للمبتدئين: 8 نصائح بسيطة لتطوير مهارات الكتابة

في الوقت الراهن، أصبحت مهارات الكتابة إحدى مهارات المستقبل الذي ينبغي للجميع إتقانها. حتى لو لم تكن في وظيفة تعد فيها الكتابة عنصرًا جوهريًا، فلا شك أنك تستخدم مهاراتك الكتابية استخدامًا شبه يومي، إذ إن مهارات الكتابة تُعدّ جزءًا من مهارات التواصل. يتعدى مفهوم الكتابة إلى أبعد من أن يكون تسطيرًا للكلمات، فهي نقل الأفكار، وطريقة للتواصل الفعال بين الأشخاص، ووسيلة أيضًا للتعبير عن النفس. فكيف يمكنك تطوير مهارات الكتابة؟ وأهم أنواعها؟

جدول المحتويات:

ما هي أهم مهارات الكتابة Writing Skills؟

يتطلب إتقان الكتابة إتقان العديد من المهارات المتخصصة، إذ تتعدد مهارات الكتابة؛ فمنها ما يتعلق بالمجال الذي نكتب فيه، ومنها ما يختص بأساسيات التنسيق والتحرير وغيرها. من أهم مهارات الكتابة:

1. مهارة البحث

تُعدّ مرحلة البحث من أهم مراحل الكتابة، فهي مرحلة تحليل موضوع الكتابة، وتجهيز قائمة الأفكار الفرعية التي تود مناقشتها. إذ يبحث الكاتب عن المعلومات الدقيقة، التي يستند إليها في إنشاء المحتوى. على الكاتب في عملية البحث الاعتماد على المصادر الموثوقة؛ لتقديم محتوى قيّم وهادف وذو جودة.

في كثير من الأحيان، قد لا تتمكن من الإلمام بكل المجالات التي يُطلب منك الكتابة فيها، حينها ستحتاج إلى البحث الجيد بعمق وتمعن عن الموضوع بكل جوانبه. لهذا تُعدّ مهارة البحث مهارة لا غنى عنها لإتقان الكتابة، حينما تتقن مهارة البحث ستتمكن من الكتابة عن أي موضوع بمعرفة قوية.

2. مهارة التخطيط

يُنشئ الكاتب في مرحلة التخطيط الهيكل التفصيلي للموضوع، ويشرح الخطوط العريضة للأفكار التي سيناقشها في القطعة الكتابية. يساعد هذا التخطيط على ترتيب الأفكار وتنظيم الجمل بطريقة منطقية وسلسلة، وتغطية الموضوع من جميع جوانبه، وبذلك تُصبح الكتابة مميزة، وأكثر فهمًا للموضوع المطروح.

لذلك، تُعدّ مهارة التخطيط إحدى مهارات الكتابة الهامة، يمكنك الاستعانة بطريقة الخرائط الذهنية في التخطيط لكتاباتك. تُساعدك الخرائط الذهنية على خلق أفكار جديدة وتنظيمها، ما يجعل كتابتك أسلس وأسهل للفهم.

3. مهارة التحرير

مهارة التحرير هي إحدى مهارات الكتابة الأساسية، فعلى الكاتب مراجعة كتابته بعد كتابة المُسَوَّدَة الأولى، ومراجعة الكتابة الإملائية الصحيحة، وسياق الكتابة فيما يخدم الهدف العام للموضوع. خطوة تحرير كتاباتك مهمة جدًا. حتى إن كنت خبيرًا، ولك باع طويل في مجال الكتابة، فيتعين عليك مراجعة الكتابة، فهناك أخطاء إملائية ونحوية لا يمكنك اكتشافها إلا عند مراجعة كتابتك.

لذلك، خذ قسطًا من الراحة عند انتهائك من الكتابة، ثم عُد لمراجعة كتابتك. وهذا لأن العقل البشري أسرع مما يمكن أن تُجاريها سرعتنا في الكتابة، بذلك تحدث الأخطاء المطبعية. انظر إلى كتابتك بصفتك القارئ وليس الكاتب، وفكر في وجهة نظر القارئ، واختر الكلمات والأسلوب الذي يتلاءم مع جمهورك. ويجب الحرص على إعادة قراءة النص المكتوب قبل نشره للقُراء.

