور أنظمة إدارة المحتوى أحدث ثورة في تصميم الويب.

عززت أنظمة إدارة المحتوى من قدرات مالكي المواقع على إنتاج المحتوى ونشره بل تسويقه وإضافته إلى قنوات متعددة أيضًا دون أن يكونوا على دراية كبيرة بالأمور التقنية. فما هي أنظمة إدارة المحتوى CMS وإلى مدى بلغت أهميتها الآن؟

جدول المحتويات:

ما هو نظام إدارة المحتوى CMS؟

نظام إدارة المحتوى (CMS – Content Management system) هو أداة برمجية تتيح إنشاء موقع ويب وإدارته دون الحاجة إلى معرفة تقنية متقدمة مسبقًا، إذ يوفر النظام واجهة استخدام تساعد في صناعة المحتوى وتعديله ونشره بسهولة.

إذا أردت توسيع وظائف الموقع، فبإمكانك تنزيل أو شراء القوالب والإضافات بدلًا من تصميمها بنفسك، كما يسمح نظام إدارة المحتوى بمساهمة عِدة مستخدمين في إدارة الموقع يتشاركون العمل لكل منهم دورًا وصلاحيات.

نظم إدارة المحتوى هي الجندي المجهول التي يقف خلف الأغلبية الكاسحة من مواقع الويب الموجودة حاليًا، سواء كانت لشركة أو مؤسسة حكومية أو جمعية خيرية أو بوابة أخبار أو مدونة بسيطة أو موقع شخصي.

باتت المواقع الإلكترونية اليوم بيئة ديناميكية معقدة من الصفحات والصور والروابط وخدمات التكامل والتسوق والخدمة الذاتية، ما يستدعي جمعها وتنظيمها معًا في نظام مركزي هو نظام إدارة المحتوى الذي يجعل من الممكن إدارة هذه المهام جميعًا من مكانٍ واحد.

تقوم أنظمة إدارة المحتوى بأتمتة وإعداد القوالب للعديد من المهام سواء التي تلاحظها أو تلك التي لا تشعر بها. على سبيل المثال؛ تحرير النص، والبيانات الوصفية، والتصميم والتسلسل الهرمي العام للموقع، وإنتاج عناوين الصفحات URL، ونشر التواريخ. إلى جانب أدوار المستخدمين، وتنظيم المواد والصفحات المختلفة داخل التسلسل الهرمي، والفهرسة، والبحث والاسترجاع، وغيرها من الوظائف.

لا تلغي أنظمة إدارة المحتوى الحاجة إلى المطورين ومشرفي المواقع بل تقسم المهام بحيث تجعل في مقدرة المستخدم العادي القيام بالعديد من المهام وتعديلها والتحكم فيها دون الحاجة لمعرفة برمجية. على سبيل المثال كتابة النصوص وإضافة الصور وعناوين URL وتاريخ النشر، بينما تحتاج المهام المتقدمة مثل تنصيب القوالب والتصميم المتقدم والتسلسل الهرمي للموقع وأدوار المستخدم إلى اللجوء للفريق الآخر.

لماذا ظهرت الحاجة إلى أنظمة إدارة المحتوى؟

في ظل تنوع أشكال المحتوى وغزارة إنتاجه أصبح ضروريًا العثور على أداة تسهل إدارة كل هذا الفيض من الصفحات. فمثلًا باستخدام أنظمة إدارة المحتوى يمكنك نشر أي نوع من المحتوى على موقع الويب، سواء كان نصًا بسيطًا أو صورًا أو فيديوهات أو عروض تقديمية، حيث يتم تخزين المحتوى في شكل قواعد بيانات قابلة للبحث مع أدوات وخصائص متقدمة.

ما المحتوى الذي ينبغي وضعه في هذا المكان؟ وأي محتوى سيكون مرئيًا لمن؟ ومتى ينبغي أن يزول المحتوى ليحل مكانه آخر جديد؟ كل هذا وغيرها من الأسئلة التي يحدد إجاباتها نظام إدارة المحتوى. المحصلة النهائية من ذلك هو تقديم محتواك بشكلٍ فعال إلى الجمهور، مع فتح قنوات لتسجيل تجاوب الجمهور مع المحتوى، مثل تفضيلات المستخدم وسلوكه في التصفح والنماذج الجاهزة للملأ وغيرها.

