تعرّف إلى كيفية تصميم فيديو وايت بورد لا ينسى

بدأ فيديو الوايت بورد منذ أكثر من عقد مضى ونال نجاحًا ساحقًا منذ ذلك الوقت، عندما ركزت هذه النوعية من الفيديوهات على تبسيط الكتب والمواضيع الجادة في الاقتصاد وعلم النفس، حظيت خلال عام واحد فقط بأكثر من 46 مليون مشاهدة، ومن حينها استمرت شعبية هذا النوع من الفيديوهات في الصعود إلى وقتنا الحالي.

اعتدنا منذ الطفولة على أن رؤية المعلم يمسك بالقلم ليكتب على السبورة، تعني أن هناك معلومة مهمة يريد شرحها لتشق طريقها نحو عقولنا. تستند فيديوهات الوايت بورد إلى النظرة نفسها، إذ تستخدم الرسوم المتحركة لتسهيل فهم المعلومات المعقدة على المشاهدين والحفاظ على تركيزهم طوال رسالة الفيديو.

جدول المحتويات:

ما المقصود بالوايت بورد؟

فيديو وايت بورد White Board هو فيديو مكون من صور ورسوم بيانية وكلمات تُرسم أمام الشاشة على سبورة بيضاء باستخدام القلم، يصحب هذه الرسومات تعليق صوتي يحكي القصة أمام المشاهد في قالب بسيط وجذاب. يبدأ تصميم الفيديو بإنشاء سلسلة من المشاهد التقليدية التي تعتمد على الخطوط وتخلو من الظلال على السبورة، مع تسجيلها ثم ترتيبها بحيث تعرض بالتوالي في الفيديو.

حظي فيديو وايت بورد أو السبورة البيضاء بحضور بارز على منصات الفيديو الرقمية مثل يوتيوب، بالإضافة إلى الإعلانات التليفزيونية للتواصل مع العملاء بطريقة شخصية. تشمل الشريحة الرئيسية التي تستخدم فيديو الوايت بورد كلا من الشركات وقطاع التعليم، فالأولى تراه طريقة مبتكرة وجذابة للإعلان عن المنتجات والخدمات والتسويق، إذ يضمن أن الرسالة التسويقية ستكون واضحة وعالية الصوت.

أما صناع المحتوى التعليمي فقد وجدوا في هذه النوعية من الفيديو ضالتهم لتبسيط المفاهيم ومساعدة الطلبة على استيعابها من خلال التصور. مع ذلك لا يقتصر استخدام فيديو السبورة البيضاء على هذه القطاعات، إذ يمكن لأي قطاع يحاول شرح فكرة ما أن يستفيد من الوايت بورد في عرض محتواه.

ما مزايا استخدام الوايت بورد؟

يتميز فيديو اللوحة البيضاء بميزة لا تتوفر في أي نوع آخر من أنواع الفيديو، ألا وهي التحريك في أثناء الرسم، فبينما تتحرك يد الرسام لتشرح المعلومات المرئية الغنية أمام المشاهد، تتبع عين المشاهد حركة اليد في أثناء الكتابة فتزداد قدرة المخ على فهم وتخزين المعلومات.

تشير إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة هارفارد إلى نتائج تدعم ذلك، إذ تبين أن عرض المعلومات في شكل لوح معلوماتي زاد من القدرة على التذكر بنسبة 22%. نستنتج من ذلك فائدة استخدام الوايت بورد، إذ يعمل هذا النوع من الفيديوهات على تحفيز أكثر من نوع من أنواع الذكاء البشري في آنٍ واحد، الذكاء السمعي والبصري بالإضافة إلى الذكاء الحركي، كما أن الرموز التي يقوم عليها تصميم فيديو الوايت بورد تحفز المخ على الانتباه لكي يستطيع تفسيرها، ما يساعد المشاهد على تذكر المعلومات بشكلٍ أكبر.

أضف إلى ذلك أن فيديو الوايت بورد هو أحد أكثر أنواع الفيديو اقتصادًا في التكلفة إذا قورن بفيديو الرسوم المتحركة ثلاثي الأبعاد أو الفيديو المصور التقليدي. لذلك يُعدّ هذا النوع من الفيديوهات فيديو تسويقي مثالي إذا كنت ترغب في إضافة الفيديو للمرة الأولى إلى استراتيجيتك التسويقية.

