شركة معلومات: من تحسين محركات البحث إلى قطاع الألعاب

محمود أحمد بدرخان، من مدينة الفيوم بمصر؛ يدير شركة معلومات في مدينة السادس من أكتوبر، يعمل بها 10 موظفين كعمل إداري، يُشرفون على 100 مستقل يتم التعاون معهم من خلال موقع مستقل. تعمل الشركة في مجال الإعلانات، وتعتمد على مستقل في خدمات مثل: مدخلي بيانات، المؤدين الصوتيين، محترفي تحسين محركات البحث، محرري الأفلام. تركز الشركة على إنتاج المحتوى.

في العام 2009، لم يكن محمود يمتلك جهاز كمبيوتر، ولم يكن لديه وصول للإنترنت، كان يستخدم جهاز صديقه في أثناء الجامعة حسن محمد، كان حسن يعمل كمتخصص في البرامج ويملك منتدى خاص بالبرامج، وكما يصفه محمود: «بدأ يعلمني على الإنترنت».

كان لدى الصديقين عدة تجارب ومحاولات لبناء مشاريع، أغلبها باء بالفشل، ثم تحقق النجاح بعد عدة سنوات، عندما أطلقوا موقع معلومات في العام 2018، وهو موقع متخصص في الأسئلة. الطريف في الأمر أن حسن يعمل حاليًا لدى محمود في نفس الشركة، «له فضل علي بعد الله، ولا أعتبره موظف»، اضطر محمود في بداية المشروع إلى بيع بعض ممتلكاته، من أجل تمويل المشروع. إلا أنه عوّض ذلك بعدما نمت أرباح الشركة.

تحسين محركات البحث شغفي

بدأت مسيرة الشركة بإنشاء موقع متخصص بالأسئلة، حاول محمود توظيف أكثر من موظف من أجل إدخال الأسئلة، إلا أن الغالبية العظمى منهم، لم يقدموا نتائج مرضية، ما دفعه للتفكير في بدائل. والابتعاد عن طريقة التوظيف الروتينية العادية، وبدأت تطلعاته نحو تفويض المهام الروتينية للمستقلين، من أجل القيام بمهام أكبر.

وجاء موقع مستقل كحل منقذ لمحمود كما وصفه: «كنت أبحث عمّن يقوم بإدخال بيانات، فكان موقع مستقل هو الملاذ الآمن بالنسبة لي». وجد محمود أن طريقة عمل موقع مستقل تساعده على تعزيز نشاطه التجاري، بما يوفره من مستقلين جاهزين للعمل بالشروط التي وضعتها في إدخال المحتوى، بحكم أن موقع معلومات مختص في الأسئلة، وهناك الكثير من الشروط من أجل ضمان جودة المحتوى.

هذه الطريقة كانت مريحة جدًا وسهلت عليه متابعة كافة المستقلين: «وجدت أن المشاريع على مستقل تمنحني طريقة ممتازة لمتابعة العمل، ومتابعة إنجاز كل مستقل على حدة»، عليك أن تدرك أنه قبل العمل على مستقل كان العمل غير منظم، ولم يكن باستطاعته متابعة كل هؤلاء المستقلين، وتنظيم مهام عملهم، والدفع لهم وتقييمهم بشكلٍ واضح. وبفضل ذلك توسع محمود، وأصبح لديه مواقع أسئلة ومواقع مقالات، لكنه لا زال يراهن على مواقع الأسئلة: «مواقع الأسئلة هي الأهم».

عملي الأساسي تحسين محركات البحث، لذا يراعي كافة معايير السيو «عندما نقوم بتوظيف مستقلين، نرشدهم لأفضل الطرق لكتابة محتوى قيّم مفيد للقارئ».

هذا النجاح دفعه إلى أن يتخصص في مواقع الأسئلة، ويركز نموذجه الربحي على الإعلانات «لا أحب بيع وشراء المنتجات» نموذج الإعلانات ساعده على بناء شركة صغيرة، لا تحتاج إلى عدد هائل من الموظفين، كنموذج بسيط في شركة محتوى، يقوم دخلها على الإعلانات. كما تدير الشركة عدة قنوات أخرى على يوتيوب، ضمن النموذج، وتركز استهدفها على السوق السعودي.

