عندما انتقلت من العراق إلى الأردن؛ سعت بإصرار إلى تحقيق النجاح ففتح لها العمل الحر أفاقًا رحبة، ساعدها على تطوير مهاراتها واكتساب الكثير من الخبرات، بدأت هدى الماشطة العمل الحر عبر الإنترنت عام 2014، أنجزت 67 مشروعا عبر منصة مستقل، وحققت على المنصة أرباحا اقتربت من مبلغ 4300 دولار، ، ساهمت بالمحتوى التعليمي على أكاديمية حسوب بما يزيد عن 80 درسا حول بعض تطبيقات سطح المكتب، وتطبيقات الويب، ولخبرتها التي اكتسبتها في مجال العمل الحر اختارتها شركة حسوب لتقدّم مساق العمل الحر عبر الإنترنت بالتعاون مع منصة إدراك. في هذا الحوار تحكي كيف بدأت في العمل الحر عبر الإنترنت، كيف نجحت، ما هي أحلامها وطموحاتها، وما هي نصائحها للمستقلين العرب:
حدثينا عن نفسك ونبذة عنك في البداية:
اسمي هدى سفيان الماشطة، عمري 26 سنة، ولدتُ ونشأتُ في مدينة هيت غرب العراق، منذ الصغر كان لدي اهتمام باللغات، فكنتُ أبرع وأتميز على أقراني في درْسيّ اللغة العربية والإنجليزية، وكان لهذا دورًا سيظهر لاحقًا، تخرجتُ من كلية الهندسة المدنية/جامعة الأنبار عام 2013.
هل أنت متفرغة تماما للعمل الحر؟ ما هي طبيعة عملك قبل أن تبدئي العمل الحر؟
قبل أن أبدأ العمل الحر بحثتُ كثيرًا عن وظيفة في مجال تخصصي، لكن بسبب قلة فرص العمل، اضطررتُ بعد تخرجي للعمل بشكل مؤقت في قسم تقنية المعلومات في إحدى المستشفيات، أما الآن فأنا متفرغة تمامًا للعمل الحر.
كيف كانت بدايتك مع العمل الحر عبر الإنترنت، وكيف تعرفتِ على موقع مستقل؟
بدايتي مع العمل الحر عبر الإنترنت كانت تحديدًا في نهاية العام 2014، حيث ساءت الظروف الأمنية في مدينتي، واضطررنا للسفر إلى الأردن، قبلها لم يكن في قاموسي مصطلحات مثل “العمل الحر”، “مستقل”، “العمل من المنزل” في الأردن، كان العثور على وظيفة مناسبة أصعب بكثير مما هو عليه في العراق. لذا فكرت لدي الوقت والإنترنت وهواية البحث، ماذا لو كان باستطاعتي تقديم عمل عبر الإنترنت؟ بدأتُ بإدخال الكلمة “العمل من البيت” في محرك البحث غوغل، وانطلقت، رابط بعد رابط، وموقع يتبعه موقع، ثم عثرتُ بالصدفة على مقال لأحد المواقع (لا أذكر اسمه لكثرة المواقع التي تصفحتها آنذاك) يسرد قائمة بمنصات العمل الحر العربية، وفي مقدمتها موقع مستقل، تلك هي لحظة العثور على الكنز!
ما هي أهم الصعوبات التي واجهتكِ في البداية وكيف تغلبت عليها؟
بداية، كان عليّ أن أحدد اتجاهي في العمل الحر، الاختيار لم يكن سهلًا، فكرتُ أن أعمل في مجال اختصاصي، لكن الطلب على الخدمات الهندسية لم يكن مقنعًا، بقيتُ أتصفح المشاريع لعدة أيام، وأتأمل في مهاراتي لعلّي أجد فيها ما يلبي الاحتياجات في تلك المشاريع، وأخيرًا قررت أن أستثمر مهارتي وهوايتي اللغوية، الترجمة! لم لا؟!