4. مهارة إدارة الوقت

يجب على الكاتّب إتقان مهارة إدارة الوقت، والتنظيم بين مراحل الكتابة؛ لكي لا تستغرق أي مرحلة من مراحل الكتابة. وينتهي به المطاف بإضاعة الوقت دون تحسين جودة الكتابة. لذلك، على الكاتب تقدير الوقت المناسب لكل مرحلة. خصوصًا مرحلة التعديل، حيث يريد الكثير من الكُتاب المثالية في كتاباتهم، ويستغرقون الكثير من الوقت في التعديل، وهذا أمرٌ غير مجدٍ، فعند كتابة محتوى ما تأكد من خلوه من الأخطاء، وحرره، ثم انشره ولا تسعَ وراء الكمالية في كل شيء فهي لن تأتي.

ما هي أنواع الكتابة؟

يختلف أسلوب الكتابة حسب المجال الذي تكتب فيه والغرض من الكتابة. إليك أبرز 4 أنماط كتابية:

أولًا: الكتابة المقنعة

يحاول الكاتب في أسلوب الكتابة إقناع القارئ بتوجهٍ معين، ودعم الفكرة بالأدلة والبراهين مثل: خطابات التوصية.

ثانيًا: الكتابة السردية

يُعدّ هذا النمط الأطول بين أنماط الكتابة الأخرى. إذ يهتم بسرد أحداث ونقل معلومات بسياق قصصي. ويجب أن يتضمن هذا الأسلوب عناصر القصة، وهي: الشخصيات والمكان والزمان والحبكة. مثل: الروايات والشعر والأحداث التاريخية.

ثالثًا: الكتابة الشارحة

يشرح هذا النمط مفهوم أو موضوع محدد، ويرتكز على الحقائق والدلائل العلمية. مثل: المقالات الإرشادية والقصص الإخبارية.

رابعًا: الكتابة الوصفية

يستخدم نمط الكتابة الوصفي لخلق صورة ذهنية عند القارئ، ما يجعل القُرّاء أكثر تعلقًا بالكتابة. والسبب في ذلك، ارتباطها بالمشاعر. مثل: المذكرات والروايات.

8 نصائح لتنمية جودة كتاباتك

يمتلك البعض ملكة الكتابة منذ نعومة أظفارهم، لكن ذلك لا يمنع غير الموهوبين فطريًا من تطوير مهارات الكتابة لديهم. اتبع هذه الاستراتيجيات لتحسين جودة كتاباتك:

1. طوّر من معرفتك بقواعد اللغة

ليس هناك أسوأ من قراءة كتابة مليئة بالأخطاء اللغوية والنحوية. عليك الاهتمام بقواعد اللغة الصحيحة، وصقل معرفتك في القواعد النَحْوِيّة، والكتابة الإملائية السليمة؛ لخلق تجرِبة قراءة جيدة وسلسة لجمهورك. فلن يغفر لك اهتمامك الشديد بتقديم أفضل محتوى كثرة الأخطاء اللغوية والنحوية في كتاباتك.

يمكنك الاستعانة بإضافات التدقيق التلقائي المدمجة بالبرامج التحريرية المتطورة، لتجنب أكبر قدر ممكن من الأخطاء. والأفضل من ذلك، يمكنك توظيف مدقق لُغَوي محترف عبر موقع مستقل، أكبر منصة عربية للعمل الحر، لمراجعة كتاباتك والتأكد من دقتها والتعديل عليها قبل نشرها.

2. ادرس جمهورك

لكل فئة مستهدفة كلماتها الخاصة وطريقة خطاب مختلفة. لذلك، عليك معرفة الفئة التي تكتب لهم؛ لتختار المفردات ونمط الكتابة المناسب لهم، وما يهمهم من المواضيع في المقام الأول. إذ إن فن صناعة محتوى جذاب يعتمد على واستهداف الجمهور الصحيح؛ لتستطيع تقديم محتوى يناسب اهتماماتهم.

