الجدول الزمني للمشروع: طريقك لإدارة مشروعك باحترافية

يعد الجدول الزمني للمشروع ركنًا أساسيًا من أركان نجاحه، إذ يشكل دليلًا للمدراء وأعضاء الفريق في تحديد المسؤوليات، وتسلسل الأعمال لإنجاز هدف المشروع. يساهم الجدول الزمني للمشروع أيضًا في تنظيم المهام وتبسيطها، ووضع رؤية واحدة مفهومة من جميع الأعضاء والمدراء بمختلف اختصاصاتهم. إذًا كيف يمكن إعداد الجدول الزمني للمشروع بالطريقة الصحيحة؟

جدول المحتويات:

ما هو الجدول الزمني للمشروع؟

يمثل الجدول الزمني للمشروع صورة متكاملة تعكس كامل الرؤية المتعلقة بالمشروع، وذلك بهدف إدارة المشروع بكفاءة واحترافية لإنجاز المطلوب بأفضل الأساليب الممكنة، إضافةً إلى التحكم بالتنفيذ ومراقبة سير عمل المشروع.

تحتوي الجداول الزمنية للمشروعات على مجموعة الأنشطة المتعاقبة التي يتألف منها المشروع، إذ يمكن أن يكون المخطط الزمني للمشروع بسيطًا أو معقدًا حسب طبيعة المشروع، وخبرة مدير المشروع المتعلقة بمواجهة المصاعب والتحديات في إدارة المشروعات.

يتخذ البرنامج الزمني للمشروع أشكالًا عدة، إلا أن الجدولة الزمنية للمشروعات الأكثر شيوعًا تعتمد على محورين: أحدهما أفقي يمثل تقدم المشروع زمنيًا، والآخر رأسي يمثل المهام والأنشطة التي يقوم بها الفريق.

مخطط جانت

لماذا يستخدم الجدول الزمني للمشروع؟

يفيد استخدام الجدولة الزمنية للمشروعات في تحديد المدة الدقيقة لأنشطة المشروع، إضافةً إلى تحديد العلاقة بين الأنشطة وترابطها مع بعضها البعض. يشير البرنامج الزمني للمشروع إلى الفارق الزمني بين تاريخ الإنهاء الفعلي، وتاريخ الإنهاء وفق ورقة تخطيط المشروع.

يساعد المخطط الزمني للمشروع في تحديد الموارد اللازمة لكل نشاط من أنشطة المشروع، وتخطيط تلك الموارد بالشكل الأمثل، إضافةً إلى تكلفة إنجاز كل مهمة حسب الوقت المخصص لها ضمن الفترة الزمنية الكلية لإنجاز المشروع.

يمكن لمدير المشروع تتبع سير تقدم المشروع الموكل إليه، حيث يمكن من خلال الجدول الزمني لتنفيذ المشروع، تعيين الخطوط الأساسية للقياس ومقارنة النتائج الحالية بالخطوط الموضوعة، وهذا ما يتيح التصحيح المبكر للأخطاء، قبل الاستمرار في تنفيذ المشروع بشكل مغاير لما خطط له.

من هم المستفيدون من الجدول الزمني للمشروع؟

توجد العديد من الجهات المستفيدة من الجداول الزمنية للمشروع، سواء كانت داخل نطاق الشركة أم خارجها، إذ يفيد المخطط الزمني للمشروع في تحديد الفترة المناسبة لاستيراد مواد معينة من شركة خارجية على سبيل المثال لا الحصر. فيما يلي أبرز المستفيدين من الجدول الزمني للمشروع:

أولًا: جميع مستويات الإدارة

يمكن لجميع مستويات الإدارة الدنيا الاستفادة من المخطط الزمني للمشروع، إذ تبقى الإدارة الإشرافية على اطلاع دائم بسير عمل المشروع ومطابقته للخطط الموضوعة، بينما تتمكن الإدارة المتوسطة من معرفة توزيع الموارد والكتل النقدية بين المشروعات، والتحويل بين هذه الموارد إن لزم الأمر. كما تسهل الجداول الزمنية للمشاريع عمل الإدارة العليا في معرفة سير الخطط الاستراتيجية الموضوعة للشركة.