العقبة الأكبر كانت طريقة سحب الأرباح، ليس لدي حسابٌ مصرفي (وبالتالي لا بطاقة ائتمانية)، وكان عسيرًا فتح حساب جديد في الأردن نظرًا لإقامتي المؤقتة، كان عليّ أن أعثر على حل بديل، هذه المرة كان منقذي غوغل أيضًا، بحثت عن طرق سحب الأموال من الإنترنت، قرأتُ عن تجارب المستقلين الآخرين ممّن هم في مثل حالتي، ثم اكتشفتُ أن هناك خدمات دفع إلكترونية تمكنني من استحصال بطاقة وتحويل أموالي وسحبها بشكل اعتيادي، وهكذا تغلبتُ على أهم عقبتين.
ما هي نوعية الخدمات التي تقدمينها عبر الإنترنت ونسبة الإقبال عليها؟
بشكل أساسي أقدم خدمة ترجمة عربي-انجليزي-عربي، وعندما لا أعثر على مشروع ترجمة مناسب، أقوم أحيانًا بكتابة الشروحات عن بعض البرامج والتطبيقات، أو أنفذ مشاريع إدخال بيانات، أما نسبة الإقبال على خدمة الترجمة، أو صناعة المحتوى فأراها جيّدة جدًا، وهي في ازدهار، ففي كل يوم تولد الكثير الكثير من المواقع، المدونات، وحتّى التطبيقات؛ هذه كلها تحتاج إلى ملئها بمختلف أنواع المحتوى.
ما هي التحديات التي تواجهينها مع العملاء في العمل الحر عبر الإنترنت؟
عندما يختارني العميل لتنفيذ مشروعه، فإنّه يضع كلّ ثقته في مهاراتي، ويتوقّع منّي أن أنجز المشروع على الوجه الذي يرضيه وبالوقت الذي يناسبه، هذا هو التحدي بالنسبة لي… أن أرقى إلى تطلعات العميل وأثبت له أن ثقته في محلّها، التحدي هو أن أسلم المشروع قبل ميعاده النهائي والعميل سعيد ومقتنع أنه لم يكن ليجد أفضل مني لتنفيذ مشروعه.
ما هي أهم الدروس التي تعلمتها خلال رحلتك في العمل الحر عبر الإنترنت؟
تعلمتُ الثقة واكتسبت الشجاعة، فالعمل على مشروع جديد هو كالإقبال على المجهول، لا أدري ما هي العقبات والمشاكل التي ستواجهني عند تنفيذ المشروع، لكن في كل مرّة أنجز فيها مشروعًا بنجاح، تزداد ثقتي بقدراتي ومهاراتي، وأتغلب على ترددّي وخوفي من قبول تحدٍ جديد.
ما مدى تقبل المجتمع من حولك لفكرة العمل الحر؟ وهل ترين أن ثقافتنا ومجتمعنا العربي أصبح أكثر تقبلًا لفكرة العمل الحر عبر الإنترنت من المنزل؟
عندما أخبر عائلتي، أصدقائي، ومعارفي بأنني أعمل كمستقلة، أنفذ المشاريع عبر الإنترنت، فإنني ألاقي القبول والتشجيع والإعجاب بالفكرة، لكن أظن أنّه ما تزال هناك حاجة إلى المزيد من التوعية والتثقيف فيما يخص أسلوب العمل هذا، فالبعض يظن أنّها طريقة غير مجدية، والبعض يشكك في إمكانية الربح واستلام الأرباح من الإنترنت؛ أي تحويل تلك الدولارات الرقمية إلى دولارات ورقية.
كيف نجحتِ في العمل الحر عبر الإنترنت؟
بتوفيق من الله أولًا، ثم بمحاولة تفهم طلبات العميل والتعاون معه إلى أبعد الحدود، بالإضافة إلى أنني كنتُ دائمًا مستعدة للتعلم، حتى من العميل نفسه، وتجربة مشاريع جديدة مختلفة، ارتكبتُ أخطاء كثيرة، منها ما سببت لي إحباطًا كبيرًا وصل إلى حد التفكير في الاستسلام وترك العمل الحر، لكنني في كل مرة كنت أذكّر نفسي أن مثل هذه الأخطاء هي دروس تساعدني على التقدم والتطوير من عملي.
