تعلم برمجة تطبيقات الأندرويد

إن كنت من هواة البرمجة ولم تحلّق في هذا العالم بعد فالطريق ما زال مفتوحًا أمامك، لتختار أحد المسارات وتسلكها فورًا، وهذا بحد ذاته هو الحاجز الذي نقف عنده في الغالب، بل ويستغرق وقتًا أطول من وقت التعلم والممارسة، لكن ليس هناك أجمل من الاستفادة من التقنيات الموجودة بين أيدينا حاليًا لتطوير أدوات نستطيع الاستفادة منها داخل الهواتف الذكيّة والحواسيب اللوحية التي ظهرت واكتسحت العالم كُلََّه، فمن الصعب إيجاد شخص لا يستخدمها بشكل يومي. واحد من أهم المسارات هو مسار برمجة تطبيقات الأندرويد، كيف يمكن برمجة تطبيقات الأندرويد؟ وما هي المتطلبات لبناء تطبيق أصلي؟

ما الذي تحتاجه للبدء ببرمجة تطبيقات الأندرويد؟

في الحقيقة لا تحتاج لشيء فاخر أو حاسوب بمواصفات خارقة أو بنظام معين، على عكس برمجة تطبيقات iOS التي تتطلب امتلاك جهاز كمبيوتر “ماكنتوش” (MAC)، عند برمجة تطبيقات الأندرويد فأنت بحاجة فقط إلى الإرادة والعزم على التعلّم. اختيارك لتطوير تطبيقات لنظام أندرويد يفتح أمامك بابين، الباب الأول هو برمجة تطبيق أصلي حصري لنظام أندرويد باستخدام لغة جافا Java، وهي لغة قوية وغنية عن التعريف وهي اللغة الرسمية المُعتمدة من جوجل لتطوير تطبيقات هذا النظام. الباب الثاني أوسع ويتجاوز فكرة برمجة تطبيقات حصرية لنظام معين فقط، بل يُمكنك من تطوير تطبيقات هجينة تعمل على جميع أنظمة التشغيل وهذا لأنه يعتمد على لغة HTML5، جافا سكريبت والقليل من الـ CSS.

الباب الأول: برمجة تطبيقات الأندرويد الأصلية

توفر جوجل بيئة تطوير تحمل اسم (Android Studio) وتقدم فيها أدوات لصناعة تطبيق متوافق تمامًا مع جميع الأجهزة أيًا كانت مواصفاتها أو حجم شاشاتها أو نوعها. فباستخدام هذه البيئة يُمكن تطوير تطبيق يعمل على الحواسيب اللوحية والهواتف الذكية وبقية الأجهزة التي تستخدم هذا النظام دون الحاجة إلى كتابة تطبيق موجه لكل جهاز. وتُوفر الشركة أيضًا مجموعة دروس تعليمية لكيفية البَدْء في صناعة أول تطبيق، وإذا كنت مبرمجًا فلا يخفى عليك أن التطبيق الأول سيطبع لك عبارة أهلًا بالعالم “Hello World”.

تُقدم لك جوجل مفتاح الباب الأول فقط وتترك المجال أمامك لاستكشاف هذا العالم وحدك، وأنت من تُقرر في النهاية عدد الخطوات التي ترغب تخطيها بداخله، وبعد التعرّف على أساسيات التعامل مع بيئة أندرويد، يُنصح بالتركيز على لغة جافا أولًا، والمصادر لتعلم هذه اللغة كثيرة جدًا، منها موارد لغة جافا في أكاديمية حسوب، يُمكن أن تتبعها بعد ذلك بموقع +TUT الذي يوفر سلسلة دروس مجانية ومدفوعة لاحتراف لغة جافا وفهم الآلية التي تعمل بها. ولأن المصادر الرسمية هي الأفضل، يُمكن الاطلاع على دليل تعليم هذه اللغة من موقع أوراكل المُطور الرسمي للغة. وأخيرًا وليس آخرًا موقعي The New Boston وHead First Labs إذ يوفر الأخير كتاب كامل لتعليم جافا مجانًا.

