كيف وجدت شركة زد في توظيف المستقلين سبيلًا لمضاعفة الإنتاج

منصة زد، منصة سعودية للتجارة الإلكترونية تعمل على تمكين قطاع التجزئة من التحول للبيع عبر الإنترنت. حققت المنصة نموًا كبيرًا منذ نشأتها، إذ بلغ عدد التجار النشطين بالمنصة 16 ألف تاجر قادمين من 22 قطاعًا في التجزئة، وأفادت المنصة أكثر من 5 مليون عميل، وتجاوز حجم التداولات فيها المليار دولار، مع زيادةٍ في طلب الشراء وصل إلى 10 مليون طلب. وفي رحلتها الريادية يعتمد فريق زد على توظيف المستقلين من أصحاب المهارات والخبرات عبر منصة مستقل. 


إن كنت مهتمًا بالتجارة الإلكترونية وانعكاساتها في الوطن العربي، فأحسب أنك سمعت من قبل عن (منصة زد) الرائدة في هذا المجال. في قصة اليوم حاورنا مازن الضراب المؤسس والرئيس التنفيذي للنمو، ليعرفنا أكثر بـ زد وأسباب نموها السريع وطموحاتها في المستقبل وكثير من التطلعات والأحلام بخصوص التحول الرقمي والتجارة الإلكترونية التي يَعُدّها قضيته الشخصية!

موضوع التجارة الإلكترونية بالنسبة لي قضية شخصية، ويمكن أن أقول إنها قضيتي في الحياة..

مازن الضراب وحلم التجارة الإلكترونية

ابتُعث مازن من المملكة العربية السعودية لدراسة ماجستير في إدارة الأعمال بأستراليا، يحكي عن هذه التجربة: «مما تعلمته أن المتجر الإلكتروني لا ينتهي بمجرد أن يضغط المشتري على زر (اشترِ الآن) بل هناك عمل كبير جدًا قبل الوصول إلى هذه النقطة، ومساحة من العمل أكبر بكثير بعد الضغط على هذا الزر». ومع بدايات ظهور التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية في عام 2010 أسس مازن شركته الأولى (بحر للتجارة الإلكترونية) التي استهدفت صناعة علامات تجارية في مجال التجزئة لشركات تبيع عبر الإنترنت فقط، الأمر الذي كان حالمًا جدًا في هذا الوقت.

وخلال هذه المرحلة كان يراود مازن باستمرار سؤال مهم، يقول: «في هذه الفترة كان عندي سؤال واحد في بالي، وكان يلح عليّ باستمرار، كيف أستطيع أخذ تجربة شركة (بحر للتجارة الإلكترونية) وإعطائها لأي شخص يريد الدخول في التجارة الإلكترونية، بحيث يركز على المبيعات وجلب المنتجات، ونتكفل نحن بالأمور التقنية وعملية التحول الرقمي، يعني كيف نستفيد من خبرتنا ونحولها إلى حل متكامل للتاجر، وهذا ما بدأناه في (زد) عام 2017».

منصة زد: عُمر قصير حافل بإنجازات كبيرة

فريق زد

بدأت الشركة باستهداف الأُسر المنتجة والعاملين من المنزل عبر طرح تطبيق للمتاجر على الهواتف الذكية فقط، وذلك لأجل تقديم نموذج عمل قريب من انستقرام، يخبرنا مازن عن هذه المرحلة فيقول: «كان تركيزنا في هذه المرحلة على الهواتف الذكية، كنا نعتقد أننا لسنا بحاجة إلى ويب، وبعد مرور 6 أشهر من استهداف هذه الفئة، اكتشفنا أنها ليست الشريحة الأكثر استخدامًا للتطبيق، وهنا تواصلنا مع العملاء، وكان جوابهم مثيرًا للاهتمام، إذ قالوا: أنتم تتكلمون لغة عربية بسيطة والواجهة سهلة، وما في خصائص معقدة في التطبيق، إلى جانب تقديم خدمة ما بعد البيع، لكننا نريد واجهة ويب لرفع المنتجات عليها لأنها كثيرة، ولا نستطيع ذلك من خلال الجوال» ومن هنا، كانت نقطة الانتقال لتصبح منصة زد على ما هي عليه الآن.