كيف ترين مستقبل العمل الحر في العالم العربي عبر الإنترنت؟
أراه مشرقًا مبشرًا، ليس بسبب أزمة البطالة التي نعاني منها في الكثير من مجتمعاتنا العربية فحسب، وإنما بسبب ازدهار عصر الإنترنت حيث أصبح الشباب مطلعًا على نجاحات المستقلين الملهمة في العالم أجمع، كما أن فكره أصبح حرًا أكثر ومتقبلًا أكثر لفكرة القيام بالعمل الذي تحبه وتستمتع به بدلًا من العمل التقليدي.
إذا خُيّرتِ هل تختارين العمل الحر عبر الإنترنت، على المدى الطويل أم العمل التقليدي؟ (في مكاتب الشركات)
أحب الهندسة كحبي للترجمة، ولو تُرك لي الأمر لاخترتُ الاثنين معًا؛ أي أمارس في مجال تخصصي في الشركات، وأعمل أيضًا كمترجمة مستقلة،أحد أسباب اختياري للعمل التقليدي هو أنني أفضل أن يكون دخلي مستقرًا، الأمر الذي يكون تحقيقه صعبًا نوعًا ما في العمل الحر.
ما هي الأهداف التي تطمحين وتخططين لتحقيقها في المستقبل القريب في العمل الحر عبر الإنترنت؟
لا يوجد على المدى القريب، أمّا على المدى البعيد فأطمح – إن شاء الله – إلى تأسيس فريق، مكتب، وكالة… أيّا كان المسمى، أجمع فيه عددًا من المترجمين المستقلين لتنفيذ مشاريع ترجمة عبر الإنترنت بجودة عالية.
هل هناك أحلام استطعت تحقيقها بعد حصولك على أرباحك من العمل الحر عبر الإنترنت؟
بدأتُ العمل الحر ساعية إلى الاستقلال المادي، وقد حققت ذلك – الحمد لله – وإن كان جزئيًا. والأمر غاية في السعادة والرضى.
حدثينا عن التغيير الذي أحدثه موقع مستقل في حياتك وأسلوب عملك وتعاملك؟
مستقل قرّب البعيد وسهّل الصعب، لم أكن لأتمكن من مواصلة رحلتي في العمل الحر لولا الله ثم وجود منصة موثوقة وكفء مثل مستقل، من خلال مستقل استطعت بسهولة أن أتعرف على عملاء كثر، واكتسبت الخبرة في التعامل معهم بمهنية،أما المشاريع التي نفذتها على مستقل فقد فتحت أمامي آفاق رحبة، ومكنتني من أن أصبح أكثر تقديرًا لمهاراتي وأكثر إحساسًا بقيمة وقتي وأهمية تنظيمه.
بماذا تنصحين المستقلين في العالم العربي؟
هي نصيحة قدمها لي أحد عملائي، أذكر نفسي بها وأشاركها مع زملائي المستقلين، دعونا لا نتوقف عن التطوير، فلنبادر دائمًا إلى اكتساب خبرات فريدة بالعمل على مشاريع مختلفة، لنحاول الخروج من منطقة الراحة وقبول تحديات جديدة، التطوير المستمر أساسي لتنمية مهاراتنا وتحسين أدائنا، إضافة إلى أنّه يمكننا من مواكبة الاتجاهات العصرية واحتلال مكانة بارزة في سوق العمل الحر.
تم النشر في: نوفمبر 2017
تحت تصنيف: قصص نجاح | قصص نجاح المستقلين
ماشاء الله. ربي يوفقها و يوفقنا نحن ايضا لان نصبح مستقلين ناجحين مثلها
شخصيه مميزه وطموحه يفخر بها العالم العربي وحقيقه استفدت من تجربتك الفريده ياهدئ واتمنئ لك التقدم وتحقيق اهدافك علئ الوجه الذي تطمحين له ❤️
ماشاء الله، الهمتني قصتك.
بالتوفيق
بارك الله فيك أيتها الأخت هدى و كثّر الله من أمثالك
أنا أيضا أخطط لدخول هذا المجال و لقد أعجبني
أنا مبرمج لكني أجد صعوبة في البداية
لن أيأس و لن أستسلم
شكرا
كثيرًا ما أدخل لحساب هُدى، معجبًا بأعمالها والتقييمات عندها. أسأل الله لها التوفيق 🙂