بعد أن تتعرف بشكل كامل على لغة الجافا وبيئة أندرويد التطويرية أنت مؤهل الآن تقريبًا للتحليق عاليًا في سماء أندرويد، وأنت بحاجة إلى التعرّف أكثر على المكتبات الموجودة التي تسمح لك بالتعامل مع مكونات الجهاز بشكل كامل، بفضل هذه المكتبات يُمكنك وبكتابة سطرين فقط تشغيل الكاميرا بعد الضغط على الزر الذي وضعته داخل تطبيقك، نعم الأمور بهذه البساطة.

موقع coursera يقدم دورة مجانية لتعليم التعامل مع مكتبات أندرويد وصناعة تطبيقات معقدة تخزّن البيانات داخل قواعد البيانات. مصادر تعليم أندرويد لا تنتهي، ويُمكن البحث في يوتيوب وجوجل للوصول إلى مصدر جديد كل يوم، لكن المصادر السابقة تتميّز بوجود خطة دراسية كاملة تغطي معظم أدوات أندرويد، ولن يجد المستخدم نفسه بانتظار الدرس التالي دون أن يأتي.

بعد التعرّف على جميع المكتبات وطريقة التعامل معها قد تقف حائرًا حول الطريقة الأمثل لتوظفها داخل تطبيقك، وهنا يأتي دور Codota الذي يوفر الشيفرة المصدرية لأكثر من 7 ملايين تطبيق أندرويد. ما يُميّز هذا الموقع هو إمكانية استعراض التطبيقات على حسب المكتبات التي تستخدمها، وبذلك إذا رغبت في معرفة التوظيف الحقيقي لمكتبة التعامل قواعد البيانات يُمكنك بكل سهولة التوجه إلى قسم SQLite Database وقراءة الشيفرة البرمجية لبعض التطبيقات الموجودة فعلًا داخل متجر جوجل بلاي.

الباب الثاني: تطبيقات الأندرويد الهجينة

الباب الثاني الذي يفتح لك عند اختيار تطوير تطبيقات الأندرويد هو باب تطوير التطبيقات الهجينة التي تعتمد على تقنيات الويب (CSS – JavaScript – HTML) في بناء تطبيق يعمل على نظام التشغيل أندرويد وiOS معًا باستخدام Webview، وهي تجميع ما بين صفات التطبيقات الأصلية وتطبيقات الويب. ما يفتقر إليه هذا النوع من التطبيقات هو قدرته على استغلال جميع إمكانات ميّزات نظام التشغيل إلا إنها تقدم تجربة مستخدم ممتازة.

هل زادت حماستك الآن لسبر أغوار عالم برمجة تطبيقات الأندرويد الهجينة للهواتف الذكية لكنك مشتت بين المصادر المتعددة والشرح النظري وكانت اللغة الإنجليزية عائقًا أمامك؟ من بين عدة دورات تدريبية تجدها على الإنترنت، تعِدُك أكاديمية حسوب بأنّك ستصبح مطوّر تطبيقات جوال دون الحاجة لامتلاك أي خبرة سابقة وذلك بعد إتمامك لدورة تطوير تطبيقات الجوال باستخدام تقنيات الويب.

بعد إتمام الدورة ستصبح قادرًا على التعامل مع منصة Cordova -المنصة الأكثر استخدامًا في بناء تطبيقات الجوال بتقنيات الويب- وإنشاء تطبيق واحد قابل للعمل على الأندرويد وiOS معًا، بالإضافة لاحتراف التعامل مع إطار العمل Framework7. الدورة عملية بالكامل ومدتها 18 ساعة ويحصل المتعلم بنهايتها على شهادة معتمدة من حسوب.

في الختام، إن كنت تعتقد أن القطار قد فاتك فأنت مخطئ، فإن “جان كوم” أسس الواتساب بعمر الـ 35 مثله مثل “تيم ويستيرغين” الذي أسس باندورا بنفس العمر و”جيمي ويلز” مؤسس ويكيبيديا. كما أسس “روبرت نويس” إنتل بعمر الـ 41 و”هارلاند ساندرز” مؤسس سلسلة مطاعم KFC أقدم على هذه الخطوة بعمر الـ 65 و”جون بيمبيرتون” أسس كوكا كولا بعدما وصل إلى الـ 55 من عمره. لم يمض الوقت، فلم لا تبدأ بتعلم أساسيات البرمجة وتالتطور في أكثر المهن التقنية طلبًا الآن.

تم النشر في: أبريل 2015
تحت تصنيف: البرمجة والتطوير | تطوير تطبيقات الجوال، تعلم البرمجة