كيفية تصميم فيديو وايت بورد احترافي لأعمالك

تمر عملية تصميم فيديو السبورة البيضاء بعدّة خطوات أساسية بدءًا من الفكرة وحتى النشر، فيما يلي لمحة عن كل خطوة من خطوات تصميم فيديو وايت بورد:

1. كتابة سكريبت

تبدأ صناعة أي فيديو بموضوع أو فكرة يليها مباشرةً كتابة سكريبت حول هذا الموضوع، لا تقل أهمية الكتابة عن أهمية تصميم الفيديو لأن أي فيديو مقنع يبدأ بنصٍ رائع. فكر في الرسالة التي تريد توصيلها للمشاهدين، وكيف يبلغها الفيديو بأسلوبٍ جذاب، مهما كانت الرسالة أو الفكرة مملة توجد دائما قصة مقنعة يمكن قولبة الفكرة في إطارها. لمساعدتك على تحديد الرسالة، أجب عن الأسئلة التالية:

  • ما هي المشكلة التي يواجهها جمهورك المستهدف؟
  • ما هو الحل الذي تقدمه له، سواء منتج أو خدمة أو رسالة؟
  • ما هي حيثيات ادعائك بأن المنتج هو الحل؟
  • ما هي الدعوة إلى اتخاذ إجراء التي تطلبها من المشاهد في الفيديو؟

إجابات هذه الأسئلة تعمل بمنزلة الخطوط العريضة للنص التي ينبغي التخطيط لها قبل بدء الكتابة. أما خلال مرحلة الكتابة فمن المهم أن يضع كاتب السكربت في حسبانه كتابة جمل يصلح التعبير عنها برمز أو رسم أو قصة أو تشبيه واحد، بينما إذا اختصر التعبير عن فقرة كاملة برمز واحد فقط، فسينتظر المشاهد الفقرة التالية حتى يرى رمزًا جديدًا وهو أمر يبعث على الملل.

من الأكثر التساؤلات التي ستطرح خلال هذه المرحلة، ما هو الطول المناسب لفيديو الوايت بورد التسويقي؟ الإجابة يتراوح الطول القياسي للفيديو التسويقي بين 90 ثانية إلى دقيقتين، مع الوضع في الاعتبار أن 100 كلمة تقريبًا تُنطق في التعليق الصوتي خلال دقيقة واحدة.

2. التخطيط للفيديو

يساهم التخطيط خطوة بخطوة في الحصول على فيديو نهائي رائع، لذلك سيجري في هذه المرحلة التخطيط للفيديو عبر تحديد الرسومات والرموز التي يجب أن تقترن مع كل عبارة من النص، مع التفكير في الكيفية التي ستمتزج بها الرسومات معًا، بالإضافة إلى الألوان التي من المقرر استخدامها وأي كلمات سيتم ضمها كعنصر مرئي، خصوصًا للتعبير عن الفقرات أو العبارات التي يشوبها بعض التعقيد.

3. تجهيز أدوات الرسم

يحتاج تصميم فيديو وايت بورد احترافي إلى تصوير عملية رسم مشاهد الفيديو تقليديًا واحدًا تلو الآخر، ما يستدعي استخدام أدوات مثل السبورة البيضاء سهلة المسح وأقلام الرسم، بالإضافة إلى إعداد الإضاءة والكاميرا على نحو احترافي. تُوضع الكاميرا فوق السبورة البيضاء على ارتفاع مناسب يسمح بتصوير الرسم بوضوح، مع ضبط إضاءة الموقع جيدًا بحيث لا تعكس ظلًا لليد في أثناء الرسم.

4. رسم مشاهد الفيديو

قبل بدء الرسم ينبغي أولًا إحماء اليد للتخلص من تصلب العضلات ولكي تتمكن من نقش رسومات انسيابية، يحدث الإحماء برسم حوالي 20 رسمة قبل البدء أولًا سيكون معظمها غير ديناميكي. يلي ذلك الرسم الفعلي لكل لقطة من لقطات الفيديو مع بدء التصوير.

