تُحسِن التطورات التكنولوجية المستمرة طرق إنشاء وبرمجة ألعاب الفيديو؛ وهذا بدوره حسّن تجربة الألعاب وأدى إلى انتشارها وزيادة الطلب عليها، حتى أصبح سوق برمجة الألعاب من الأسواق الرائدة سريعة النمو في مجال صناعة البرمجيات. لكن ما هي برمجة الألعاب؟ وكيف يمكنك تطوير لعبة فيديو ممتعة؟

جدول المحتويات:

ما المقصود ببرمجة الألعاب؟

تُعدّ برمجة الألعاب المرحلة التطبيقية من عملية تطوير الألعاب، ويكتب فيها مبرمج الألعاب الشيفرات البرمجية التي يتراوح مستواها بين بسيطة إلى معقدة حسب نوع اللعبة، باستخدام لغات البرمجة المناسبة. تحوّل هذه الشيفرات البرمجية تصميم اللعبة الجامد إلى لعبة تفاعلية، ليغوص المستخدم في تفاصيلها ويقضي أوقاتًا ممتعة.

تنفّذ الشيفرات المكتوبة في مرحلة برمجة الألعاب جميع المكونات والعمليات الخاصة باللعبة والتي تشمل؛ سيناريو اللعبة والواجهات الخاصة بها، والمحتوى البصري والصوتي، والإعدادات التي يخصصها المستخدم لتكوين تجربة اللعب، والاتصال بالخادم الرئيسي الذي يدير اللعبة عبر شبكة الإنترنت، وكذلك الاتصال بقواعد البيانات لتخزين معلومات اللاعب ضمن اللعبة.

ما الفرق بين برمجة وتصميم الألعاب؟

تُعدّ تصميم وبرمجة الألعاب بمنزلة مراحل متتالية، تتألف كل منها من عدّة عمليات مترابطة تحقق التصور الكامل للعبة النهائية. إذ تتضمن مرحلة تصميم الألعاب وضع مخطط تفصيلي، يوضّح الصورة النهائية التي يُخطَط أن تكون عليها اللعبة، وجميع محتويات هذه الصورة من بصريات وصوتيات، ويستخدم في ذلك عدة برامج مثل؛ الفوتوشوب لصناعة الصور، ومايا أو 3D MAX لصناعة الرسومات ثلاثية الأبعاد، وAdobe Audition لتصميم المحتوى الصوتي.

في حين تُكمِل برمجة الألعاب عمل مرحلة التصميم، إذ تبدأ باختيار لغة البرمجة المناسبة لكل عملية، ثم تُبنى اللعبة فعليًا وتبدأ ملامح المنتج النهائي بالظهور. وذلك عن طريق ربط عناصر التصميمات المختلفة معًا وتحويلها إلى مكون واحد متكامل، بالإضافة إلى تضمين المحتويات في قاعدة بيانات اللعبة.

أهمية برمجة الألعاب

تتعدد الأسباب التي تجعل من مجال برمجة الألعاب مجالًا واعدًا؛ أهمها توفيره أرباحًا كبيرة للمستثمرين به تقدر بمليارات الدولارات، وستصبح أكبر من ذلك بكثير في السنوات القادمة. إذ يمتلك هذا المجال قاعدة جماهيرية كبيرة، فمعظم الأشخاص باختلاف فئاتهم العمرية يقضون أغلب أوقات فراغهم في اللعب، وبخاصةٍ بعد التنوع الكبير الذي شهده هذا المجال وتقديمه ألعابًا مختلفة الغايات؛ منها الترفيهية والتعليمية وغيرها.

يستفيد مجال برمجة الألعاب دومًا من التقنيات النامية؛ مثل الواقع المعزز Augmented reality والواقع الافتراضي Virtual reality، لإضفاء الواقعية على تجربة اللعبة وتحسين تجربة المستخدم. وتقنيات تعلم الآلة لتطوير إمكانيات اللاعب الذي يكون بمثابة الحاسوب، وهذا بهدف رفع مستوى التحدي عندما يختار اللاعب اللعب ضد الحاسوب. ما يؤكد على حتمية نمو مجال برمجة الألعاب باستمرار وبُعده كل البعد عن الركود.

