كيف تقرأ بكفاءة

مهما كان سنك أو طبيعة عملك فإن القراءة تشغل حيزًا من حياتك، فنحن إما نقرأ الملفات النصية، البريد، المقالات، المدونات، المجلات، عناوين الأخبار، الكتب الدراسية، ما يعني أنه قلّ ما يمر يوم وإلا كانت القراءة جزءً منه. إذا كنت تقرأ بالطريقة الصحيحة فهذا يعني أنك تفهم ما تقرأه وتتذكره عند الحاجة، أما إذا كنت تنسى كثيرًا مما تقرأ بالرغم من أهميته فهذا يعني أنه عليك أن تبدأ تعلم القراءة بكفاءة. إذًا، كيف تقرأ بكفاءة وتركيز؟

1. حدد هدفك من القراءة

قد يبدو هذا بديهيًا، ولكن الكثير لا يفعله، فنحن نقرأ الكثير من الكلمات دون أن نعرف لماذا نقرأها، هل نقرأ لمجرد التسلية، أم للتعلم، أم لمعرفة المهام المطلوبة وتنفيذها؟ عندما تحدد هدفك من القراءة فهذا يعني أنك ستقرأ بتركيز، وستبذل جهدك لتحقق هدفك من القراءة. فعندما تقرأ لتتعلم لن تترك الكتاب حتى تتأكد من أنك قد فهمت ما جاء فيه. وعندما تقرأ لتتعرف على المهام التكليفية، لن تغلق البريد حتى تفهم بالضبط ما هي الخطوات التالية التي ستتخذها وهكذا.

2. تعرف إلى أي مدى تريد التعمق في دراسة ما تقرأه

عندما تعرف مدى أهمية ما تقرأه يجب عليك أن تحدد كذلك إلى أي مدى تريد التعمق به، فعندها يمكنك أن تقرر كيف تقرأ الكتاب، هل ستقرأه بكل تفاصيله أم يكفي بعض الفصول وحينها ستكون حققت هدفك؟ مثلًا إذا كنت صاحب شركة مؤسسة وتريد القراءة عن التسويق، هدفك هو أن تتعرف على أساسيات التسويق حتى تستطيع إدارة فريقك بفعالية. لكنك بالنهاية لن تصبح ذلك المسوق المحترف. لذا فكل ما تحتاجه من كتاب ما في التسويق هو قراءة بعض الفصول الأساسية. لهذا، مدى رغبتك في التعمق هو الخطوة الثانية حتى تقرأ بكفاءة وتركيز وهي تعتمد على الخطوة الأولى بشكل كبير.

3. تفاعل مع القراءة

ربما هذا الأمر هو أكثر ما يفرق بين من يقرأ لمجرد القراءة ومن يقرأ ليستوعب ما يقرأه، عندما تقرأ حاول أن تتفاعل مع ما تقرأه، خاصة إذا كان الأمر فني جدًا أو تخصصي، فكيف تقرأ مقال برمجي على سبيل المثال دون تنفيذ الأمثلة التي تقرأها والتغيير فيها حتى تستوعبها جيدًا؟ فلا يكفي قراءتها فقط، بل حاول أن تكتب ملاحظاتك عما تقرأه من أشياء أعجبتك وأشياء تجدها غير منطقية، حتى ولو كانت رواية أو قصة، فقد يوجد خطأ أو شيء مثير بالحبكة، الملاحظات ستجعلك تتذكر وتستوعب ما تقرأه بشكل أفضل.

4. فرّق بين أنواع المادة التي تقرأها

يوجد الكثير من أنواع المحتوى المقروء فكل منها يقوم بتنظيم المعلومات بشكل مختلف، ومدى التعمق في الموضع يختلف أيضًا، فمقالة بمدونة ما تختلف عن كتاب في نفس الموضوع. عندما تتعامل مع كل محتوى بحسب مواصفاته حينها سيمكنك الاستفادة منه بطريقة أفضل. بعض أنواع المحتوى:

المجلات والأخبار

معظم المجلات والأخبار تعتمد على الأمور الشيقة حول موضوع ما، وتتجاهل أي تفاصيل قد تبدو مملة –بالرغم من كونها مهمة- ما يزيد من مبيعاتها وتسويقها. كيف تقرأ المجلات أو الأخبار بالطريقة المثلى؟ عن طريق تصفح العناوين والذهاب مباشرة للمقالات المهمة التي جذبتك. ثم البدء في القراءة على أن تضع باعتبارك أن المقال لن يغطي جميع التفاصيل وأن ربما عليك قراءة تفاصيل الموضوع من مصادر أخرى ووجهة نظر مختلفة.