تستغرق هذه المرحلة وقتًا حتى يُرسم كل رمز أو كلمة بوضوح لا يحتاج إلى إصلاح بعد الانتهاء من التسجيل، لا مشكلة في الرسم بتأن وبطء لأنه يمكن تسريع اللقطة بسهولة لاحقًا في مرحلة المونتاج. قد يستغني مصمم وايت بورد عن الرسم المادي بنفسه ويستعين بأحد برامج التحريك المساعدة التي تتضمن مكتبة كبيرة من التصاميم والشخصيات الرقمية، مثل Animaker وVideoScribe.

5. تسجيل التعليق الصوتي وإضافة المؤثرات الصوتية

في هذه الخطوة يُسجل النص الذي كتب سابقًا، من المهم الحرص على جودة التعليق الصوتي للحصول على فيديو سبورة بيضاء احترافي، إذا كنت ستسجل المقطع الصوتي بنفسك جهز موقع التسجيل بحيث تحصل على صوت نقي خالي من أي ضوضاء خلفية أو استعن بـ معلق صوتي محترف.

6. تحرير الفيديو ببرنامج مونتاج

حان الوقت الآن لجمع كل ما سبق من صورة وصوت معًا باستخدام أحد برامج تحرير الفيديو مثل After Effects، لمزامنة الرسوم مع التعليق الصوتي كما يلي:

  • يُضاف مقطع التعليق الصوتي والمؤثرات الصوتية إلى ملف الفيديو تمهيدًا للعمل على كل المكونات في ملف واحد.
  • تُعدل سرعة المقطع المرئي بالزيادة أو النقصان لتتماشى مع التعليق الصوتي، على الأرجح سيتم تسريع التسجيل المصور بالكامل ولكن ليس بالوتيرة نفسها، يفضل تقسيم المشاهد إلى أجزاء منفردة بحيث يسهل ضبط سرعة كل جزء بشكلٍ منفرد وفقًا لصوت المعلق.
  • تُستخدم الأقنعة Masks لإزالة أي أخطاء في الرسم وتسهيل الانتقال بين رسم وآخر.
  • يُحفظ الفيديو بعد تصديره بحيث يكون جاهزًا للنشر والمشاركة.

كما تبين يحتاج تصميم فيديو الوايت بورد إلى جهدٍ غير يسير في التصميم، وموهبة ووقتًا طويلًا في الرسم والتحرير، إذا لم يتسن لك دراسة تصميم فيديو السبورة البيضاء أو العمل في هذا المجال لبعض الوقت باحتراف، فإن توظيف مصمم وايت بورد محترف ذا سجل حافل وخبرة تمتد لسنوات من منصة مستقل، أكبر منصة عربية للعمل الحر، سيكون الحل الأمثل للحصول على فيديو احترافي سريعًا.

مهارات تصميم فيديو وايت بورد

يحتاج مصمم الوايت بورد إلى مزيج من المهارات الفنية والتقنية لكي يؤدي عمله باحترافية، من أبرز هذه المهارات:

  • العين الفنية: قد لا يحتاج مصمم الوايت بورد إلى الرسم بيديه ويستعين ببرامج التحريك المتخصصة، إلا أن المهارة التي لا غنى عنها هي العين الفنية والخيال الإبداعي الذي يمكّنه من نقل الفكرة إلى الفيديو في قالب بصري جميل ومقنع.
  • ضبط سرعة الحركة: هي مهارة أساسية في عمل مصمم الوايت بورد لضبط سرعة الصورة، بحيث تتناسب مع التعليق الصوتي بشكلٍ طبيعي، دون تباطؤ أو عجلة فيتوه المعنى.
  • السرد القصصي: فيديو الوايت بورد غالبًا ما يرتكز على قصة تشرح الفكرة المطلوبة لتكون جوانبها مترابطة معًا بمنطقية، لذلك يحتاج مصمم فيديو الوايت بورد إلى امتلاك مهارة السرد القصصي ليتمكن من صنع سرد مصور للرسالة المطلوب إبلاغها بتدفق وسلاسة.
  • المعرفة التقنية: لا يستغني مصمم الوايت بورد عن التعامل مع برامج الفيديو سواء للتحريك أو للتحرير مثل: Adobe After Effects وAdobe Animate وAnimaker وVideoScribe، لذلك ينبغي أن يكون متقنًا لاستخدام هذه النوعية من البرامج وأنتج بواسطتها مشاريع فيديو بالفعل.

