كيف عالجت البلالي التنمر من خلال التأليف والاستشارات؟

إيمان البلالي؛ كاتبة واستشارية تربوية تدير مكتبة رُواء للأطفال واليافعين، تُصدر كتبها من خلال دار النشر الخاصة بها، كما تدير شركة رُواء للاستشارات والتدريب في المجال النفسي. استخدمت موقع مستقل في تصميم موقع مكتبة رُواء الخاصة بها. وفي محتوى قصص الأطفال، ساعدها المستقلون على رسم المشاهد للقصص، والتدقيق اللغوي، وتصميم الغلاف للقصة وإعلانات الدورات والورش، كذلك إدارة محتوى حساب انستقرام للمكتبة.

عند الحديث مع إيمان البلالي، ستجدها مهمومة بالمحتوى العربي المقدم للمراهقين، كما أخبرتنا: «المحتوى المقدم للمراهقين شحيح جدًا، وفي حال وجد هناك مثالية، لا تمت للواقع بصلة»، هذا التقييم للمحتوى نابع من اهتمام البلالي بالكتابة، فهي كاتبة لقصص الأطفال والمراهقين، كما أنها تُدير مكتبًا للاستشارات النفسية للمراهقين، وتسمع لهم بشكل دائم.

قصة هناء؛ بداية النجاح

أطلقت البلالي قصة هناء في منتصف العام 2016، استوحت هذه القصة من الاستشارات النفسية التي قدمتها للمراهقين والأطفال. كانت تسمع قصص التنمر، ثم تدخل مع المراهقات في تحديات تجاوز هذا التنمر حتى ينتهي علاج الحالة بترميم نفسها وإعادة الثقة لها. دفعتها هذه الرحلة مع المراهقات إلى كتابة هذه القصة، مستوحاة من ثلاث قصص تعرفها، بالتصرّف، حتى تحافظ على خصوصية مرضاها، حتى لا تُعرف الشخصيات. تحمل القصة جانب تربوي يساعد الفتيات اللاتي يتعرضن للتنمر على تجاوز هذه المرحلة والعيش في سلام نفسي.

أكثر شيء لفت انتباه البلالي هو زيادة الطلب على القصة وحديث الناس عنها، كما أخبرتنا: «خلال أقل من سنة تم بيع أكثر من 2000 نسخة من القصة، ثم أصدرنا الطبعة الثانية وحصلنا على نفس المبيعات في سنة أيضًا»، بعد النجاح الكبير والطلب المرتفع لأول قصة تكتبها، استشعرت البلالي بأن هناك نقص حاد في المحتوى الموجه إلى المراهقين في منطقتنا الخليجية من عشر سنوات وأعلى. لذلك طوّرت محتوى متخصص في هذا الاتجاه من خلال دار نشر رُواء.

التحديات التي واجهتها عند التأسيس كانت تتعلق بالتوزيع، كما وضحت: «عندما تبدأ ستكون صغيرًا، وعليك تحديّ بناء سمعة حتى تعرفك دور النشر الأخرى، وتعتمد على منشوراتك»، كذلك واجهت دار النشر تحديات الطباعة، والشحن مع بدايات كورونا، وارتفاع تكلفة الشحن.

لدى دار النشر أربع إصدارات، وأسست مكتبة رُواء، وهو متجر إلكتروني يمكن من خلاله شراء كافة الإصدارات، ويوصل لكافة الدول. أكثر المشترين للقصص من السعودية من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب، ثم معرض قطر للكتاب، وكذلك معرض الشارقة للطفل. تتعاون دار النشر مع دور نشر أخرى، يوزعون لهم في هذه المعارض.

مستقل؛ الحل المنقذ

جربت البلالي أكثر من موقع أجنبي للعمل الحر، لكن كان إيصال الفكرة للمستقلين الأجانب أمرًا صعبًا، ويستغرق وقتًا طويلًا جدًا، لذلك كانت في حاجة ملحة إلى مستقلين عرب. تُدير البالي دار النشر التي تلتزم بمواعيد محددة لنشر الكتب، مما يضعها تحت تحدي تسليم الأعمال في مواعيدها النهائية، حتى حالفها الحظ بالتعرف على مستقل. إذ تقول: »حل موقع مستقل مشكلة الوقت، ثم أني استغربت من جودة الخدمة العالية، وطريقة التواصل مع المستقل، وحماية حقوقي».

