تطور الواقع العالمي الذي نعيش فيه من حولنا، وأصبحت الشهادات العلمية الورقية ليس لها قيمة – اللهم إلا أن تكون تعلمت مجال تخصصك – وأعني بذلك أن الحصول على شهادة تُثبت أنني بارع في مجال ما لم يعد أمرًا هامًا كما السابق. حتى إن فكرت أن تحصل على وظيفة بشهادتك العلمية، فإن هذا الأمر أصبح أمرًا في غاية الصعوبة.
ومن جانب آخر لا يستطيع أحد أن يُنكر أهمية التعلم؛ فهو بلا شك حجر الأساس الذي تبني عليه حياتك، وبه يُحدد المُستقبل المُتوقع إلى حد كبير سواء كُنت ستسعى للحصول على منحة دراسية أو ستباشر بالعمل الحر.
العمل الحر والمنح الدراسية قد يكونا الخطوة القادمة لتحديد مسارك المهني وتأمين حياة مستقرة .. فهل هذا صحيح؟
ما يخص المنح الدراسية
سعى أجدادنا وآبائنا للحصول على شهادة علمية لأجل أن يتم توظيفهم في وظيفة توفر لهم دخل ثابت شهريًا، وتؤمن لهم مستقبلهم بالمعاش الذي سوف يحصلون عليه في نهاية خدمتهم الطويلة. ونفس المنطق لا يزال يدفع الكثير إلى محاولة الحصول على منحة دراسية، إن أتت تُخرجهم من ديارهم وتأخذ من أوقاتهم جزءا كبيرًا حتى يحصلون في النهاية على شهادة علمية تُمكنهم من الحصول على وظيفة أفضل براتب أكبر.
الحصول على منحة دراسية أمر مُمتاز وخصوصًا إن كانت المنحة مُقدمة من جامعات عالمية رائدة في مجال تخصصك؛ فبهذه الطريقة سوف تزداد خبراتك النظرية والعملية في مجال تخصصك، وسوف تحصل في النهاية على شهادة تُثبت أن لديك خبرة في هذا المجال وبانك تستحق الوظيفة الأفضل في نفس المجال.
لكن دعنا نقترب من الواقع أكثر، فجميعنا يعلم أن الحصول على منحة دراسية ليس بالأمر السهل؛ فهناك عدة شروط إلزامية يجب أن تتوفر فيك كي يتم قبولك، ثم أن العدد المطلوب في هذه المنح الدراسية عدد قليل للغاية لا يكفي، ناهيك عن المصاريف الباهظة التي في انتظارك أو تتحملها الحكومات بدلًا منك. كما أن حتى ثقافة توظيف أشخاص حاملي مؤهلات دراسية عالية لم تعد كما السابق، كبرى الشركات العالمية الآن تتخلى عن هذا النهج وتنقب عمّن يستطيع أن يثبت كفاءته.
فهل أشياء مثل هذه تجعلك تحيد لما تريد تحقيقه؟ خاصةً إذا كنت –لا قدر الله– ممن لم يحقق نجاحات معينة بالحياة الدراسية والأكاديمية.
لنلخص الأمر ..
-
الحصول على منحة دراسية في تخصصك أمر ممتاز للغاية ولكنه أمر صعب المنال.
-
عدد قليل للغاية من المُتقدمين للحصول على المنحة هم من يتم قبولهم.
-
ليست كل المنح الدراسية مجانية تمامًا، وفي الغالب سوف تتحمل مصاريف دراسية باهظة؛ وبذلك تُصبح المنح الدراسية مُناسبة لبعض العائلات دون غيرها.
-
في نهاية المنحة الدراسية تحصل على شهادة تُثبت أن لديك علم في مجال ما، وهذه الشهادة تُساعدك بنسبة كبيرة في الحصول على وظيفة؛ فحصولك على الشهادة العلمية ليس إقرارًا بتوظيفك فورًا.
اقرأ أيضًا: 10 مقولات لأينشتاين ستغيّر نظرتك للحياة كمستقل
دُلني على السوق
آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف من المهاجرين، وبين سعد بن الربيع من الأنصار، وعرض الصحابي سعد – وكان رجلًا ثريًا – على أخيه عبد الرحمن أن يناصفه أمواله وأهله، إلا أن عبد الرحمن بن عوف قال له: “بارَك الله لكَ في أهلكَ ومالِكَ، ولكن دُلّني على السوق” فدلوه على السوق، فاشترى وباع فربح، وذُكر فيما بعد أن قوافل تجارة عبد الرحمن بن عوف كانت تهز المدينة هزًا.
الإنترنت هو السوق
أظن أننا بحاجة إلى أن يدلّنا أحدهم على السوق؛ كي نعمل ونتطور ونتقدم ونبني أحلامنا حتى تُصبح حقيقة. والسوق هو المكان الذي فيه تبيع وتشتري؛ وبإمكانك اعتبار الإنترنت بأنه سوق من الأسواق التي يُمكنك أن تعتمد عليها في تحقيق دخل يؤمّن لك حياتك وحياة أسرتك من بعدك.
