نصائح روبرت كيوساكي لرواد الأعمال من كتاب الأب الغني والأب الفقير

مع بداية الألفية الثالثة أطلق المؤلف “روبرت كيوساكي” كتابه الشهير (الأب الغني والأب الفقير) الذي يقدم مجموعة من النصائح على شكل حكايات استمدها من قصة حياته وطفولته التي تأثر فيها برجلين هما والده الحقيقي الأستاذ الجامعي ذو الذكاء الحاد والمؤهلات التعليمية العالية والذي يشير إليه في الكتاب بالأب الفقير، ووالد صديقه “مايك” رجل الأعمال الذي لم يكمل تعليمه ولكنه صار غنيًا والذي يشير إليه في الكتاب بالأب الغني.

حقق الكتاب انتشارًا كبيرًا على المستوى العالمي وتُرجم لمعظم لغات العالم وحاز على إعجاب عدد كبير من المشاهير منهم الإعلامية الشهيرة “أوبرا وينفري” والنجم “ويل سميث”. إذا كنت تفكر في دخول مجال ريادة الأعمال وبداية تأسيس شركتك الناشئة والوصول إلى الثروة، فهذه نصائح روبرت كيروساكي لك:

هل شخصيتك تصلح لعالم المال والتجارة؟

الاختيار بين الوظيفة وريادة الأعمال ليس حلمًا مرهونًا بالتوقعات، وإنما تلعب شخصيتك دورًا كبيرًا في تحديد مسارك، فهل أنت تنتمي إلى الفئات التي تبحث عن الأمان أم الطامحة للحرية؟ يجيب روبرت كيوساكي على هذا التساؤل من خلال تجربة عملية، ويطلب من كل شخص يطمح إلى دخول مجال التجارة ويبحث عن الثراء أن يجلس مع نفسه في بداية حياته المهنية، ويتخيل عندما يواجه صفقة فاشلة، ماذا سيكون رد فعله؟

فإذا كان مردود هذه التجربة إيجابيًا، وشعرت أن لديك الهمة لتتحدى المشكلة، وتسعى لتحقيق رغباتك، يمكنك في هذه الحالة أن تبدأ أولى الخطوات في ريادة الأعمال، أما إذا شعرت بالسخط والهزيمة، وباتت تؤرقك فكرة خوض المخاطر، فهذا يعني أن تبقى في المنطقة الآمنة، ويمكنك هنا زيادة دخلك بشراء بعض السندات المالية، وتتحمل في المقابل القليل من المخاطر.

اقرأ أيضًا: أفضل 15 فيلمًا يجب على كل رائد أعمال مشاهدتهم

وأهم ما تعلمه روبرت كيوساكي من والده الغني هو العند، لذلك يقدم لك نصيحة من النصائح الثمينة التي يجب أن تضعها أمام عينيك دائمًا إذا قررت دخول عالم المال وهي: “ليس الذكي هو من يتفوق على أقرانه بالحياة الواقعية بل العنيد هو من يفعل ذلك”، فتعلم المثابرة وسياسة النفس الطويل ولا تيأس بسهولة.

كيف تتعامل مع الخوف من الفشل؟

يذكر روبرت كيوساكي أن هناك مقولة أمريكية شائعة تقول: “الجميع يرغب في دخول الجنة ولكن ليس ثمة من يقدم على الموت”، أي أن الناس ترغب في الثراء لكنهم يخشون خسارة المال. لذلك تعلم روبرت كيوساكي من الأب الغني استراتيجية مواجهة الخسارة، والتعامل مع المخاطر، فكلما شعر الأب بالخوف من ارتكاب خطأ ما، أو فقدان بعض المال، كان يتذكر على الفور قدرته على تحويل أي خسارة إلى مكسب مالي، لأنه اكتشف أن كل فشل يمر به يقويه ويجعله أكثر ذكاءً، فالخاسرون وحدهم هم من يتلافون الوقوع في الفشل.

وليس معنى ذلك أن تحب الفشل أو تعتاد عليه، لكن كن عليمًا بذاتك وبطريقة تعاملك مع الخسارة، ولا تحمل الفشل فوق كتفك حتى لا يدفعك للأسفل، بل اجعله مصدرًا للإلهام لكي تربح في النهاية، وكن دائمًا قادرًا على التعامل مع الخسارة وتحويلها لفرصة، وبينما يبكي الآخرون على الفشل ويتراجعون إلى الخلف كن أنت شجاعًا، وتقدم للأمام، لذا من أهم نصائح روبرت كيوساكي لك أن تتقبل الفشل حتى تستطيع أن تحول الصفر إلى ملايين.