ثانيًا: قادة الفرق

يستطيع قادة الفرق على مختلف اختصاصاتهم، من الوصول إلى صيغة تفاهم واحدة، استنادًا إلى المخطط الزمني للمشروع، فالمخطط لغة مفهومة لجميع الاختصاصات، وهو عامل أساسي في توحيد الجهود نحو هدف محدد.

ثالثًا: الجهات الرسمية والمنظمات

يمكن للجهات الرسمية والمنظمات الاستفادة من الجداول الزمنية لمشروعات الشركات، في معرفة زمن التنفيذ اللازم لتقديم خدمات معينة ضمن نطاق معين، مثل توفير الدعم اللوجستي لرواد الأعمال لتسهيل عملهم ضمن منطقة معينة بشكل مؤقت.

ما أهمية الجدول الزمني للمشروع؟

يعد الجدول الزمني للمشروع من أهم العناصر التي يجب مراعاتها عند التخطيط، إذ تتعدد الفوائد التي يقدمها الجدول وفي مجالات متعددة، منها ما يؤثر على فريق العمل، ومنها ما يسهل من عمليات الإدارة ومراقبة الأداء، إضافةً إلى تنظيم الموارد والكتل النقدية المخصصة للمشروع، وغيرها. يمكن تمثيل أهمية الجدول الزمني للمشروع في النقاط التالية:

1. تحسين إنتاجية الفريق

يوفر المخطط الزمني للمشروع معلومات موحدة لكافة الموظفين عن سير عمل المشروع، فيستطيع كل موظف معرفة التطورات التي تطرأ على المشروع، واستنتاج الحدث التالي وفق التسلسل المنطقي على المخطط، وهذا ما يضبط التوافق في العمل بين أعضاء الفريق، خاصةً فيما يتعلق بتعارض أوقات العمل، ما يؤدي إلى تحسين إنتاجية العمل.

2. إدارة المعلومات المعقدة

لا يمكن للنماذج والأوراق البسيطة إدارة المشروعات الضخمة، التي تملك معلومات معقدة. فلا بد من وجود جداول أو مخططات تتيح إدارة وقت المشروع، لتعطي صورة واضحة ومتكاملة عن جميع الأنشطة المرتبطة بالمشروع. إذ يسرّع الجدول الزمني للمشروع من سرعة اتخاذ قرار فعال يفيد في سير العمل، وذلك في حال كان الجدول مصمم بشكلٍ صحيح واحترافي.

3. تجنيب الموظفين عبء العمل الإضافي

يدعم المخطط الزمني للمشروع المدير في تنظيم عمل الموظفين، إذ يجنب المشروع التداخل الحاصل في عمل الموظفين في أثناء القيام بمهام متعددة ضمن نفس المشروع، وتنظيم الموارد بكفاءة بشكل يجنب المشروع أعباء العمل الإضافي للموظفين، إضافةً إلى التكاليف الإضافية المترتبة على هذا العمل.

4. متابعة أعمال المشروع بطريقة أسهل

يتجلى الهدف الرئيسي من إنشاء جدول زمني، في تقسيم المشروع إلى كتل منظمة من الأعمال والأنشطة، لتكون قابلة للإدارة والمراقبة بشكلٍ مستقل عن باقي أنشطة المشروع. يساعد هذا التقسيم مدير المشروع في تجزئة إدارة المشروع من كتلة واحدة تحتاج لوقتٍ وجهد كبيرين لإتمامها، إلى كتل أصغر تقتصد في الوقت والجهد المبذولين لإتمام عملية إدارة المشروع وتنفيذه.

5. تعيين ارتباطات المهام

يسهل المخطط الزمني للمشروع تحديد طبيعة الارتباط بين المهام وكيفية إنجازها، وما هي الشروط الواجب توافرها لإنهاء أي مهمة من المهام المخططة في أثناء إعداد الجدول الزمني لتنفيذ المشروع.

تظهر أهمية المخطط الزمني للمشروع في تعيين الارتباطات عند وجود عدد كبير من المهام ضمن المشروع الواحد، خاصةً في حال الاعتماد على البرامج الحاسوبية في إعداد هذه الجداول، كإعداد مخطط جانت Gantt عبر برنامج إدارة المشاريع، مثل برنامج: MS-Project, Primavera وغيرها.

6. وضوح متطلبات المشروع

تظهر متطلبات ومهام المشروع بشكلٍ واضح لأعضاء الفريق، وما هو مطلوب منهم كواجبات من خلال جدول زمني شامل ودقيق، إذ يتفق أعضاء الفريق على الأحداث الرئيسية ضمن المشروع، والمخاطر المحتملة وآلية معالجة هذه المخاطر في حال حصولها.