تقوم دار النشر بإعداد القصص، ثم تستخدم مستقل في مجال التدقيق اللغوي وإعداد الرسومات للقصة بطريقة أسهل وبرسوم غير مبالغ فيها، وهذا يساعدهم على النشر أسرع. توضح البلالي: «لو تعاونا مع مدقق لغوي خارج مستقل يكون المبلغ جدًا مكلف علينا. أيضًا اعتمدت على أكثر من رسام من مستقل في مهارات صعبة مثل: فهم البيئة الخليجية، الملابس التي تُلبَس لفتيات في الخليج، أو حتى الثوب الخليجي». تستذكر البلالي تجاربها السابقة مع المستقلين خارج مستقل: «قبل معرفتي بمستقل كنت أتعاون مع مستقلين وكنت أتعرض للظلم، ليس هناك جهة تحفظ حقوقي»، لتعود وتؤكد: «لكن مع مستقل، التكلفة أرخص عليّ من استخدام شركة أو رسام من خارج المنصة».

تضيف البلالي: «المريح جدًا، في بعض الأحيان عندما تُحدد ميزانية معينة للعمل، يطلب موظفو الدعم الفني في مستقل تعديل الميزانية، لأنهم من خلال خبراتهم يعرفون أن المشروع يستحق أكثر من ذلك. هذا الطلب ليس مُلزم لكنه مريح بالنسبة لي، لا أريد أن أظلم المستقلين، ولا أريد أن يظلمني أحد».

نفتقد للقصة العربية البسيطة

تكتب البلالي للمراهقات بشكل خاص، والسوق فيه شح كبير، إذ يحتاج إلى لغة مكتوبة ببساطة، بالذات مع توجه الأطفال نحو اللغة الإنجليزية، فكان من الصعب عليهم قراءة القصص العربية. مع ذلك تجد أن قصصنا العربية مكتوبة بلغة فصحى صعبة جدًا، بمفردات ومصطلحات قد لا يفهمها الطفل الآن، لذلك عمدت البلالي في كافة قصصها على اختيار كلمات مبسطة يفهمها المراهق، دون اللجوء إلى سؤال البالغين عن ماذا تعني هذه الكلمة.

حتى الأسماء في القصص، حاولت أن تكون أسماء خليجية، ورسم البيئة تشبه البيئة الخليجية، فصار لديها إقبال على القصص، فتقول: «الشابة التي تقرأ قصة هناء أو قصة أفنان، هي ترى شيء مماثل لهذه القصة في مدرستها وبيئتها، ويمثل التحديات التي لديها. صحيح أن الآباء يتوجهون إلى تعليم أبنائهم اللغة الإنجليزية، لكن عندما يكبر الأبناء يستشعر الآباء ضعفهم في اللغة العربية، لذلك يلجأون إلى شراء مثل هذه القصص حتى يدعمون لغة أبنائهم العربية».

العلاج قد يأتي على هيئة قصة مكتوبة!

أكثر شيء لامس البلالي، عندما وجدت فتاة مراهقة مصابة بالسرطان في مستشفى العبد الله بالكويت، وهو مستشفى لعلاج الحالات الميؤوس منها، بيئة المستشفى كلها ألعاب، لذلك الطفل تكون أيامه معدودة في انتظار الموت، الطفل لا يدرك كل هذا.

لاحظت إحدى الأخصائيات النفسية التي تُشرف على حالات الأطفال، أن إحدى الحالات تحسنت نفسيًا، وكانت هذه الطفلة التي قرأت قصة هناء تقول: «هناء أصبحت صديقتي». تأثرت الطفلة بقراءة قصة هناء، وكان الكتاب رفيقها في أيامها الأخيرة. مع أن القصة كانت تتحدث عن تحدي السمنة، إلا أن الطفلة وجدت فيها قصة إلهامًا كبيرًا.

كذلك في عيادتها الاستشارية، استخدمت البلالي قصة هناء في علاج إحدى الحالات، موضحة السبب: «لأن القصة تحتوي على خطة علاجية، تنمي ثقة المراهقة في نفسها، وكيفية مواجهة التنمر بطريقة إيجابية، وكيف تستطيع النجاح».

إن كنت صاحب مشروع على مستقل، وترغب في أن تشاركنا قصة نجاحك، فنرحب بتواصلك معنا عبر البريد الإلكتروني: marketing@hsoub.com.

تم النشر في: يونيو 2022
تحت تصنيف: قصص نجاح | قصص نجاح أصحاب المشاريع