نستنتج مما سبق أن هذه الأنظمة لا تعني بإنشاء المحتوى وعرضه فقط، بل من أبرز خصائص أنظمة إدارة المحتوى أنها تسيطر بشكلٍ مباشر على تجربة الزوار في الموقع ومن خلالها يمكن تقديم أفضل تجربة ممكنة في التصفح والاستخدام والتفاعل.

أبرز إيجابيات أنظمة إدارة المحتوى

أنظمة إدارة المحتوى هي نهج شامل يوفر لصاحب الموقع إدارة أصوله الرقمية من منصة واحدة، نتناول فيما يلي أبرز إيجابيات أنظمة إدارة المحتوى التي ستحسن عملية صناعة المحتوى وإنتاجيتك:

1. سهولة الاستخدام

الثورة الحقيقية التي أشعلتها أنظمة إدارة المحتوى كانت تمكين غير المبرمجين من إنشاء موقع ويب دون الحاجة إلى كتابة أكواد. تتمتع أنظمة إدارة المحتوى بواجهة استخدام سلسة، بمجرد تخصيص بعض الوقت لاكتشافها سيكون سهلًا إنشاء محتوى الموقع من خلالها. تشمل السهولة أيضًا سهولة الوصول إلى الموقع وإدارته وتعديله عبر أي جهاز متصل بالإنترنت دون الحاجة إلى الاتصال بخادم مثلًا.

2. الأمان القوي

الأمان هو أحد الاعتبارات الحيوية لأي موقع ويب، وهو أيضًا أكبر تحد يواجه أي شركة في طريقها إلى التحول الرقمي. تحافظ أنظمة إدارة المحتوى على التحديث المستمر من أجل مقاومة التهديدات السيبرانية الجديدة التي تطرأ. لا يوجد نظام أمني محكم بشكلٍ كامل، إلا أن استخدام أنظمة إدارة المحتوى وتحديثها بشكلٍ مستمر يضمن أمانًا قويًا لموقع الويب الخاص بك.

3. التعاون وتوزيع المهام

توفر أنظمة إدارة المحتوى ميزة رائعة هي التعاون بطريقة فعالة وآمنة عبر أذونات المستخدم. يعني ذلك أنه في أي يوم يمكن للمسوق نشر المحتوى، ومتخصص السيو تحسين إحدى المقالات، بينما يضيف المطور أكوادًا مخصصة في إحدى القوالب. كذلك يحصل كل فرد على الصلاحيات التي يحتاجها، سيمتلك الكاتب مثلًا كل الصلاحيات التي يحتاج إليها لكتابة المحتوى، لكن لن يتمكن من حذف إحدى الإضافات أو تغيير وظائف الموقع.

4. تدوين أسهل وزيارات أكثر

إنشاء مدونة أحد أهم الاستراتيجيات التي تتبناها الأنشطة التجارية المختلفة لجذب زيارات إلى موقع الويب واستقطاب روابط خلفية وبناء السلطة والموثوقية في صناعة معينة، غير إن إنشائها من الصفر أمر صعب، لذا من أبرز إيجابيات أنظمة إدارة المحتوى توفير ملحقات للتدوين تجعل من السهل إنشاء مدونة والبدء في نشر المحتوى وجدولته.

في السياق ذاته توفر أنظمة إدارة المحتوى ملحقات تحسين محركات البحث التي تساعد في تحسين فرص ترتيب الموقع على جوجل والحصول على المزيد من الزيارات. حيث تقدم هذه الملحقات ميزات مثل: تخصيص عناوين الصفحات والأوصاف التعريفية وعناوين URL، والنصوص البديلة للصور وخرائط XML وتحسين وقت تحميل الصفحة، التي تساهم معًا في تحسين ظهور الموقع في نتائج بحث جوجل.