إيجابيات وسلبيات المخطط الزمني للمشروع

تتعدد الإيجابيات التي يقدمها المخطط الزمني للمشروع في تخطيط وتنفيذ المشروعات، كما يوجد للمخطط سلبيات لا يمكن تجاهلها من أجل التغلب عليها. تكمن براعة مدير المشروع في تخطيط المشروعات والجدولة الزمنية لها بتعزيز الإيجابيات قدر الإمكان، ومحاولة خفض آثار السلبيات إلى الحد الأدنى.

إيجابيات المخطط الزمني للمشروع

تطال إيجابيات المخطط الزمني للمشروع مجالات عدّة تسهل عمل الفريق، إضافة إلى الكادر الإداري، كما تساعد في توجيه الأنشطة. فيما يلي أهم إيجابيات المخطط الزمني للمشروع:

  • تبسيط العمل المعقد في أنشطة قابلة للإدارة.
  • تنظيم المهام والمشروعات.
  • وضع أطر زمنية قابلة للتطبيق.
  • إدارة أولويات الأنشطة.
  • تحديد المسار الحرج.
  • تسهيل تحقيق أهداف المشروع.
  • تأمين رؤية واضحة لفريق العمل.
  • إدارة موارد المشروع.
  • التخطيط للتعامل مع المخاطر التي يحتمل حدوثها في أثناء تنفيذ المشروع.

سلبيات المخطط الزمني للمشروع

قد يؤثر المخطط الزمني بشكل سلبي على الأداء، كما قد يصعب عمليات إدارة الأنشطة الخاصة بالمشروع، لذا لا بد من التغلب على هذه السلبيات لضمان جودة النتيجة المحققة. من السلبيات المرتبطة بالمخطط الزمني للمشروع:

  • احتمالية التسبب برفع مستوى التعقيد في حال عدم التصميم بشكل صحيح.
  • المراقبة والتحديث المستمر طوال فترة قيام المشروع.
  • ازدياد مستوى الصعوبة في إدارة المخطط الزمني للمشروع عند وجود عدد كبير من المهام.

إدارة الجدول الزمني للمشروع

للاستفادة من المخطط الزمني للمشروع، لا بد من إدارة الجدول الزمني بطريقة بسيطة تزود مدير المشروع بأغلب المعلومات اللازم توافرها عن المشروع. كما يجب إيجاز الجدول الزمني للمشروع باستبعاد الخطوات التفصيلية لإتمام الأنشطة، وهو ما يساعد في تحديد كيفية إدارة الجدول الزمني للمشروع، من أهم الخطوات لإدارة الجدول الزمني للمشروع:

أولًا: اختيار مكونات المخطط الزمني للمشروع

يتكون المخطط الزمني للمشروع من مجموعة من العناصر التي تشكل الصورة الكلية للمشروع وكيفية إدارته. تتنوع مهام هذه العناصر ودورها ضمن هذا المخطط. تظهر مهارة مدير المشروع في كيفية استخدام فن إدارة المشروعات، لإعداد هذه المكونات وتحديثها في مختلف مراحل إدارة المشروعات.

1. تنظيم وحدات العمل في المشروع Working Units

وهي الوحدات المستخلصة من هيكل أنشطة المشروع أو ما يعرف بمخطط WBS. تشكل كل مجموعة من الأنشطة وحدة عمل يمكن إسنادها لأحد أعضاء فريق عمل المشروع، ويكون مسؤولًا عن تنفيذها أمام مدير المشروع. يتوجب على مدير المشروع إعداد الأنشطة ضمن المخطط الزمني للمشروع بشكل يضمن عدم تعارض المهام بين الفرق، وتحديد مسؤوليات كل عضو بحيث لا يؤثر على عمل بقية الأعضاء ضمن الفريق.

