لماذا تحتاج شركتك إلى استشارات الموارد البشرية؟

سواء كان لديك شركة ناشئة، أو توسعت في تقديم الخدمات والمنتجات إلى عملائك، ينبغي أن تُشكل استشارات الموارد البشرية جزءًا أساسيًا من أعمالك. فهي سبيلك الوحيد لتطوير أداء الموظفين، وتحسين رضاهم الوظيفي، وتعزيز إنتاجيتهم. لكن متى تحتاج إلى استشارات الموارد البشرية؟ وكيف تستثمرها في تحقيق أهدافك الاستراتيجية؟

جدول المحتويات:

ما هي استشارات الموارد البشرية؟

استشارات الموارد البشرية Human Resource Consulting هي مجموعة الممارسات والأنشطة التي تُركز على تعزيز كفاءة الموظفين، وإدارة الموارد البشرية وتطويرها، وتنفيذ أفضل السياسات والإجراءات الإدارية بالمؤسسات؛ لتصبح أكثر إنتاجية وتحقق أهدافها العامة. عادةً ما تحتاج الشركات بمختلف أحجامها إلى خدمات استشارات الموارد البشرية؛ لمعالجة المشكلات والتحديات المتعلقة بموظفيها.

أهمية استشارات الموارد البشرية

تلعب استشارات الموارد البشرية دورًا كبيرًا في ازدهار الشركة وتقدمها؛ لأنها تؤثر مباشرةً على العديد من الأهداف والعوامل الضرورية لنجاح العمل مثل: معدل المبيعات والإيرادات، ودعم ثقافة الشركة، وتحفيز الموظفين، وما إلى ذلك. إذًا، ما أهمية هذا النوع من الاستشارات؟

1. تقييم أداء الموظفين

تقييم أداء الموظفين وتطويره باستمرار؛ أمر في غاية الأهمية لتحقيق أهداف شركتك. فعندما يراقب استشاري الموارد البشرية أداء العاملين ويقيس مستواهم، ويلبي احتياجاتهم، ويتحقق من التزام الجميع بالقواعد واللوائح العامة بشكل صحيح، تحصل الإدارة العليا على صورة شاملة ومتعمقة عن الأداء. وبناءً على ذلك تتخذ أفضل الطرق لإدارة ودعم الموظفين، وتقليل عبء العمل عن المديرين.

2. إدارة مزايا الموظفين

إدارة مزايا الموظفين بالشركة عملية مرهقة، تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، ولا يمكن إغفالها لأنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالرضا الوظيفي، وتزيد من شعورهم بالأمان، وتحفزهم على الإبداع والابتكار في العمل. وغالبًا ما يدير مستشار الموارد البشرية رواتب الموظفين وترقياتهم، إضافةً إلى أنواع رئيسية من المزايا مثل: التأمين الطبي، وخطط المعاشات التقاعدية، والعمولات والمكافآت المالية، وخطط التعويضات، وإنشاء جداول الميزانية.

3. استراتيجيات التوظيف الفعال

تساعدك استشارات الموارد البشرية في وضع استراتيجيات التوظيف الفعالة، والحفاظ على خطة عمل شركتك، وتنفيذ الإجراءات التي من شأنها ترشيد نفقاتك في جوانب التوظيف المختلفة، وتضمن تحسين سمعة علامتك التجارية ونموها في المستقبل.

إضافةً إلى فحص المتقدمين للوظائف الشاغرة، إذ يتولى مستشار الموارد البشرية مسؤولية الإشراف على عملية التوظيف، وإجراء المقابلات الشخصية، وترشيح المتقدمين ودراستهم بعناية؛ لاختيار أفضلهم للعمل، بناءً على خبراتهم المهنية، ومهاراتهم الشخصية، ومؤهلاتهم العلمية.

4. إدارة الرضا الوظيفي

يتولى استشاري الموارد البشرية إدارة الرضا الوظيفي بشركتك، فهذه المهمة واحدة من أهم أهداف هذه الاستشارات؛ التي تجعل الموظفين أكثر إنتاجية وفاعلية في العمل. ومِن ثَمَّ، تعزز معدل الأداء وتعمق ولاء العاملين وثقتهم في الشركة.

5. تنظيم السجلات الإدارية

واحدة من أهداف استشارات الموارد البشرية؛ تتمثل في الإشراف على عملية جمع السجلات والوثائق الإدارية وتنظيمها، والاحتفاظ بنسخة إلكترونية احتياطية ومحمية من القرصنة والاختراق. فغالبًا ما تحتوي على هذه السجلات على بيانات مهمة تتعلق بموظفي الشركة والعملاء والأوراق الضريبية، وغيرها من الوثائق المهمة التي لا يمكن إهمالها.