ويضرب روبرت كيوساكي مثلًا بتجربة تعلم ركوب الدراجة في مرحلة الطفولة، حينها كان الوقوع من على الدراجة جزءًا من تعلمك ركوبها، لأن الطفل لا يخشى مواجهة الفشل بل يظل يحاول، ما بين صعود وهبوط، حتى يصل إلى مأربه، وهذه هي خطة التعامل مع الخسارة، لا تجعلها تثنيك عن هدفك بل تقوي عزيمتك من أجل أن تكون ريادي أعمال ناجح.

كيف تحقق النمو المالي؟

إحدى نصائح روبرت كيوساكي التي تعلمها مباشرة من الأب الغني هي أن يستخدم أداتين أساسيتين لتحقيق النمو المادي، أولهما العقارات، والثانية الأسهم صغيرة القيمة. العقارات هي الأصول، أما الأسهم فتوفر التدفق النقدي، كما توفر بعض الزيادات الضخمة في القيمة مع تقلبات السوق، مما يحقق النمو السريع لرأس المال الصغير عن طريق الأسهم. ويعرض الكاتب تجاربه في شراء العقارات مما يعلمك فكرة استغلال الفرص الثمينة وخاصة في سوق العقارات، لكن عليك أن تتابع مؤشرات انتعاش وانخفاض السوق والقوانين المحلية واستراتيجيات الاستثمار.

كن ذكيًا في اقتناص الفرص، وتعلم أن الوقت هو وسيلتك لاكتساب الحكمة والخبرة، لذلك لا تخش من الوقوع في صفقة غير رابحة وأنت مبتدئ، لأنك مع مرور السنوات سيزيد ذكاؤك المالي الذي يكشف لك من الوهلة الأولى الصفقات الرابحة. فلسفة كيروساكي التي استلهمها من الأب الغني، هي “ابدأ صغيرًا وازرع البذور داخل خانة الأصول فقد ينمو بعضها ولا ينمو البعض الآخر”، فالأصول هي مصادر ثابتة للدخل مثل: العقارات والسندات، والأسهم، والشهادات بنكية، وهي أصول ثابتة تزيد قيمتها مع الوقت ولا تطلب منك جهدًا في إدارتها.

قد يُهمك أيضًا: من أخبرك بضرورة توسعة أعمالك؟ مراجعة لكتاب Company of One

وعندما تعمل في أي مجال، كن مدركًا أن هناك دائمًا فرصًا عظيمة لا تراها عينيك، لكن يراها عقلك. فأغلب الناس لا يصبحون أثرياء أبدًا لأنهم ببساطة يفتقرون إلى التدريب المالي ليصطادوا الفرص الصحيحة التي تأتي أمامهم. ويوصي الكاتب باتباع مبدأ التركيز، بأن تضع كثيرًا من البيض في عدد قليل من السلال، ولا تتبع منهج الطبقة الوسطى الذين يوزعون البيض القليل على سلال عديدة ، وتذكر أن الاستثمارات تأتي وتذهب، والسوق يزدهر ويركد، والاقتصاد ينتعش ويسوء، وفرص العمر ستظل تأتيك طوال عمرك، وكل يوم عليك أن تتعلم أن تراها وتستغلها.

لماذا عليك الاهتمام بالمؤسسات المجتمعية؟

يروي روبرت كيوساكي أن كلا الوالدين كانا كريمين، لكن الوالد الفقير يقول أنه حينما يفيض معه بعض المال الزائد سيبذله للغير، وظل طيلة حياته لم يتوافر معه فائض من المال، وظل يكدح من أجل كسب المزيد من المال حتى يساعد الآخرين، أما الأب الغني كان يبذل الكثير من الأموال للمؤسسات الدينية والجمعيات الخيرية، لأنه أدرك أنه لكي يأتيك المال عليك أن تبذله أولًا.

لذلك فإن واحدًا من أهم قوانين جمع المال “ابذل لتأخذ في المقابل”، وبذل المال هو سر العائلات الأكثر ثراءً، حيث تعتمد جميعها على وجود منظمات مثل “فورد وروكفلر” كلها مؤسسات تحتضن أموال هذه العائلات وتنميها وتبذل منها للغير.

ختامًا، من نصائح روبرت كيوساكي الثمينة لك أن تكون مزيجًا من الوالدين، الرأسمالي الذي يعشق لعبة توليد المال من أجل المال، والأب الجامعي الذي يشعر دائمًا بالمسؤولية الاجتماعية، قانون البذل أولًا هو طريقك للنجاح سواء على الصعيد المالي والمجتمعي. وإذا كنت قررت أن تسير على خطى روبرت كيوساكي وتبدأ عملك بلا خوف، فلا تنس نصيحته الأخيرة، وهي الترفيه عن نفسك، فالاستثمار لا يعدو كونه لعبة تكسب أحيانًا وتخسر أحيانًا أخرى، لذا تمتع بحياتك في كل الأحوال.

تم النشر في: أبريل 2019
تحت تصنيف: ريادة أعمال | مراجعات كتب