2. تحديد العلاقات بين أنشطة المشروع Dependencies

عند تخطيط المشروعات والجدولة الزمنية الخاصة بها، يراعي مدير المشروع العلاقة بين وحدات العمل والأنشطة الموجودة ضمن هذه الوحدات، إذ توجد أربع علاقات مختلفة بين أنشطة أو وحدات العمل ضمن المخطط الزمني للمشروع. يتيح تحديد العلاقات لمدير المشروع المرونة في العمل، وإمكانية إجراءات التغييرات لتتوافق مع طبيعة هذه العلاقات. تشمل العلاقات بين أنشطة المشروع:

نهاية النشاط (أ) شرط لبداية النشاط (ب)

في هذا النوع من العلاقات، لا يمكن للنشاط (ب) أن يبدأ قبل إتمام النشاط (أ) بشكل كامل، وهي أكثر العلاقات انتشارًا عند إنشاء جدول زمني لمشروع. يمكن وصف البدء ببيع منتج كنشاط (ب) بعد إتمام الخطة التسويقية كنشاط (أ) أحد الأمثلة على هذا النوع من العلاقات.

نهاية النشاط (أ) شرط لنهاية النشاط (ب)

لا يمكن للنشاط (ب) أن ينتهي إلا في حال انتهاء النشاط (أ)، لكن لا ترتبط بداية النشاط (ب) ببداية النشاط (أ). يعد مثال عدم إنهاء تصميم الهوية البصرية كنشاط (ب)، إلا بإنهاء دراسات تصميم الموقع كنشاط (أ) مثالًا على هذه العلاقة.

بداية النشاط (أ) شرط لنهاية النشاط (ب)

لا يمكن للنشاط (ب) أن ينتهي قبل أن يبدأ النشاط (أ)، دون التقيد بزمن بداية النشاط (ب). كمثال على هذا النوع من العلاقات، يمكن طرح فكرة تسليم بيانات الموقع، فلا يمكن لفريق تصميم الموقع إنهاء عملية التصميم كنشاط (ب)، قبل بدء العميل بفحص التصاميم المنجزة كنشاط (أ).

بداية النشاط (أ) شرط لبداية النشاط (ب)

لا يمكن للنشاط (ب) أن يبدأ قبل بداية النشاط (أ)، دون التقيد بزمن إنهاء النشاط (أ). لا يمكن البدء بكتابة المحتوى لمقال معين كنشاط (ب) قبل البدء بالبحث عن المحتوى المشابه لهذا المقال كنشاط( أ) هو مثال لهذا النوع من العلاقات.

3. تعيين المعالم الرئيسية للمشروع Milestones

تدل معالم المشروع على سيره ضمن الوقت المخطط له، فهي عبارة عن إشارات دلالة تنفيذية، لإجراء قياس بين ما نفِذ فعليًا عند زمن معين، وما يجب تنفيذه عند هذا الزمن، استنادًا للخطة الموضوعة، واتخاذ الإجراء المناسب بعد القياس نسبة إلى نقاط العلام.

كمثال على المعالم الرئيسية للمشروع، يمكن طرح فكرة إنهاء بناء الجدار رقم (3) في نهاية يوم العمل الخامس عشر في المشروع. إذا انتهى اليوم الخامس عشر دون إنهاء الجدار، فلا بد لمدير المشروع من دراسة الخطة الزمنية وتصويب الأخطاء في حال وقوعها، قبل الاستمرار بتنفيذ المشروع استنادًا لهذه الأخطاء.

ثانيًا: تخصيص الموارد للمشروع

يساعد المخطط الزمني للمشروع إضافةً إلى هيكل المشروع ووحدات العمل الموجودة ضمنه، على تقدير الموارد اللازمة لتنفيذ المشروع. يضمن التخصيص الصحيح للموارد الاستفادة منها للحد الأقصى، دون الهدر في الموارد التي لا لزوم لوجودها ضمن المشروع.

إذ تبرز خبرة أصحاب القرار بطريقة تجنيب المشروع من التأخيرات الزمنية، الناتجة عن التخصيص السيئ للموارد. إضافة إلى تنظيم عمل الموارد بطريقة لا تشكل إرهاقًا للموارد، في فترة تنفيذ معينة ضمن المشروع، وفراغا واضحًا في فترة أخرى.

في حالة عدم وضوح الموارد البشرية للمشروع قبل البدء، يمكن تعيين وصف العنوان الوظيفي للمهمة ثم لاحقًا إضافة اسم الشخص للمهمة. كمثال على ذلك، يمكن ذكر اسم مطور ويب في بداية المشروع، وتحويله إلى اسم أحد أعضاء فريق تطوير الويب في أثناء التنفيذ، والاتفاق على اسم الشخص المنفذ.