ما أبرز أنواع الألعاب التي يمكن برمجتها؟

يوجد في مجال برمجة الألعاب ثلاثة أنواع، وهي:

الألعاب ثنائية الأبعاد 2D

يُعدّ أبسط أنواع الألعاب وأقدمها، تظهر فيه اللعبة بشكلٍ مسطح ولا يمتلك اللاعب قدر كبير من الحرية في الحركة، حيث يمتلك كل كائن فيها الإحداثيات X\Y يتحرك وفقها؛ مما يحدد حركته في أربع اتجاهات فقط: يمين ويسار وأعلى وأسفل. لذلك يكون التحكم بالشخصيات فيها أبسط.

تنشئ الألعاب ثنائية الأبعاد ببساطة من خلال تتالي صور تدعى الإطارات Frames، يُظهر هذا التتالي تقدم تدريجي في الخطوات. وبسبب بساطتها يمكن رسم التصميم المبدئي يدويًا، ثم تطبيقه على برامج التصميم.

الألعاب ثلاثية الأبعاد 3D

يظُهر اسم هذا النوع وجود بُعد إضافي على النوع السابق، تتيح هذه الإضافة المشهد الواقعي والحركة الكاملة كالتحرك في جميع الاتجاهات والدوران 360 درجة، ويمتلك كل كائن فيها طول وارتفاع وعمق. وهو ما يجعل هذا النوع من الألعاب أكثر تعقيدًا ولكنها أكثر إمتاعًا بالتأكيد. يتطلب بناء لعبة ثلاثية الأبعاد ناجحة الكثير من الوقت والجهد والموارد؛ وخبرة كبيرة في مجال التصميم والتحريك.

ألعاب 2.5D

يشير هذا المصطلح غالبًا إلى الألعاب ذات طريقة اللعب ثنائي الأبعاد التي تتميز برسومات ثلاثية الأبعاد، أو الألعاب ثلاثية الأبعاد التي تستخدم كائنات ثنائية الأبعاد. يمكن إنشاء هذه الألعاب من خلال برامج التصميم، عبر تطبيق الظلال على الكائنات ثنائية الأبعاد. أبسط مثال هو رسم كائن بسيط وجعله يلقي ظلاله على الخلفية وتحريك هذه الظلال؛ ليظهر بذلك بُعد غير واقعي ولكن مظهره يوحي بذلك.

ما هي أفضل لغات برمجة الألعاب؟

تتنوع لغات برمجة الألعاب، وفيما يلي أشهرها:

لغة سي بلس بلس ++C

تُعدّ لغة ++C هي اللغة الأساسية في مجال برمجة الألعاب، ولا يمكن لأي مبرمج ألعاب احتراف هذا المجال دون إتقانها. رغم صعوبة هذه اللغة، إلا أنها لغة كائنية التوجه Object-oriented language؛ أي تُساعد المبرمج على تنظيم الشيفرة البرمجية في صورة أجزاء Blocks قابلة لإعادة الاستخدام، وتتميز بتنفيذ الأوامر بسرعة عالية.

كما تتيح للمبرمج تحكم كامل ومباشر في تصميم وبناء اللعبة الداخلي، وبالتالي تسمح بتحكم أكبر في تحسين تجربة المستخدم. وتتميز بامتلاكها العديد من المكتبات الخاصة ببرمجة الألعاب، التي تُسهّل مهمة المبرمج وتُمكنه من إنتاج ألعاب عالية الجودة. إضافةً إلى أنها تدعم العديد من محركات تطوير ألعاب الفيديو مثل محرك Unity ومحرك Godot ومحرك Unreal.

لغة سي شارب #C

تأتي لغة #C في المرتبة الثانية بشهرتها في برمجة الألعاب، وذلك بسبب دعمها محرك Unity الذي يٌعد أقوى محركات الألعاب. تتشابه هذه اللغة مع لغتي C و++C من ناحية الصياغة، إلا أنها أكثر سهولة في التعلم والاستخدام.

يمكن باستخدامها تصميم المنطق العام للعبة، وإنشاء الأحداث وتطبيق قوانين الفيزياء، والاستجابة لمدخلات المستخدم، والتحقق من الاصطدامات، وإدارة الذاكرة تلقائيًا. ويحدث كل ذلك بسلاسة وسرعة دون التضحية بتجربة المستخدم، وتكون الألعاب الناتجة منها قابلة للتشغيل على أنظمة التشغيل المختلفة، سواء كانت أندرويد أو آي أو إس.