3. اعتمد البساطة

مهما بلغ تعقيد الموضوع الذي تريد الكتابة عنه، احرص على تبسيط أفكاره قدر المستطاع، فليست الفكرة من الكتابة استخدام المصطلحات المتخصصة والعبارات المعقدة. إذ يُفضل الجميع قراءة مواضيع سلسة وبسيطة، يسهل قراءتها وفهمها. يمكنك العمل بهذه النصيحة إن كنت تستهدف في كتاباتك عموم الناس لا خاصتهم. أي أنك تكتب مقالات ومدونات غير متخصصة بمجالٍ محدد.

4. نوّع من أسلوب كتابتك

اختر أسلوب الكتابة وفقًا لغرض القطعة التي تكتبها، فلكل هدف للكتابة نمط محدد. أما بالنسبة لطريقة الكتابة، فيمكنك في البداية السير على هدي واحد من كُتابك المفضلين، الذي يعجبك انتقاءهم للمفردات، وطريقة انتقالهم بين الأفكار. وليس المقصود بهذا الحث على التقليد، ولكن لتأخذ فكرة في البداية عن طريقة الكتابة، ومن ثم سيصبح لك بصمتك الخاصة.

5. اكتب يوميًا

لا شك أن الممارسة هي الطريق الأقصر لإتقان أي عمل تقوم به، وكذلك الكتابة. فلا يُمكنك أن تغدوا كاتبًا محترفًا بين عشية وضحاها، عليك مواصلة التمرن على الكتابة وممارستها يوميًا. يساعدك الاعتياد على الكتابة باستمرار على تخطي حاجز الخوف من الكتابة. ومع مرور الوقت، سوف تكتسب الخبرة الكافية التي ستجعل لك طابعك وأسلوبك المميز في الكتابة.

6. اقرأ يوميًا

إن كنت تسعى لتعزيز مهاراتك الكتابية، فعليك الاهتمام بالقراءة، في أي مجال تشاء. وتجعل القراءة من أولوياتك يوميًا. إذ ترتبط الكتابة ارتباطًا وثيقًا بالقراءة، فالكتابة على اختلاف أشكالها ما هي إلا مخرجات لمعلومات معينة، إن لم هناك معلومات من الأساس، فما الذي سوف تكتبه إذًا؟ وهذا دور القراءة هنا، تملأ عقلك بالمعلومات، وتزيد من حصيلتك اللغوية والمعرفية.

7. ابتعد عن السرقة الأدبية

يوجد على الإنترنت الكثير من المصادر الموثوقة التي يمكنك الاستلهام منها، واعتمادها كمصادر لكتاباتك. لكن، احذر من الوقوع في فخ النسخ واللصق والسرقة الأدبية من هذه المصادر. يستطيع الأشخاص اكتشاف السرقات الأدبية من الإنترنت، بل وقياس نسبتها في كتاباتك أيضًا. وسوف يبني ذلك انطباعًا سيئًا لدى جمهورك، وسوف تخسر ثقتهم في مدى مصداقية كتاباتك.

8. أطلق العَنان لأفكارك

لا تخشَ من إبداء رأيك في كتاباتك، فهذا ما يجعلها مميزة وجذابة، بعيدًا عن التقليد ونسخ نفس الأفكار؛ فهي تحمل طابعك الشخصي الفريد. لكن، احرص على استناد آرائك على أدلة علمية ومصادر موثوقة، لتكون كحجة لك عندما يناقشك أحد بها.

في الختام، تدخل الكتابة في جميع المجالات، وتختلف أنواعها وفقًا للسياق الذي تُكتب فيه. وهي مهارة حياتية مثلها مثل أي مهارة أخرى، يمكنك صقلها وتنميتها. اتبع هذه النصائح للحصول على كتابة لا تشوبها شائبة. كل ما عليك فعله هو الجلوس على مكتبك، والبدء في الكتابة فقط.

تم النشر في: التسويق بالمحتوى، تطوير المهارات