شرعت زد بعدها في تركيز جهودها على استهداف أصحاب المحال التجارية وتحويلهم للتجارة الرقمية كمنفذ بيع أساسي أو فرعي بجانب محلاتهم، وفي 2021 بدأت الشركة بتطوير عدة منتجات لتغطية مجالات ما بعد البيع في التجارة الإلكترونية، فقدمت حلول: زد باي لإدارة المدفوعات وزد شب لإدارة عمليات الشحن والتوصيل وسوق التطبيقات لأتمتة العمليات والتشغيل، مستهدفين بكل هذه المنتجات تقديم حلولٍ متكاملة مرتبطة ببعضها بعضًا عبر واجهة برمجية واحدة.

كيف استعانت زد بـموقع مستقل لزيادة معدل الإنتاجية؟

اقتباس لمازن الضراب

بدأ مازن استخدام مستقل بنفسه، لكي يتعرف عليه أولًا ولكي يتمكن من نقل القيمة والفائدة منه لفريقه ثانيًا، هذا الأخير الذي يتولى حاليًا أغلب مهام التوظيف عبر مستقل. وكان لمنصة زد منذ نشأتها تعامل وثيق مع الحلول البرمجية المرنة التي تخدم أهداف التوظيف عن بعد وتتماشى مع تحديات المستقبل وإمكاناته، يحكي مازن عن قصة تعرفه بمستقل قائلًا: «من أول ما تأسست شركة زد حتى قبل كورونا، كنا نحبذ ونفضل العمل عن بعد، وكان مصدر الإلهام لنا هنا عبد المهيمن مؤسس شركة حسوب، فكنت مبهورًا بتجربته في حسوب عمومًا ومستقل تحديدًا، ولأنني كنت معتادًا على التوظيف عن بعد لم أواجه أي تحدي في استخدام مستقل».

أهم فائدة حصل عليها مازن وشركته هي إمكانية توظيف أعدادٍ كبيرةٍ بيسر، وهذا يعني بصورة مباشرة، مضاعفة حجم العمل والإنتاج الذي لبى بفعالية طموحات زد في التوسع بنموذج عملها. يصف مازن هذه الفائدة قائلًا: «علاقتي بمستقل متعلقة بصورة رئيسة بزيادة الإنتاجية، فإذا أحسنت استخدام مستقل وتوظيف المستقلين ستتفاجئ بارتفاع حجم الإنتاجية في شركتك، لأنك ستكتشف أنك لا تملك يدين فقط بل أيادٍ كثيرة تنجز أعمالك، فالقيمة التي أضافها لي مستقل هي إنجاز مهام أكثر في وقت أقل، وأنا هنا أقول لفريقي دائمًا إذا أردت تحقيق إنجاز أكبر، استخدم مستقل».

إحدى مشاريع منصة زد على مستقل

إحدى المشروعات الحالية لمنصة زد على مستقل

يضاف إلى الإنتاجية، القدرة على التوظيف بسرعة استجابة لظروف العمل الاستثنائية، يحدثنا مازن عن هذه الحالات فيقول: «إذا كنتُ بحاجة إلى معالجة عدد كبير من البيانات، أو أردت التخطيط إلى حملة تسويقية مفاجئة، فسأحتاج إلى أحد يساعدني في كتابة المحتوى، أو في تصميم بوسترات معينة، وحتى لو كانت الفكرة العامة في مخي، لكن أبغي لها 3 ساعات عشان أضع لها خطة وتصور واضح، هذا كله يساعدني فيه مستقل، وهنا أقول إنك بالعمل في مستقل تستطيع شراء وقتك بالمال، وحسبك هنا كتابة المهمة المطلوبة بصورة صحيحة وإسنادها إلى مستقل يستطيع القيام بها بتركيز أفضل منك».