5. إدارة مركزية لقنوات متعددة

تتسع الأصول الرقمية بانتظام، فاليوم قد يكون لدى الشركة موقع ويب ونشرة بريدية وحساب أو أكثر على منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مدونة وتطبيق جوال. يستدعي ذلك إنتاج المحتوى وتوزيعه بشكلٍ سلس ومتناغم بين كل هذه القنوات من أجل تجربة استخدام متسقة للعميل، ومن أجل سهولة سير العمل للشركة.

لا شك أن إدارة هذه القنوات من مكانٍ واحد دون الحاجة إلى الوصول إلى أنظمة وحسابات مختلفة سيوفر الكثير من الوقت والجهد والتكلفة. على سبيل المثال، يمكن نشر المحتوى لكل من موقع الويب والحساب الاجتماعي في آنٍ واحد، ما يُغني عن إدخال المعلومات أكثر من مرة مع ما يحمله ذلك من احتمال وقوع أخطاء.

كيف يعمل نظام إدارة المحتوى CMS؟

قد تتسائل عن كيفية قيام برنامج واحد بكل هذه الوظائف، من أجل الإجابة على هذا السؤال نلقي الآن نظرة دقيقة على كيف يعمل نظام إدارة المحتوى CMS وما الذي يمكنك فعله بالضبط باستخدامه:

أولًا: إنتاج المحتوى

أدرجنا سابقًا العديد من المميزات التي تجدها عادةً في نظام إدارة المحتوى، لكن هنا سوف نتناول هذه الخصائص بطريقة أكثر تنظيمًا وتفصيلًا، نبدأ بالخاصية المشهورة التي يعرفها معظم الناس وهي تحرير النص.

1. تحرير النص

في الماضي، إذا أردت تمييز عبارة ما بخط سميك في محرر HTML فينبغي عليك كتابة الكود <bold>، لكن مع ظهور محرر”WYSIWYG” الذي يشير إلى الأحرف الأولى لعبارة “What You See Is What You Get” أو “ما تراه هو ما تحصل عليه” أصبحت كتابة النصوص أسهل بكثير.

محرر النصوص هو الأداة المركزية لأي نظام إدارة محتوى وتتيح أنظمة إدارة المحتوى عبر محرر “WYSIWYG” المتطور الحصول على المظهر النهائي للنص. ستتمكن من كتابة نص منسق يتضمن صورًا وفيديوهات، وعناوين وفقرات واقتباسات، وروابط وفواصل، دون الحاجة إلى كتابة عدد لا نهائي من الأكواد غير القابلة للقراءة.

تتيح العديد من أنظمة إدارة المحتوى التبديل بسلاسة بين محرر WYSIWYG ومحرر HTML لمن يحب الحصول على تحكم كامل في الشكل النهائي الذي سيخرج به المحتوى، غير أن ذلك يستدعي معرفة بأساسيات HTML مثل كيفية التنسيق بشكلٍ صحيح وكيفية كتابة التعليمات البرمجية للروابط والصور. يلقى ذلك الضوء على أهمية وضع احتياجات الشركة في الاعتبار أثناء اختيار نظام إدارة المحتوى المناسب.

2. الصور والفيديوهات

بعد تحرير النص، يأتي دور الصور وملفات الوسائط الأخرى مثل الفيديو والعروض التقديمية وملفات PDF. تضيء الصور المحتوى وتكسر رتابة النص كما أنها توضح المفاهيم الصعبة التي تَطرق إليها. يتيح نظام إدارة المحتوى إضافة الصورة بطريقة سهلة الفهم إلى حدٍ ما: تريد صورة هنا بعد هذه الفقرة، لذا عليك فقط إدراجها في المكان الذي ترغب به.

إضافةً إلى ما سبق تتيح الأنظمة أيضًا تمييز الصور التي تريد ربطها بمقال في نتائج البحث على موقع الويب، وتلك التي تظهر كمعاينة في الصفحة الأولى والأخرى التي تظهر في الجزء العلوي من المقالة نفسها.

أما الفيديوهات فيمكن تحميلها في نظام إدارة المحتوى أو تضمين الرابط الخاص بها من منصات الفيديو مثل اليوتيوب، وهي الطريقة الأسهل ولكنها لا تضمن أن يكون الفيديو متاحًا دائمًا إذا أزالته المنصة لأي سبب.