أعرف من أين تؤكل الكتف

المشكلة التي كانت تؤرقني، أنني كنت أعرف من أين تؤكل الكتف، لكني لم أكن أعرف الطريق، يتذكر محمود بدايات الشركة، عندما يفهم كيف تتحرك الأموال في قطاع الإعلانات، وكيف يعتمد قطاع الإعلانات على المحتوى، وكيف يحتاج المحتوى إلى خبراء وموظفين.

لكنه لم يكن يملك المهارات التي تجعله يطلق هذه الشركة، حتى وجد مستقل. «كان ينقصني الموظفين الملتزمين، كنت أعمل مع موظفين يحصلون على رواتب، لكنهم لا يؤدون بشكل جيّد». تغيّر الأمر بعدما اكتشف موقع مستقل، وأضاف محمود: «وجدت في موقع مستقل أنه يمكنني تحديد مهام شهرية من خلال المشاريع، وتوظيف عدد هائل من المستقلين، والمفاضلة بينهم، وإمكانية التجربة. عندها وجدت أنه خيار أفضل من التوظيف بمراحل».

سألت محمود لماذا يُفضل خيارات التوظيف في مستقل، وكان جوابه سريع وحاسم: «لماذا أقوم بتوظيف موظف واحد براتب شهري، بينما لديّ الخيار في توظيف 10 موظفين من مستقل بنفس القيمة». عندما أطلقوا لعبة معلومات، قام المستقلين في مستقل بإدخال الأسئلة بلغ عدد الأسئلة 150 ألف سؤال، وهي لعبة تحدي تركز على المعلومات العامة مكون من 50.000 ألف سؤال في الثقافة والمعلومات العامة.

ومن تجربته الطويلة في مجال الإعلانات، يُرشدنا محمود لأفضل طريقة للعمل في هذا القطاع: «ليس من المقبول أن تعمل طوال السنة، ركز على مواسم معينة في السنة فقط»، ويشرح ذلك بقوله: «هناك مواسم محددة يحصل فيها حركة أكبر للأموال، لأن الموسم الإعلاني محدد سلفًا، مثل موسم شهر رمضان، وموسم آخر ثلاث أشهر من السنة. المنافسة الإعلانية تكون كبيرة، وبالتالي الأرباح كبيرة».

قطاع الألعاب المزدهر في السعودية

برغم إطلاقها أخيرًا، إلا أن اللعبة باتت هي المنتج الرئيسي، وكافة المواقع الأخرى تقع تحت مظلتها وتمدها بالزيارات. لذا، تغيّر النموذج الربحي للشركة من شركة محتوى تعمل في مجال الأسئلة، إلى لعبة على الهواتف الذكية. كان الدافع الأكبر للتغيير هو متابعة بيانات المستخدمين وتحليلها. لذلك ركزت الشركة على أكبر الأسواق، السوق السعودي.

إن تركيز محمود على قطاع الألعاب في السعودية له ما يبرره، حيث يزدهر هذا القطاع، ويلقى عناية واهتمام من الحكومة، إذ أطلقت الحكومة الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية هو الجهة الراعية لكافة الرياضات الإلكترونية في المملكة، كما عملت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات على مبادرة Game Mode من أجل تحفيز تهيئة شبكات الاتصالات، لتحسين جودة أداء تجربة مستخدمي الألعاب الإلكترونية، وتقديم مبادرات نوعية تركز على تطوير هذا القطاع.

فيما بلغت قيمة سوق هذه الألعاب في المملكة مليار دولار في عام 2021، بينما سيصل عدد اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 85.8 مليون لاعب في 2025، يخلقون تدفقات نقدية بقيمة 3.1 مليارات.

وفي ذات السياق، قام صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالاستحواذ على شركة (ESL)، وشركة (FACE IT)، ودمجها تحت شركة مجموعة سافي، ويسعى الصندوق من هذا الاستحواذ لبناء اقتصاد رقمي جديد، بعيدًا عن مصادر الدخل التقليدية التي أهمها النفط.

وأخيرًا تم الإعلان عن جمعية الألعاب الرقمية، لدعم مطوري الرسوم المتحركة، والألعاب الرقمية والرياضات الإلكترونية. كل هذه المبادرات من الحكومة السعودية، حفزت الكثير من الشركات الناشئة على التركيز على قطاع الألعاب واكتشاف هذا السوق.

إن كنت صاحب مشروع على مستقل، وترغب في أن تشاركنا قصة نجاحك، فنرحب بتواصلك معنا عبر البريد الإلكتروني: marketing@hsoub.com.

تم النشر في: قصص نجاح أصحاب المشاريع