لغة جافا سكريبت JavaScript

رغم أن جافا سكريبت لغة أساسية في مجال تطوير الويب، إلا أنها تستخدم في برمجة الألعاب من النوع ثنائي البُعد التي تُستخدم على المتصفح مباشرةً. تحتوي جافا سكريبت على مجموعة كبيرة من الأدوات والأطر مثل WebGL وHTML5 Gaming framework Phaser، وتدعم عدة محركات منها محرك JMonkey. كما تمتلك مجتمع ضخم من المطورين؛ الأمر الذي يتيح إمكانية الاستعانة بالشيفرات البرمجية السابقة التي كتبوها، والتي يمكن استخدامها مباشرةً دون الحاجة إلى إجراء الكثير من التعديلات.

إضافةً إلى هذه اللغات، توجد العديد من اللغات الأخرى التي تُستخدم في برمجة الألعاب لكنها أقل شهرة من سابقتها، مثل لغة جافا Java وبايثون python.

المهارات اللازم توافرها لدى مبرمج الألعاب

توجد العديد من المهارات التي ينبغي أن يتمتع بها مبرمج الألعاب المحترف، مثل:

1. معرفة أساسيات محاكيات الألعاب

يُعتمد على محاكيات الألعاب Games engines في توفير البيئة اللازمة لتطوير أي لعبة من أي نوع، إذ يوفر المحاكي أدوات وقوالب ومكتبات ووظائف جاهزة؛ تسهّل مهام المطوّر في تنفيذ مختلف مراحل تطوير اللعبة. لذلك تُعد المعرفة بأساسيات محاكيات الألعاب من مهارات مبرمج الألعاب المحترف الأساسية.

2. المهارات البرمجية

صحيح أنه يمكن إنشاء لعبة فيديو بسيطة دون اللجوء إلى البرمجة المعقدة باستخدام محاكيات الألعاب، لكن عندما يكون مستوى اللعبة معقدًا أو عندما توجد حاجة لإضافة تفاصيل معينة، سيكون التمكن من لغات البرمجة الخاصة ببرمجة الألعاب الخيار الأكثر مناسبةً وسهولة.

3. الاهتمام بمجال الألعاب

تُضمّن معظم ألعاب الفيديو أفكار التكنولوجيا وتطبيقاتها داخل هذه الألعاب؛ ما يجعل معظم مستخدمي الألعاب مواكبين للتكنولوجيا لتحليل مزايا الألعاب الجديدة دومًا. ما يحتم على مبرمج الألعاب متابعة كل ما هو جديد في هذا المجال والإلمام بمختلف أنواع الألعاب؛ لمعرفة احتياجات العملاء وتلبيتها.

4. أساسيات تصميم الألعاب

لا يُطلب من مبرمج الألعاب أن يكون ذو خبرة عميقة في التصميم، ولكن يجب أن يكون ملمًا بأساسيات تصميم الألعاب، لكي يتمكن من فهم مُخرجات عملية التصميم التي سيبرمجها، وتحريك الشخصيات والكائنات الموجودة في اللعبة. لذلك ينبغي على المبرمج أن يمتلك معرفة بأساسيات برامج الرسوم المتحركة بنوعيها؛ ثنائية وثلاثية الأبعاد.

5. مهارات إدارة الوقت والتواصل الجيد

التواصل الجيد وإدارة الوقت من المهارات الضرورية لمبرمج الألعاب المحترف، وذلك لمتابعة العمل مع صاحب المشروع وإعلامه بجميع التطورات في كل خطوة، والتواصل الفعال مع باقي أعضاء الفريق من مصممين ومهندسي صوت وغيرهم، للوصول إلى أفضل منتج نهائي. إضافةً إلى ضمان تنفيذ كل جزئية في اللعبة في وقتها المحدد، وتسليم المنتج النهائي ضمن الإطار الزمني المحدد.

6. حل المشكلات

بعد الانتهاء من تطوير اللعبة، تبدأ مرحلة الاختبارات والتي قد تظهر فيها العديد من المشكلات الواجب إصلاحها قبل إطلاق اللعبة. لذا يجب على المبرمج أن يعرف أكثر المشكلات حدوثًا وطرق معالجتها. كما قد تظهر بعض المشكلات أثناء تطوير اللعبة في مراحلها المختلفة.