بالطريقة ذاتها يتم إضافة أنواع أخرى من المستندات مثل ملفات PDF والعروض التقديمية وجداول البيانات، إذ يمكنك تحميل الملف بنفسك في مخزن الوسائط الخاص بالموقع أو يمكنك تضمين الرابط الخاص به مباشرةً عبر خدمات مثل Slide Share للعروض التقديمية.

ثانيًا: توزيع وعرض المحتوى

1. البيانات الوصفية وتحسين محركات البحث

أصبح لديك مقال محكم وصور منمقة، لكن المحتوى الخاص بك ليس مرئيًا بالكامل لـ “محرك البحث” وهو المكان الأول الذي يمكن للعملاء العثور على محتواك بداخله. الآن هو الوقت الذي تتصدر فيه البيانات الوصفية المشهد. البيانات الوصفية Metadata هي قيم تستخدم لتصنيف المحتوى الخاص بك ووصفه.

دعنا نوضح ذلك بمثال، إذا كان نظام إدارة المحتوى الخاص بك هو المكتبة والمحتوى هو الكتب، فستكون البيانات الوصفية هي الرموز الخاصة بكل كتاب لكي يفهمها مخطط التصنيف، بشكلٍ دقيق تتضمن حقول البيانات الوصفية على موقع الويب كلا من: العنوان والوصف وتاريخ النشر، والمؤلف والرابط URL، ونوع المحتوى.

الهدف من كل هذه الحقول هو تحسين موقع الويب الخاص بك لمحرك البحث وهي الاستراتيجية التي تعرف بـ “تحسين محركات البحث SEO”. على سبيل المثال، إذا أضفت الكلمات المفتاحية إلى البيانات الوصفية سيتمكن الناس بسهولة من العثور على المقالة أو الصورة أو ملف PDF بشكلٍ أسرع.

تحسين محركات البحث هو أحد المجالات المعقدة التي تتطور باستمرار، ودائمًا ما يقوم جوجل بتعديل خوارزميات البحث الخاصة به لجعل عملية البحث أفضل وأكثر دقة وأكثر صلة بنية الباحث.

2. أتمتة التسويق

تعتمد أتمتة التسويق على سلوك المستخدم وتحليلات البيانات لكي تبلغ الرسالة المناسبة للجمهور المناسب في الوقت المناسب. ترصد أتمتة التسويق المعلومات المهمة التي في ضوئها تبدأ في استهداف زوار موقع الويب وقراء البريد الإلكتروني ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بمحتوى مقصود ذي صلة.

تقدم بعض أنظمة المحتوى أدوات أتمتة تسويق متكاملة والبعض الآخر يقدمها من خلال الإضافات، تؤدي هذه الأدوات الوظائف التالية من بين وظائف أخرى: متابعة العملاء المحتملين بالرسائل التسويقية التي تعدّهم للشراء، وإضفاء الطابع الشخصي على تجربة الاستخدام، واختبار A/B، والتسويق بالمحتوى.

3. التصميم

تميز أنظمة إدارة المحتوى كل قسم من أقسام موقع الويب بتصميم خاص، فمثلًا يختلف تصميم الصفحة الرئيسية عن تصميم صفحة المنتجات ولكل منهما وظائف وأزرار خاصة بها، والأداة الرئيسية لذلك هي القوالب Themes. القالب هو نموذج احترافي المظهر لصفحات كاملة ومكوناتها يسهل ويسرع من عملية تخصيص تصميم الموقع.

تجعل القوالب من السهل تغيير مظهر موقعك بنقرة زر واحدة تؤدي وظائف عديدة في نفس الوقت بدلًا من نسخ ولصق أسطر طويلة من أكواد HTML، كما تمنح القوالب مرونة إعادة استخدام أي مكون (بانر مثلًا) في جميع أنحاء الموقع بغضون ثوان.