المقالات

أغلب المقالات تبدأ بمقدمة للتعريف بفائدة المقال أو جذب انتباهه، لذا يمكنك الاستفادة من المقدمة لإتخاذ قرارك بالاستمرار في القراء أم لا، ففي المقدمة ستجد الفائدة التي ستخرج بها من المقال. يمكنك كذلك تصفح المقال أولًا وقراءة العناصر والعناوين الفرعية إذا لم تتخذ قرارك بعد، إذا استمريت بالقراءة وأعجبك المقال فيمكنك حفظه بالمفضلة أو بمكان ما حتى يمكنك الرجوع إليه عند الحاجة.

الكتب

لقراءة الكتب فوائد عديدة، وهي تختلف عن النوعين السابقين في المدة التي يمكنك إنجاز كتاب فيها، وكل على حسب استيعابه، فيوجد من يمكنه إنهاء قراءة الكتاب في يوم، أو يومين، وحتى أسبوع وشهر على حسب حجم الكتاب وتخصص المحتوى. كيف تقرأ الكتب؟ يجدر بك قبل القراءة تصفح الفهرس وتحديد الفصول المهمة لقراءتها، إذا كنت لا تعرف كيف تحدد أهميته، انتقل لمقدمة الفصل واقرأها، حينها ستعرف مدى أهميته.

نظم وقتك بحيث تعطي كل فصل من الفصول حقه في الدراسة أو القراءة، فبعض الفصول قد يكون أصعب في الاستيعاب من غيره من الفصول، فلا تحدد يومًا لكل فصل عدديًا، لكن قم بتقدير صعوبة الفصل في الدراسة والتطبيق، لتقدر وقتك تقدير واقعي.

5. أعد هيكلة ما تقرأ

قد يعتمد الكاتب هيكلية معينة عند كتابة المقال أو الكتاب، مثلًا استخدام الأرقام، أو على حسب تدرج المواضيع. لكن هيكل المقال أو الكتاب ليس مفروض عليك كقارئ. إذا كانت لديك فكرة مبدئية عما تقرأ وتستطيع إعادة هيكلة الكتاب أو المقال لزيادة استيعابك فأفعل. فيمكنك أن تعيد ترتيب الفصول حسب رغبتك ومن ثم تبدأ بقراءتها. يستثنى بالطبع الروايات والقصص لأنها تعتمد ترتيب لا يمكن تخطيه وإلا ستفسد على نفسك متعة الحبكة.

6. لخّص ما قرأته

حتى تقرأ وتستفيد بما قرأته، عليك بكتابة أفكارك بعد قراءة كل جزء من المحتوى. ستنمي هذه العادة مهارة الاستحضار والتفكير لديك، وعند كتابة الملخص لا تكتب أفكار الكتاب كما قرأتها بأسلوب الكاتب، ولكن فكر واكتب بطريقتك، سيساعدك هذا على تذكر واستيعاب ما قرأته جيدًا. نسّق ما كتبته وفرّق بين العناوين الرئيسية والفرعية بأسلوب متسلسل، فهذا سينمي مهارة الكتابة لديك، وستتمكن من إنهاء قراءة الكتاب دون ملل.

القراءة محور رئيسي في حياتنا، كيف تقرأ أنواع المحتوى المختلفة سيؤثر في إنتاجيتك ومدى استفادتك من قراءة الكتب وغيرها. من أجل هذا، احرص على تحديد أهداف للقراءة قبل البدء، بالإضافة إلى مدى رغبتك في التعمق، ولا تنس أن تتفاعل مع ما تقرأ وتكتب ملخصًا لما قرأته بعد الإنتهاء. أخبرنا نصائحك عن القراءة وكيف تقرأ وتتفاعل مع ما قرأت؟

تم النشر في: تطوير المهارات