كيف تحقق الربح من تطوير اللعبة؟

لا يتحدد نجاح اللعبة بمدى حداثة فكرتها أو شعبيتها فقط، بل أيضًا بمدى فعاليتها في تحقيق الربح المادي لمبرمجيها والمستثمرين بها، وتختلف أساليب الربح من الألعاب، من أهمها:

1. التنزيل المدفوع

يُعدّ التنزيل المدفوع أشهر طريقة لتحقيق الربح من أي منتج برمجي؛ أي إتاحة اللعبة بشكلٍ مدفوع، فلن يتمكن أي شخص من تنزيلها واللعب بها إلا إذا اشتراها في البداية. كما قد تُتاح مجانًا في البداية ولكن ذلك للإصدار الأولي فقط، أما في حال أنهى اللعب في هذا الإصدار وقرر الانتقال إلى الإصدار الأعلى، يكون مدفوعًا.

تواجه هذه الطريقة بعض الصعوبات، إذ لا يفضل الكثير من الأشخاص الدفع مقابل الحصول على لعبة غير معروفة، خصوصًا إذا كانت لمطور جديد، لذا يمكن في هذه الحالة الانتقال إلى إحدى الطرق التالية.

2. الإعلانات

لا تُعدّ الإعلانات مصدر الربح الأساسي للمواقع الإلكترونية وتطبيقات الجوال فحسب، بل تُستخدم في ألعاب الفيديو أيضًا. تتنوع هذه الإعلانات حيث يمكن أن توجد في صفحات المتجر الذي يمكن تنزيل اللعبة منه، أو داخل اللعبة نفسها. ويحقق المطور الربح عندما يقوم اللاعب بمشاهدة الإعلان أو التفاعل معه. أبرز هذه الأنواع:

  • الإعلانات القابلة للعب Playable Ads: تعطي اللاعب فكرة عن ماهية اللعبة، وتُعدّ بمثابة إصدار تجريبي قبل أن يُنزّل اللعبة، إذ يمكنه استخدامها لفترة زمنية محددة تتراوح بين 15 ثانية و10 دقائق، ثم يُطلب منه تنزيل اللعبة. ويمكن أن تكون هذه الإعلانات في البداية فقط قبل تنزيل اللعبة، أو لكل مستوى داخل اللعبة.
  • إعلانات الفيديو Video Ads: قد يتمثل الإعلان بفيديو موجود داخل اللعبة ويُجبر فيها اللاعب على مشاهدته لاجتياز مرحلة ما. تتراوح مدة الفيديو بين 30 ثانية ولا تتجاوز الدقيقتين، لتجنب تشتيت انتباه المستخدم.
  • إعلانات ضمن اللعبة In-Game Ads: وهي إعلانات مدمجة في تصميم اللعبة، بحيث لا تقاطع اللاعبين وتبدو طبيعية تمامًا. من الأمثلة عليها لوحة إعلانات Adidas في لعبة FIFA.
  • إعلانات البانر Banner Ads: هذا النوع من الإعلانات هو الأبسط من حيث التنفيذ؛ فهي إعلانات مستطيلة الشكل موضوعة في المساحة الخالية أعلى الشاشة أو أسفلها. تُعرض كصورة أو نص أو فيديو، ولا تزعج اللاعب لأنها لا تقاطع تجربة اللعب.

3. الدفع أثناء اللعب

تُعرف الألعاب التي تستخدم طريقة الدفع أثناء اللعب باسم freemium، حيث يُحمّل فيها المستخدم اللعبة مجانًا، وبعد أن يجربها ويستمتع بها، يُطلب منه الدفع داخل اللعبة مقابل الحصول على مكونات تحسّن تجربة اللعب، بهدف إكمال التجربة الممتعة.

تتنوع هذه المكونات، فقد تكون تعزيزات للقوة مثل الخرائط والأسلحة الجديدة، أو عناصر تجميل مثل الألبسة والقبعات والقمصان والأحذية وغيرها من العناصر التي تميز الشخصية التي يلعب بها اللاعب داخل اللعبة عن باقي الشخصيات.