يمكن الاستفادة من الترميز اللوني للمهام، عند توزيع الأشخاص والموارد على المهام والمسئوليات المختلفة. يستخدم هذا الترميز في شرح بعض المبادئ المتعلقة بالجدول، ويُدرج توضيح مع الجدول يشرح معنى الألوان المستخدمة. لذا يعد الترميز اللوني من العناصر المهمة في نجاح إدارة الجدول الزمني للمشروع.

ثالثًا: تقدير المدة الزمنية للمشروع

يعتمد تقدير المدة الزمنية للمشروع على عدد الأنشطة المرتبطة به، إذ تقدَر مدة النشاط الواحد وفقًا لعدة طرق، منها تقدير القيمة الوسطى للنشاط، ومنها تقدير ثلاث قيم لكل نشاط: (أولها المدة في أحسن ظروف العمل، وثانيها المدة في أسوأ ظروف العمل، وثالثها القيمة المتوقعة في ظل الظروف الطبيعية)، أو يمكن اختيار أي طريقة أخرى ملائمة لتقدير المدة الزمنية للمشروع.

توجد العديد من العناصر التي تؤثر على تقدير المدة الزمنية للمشروع، منها القيود المفروضة على المشروع، والمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المشروع، إضافةً إلى الموارد المتاحة للاستخدام ضمن المشروع. وتكون المدة الزمنية الإجمالية لكامل المشروع، هي مجموع فترات الأنشطة التي يقوم عليها.

يجب على مدير المشروع ألا يغفل عن عدد الساعات المعتمدة في دوام الفريق، والعطل الأسبوعية، إضافةً إلى العطل والإجازات التي تعتمدها الشركة في نظامها الداخلي من أعياد وغيرها، وأخذها بالحسبان في مرحلة التخطيط، ما يخفض مخاطر فشل تنفيذ المشروع أو الإنهاء في الوقت المحدد.

رابعًا: تحديد المسار الحرج في المشروع

يصف المسار الحرج ضمن الجدول الزمني للمشروع، مجموعة النشاطات المتعاقبة التي تؤخر من مدته الكلية، في حال تغير مدة أي نشاط من أنشطة المجموعة. ويمكن السماح لباقي النشاطات التي لا تقع على المسار الحرج ببعض التأخير، دون تجاوز الفترة الكلية للمشروع.

يتحدد المسار الحرج للمشروع من خلال تعيين أطول مسار زمني لمجموعة أنشطة متعاقبة ضمن المخطط الزمني للمشروع، ويجب على مدير المشروع تعديل المخطط الزمني لضمان وجود مسار حرج وحيد لكل المشروع، إذ أن تعدد المسارات الحرجة يؤدي إلى صعوبات وتعقيدات لا مبرر لها في إدارة المشروع.

لا بد من متابعة تقدم الأنشطة والقيام بالحسابات يوميًا أو أسبوعيًا -حسب درجة تعقيد المشروع- والمقارنة مع الخطة، حرصًا على عدم حصول أي تغيير في المسار الحرج للمشروع، وتعديل الخطة الخاصة بالمشروع بما فيها الجدول الزمني للسيطرة على هذا التغير، مع التأكيد على إيلاء الأنشطة الموجودة على المسار الحرج اهتمامًا إضافيًا، لأهميتها عن سائر أنشطة المشروع.

خامسًا: تقليص الجدول الزمني للمشروع

تضطر إدارة الشركة في كثير من الأحيان إلى تقليص الجدول الزمني للمشروع، إذ يتوجب على مدير المشروع التنفيذ ضمن فترة زمنية أقصر من الفترة الممنوحة في مرحلة تخطيط الجدول الزمني للمشروع.

يمكن تقليص الجدول الزمني من خلال الاعتماد على موارد إضافية، وتخصيص مبالغ مالية أكبر لتنفيذ الأنشطة المتبقية من المشروع، وهي طريقة مكلفة وتتسبب بأعباء مالية إضافية للمشاريع المتوسطة والصغيرة. لذا، لا بد من استخدامها بطريقة حذرة حتى لا يتأثر المشروع سلبًا.

كما يمكن اللجوء إلى تقليص أنشطة المسار الحرج، التي تؤدي بدورها إلى تخفيض المدة الإجمالية للمشروع، بشرط عدم نشوء مسار حرج جديد بعد التقليص. وهي طريقة أقل كلفة لأن الموارد والمبالغ مخصصة لمجموعة أنشطة المسار الحرج، وليس لكافة أنشطة المشروع.