4. التسلسل الهرمي للموقع

يرتب نظام إدارة المحتوى موقعك بطريقة هرمية واضحة تجعل تصفح واستدعاء المحتوى المنشور وغير المنشور عملية سهلة. ويقدم نظرة عامة (Overview) يسهل معها إلقاء نظرة على عناصر موقع الويب، مثل الصفحات والصور والأقسام وغيرها. ويتيح أيضًا إمكانية فرز هذه العناصر وفقًا للترتيب الأبجدي أو الترتيب الزمني، كما يتصل التسلسل الهرمي بشريط الأدوات مباشرةً، ما يتيح البحث عن المحتوى وتحريره بسهولة أو حذفه أو نقله.

5. عنوان URL

من أبرز خصائص أنظمة إدارة المحتوى إعداد عنوان URL الخاص بالصفحات الرئيسية والصفحات الفرعية بشكلٍ هرمي. على سبيل المثال، نفترض أن موقع ويب متخصص في إدارة المال، يحتوى على صفحة عن موضوع الاستثمار مع صفحات فرعية حول الاستثمار العقاري والاستثمار في الذهب.

بمجرد أن يكون عنوان صفحة الاستثمار “example.com/investing” والعنوانين الخاصين بالصفحتين الآخرتين “example.com/investing/realstate” و” example.com/investing/gold” على التوالي، سيتم وضع جميع الصفحات الفرعية ضمن صفحة الموضوع بتسلسل هرمي تلقائيًا.

ثالثًا: إدارة التحرير

1. تخطيط وجدولة المحتوى

تمنحك معظم أنظمة إدارة المحتوى تحكم في عملية النشر وإيقاف النشر وإعادة تشغيله، بالإضافة إلى تحديد تاريخ النشر مسبقًا بالدقائق والثواني. تجعل هذه الخاصية من خصائص أنظمة إدارة المحتوى من السهل الحفاظ على النشر بشكلٍ ثابت حتى في أوقات عطلة فريق العمل.

جانب آخر مهم هو تنظيم عشرات الأحداث التي لكل منها صفحة خاصة ووقت مناسب للنشر، فبدلًا من النشر اليدوي لكل حدث مع احتمال وقوع نسيان أو خطأ يؤدي إلى فوات أوان التسجيل، سيكون بمقدورك تحديد متى سيتم نشر الصفحة وإيقاف تشغيلها.

2. أدوار المستخدمين

يتحمل بعض أعضاء فريق العمل مسئوليات أكبر من الآخرين، في حين أن البعض الآخر يقوم بوظيفة محددة لا يمكن لأي شخص آخر حل مكانه. تأتي هنا أهمية توزيع أدوار المستخدمين في نظام إدارة المحتوى، حيث يشيع وجود الأدوار الآتية: المدير والمحرر والمؤلف والمساهم. كما يمنحك نظام إدارة المحتوى تحكمًا كاملًا فيمن يمكنه رؤية والقيام بأي مهمة في النظام، مثلًا ترتيب التسلسل الهرمي ليس من صلاحيات المساهم.

3. مراجعة المحتوى

تقع أخطاء التحرير الفادح منها والبسيط وحينها ينبغي التحرك سريعًا لمعالجة الموقف. على سبيل المثال، حذف فقرة رئيسية من المحتوى، أو استبدال صورة مكان أخرى. يمكنك نظام إدارة المحتوى من التراجع عن هذا النوع من الأخطاء عبر ما يسمى “سجل النسخ version history”.

يوفر سجل النسخ تاريخًا لكل التعديلات التي تمت على المستند النصي في كل مرة تحفظ فيها المحتوى، إذ يحفظ الإصدار السابق والإصدار الجديد والحالي في نسخ منفصلة. تضمن هذه الخاصية من خصائص أنظمة إدارة المحتوى عدم فقد أي تعديل، كما أنه يمثل شكلًا من أشكال مراجعة وتدقيق المحتوى وملاحظة تقدم جودته بمرور الوقت ومقارنة الماضي بالحاضر.