يعمد مازن في استخدامه لمستقل إلى تحقيق أكبر فائدة ممكنة منه، ويقدم هنا نصيحة لرواد الأعمال وأصحاب الشركة للاستفادة من مستقل بقوله: «ينبغي أن تتغير نظرتنا لمنصات العمل عن بعد، فلا تنظر إليها بوصفها منصات لتوظيف أشخاص وفقط، بل هي جهة يمكن أن تساعدك في رفع الإنتاجية، وتحقيق أعلى عائد حتى من موظفيك الحاليين، لأنك ستجعل تركيز الموظفين على الأشياء الأساسية، ويتحول دورهم من التنفيذ إلى الإشراف، وهذا تحدي وفرصة في الوقت نفسه».

مشاريع نفذتها زد على مستقل

مشاريع نفذتها منصة زد على مستقل

بعيد وتوظيف الكفاءات العابرة للحدود

ولأن منصة زد تسعى إلى تقديم حل عربي تقني متكامل يساعد التجار المحليين في كل مراحل عملهم، فإن حدود استفادتهم من طرق التوظيف الحديثة لم يقتصر على توظيف المستقلين من مستقل، فقد استفادت الشركة من الحلول البرمجية التي تقدمها حسوب، وعلى رأسها منصة بعيد التي تضم موهوبين بمهارات تقنية عديدة يمكن ضمهم إلى فريق عملك، بغض النظر عن الدولة التي هي مقرٌ لشركتك.

فضمت شركة زد إلى فريقها المميز 10 موظفين موهوبين، 4 منهم في الفريق التقني، و6 انضموا إلى فريق العمليات باستخدامهم لبعيد. يقول مازن: «أنا مستخدم نشط لأغلب منتجات حسوب، واستفدنا من منصة بعيد في استقطاب كفاءات ممتازة، فتجربة بعيد ممتازة جدًا وأنصح الجميع باستخدامه، خاصة لو كانت شركتك مهيأة للعمل عن بعد».

واقع عربي زاخر بفرص نمو هائلة

الحلول التقنية تمثل فرصًا هائلة لقطاعات كبيرة من الشعوب العربية بتحقيق مصادر رزق ثانوية أو أساسية وإعالة عائلات بأكملها، يكفيك فقط أن تمتلك هاتفًا ذكيًا لتعمل في شركة مثل أوبر، أو تنشئ متجرًا إلكترونيًا على منصة زد لتكون رائد أعمال، أو تنشئ حسابًا على مستقل للاستفادة من خبرات عربية عابرة للحدود، خاصةً، مع فرص نمو هائلة تعج بها المنطقة العربية فإن مثل هذه الحلول تجمع بين الواقع والمستقبل معًا.

وعلى هذا، فإن جزءًا كبيرًا من جهود منصة زد منصب بالأساس على تثقيف رواد الأعمال بواقع التجارة الإلكترونية وتعريفهم بتحدياتها عبر تقديم استشارات وندوات من حين لآخر لنشر الوعي بطريقة العمل في المستقبل، كل هذا جنبًا إلى جنب، مع الحلول المختلفة التي عملت زد على تطويرها أو استفادت منها في السنوات القليلة الماضية. يخبرنا مازن: «تشاركنا مع مستقل في تمكين الناس وتوعيتهم بضرورة الاستعانة بالحلول البرمجية في التوظيف، لذلك، فإن صاحب المتجر الإلكتروني على منصة زد يحتاج إلى التسويق وتحسين السيو لمتجره، هنا تأتي منصة مستقل لكي يختار منها المختصين بهذه المجالات».


إن كنت صاحب مشروع على مستقل، وترغب في أن تشاركنا قصة نجاحك، فنرحب بتواصلك معنا عبر البريد

تم النشر في: قصص نجاح أصحاب المشاريع