طريقة عمل جدول زمني للمشروع

لإنشاء الجدول الزمني للمشروع، لا بد من تحديد مهام وأنشطة المشروع استنادًا لهيكل الأنشطة، وتعيين تاريخ البدء والانتهاء المتوقع لكل نشاط من الأنشطة، إضافةً إلى تحديد الزمن اللازم لتنفيذ النشاط. يجب على مدير المشروع تحديد طبيعة العلاقة التي تربط بين الأنشطة، وحساب فترة التنفيذ الإجمالية للمشروع، استنادًا لزمن الأنشطة والعلاقات الرابطة بينها.

بعد احتساب الفترة الإجمالية للتنفيذ، يجب على مدير المشروع تحديد الأنشطة المتوازية ضمن المخطط الزمني للمشروع، وهي المهام التي لا توجد أي علاقة ارتباط فيما بينها، حيث يمكن البدء بأحد هذه الأنشطة دون التأثر أو التأثير بالنشاط الموازي.

لا بد من تحديد المسار الحرج الخاص بالمشروع، وهو المسار الذي يحتاج أطول فترة زمنية لتنفيذه. ولا بد من تجنب وجود مسارين حرجين والتعديل بالمخطط الزمني للمشروع للحفاظ على مسار حرج واحد.

قراءة المخطط الزمني للمشروع والبرمجيات المستخدمة

توجد العديد من نماذج المخططات التي يُعتمد عليها لتكوين البرنامج الزمني لتنفيذ المشروع، أشهرها مخطط الشبكة Network Diagram ومخطط جانت Gantt Chart.

لقراءة الجداول الزمنية للمشاريع، لا بد من معرفة آلية رسم المخطط الزمني، إذ يمثَل كل نشاط بخط يدل طوله على الفترة الزمنية اللازمة لإكمال النشاط، حسب وحدة الزمن المعتمدة في المشروع، مثلًا بالأيام أو الأسابيع أو الشهور. كما تُظهِر الأسهم الصادرة والواردة من وإلى هذا النشاط نوع العلاقة التي تربطه نشاط بآخر، وهو ما يسهل عملية تتبع الأنشطة من خلال الرسم.

يمكن الاعتماد على مجموعة متعددة من البرمجيات والأدوات التي تساعد على رسم المخطط الزمني للمشروع، خاصة في حال الاعتماد على مخطط جانت Gantt. إذ تفيد هذه البرمجيات في تطبيق النمط اللوني لتمييز مسؤوليات المهام بين الفرق، وتعمل على رسم المخطط الشبكي وتحديد المسار الحرج والزمن اللازم لتنفيذه، إضافةً إلى تكوين علاقات الارتباط بين الأنشطة، ووضع المعالم الرئيسية بكل يسر وسهولة.

توفر هذه البرامج الكثير من الوقت والجهد المبذولين من قِبل مديرو المشروعات لإعداد المخطط الزمني للمشروع، ولعل أبرز البرمجيات المعتمدة في إدارة المشروعات وإعداد الجداول الزمنية الخاصة بها هي برامج MS-Project, Primavera, Vizzlo.

للمساعدة في إعداد خطة مشروع متميزة، يمكنك الاستعانة بالخبراء، وتوظيف استشاري أعمال محترف عبر منصة مستقل، المنصة الأكبر للعمل الحر في العالم العربي، ليعد لك خطة مشروع احترافية مع إعداد مخطط زمني بالجودة المطلوبة ووفقًا لإمكانات عملك.

ختامًا، يشكل الجدول الزمني للمشروع عنصرًا غنيًا بالمعلومات لكل مرحلة من مراحل إدارة المشروعات، وتبرز أهمية الجدول من خلال تسهيل عمل المديرين والموظفين، لتتبع سير عمل المشروع وحصر المسؤوليات بما يتعلق بمرحلة التنفيذ. لذا، لا بد لكل مدير مشروع من تحسين قدراته على تصميم وقراءة المخططات الزمنية، لتنفيذ المشروعات بشكلٍ أكثر سهولة وتنظيمًا، وبما يضمن نجاح المشروع.

تم النشر في: أكتوبر 2021
تحت تصنيف: ريادة أعمال | نصائح ريادية