6. تطوير ثقافة الشركة

بأي حال من الأحوال، لا بد من بناء ثقافة عمل ناجحة وإيجابية في شركتك، والحفاظ عليها وتطويرها إلى الأفضل باستمرار. من هنا، تكمن أهمية استشارات الموارد البشرية، فهي تساعدك على تحديد رؤية الشركة، ورسالتها، وقيمها الأخلاقية، وأهدافها الاستراتيجية. بذلك تمنحك بيئة عمل صحية ومثالية وآمنة للموظفين كافة.

متى تحتاج إلى استشارات الموارد البشرية؟

هناك علامات كثيرة تدل على أن الشركة أو العمل يحتاج إلى استشارات الموارد البشرية، من أبرزها:

تزايد المخاطر التنظيمية

عندما تواجه شركتك العديد من المخاطر التنظيمية، أو تكون أكثر عرضة لانتهاك القوانين واللوائح في مجال عملك، تزيد الحاجة إلى التعاون مع خبير يقدم لك استشارات عملية تساعدك في التغلب على هذه التحديات. فهو يتولى تحديد المخاطر وإدارتها، ومعالجة المسائل التنظيمية والقانونية بطرق أكثر فعالية، والعمل على تحديث ممارسات الموارد البشرية بانتظام.

التواصل غير الفعال بين فريق العمل

عدم التواصل الفعال بين فريق العمل، أو تزايد حالات سوء الفهم لسياسات الشركة وقواعدها، ينجم عنه الكثير من المشكلات والمواقف السلبية التي تخلق أجواء محبطة مثل: عدم الثقة بين الموظفين، وزيادة النزاعات بينهم، والافتقار إلى الإبداع. فكل ذلك يؤثر في نهاية المطاف على الإنتاجية وسير العمل، ويستدعي -عاجلًا أم آجلًا- الحصول على استشاري موارد بشرية يصحح الوضع القائم، ويجعل الاتصال أكثر فعالية بين الموظفين.

توسع الشركة وكثرة الموظفين

يُعدّ توسع الشركة وكثرة عدد موظفيها ضمن العوامل التي تستلزم الاستعانة بمستشارين للموارد البشرية؛ لأن إدارة كيان يضم 100 موظف يختلف عن إدارة فريق من 5 أفراد. فكلما توسعت كان من الصعب حل الخلافات الداخلية بين الموظفين. كما تزيد الحاجة إلى وضع الاستراتيجية المناسبة التي تلبي احتياجاتهم، وتحليل مخاوفهم، وتقديم الدعم لهم.

تدني أداء الموظفين

إذا لاحظت تأخر بعض الموظفين عن مواعيد العمل باستمرار، أو تزايدت طلبات الإجازة المرضية، أو حدث قصور في إنجاز المهام المطلوبة، وغيرها من العلامات التي تؤكد وجود تراخي في الأداء، سيكون من الضروري التعاون مع استشاري موارد بشرية متخصص؛ لضبط أداء الموظفين وجعله أكثر اتساقًا. إذ يتولى تطوير الموارد البشرية وإنشاء برامج التمكين الأكثر ملاءمةً لشركتك.

عدم تحقق أهداف الشركة بانتظام

غالبًا ما تحتاج الشركات إلى استشاري الموارد البشرية عندما تخفق في تحقيق أهدافها بانتظام، حيث يتولى مستشار الموارد البشرية مراجعتها والتحقق من مؤشرات الأداء الرئيسية KPI؛ للمساعدة في تحديد أسباب ضعف الأداء والإنتاجية، ووضع خطة لمعالجتها، وقد يوصي بمزيد من التدريب للموظفين وتطوير مهاراتهم وتحسين أدائهم، وغيرها من التوصيات التي تدفع عملك إلى التقدم.

مهارات استشاري الموارد البشرية

ينبغي على رواد الأعمال معرفة المهارات المطلوبة في استشارات الموارد البشرية قبل توظيف أحد المستشارين؛ لاختيار أفضل الكفاءات والحصول على المشورة الصحيحة، فما هي هذه المهارات؟