4. تخطي المراحل

تتيح بعض الألعاب إمكانية شراء بعض المراحل، والوصول إلى المراحل المتقدمة في اللعبة. ويدفع بذلك العديد من الأشخاص لتخطي المراحل البدائية، والتي غالبًا ما تكون صعبة وتحتاج الكثير من الوقت والجهد، ويصلون فورًا إلى المراحل المتقدمة طمعًا بالتمتع بمزاياها.

كيفية تطوير لعبة فيديو ممتعة

تتشابه الألعاب في مراحل تطويرها العامة مع أي منتج برمجي آخر كمواقع الويب وتطبيقات الجوال، لذا غالبًا ما تمر عملية تطوير الألعاب بالمراحل التالية:

1. تحديد متطلبات التطوير

يُعدّ تحديد متطلبات التطوير أهم مرحلة في برمجة الألعاب، فهي تحتوي على الخطة الشاملة التي ستنتج لعبة الفيديو؛ وكلما كانت المتطلبات أوضح، كانت النتيجة النهائية أكثر إرضاءً. والتي تتضمن ما يلي:

تحديد نوع اللعبة ومجالها

يشمل تحديد فيما إذا كانت اللعبة ثنائية أم ثلاثية الأبعاد، ويُعدّ هذا بمنزلة العامل الرئيسي في تعيين العديد من التفاصيل الأخرى مثل؛ تحديد الشريحة المُستهلِكة المُستهدَفة والفئة العمرية التي تنتمي إليها، ومعرفة الألعاب المُنافِسة بهدف تحليل نقاط قوتها وضعفها. واختيار نوعية وعدد الطرق التي ستُستخدم لتحقيق الربح من اللعبة، بالإضافة إلى الخطة التسويقية الكاملة للعبة.

اختيار أدوات التطوير

بعد تحديد نوع اللعبة تأتي خطوة تحديد أدوات التطوير اللازمة لكل مرحلة، فإذا اعتمدت اللعبة على المحاكيات لإنجازها؛ يجب اختيار المحاكي الأفضل. أما إذا تضمنت عمليات معقدة؛ فيجب اختيار لغات البرمجة المناسبة لكل عملية من عمليات برمجة اللعبة، وذلك عن طريق تحليل إمكانيات كل لغة ومدى مناسبتها للمهمة. إذ تختلف متطلبات برمجة لعبة ثنائية الأبعاد عن أُخرى ثلاثية الأبعاد.

بما أن اللعبة ثنائية الأبعاد معروفة ببساطتها فهي لا تتطلب قدرات عالية، وبالتالي تكون قدرات لغة بايثون أو جافا كافية لبرمجتها. أما المميزات التي تقدمها الألعاب ثلاثية الأبعاد للاعب والتجربة الواقعية التي يعيشها، تكون بسبب الإمكانيات العالية للغات البرمجة التي تُبرمج بها مثل لغتي ++C أو #C.

تكوين فريق العمل

بعد تحديد المتطلبات والأدوات اللازمة لتطوير اللعبة، يجب تحديد مدى حاجة المشروع إلى أشخاص في فريق العمل، مثل المبرمجين والمصممين ومهندسي الصوت ومختبري الأداء وغيرهم، وتحديد مهمة كل منهم بوضوح.

الإطار الزمني والميزانية

تُعدّ الخطوة الأهم، إذ يجب تخصيص كل مرحلة من مراحل التطوير مع جميع مستلزماتها الفرعية ضمن فترة زمنية معينة، وإعلام كافة أعضاء فريق العمل بها، مع الحرص التام على الالتزام بهذه الفترة. إضافةً إلى تحديد الميزانية الكلية اللازمة لعملية تطوير اللعبة، وتحديد تكلفة تقديرية لكل خطوة من الخطوات السابقة عند الانتهاء من تحديد متطلباتها.