أينما وُجد الناس وُجدت احتياجاتهم ورغباتهم، فتخيل مكان واحد يضم الملايين من الناس، لا شيء يحول بينك وبين الوصول إليهم سوى اتصالاً بالإنترنت وشخصية جادة بالعمل.
العمل الحر تحت الميكروسكوب
-
يُمكنك أن تبدأ الآن رحلة العمل الحر دون الحاجة إلى موافقة أحدهم.
-
بإمكانك اختيار المجال الذي تُحبه وتريد أن تُبدع فيه بشرط أن تنطلق في تعلمه أولًا وتتقنه ثانيًا.
-
لا تحتاج إلى شهادة ورقية تُثبت أنك مُتخصص في هذا المجال، ولكن ما يُثبت تمكنك من مجال ما هو عملك السابق وخبرتك الحالية.
-
بإمكانك التحكم الكامل في وقتك وطريقة عملك كما يحلو لك، ولكن هذا يفرض عليك أن تلتزم بما خططت له حتى تنجح.
-
أنت المصدر الأول لجميع القرارات التي تتخذها، وعلى هذه القرارات يتوقف نجاحك أو فشلك.
-
لا يوجد راتب ثابت في العمل الحر، ولكنها تجارة رابحة إن سار كل شيء بدقة، ولا يوجد حد أقصى لما يُمكن تحقيقه؛ فهناك كثير من الأشخاص الذين حققوا أموالًا طائلة من العمل الحر.
قد يُهمك أيضًا: 7 أمور يجب أن تفعلها قبل ترك الوظيفة والاتجاه للعمل الحر
اختر لنفسك
الحصول على منحة دراسية أمر غير محسوم؛ فلا أحد يعلم أن المنحة الدراسية ستأتي أم لا. وعن تجربة شخصية لي أكثر من 7 أشهر أنتظر الإعلان عن منحة المفترض أنها سنوية، ولولا اتخاذي القرار بالاتجاه للعمل الحر لربما ضاعت الأشهر الأخيرة في انتظار شيء ربما لن يأتي.
كذلك إن كُنت من بين الأعداد القليلة التي حصلت على منحة دراسية؛ فهذا ليس معناه أنك ستكون من بين الأعداد النادرة التي حصلت على منحة مجانية تمامًا بل ربما يتطلب منك الأمر دفع مبالغ كبيرة، وإن سلمنا أنك حصلت على منحة مجانية فستحتاج إلى من يُعطيك مصروفًا لأمورك الشخصية.
العمل الحر سيعطيك نفس الخبرة التي سوف تحصل عليها من المنحة الدراسية، لكن الفرق أنه بإمكانك البدء في أي وقت وفي المجال الذي تحبه، وفي نفس الوقت سيكون بإمكانك تحقيق مبالغ مالية مناسبة لجهدك المبذول.
إذا أتيحت لك الفرصة بالالتحاق في إحداها فبها ونعمة، ولكن إذا كنت تنتظرها فالأولى أن تختصر الطريق وتعمل من الآن، ولربما تأتي لك الفرصة فيما بعد فتجد ما يكفيك للالتحاق بأي منحة حتى ولو كانت غير مجانية.
فما رأيك .. أيهما تختار، البحث عن منحة دراسية أم الاتجاه للسوق؟
مصادر الصور: By Shimer College [CC BY 2.0], via Wikimedia Commons، Pixabay
تم النشر في: مايو 2015
تحت تصنيف: العمل الحر | نصائح للمستقلين
اريد معرفة ان كنت في طريق صحيح ام خاطئ. انا اعتبر ان الدراسة موجودة من اجل التعلم فقط دون انتظار وظيفة كما كنا نعتقد وارجوا الرد.
فى الأساس، لم يكن يقتصر الهدف من الدراسة على التعلّم أو اكتساب المعرفة فقط، وإنما الحصول على فرص وظيفية جيدة أيضًا. لكن مع قصور التعليم النظامي وعدم قدرته على مواكبة سوق العمل سريع التطوّر أدى إلى الفجوة التي نراها حاليًا.
في مقولة شهيرة عندنا بفلسطين، احنا ما نقول مبروك لأي خريج بمناسبة الحصول على شهادته
عبارة متداولة وهي “بلها واشرب ميتها” أي لا فائدة من الشهادة
لا يوجد أي مجال للخريجين للعمل الا لفئة المتفوقين بشدة فقط وأصحاب فيتامين “و”
فيتامين “و” هو الواسطة
فعلا طريف المنحة قد سد ، وتم رفضي
ان اردت ان اتجه لسوق الانترنت فمن اين ابدا .
كل ما اعرف عن الانترنت
مدونات ، كتب ، تواصل اجتماعى ، كورسات ، برمجه وديزين ، وماركيتنج للمنتجات .
هل هناك غير هذا لكى اعمل فيه عملا حرا ؟
ركز على مهارة تجيدها، أو تخصص تهتم به وابدأ في العمل على مشاريع صغيرة حتى تثبت قيمة ما تقدمه
يمكنك ان تبدأ مع موقع خمسات لتثبت كفاءتك، وبعد اكتسابك الخبرة الكافية يمكنك العمل على مواقع أخرى
والتقديم على مشاريع كبيرة.