فيما يلي نبذة عن أكثر أنظمة إدارة المحتوى شيوعًا سواء تلك التي تتعلق بالشركات أو المتاجر أو المدونات وغيرها من فئات مواقع الويب:

الأنظمة مفتوحة المصدر

هي أنظمة محتوى مجانية الاستخدام في نظامها الأساسي ويمكن لأي مطور المساهمة في تحسين وتطوير النظام ووظائفه عبر القوالب والإضافات، من أشهرها:

1. ووردبريس

أنظمة إدارة المحتوى مفتوحة المصدر - ووردبريس

ووردبريس هو نظام إدارة المحتوى الأكثر شعبية وسهولة في الاستخدام، بدأ بتركيز الأساسي على التدوين، لذلك كان مثاليًا للمدونات والمواقع الشخصية والمواقع الصغيرة. لكن مع توفر آلاف القوالب والإضافات التي تقدم حلولًا للعديد من الاحتياجات المختلفة، أصبح ووردبريس مناسبًا لجميع أنواع مواقع الويب بما فيها مواقع التجارة الإلكترونية بفضل إضافة ووكومرس.

2. جوملا

جوملا Joomla هو نظام يقدم المزيد من الوظائف المتقدمة موازنةً بالتي يقدمها ووردبريس، ويتميز بإمكانية إضافة أكثر من لغة وأمان أقوى مع محدودية في الإضافات وبطء نسبي في التحديث. يُستخدم جوملا عادةً لإنشاء المواقع الإخبارية والبوابات ومواقع العضوية والمجتمع.

3. دروبال

أنظمة إدارة المحتوى مفتوحة المصدر - دروبال

دروبال Drupal هو نظام عالي المرونة والأمان تفضله الشركات الكبيرة والمؤسسات الحكومية والمواقع ذات البنية المعقدة التي تتعامل كميات هائلة من المحتوى وتشهد حركة زيارات كثيفة. يحتاج دروبال إلى إعداد أكثر صعوبة وخبرة في تطوير الويب للاستفادة الكاملة من قوة النظام.

أنظمة التجارة الإلكترونية

ظهرت أنظمة إدارة محتوى متخصصة في توفير حلول للمتاجر الإلكترونية ينصب تركيزها الأساسي على خصائص التجارة الرقمية مثل بوابات الدفع وصفحات المنتجات.. إلخ من خصائص مواقع التجارة الإلكترونية، من أشهرها:

1. أدوبي كومرس

يقدم أدوبي كومرس Adobe Commerce (ماجنتو سابقًا) حزمًا للشركات الكبيرة والصغيرة بالإضافة إلى إصدار مفتوح المصدر. يمكنك بواسطة أدوبي كومرس إنشاء متاجر إلكترونية متعددة والاتفاق مع أكثر من خدمة شحن حول العالم إلى جانب التجارة في بلدان وبلغات وعملات مختلفة.

جعل ذلك من أدوبي كومرس حلًا مثاليًا للمتاجر الإلكترونية ذات المخزون الضخم من المنتجات والانتشار العالمي، لكنه يحتاج إلى موارد وخبرة للإعداد والصيانة لذلك يقتضي توظيف مصمم ويب متخصص قادرًا على الاستفادة من جميع وظائف النظام وإضافاته.

2. شوبيفاي

أنظمة التجارة الإلكترونية - شوبيفاي

شوبيفاي Shopify هو نظام إدارة محتوى يحظى بشعبية خاصة بين التجار المبتدئين بسبب سهولة إعداد المتجر الإلكتروني وباقته السعرية الاقتصادية واتساع سوقه للعديد من القوالب والإضافات، رغم ذلك تحتاج الميزات المتقدمة إلى خبرة في البرمجة، كما أنه يقتطع رسومًا عن أي عملية بيع تتم من خلاله.

نصائح مفيدة عند اختيار نظام إدارة المحتوى المناسب

اختيار نظام إدارة المحتوى المناسب هو أحد أكثر القرارات أهمية التي سيمتد أثرها على المدى الطويل، لذا ينبغي التأنِ جيدًا ودراسة كل أبعاده قبل اختيار الحل المناسب، فيما يلي مجموعة من أهم الاعتبارات التي ينبغي التفكير فيها:

1. حدد ميزانيتك بدقة

تتفاوت الحِزم التي توفرها أنظمة إدارة المحتوى بشكلٍ كبير، بعضها يبدأ من عدة دولارات والآخر يصل إلى الآلاف، لذلك فإن الميزانية المخصصة لنظام إدارة المحتوى هي القيد الأول الذي يؤطِّر الخيارات المتاحة.