7 أسرار لنجاح تصميم فيديو الوايت بورد

الوايت بورد هو أحد فنون تصميم الفيديو التي لها مقومات وأسرار تجعل الفيديو يخرج بأعلى جودة ممكنة من حيث التصميم والسرد والرسالة، فيما يلي أهم هذه الأسرار:

القصة المقنعة

القصة هي الإطار الذي يُطرح فكرة الفيديو من خلاله، وكلما كانت جذابة ومقنعة كان الفيديو مسليًا. تعتمد القصة على ثلاثة مكونات ينبغي أن يضعها كاتب الاسكريبت في حسبانه: المقدمة المشوقة، والسرد المترابط والدعوة إلى اتخاذ إجراء التي تخدم الغرض من الفيديو.

العمل ضمن النمط الكلاسيكي للسبورة

تكمن سر جاذبية فيديو الوايت بورد في بساطته والكلاسيكية التي يتسم بها، لذلك من المهم الحفاظ على هذه الروح في أثناء التصميم التي تتكون من ثلاث مقومات أساسية، الخلفية البيضاء ويد الرسام والرسم المستمر. لا ينبغي الخروج عن هذا الأسلوب مهما وفرت برامج التصميم من إمكانات تصميم فاخرة، وتأثيرات معقدة تليق بأنواع الفيديو الأخرى دون فيديو اللوحة البيضاء.

الشخصيات إضافة جذابة

الشخصيات المتحركة هي إضافة ناجحة لفيديو الوايت بورد، إذ تجعل مشاهدته أكثر إمتاعًا وتسلية وتضيف لمسة شخصية مميزة لا تُنسى، ينبغي أن تكون الشخصية ذات صلة بالقصة التي يحكيها الفيديو مع التأكد من أن شكلها يتوافق مع ذوق الجمهور المستهدف.

يد الرسام عنصر لا غنى عنه

تلعب يد الرسام التي تظهر في فيديو الوايت بورد دورًا أساسيًا في الاستحواذ على انتباه المشاهد وإثارة فضوله لمراقبة حركتها، ومتابعة ما سيسفر عنه الرسم في النهاية من رمز أو كلمة، لذلك هي عنصر حيوي في الفيديو لا يحبذ حذفه.

قليل من الألوان يكفي

يعتمد الشكل التقليدي لفيديو الوايت بورد على اللون الأسود للرسم إلى جانب الخلفية البيضاء، يمكن إضافة القليل من الألوان على الفيديو لإضفاء لمسة عصرية وتعزيز فعاليته. يفضل استخدام الألوان في الرسوم الأساسية في الفيديو، مع الحرص على أن يتناغم اللون مع العلامة التجارية.

العاطفة تجعل المشاهد أكثر صلة

بالإضافة إلى القصة المسلية والرسومات البسيطة الجذابة، تلعب العاطفة دورًا مهما في أي رسالة تريد إبلاغ الجمهور بها، إذ على الأرجح ستحافظ على انجذابه للفيديو حتى النهاية، كما أنها تساهم في إقناعه بالإجراء المطلوب اتخاذه. تشجع العواطف بأنواعها الجمهور على التفاعل مع القصة، سواء كانت إيجابية مثل الحماس والضحك أو سلبية مثل القلق والرهبة.

المرح يجعل الفيديو مسليًا

حتى إذا كان الهدف من فيديو الوايت بورد هو التعليم، فإن إضافة عنصر ترفيهي يرفع من جودة الفيديو ويجعله مسليًا، لا تنس أن الغرض من هذه النوعية من الفيديوهات هو تبسيط الموضوعات المعقدة وتناولها في قالب جذاب وهو ما يساهم المرح فيه، إذ يزيد من فرصة فهم الأشخاص للمحتوى. سيكون الفيديو أكثر تسلية عندما يتضمن شخصيات ذات لمسة فكاهية ومؤثرات صوتية والقليل من الألوان المشرقة.

ختامًا، كما تبين فإن «السهل الممتنع» هو الوصف المناسب لفيديو الوايت بورد White Board، إذ رغم اعتماده على فكرة بسيطة هي الرسم على السبورة، إلا أنه يحظى بشعبية واسعة ويجذب الانتباه سريعًا. احرص على أن يترك تأثيرًا قويًا لدى المشاهد بعد رؤيته أكثر من الحرص على فخامة التصميم أو لوحة الألوان.

تم النشر في: تصميم فيديو منذ سنتين