  • إدارة الأداء: إدارة الأداء من المهارات الأساسية لمستشار الموارد البشرية؛ لتقييم أداء الموظفين ومعرفة نقاط الضعف وتقويمها. إضافةً إلى تحليل توقعاتهم، وتطوير قدرتهم على الأداء، وإشراكهم في عملية تحسين الفعالية التنظيمية للشركة.
  • معالجة كشوف المرتبات: ليس من السهل إدارة كشوف المرتبات والتعويضات والمزايا، فهي تحتاج إلى مهارة قوية. لذا، يجب أن يفهم مستشار الموارد البشرية جيدًا كيفية معالجة هذه الكشوف وإدارة أنظمتها بما يخدم مصلحة الشركة.
  • الكفاءة التكنولوجية: ينبغي لاستشاري الموارد البشرية، إتقان الأدوات المستخدمة في مجاله مثل؛ تقنيات قياس نشاط الموظفين، وبرامج إدارة معلومات الموارد البشرية؛ لأنها توفر الوقت والجهد وتؤدي إلى مخرجات أدق.
  • المهارات التحليلية: يتعامل مستشارو الموارد البشرية مع الأرقام والبيانات، وهذا يتطلب ضرورة فهم أدوات تحليل البيانات؛ للحصول على معلومات دقيقة تمكّن الشركة من اتخاذ قرارات صحيحة.
  • الاتصال الفعال: يستخدم مستشارو الموارد البشرية مهارات الاتصال الفعال باستمرار في شرح سياسات الشركة للآخرين، أو معالجة مشكلات وخلافات صعبة بين العاملين، ما يحتاج إلى مهارات التواصل الفعال والعمل الجماعي لتغيير مسار العمل إلى الأفضل.
  • الاستماع النشط: تساعد مستشار الموارد البشرية على الاستماع إلى الجميع دون تحيز أو أحكام مسبقة، ما يمكّنه من إدارة النزاعات وفهم الآخرين، والتواصل بعمق مع الموظفين، وبناء علاقات أكثر إنسانية قائمة على الاحترام والثقة والتفاهم المتبادل.
  • التفكير النقدي: يلعب التفكير النقدي دورًا جوهريًا في توظيف المواهب الجديدة، وحل المشكلات بعقلانية ومنهجية، وتحليل المواقف بموضوعية، واتخاذ الإجراءات المدروسة.
  • خدمة العملاء: الموظفون هم العملاء بالنسبة لمستشاري الموارد البشرية، وعادةً ما يحتاجون إلى تلبية متطلباتهم ودعمهم والتعاطف معهم، مما يتطلب من استشاري الموارد البشرية التمتع بالمهارة الكافية لخدمة العملاء.
  • الذكاء العاطفي: يحتم على استشاري الموارد البشرية التمتع بمهارات الذكاء العاطفي، مثل القدرة على التحكم في المشاعر وفهمها وإدارتها. فمن خلالها يمكن تسخير العواطف في زيادة الإنتاجية، وتنمية الوعي الذاتي للموظفين، وتعزيز التفاعل بينهم؛ وجعلهم قادة إيجابيين ومؤثرين في ثقافة الشركة بطريقة مثمرة.

كيف توظف استشاري موارد بشرية متخصص؟

تجني الشركات فوائد عدّة عندما تستعين بخدمات استشارات الموارد البشرية، لا سيما فيما يتعلق بتعزيز التواصل بين العاملين والإدارة، وتطوير السياسات المستقبلية للموظفين، وتعزيز الإنتاجية بانتظام. ولحسن الحظ، يمكنك توظيف أفضل استشاري الموارد البشرية المحترفين لشركتك عبر منصة مستقل، أكبر شبكة للعمل الحر عربيًا، لمساعدتك في إدارة رأس المال البشري وتحقيق أهدافك الاستراتيجية.

كل ما عليك فعله، هو إضافة مشروعك على مستقل، ثم تبدأ مرحلة تلقي العروض التي يقدمها خبراء الموارد البشرية. قبل توظيف استشاري الموارد البشرية المناسب، تحقق أولًا من امتلاكه للمهارات المطلوبة لتقديم الاستشارة، ومعرفة مدى خبرته في المجال، ومؤهلاته العلمية، إضافةً إلى الاطلاع على المشاريع التي نفذها سابقًا وتقييمها، والتعرف على الأدوات والتقنيات التي يستخدمها في إدارة الموارد البشرية.

لا مانع من التواصل مع استشاري الموارد البشرية قبل توظيفه، فمن الممكن طرح بعض الأسئلة عليه لمعرفة نهجه وطريقة تفكيره وأسلوبه في العمل، أو طلب عينة من خدمات استشارات الموارد البشرية التي نفذها مع عملاء آخرين، والتحقق من مدى جودتها، وما إلى ذلك.

أخيرًا، يمكن القول إن خدمات استشارات الموارد البشرية تمنحك مزايا مهمة ومتعددة، وبخاصةٍ إذا كنت تمتلك شركة ناشئة تحاول مواكبة العلامات التجارية الكبرى، أو تمر بتغيرات جوهرية، أو تحاصرك أزمات إدارية وتحديات صعبة. في هذه الحالة، لا تتردد في التعاون مع استشاري موارد بشرية متخصص عبر مستقل، للحصول على المشورة والدعم اللازم.

تم النشر في: استشارات أعمال