2. توضيح تفاصيل اللعبة

تشمل تفاصيل اللعبة العديد من الأمور الدقيقة والتي لا يقل أي منها أهمية عن الآخر، وتشكل جميعها في النهاية تجربة اللعبة الكلية، منها:

  • قصة اللعبة: تحدد فيما إذا كانت لعبة بسيطة تتضمن بعض الألغاز كألعاب المسابقات والأسئلة الثقافية، أو لعبة استراتيجية كالشطرنج، أو لعبة رياضية كسباق السيارات أو كرة القدم أو لعبة مغامرات كالحروب والقتال.
  • مستويات اللعبة: اختيار عدد المستويات في اللعبة وغالبًا ما تكون ثلاثة مستويات، السهل والمتوسط والصعب. كما تتضمن توضيح مدى صعوبة كل واحد منها بالنسبة للآخر، وعدد المراحل في كل مستوى.
  • قوانين اللعبة: تحدد هذه القوانين كيفية الانتقال من مستوى لآخر، والشروط الخاصة بالفوز أو الخسارة.
  • الشخصيات: تحديد عدد شخصيات اللعبة ودور كل منها، وكيفية تفاعلها مع بعضها البعض ومع البيئة، وذكر قدرات وإمكانيات كل شخصية داخل اللعبة ضمن كل مستوى.

3. تصميم المحتوى البصري

ينفذ مصمم الألعاب جميع أقسام المحتوى البصري باستخدام برامج التصميم المختلفة، ينقسم المحتوى البصري إلى قسمين؛ هيكل وبيئة اللعبة. يشمل هيكل اللعبة الواجهات والعناصر التي تتضمنها هذه الواجهات من أيقونات وأزرار، كزر البدء بلعبة جديدة وزر الاستمرار وزر الإيقاف المؤقت، والمحتوى التوجيهي كالصورة أو الفيديو الترحيبي باللاعب، ودليل استخدام اللعبة.

أما قسم بيئة اللعبة فيشمل تصميم المشاهد الخاصة ببيئة اللعبة كالخلفيات، ورسم الشخصيات وتحريكها. ولا بد أن تكون جميع تفاصيل التصميمات البصرية ملائمة لمجال اللعبة وبخاصةٍ الألوان المستخدمة.

4. تصميم المحتوى الصوتي

يشمل المحتوى الصوتي أصوات النقر على الأيقونات وأزرار التحكم، والأصوات المتضمنة في سيناريو اللعبة، كصوت الركض والارتطام وإطلاق الرصاص في لعبة حربية. وأهم ما فيها أن تكون جودة الصوت عالية ومناسبة للحدث وآنية؛ أي متوافقة تمامًا مع وقت حدوثه. يختار مهندس الصوت الصوتيات المناسبة للعبة حسب نوعها ومجالها، أو يقوم بتسجيل صوتيات جديدة باستخدام برامج إنتاج المحتوى الصوتي.

5. برمجة اللعبة

تُعدّ مرحلة برمجة اللعبة الخطوة التطبيقية الأولى، يكتب فيها مبرمج الألعاب الشيفرات البرمجية اللازمة لتنفيذ العديد من العناصر باستخدام لغات البرمجة المناسبة، وتُجمَّع في النهاية هذه العناصر سويًا تحت إدارة نظام برمجي واحد لتشكل اللعبة النهائية. وتشمل العملية برمجة ما يلي:

  • سيناريو اللعبة: أي برمجة مستويات اللعبة ومُحدِدات الفوز وآلية الانتقال إلى المستوى الأعلى عند تحققها، ومحددات الخسارة، بالإضافة إلى مسار الحركة الخاص بكل شخصية، ومدى التحكم بها.
  • برمجة الواجهات: تشمل برمجة واجهات التحكم التي يغيّر اللاعب إعدادات اللعبة من خلالها، ويخصصها حسب تفضيلاته لتحقيق أفضل تجربة مستخدم، وكذلك برمجة واجهات اللعبة التي تتضمن بيئة اللعبة والأزرار الخاصة بالتنقل وتحريك الشخصيات المختلفة.
  • التصميمات البصرية والصوتية: تحوّل مرحلة برمجة الألعاب التصميمات التي أُعدّت في مرحلة تصميم الألعاب إلى عناصر فعلية؛ فتبرمج الشخصيات لتضفي عليهم الواقعية، وتزامن المحتوى الصوتي مع البصري لزيادة الاندماج في اللعبة، بواسطة برمجة ارتباط العناصر ببعضها وكيفية تغيير الارتباط عند حدوث تغييرات.
  • برمجة الخادم وقواعد البيانات: برمجة الجزء الخاص بالاتصال بقواعد البيانات بهدف تخزين بيانات المستخدم والمعلومات الخاصة بطريقة لعبه والمراحل التي وصل إليها. كما تتضمن برمجة عملية الاتصال بالخادم الخاص بإدارة اللعبة عبر شبكة الإنترنت، خصوصًا إذا كانت من نوع متعدد اللاعبين.