عند حساب تكلفة النظام، لا تغفل تكلفة استضافة الموقع أيضًا فهي تكلفة مستقلة عن نظام إدارة المحتوى ينبغي وضعها في الحسبان، إذا كانت ميزانيتك تتمتع بقدر كافي من المرونة؛ إذًا انتقل إلى الاعتبار التالي المهم وهو الاحتياجات.

2. اعرف احتياجات موقعك الحالية والمستقبلية

يجب أن يكون نظام إدارة المحتوى قابلًا للتكيف مع أي نوع من احتياجات موقعك الحالية أو المستقبلية، على سبيل المثال:

  • هل الأولوية للتجارة الإلكترونية أم التدوين؟ في الحالة الأولى ستتوجه إلى أنظمة التجارة الإلكترونية مثل ماجنتو وشوبيفاي، بينما في الحالة الثانية سيكون ووردبريس هو الخيار الأقرب.
  • ما هو حجم المحتوى؟ عادةً ما تحتاج مواقع الويب الكبيرة إلى متطلبات ضخمة في الخصائص والتطويرات لا توفرها كل أنظمة إدارة المحتوى، مثلًا يحتاج الجمع بين موقع الويب والتطبيق إلى نظام إدارة محتوى هجين مثل Adobe Experience Manager، بينما تحتاج مواقع الويب الصغيرة إلى أنظمة سهلة الاستخدام والصيانة فقط لا أكثر.
  • هل لديك برامج معينة مثل برنامج إدارة علاقات العملاء وتحليلات الويب تحتاج إلى تكامل مع نظام إدارة المحتوى؟
  • تأكد من أن نظام إدارة المحتوى يدعم اللغة العربية بشكلٍ سلس، بما في ذلك واجهة استخدام النظام نفسه إذا كانت هناك حاجة لذلك.

3. حدد مهارة فريق العمل

فكر في الأفراد الذين سيستخدمون نظام إدارة المحتوى ومقدار الخبرة والمهارة التقنية التي يمتلكونها، ومدى سهولة المهام التي سيقومون بها. مثلًا إذا كان الفريق مكون من مطورين فقط فلا مشكلة من اختيار نظام إدارة محتوى ذو خصائص متقدمة تحتاج إلى معرفة برمجية، فيما يحتاج المسوق وكاتب المحتوى مثلًا إلى نظام سهل في إنشاء المحتوى وتعديله ونشره.

4. اطلع على حجم مجتمع المطورين

يلتف حول بعض أنظمة إدارة المحتوى مجتمع كبير ونشط من المطورين القادرين على المساعدة وتلبية احتياجات مخصصة للشركات بشأن القوالب والتعريب والتعديل… إلخ. من أبرز هذه الأنظمة الأنظمة مفتوحة المصدر مثل ووردبريس ودروبال، يعني ذلك لك سهولة العثور على مطور الويب المناسب عند الحاجة وضمان تنفيذ التطوير المناسب.

5. حدد أهمية نتائج محرك بحث جوجل بالنسبة لك

يشكل الظهور في نتائج محرك بحث جوجل أهمية بالغة لبعض مواقع الويب، في هذه الحال ينبغي التأكد من أن نظام إدارة المحتوى يتضمن وظائف تحسين محركات البحث الأساسية مثل البيانات الوصفية وهيكل داخلي سليم للموقع.

ختامًا، لا يسمح نظام إدارة المحتوى بإنشاء موقع بسهولة ومرونة فقط، بل يساعد أيضًا في تعاون فريق العمل معًا بسلاسة والتحديث السهل والسريع للموقع، بالإضافة إلى القوالب والإضافات التي تمنح الموقع شخصيته الفريدة. في حال احتجت إلى مساعدة في بناء موقعك، وظف عبر مستقل مطور محترف يساعدك في بناء موقع متكامل على نظام إدارة المحتوى الذي تريده. أضف مشروعك الآن.

تم النشر في: يوليو 2022
تحت تصنيف: البرمجة والتطوير | أنظمة إدارة المحتوى