يُحرص في هذه الخطوة أن يُنشئ الاتصال بشكلٍ سريع وخالٍ تمامًا من الأخطاء. لما له من تأثير كبير على تقييم جودة اللعبة واستمرار اللاعبين في استخدامها.

نلاحظ مما سبق أن عملية البرمجة هي الجزء الأكثر أهمية والذي يؤثر بشكلٍ مباشر على نجاح اللعبة. لذا يمكنك توفير الوقت والجهد اللازم لإتمام هذه العمليات الكثيرة والمعقدة عن طريق الاستعانة بأحد خبراء برمجة الألعاب المحترفين ذوي الخبرة العالية على منصة مستقل، أكبر منصة عربية للعمل الحر.

6. الاختبار

تطبق هذه المرحلة العديد من الاختبارات على اللعبة قيد الإنشاء؛ للتأكد من خلوها من الأخطاء البرمجية وتحقيقها للأهداف المحددة والحرص على تقديم لعبة خالية من المشكلات في النهاية. من أهم هذه الاختبارات اختبار الأداء؛ والذي يُجرى بشكلٍ متكرر بعد تضمين الأجزاء المختلفة للعبة، واختبار التكامل بين جميع العناصر من خلال تطبيق سيناريو مبسط للعبة ومراقبة النتائج.

كما يُعد اختبار المقاطعة اختبارًا مهمًا؛ إذ يختبر الحالات التي يُقاطَع فيها اللاعب بسبب مكالمات أو رسائل واردة، أو منبه، أو نفاذ البطارية، وكيف تخزن اللعبة الحالة الراهنة وسرعة استعادتها. ويجب أخذ اختبار سهولة الاستخدام بالحسبان؛ إذ يضمن فعالية وكفاءة عمل جميع عناصر اللعبة من واجهات وأزرار وتنقل سريع، بشكلٍ يقدم أفضل تجربة للاعب.

قد لا تحتاج اللعبة إلى جميع أنواع الاختبارات؛ لذا تُحدد الاختبارات اللازمة لها منذ البداية، يجريها مختبر الألعاب بواسطة الأدوات المناسبة، ويوضح المشكلات الموجودة داخل اللعبة وكيفية إصلاحها. أو تُجرى من خلال تقديم اللعبة إلى مستخدمين فعليين محبين للألعاب، لتجريبها وتقديم معلومات واقعية حول العديد من هذه الاختبارات.

7. إطلاق اللعبة

في هذه المرحلة تكون اللعبة جاهزة للاستخدام بعد الانتهاء من عمليات التخطيط والتصميم والبرمجة واختبار الأخطاء وإصلاحها؛ لذا تُنشر ليتمكن المستخدمون من تحميلها والبدء بالاستمتاع بها. يتوفر العديد من الخيارات لإطلاق اللعبة كإدراجها في متجر تطبيقات Apple ومتجر Google Play، أو إنشاء موقع إلكتروني خاص بها ورفعها عليه، والتسويق لها عبر القنوات التسويقية المختلفة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة.

لا تنتهي عملية تطوير الألعاب بإطلاق اللعبة، إنما توجد عمليات ضرورية تُجرى بعد إطلاقها منها التسويق، ومتابعة آراء المستخدمين وإضافة التحسينات بناءً عليها. ومتابعة المنافسين باستمرار لمعرفة مزاياهم والاستفادة منها في ترقية اللعبة الحالية لإصدارات جديدة.

أخيرًا، أثبت مجال برمجة الألعاب اليوم قدرته على تحقيق ربح مادي ضخم، ويزداد يومًا بعد يوم عدد مستخدميه، ويزداد معه عدد المستثمرين في هذا المجال؛ فما الذي تنتظره للبدء بتطوير لعبتك الخاصة وتحقيق الربح منها؟ أضف مشروعك الآن، ووظف مبرمج ألعاب محترف.

تم النشر في: تطوير تطبيقات الجوال