أكاديمية حسوب

أُنشئت أكاديمية حسوب عام 2015 لتعليم الجمهور العربي البرمجة والتطوير من خلال مجموعة دورات متخصصة، إلى جانب توفير محتوى باللغة العربية في مجالات ريادة الأعمال والتسويق والتصميم والعمل الحر وإدارة الخوادم وغيرها، لتصبح الأكاديمية منذ ذلك الحين مثالًا عربيًا واعدًا ومحطة رئيسة لتعليم البرمجة في الوطن العربي. وتعد الأكاديمية إحدى المشروعات التى أطلقتها حسوب الشركة الأم، وهي بذلك تعتمد في عملها على منصة مستقل اعتمادًا كبيرًا، لتحقق حسوب ما تعد به عملاءها من مستقل من خلال أحد أبرز مشروعاتها نجاحًا.


قد لا يخفى على الناظر المتأمل لواقع المهارات العربية المعضلة الكبيرة التي نعيش فيها؛ مئات من الشباب العربي إما عاطلين عن العمل أو لا يمتلكون القدر البسيط من المهارات التي تؤهلهم للعمل في وظائف المستقبل، لكن ولحسن حظنا، فإن هذا الوطن العربي الكبير لا يخلو أيضًا من نماذج لا تجعل من الأمل شعارًا لها، بل عملت على تغيير هذا الواقع.

ولأننا نتحدث عن المستقبل فإن أكاديمية حسوب أخذت على عاتقها تعليم الشباب العربي المهارات التي تمكنهم من التحكم بمستقبلهم وذلك من خلال إنتاج محتوى للدورات والمقالات والكتب اعتمادًا على أكثر طرائق التوظيف ذكاءً؛ منصة مستقل. فقد ساهم بإنتاج هذا الكم الكبير من المحتوى مئات من المستقلين العرب، يديرهم عدد أقل من الموظفين المسؤولين عن إنشاء محتوى الدورات والإجابة عن أسئلة الطلاب، وتوريد المقالات وتحريرها لنشرها، فيما تتعاون الأكاديمية باستمرار مع عددٍ هائل ومتجدد من المستقلين.

ما السبب وراء إنشاء أكاديمية حسوب؟

عندما استثمرت شركة حسوب في مجال العمل والتوظيف من خلال منصات مستقل وخمسات، تكشفت لها مكامن الخلل في سوق المهارات العربية، إذ وجدت فقرًا كبيرًا في المهارات العربية في المجال التقني -مجال البرمجة تحديدًا- ومن أجل ذلك جاء استثمارها في مجال التعليم بإطلاق أكاديمية حسوب.

يشرح لنا عبد اللطيف ايمش مدير القسم التعليمي في حسوب، كيف أثمر هذا الاستثمار: «تخطت المقالات الموجودة على أكاديمية حسوب أكثر من 5000 مقالة، كما أن لديها رصيدًا من الكتب المجانية تجاوز الـ 20 كتابًا».

بدأت الأكاديمية منذ عام 2015 بنشر مقالات تعليمية ذات جودة مرتفعة باللغة العربية، في مختلف المجالات مثل البرمجة والتصميم والتسويق وريادة الأعمال، كانت المصادر العربية عن هذه الموضوعات شحيحة جدًا وغير مصنفة تصنيفًا موضوعيًا.

ثم جاءت الخطوة التالية في التحوّل من مرحلة المقالات التعليمية إلى إنتاج الدورات التعليمية عبر الإنترنت، وكانت البداية من خلال دورة تطوير واجهات المستخدم التي أُعدت في نهاية العام 2016. علاوة على ذلك، أُضيف قسم للأسئلة والأجوبة يجيب عن استفسارات قراء الأكاديمية، وقد وصل عدد الأسئلة المجاب عنها في عام 2020 ما يزيد عن 18 ألف إجابة وهذه الأسئلة تتكامل مع المقالات وتكملها.

يدير فريق الأكاديمية عمليات التوظيف عبر منصة مستقل، يوضح لنا عبد اللطيف ذلك فيقول: «نتابع تفاصيل العمل على المقالات والكتب عبر منصة مستقل، حيث تجري كل عمليات توظيف المستقلين سواءً أكانوا كتّابًا أو مترجمين أو مصممين أو مدربين. أما الفريق الحالي الموظَّف في حسوب الذي يعمل على الأكاديمية فأغلبهم كانوا يعملون مستقلين على المنصة في فترة سابقة، وبعد أن أثبتوا كفاءتهم وخبرتهم بالمجال التعليمي كان توظيفهم في حسوب خطوة لاحقة».

دعم الشركات الناشئة

ساهم محتوى الأكاديمية في خلق بيئة مناسبة لنمو الشركات العربية الناشئة بطريقتين؛ أما الأولى فهي عبر مساعدة الشباب العربي على تطوير مهاراتهم الرقمية، من مصادر المعرفة التي وفرتها الأكاديمية مجانًا أو من خلال الدورات المدفوعة. هذا الجيل الذي تعلّم من خلال الأكاديمية، إما أطلق شركة ناشئة أو بنى ملفًا على موقع مستقل وأصبح يقدم خدماته للشركات العربية، وتلك هي الطريقة الأخرى التي قدمتها الأكاديمية إلى منظومة ريادة الأعمال.

ضبط جودة الدورات التعليمية

تقدم الأكاديمية عدة دورات مدفوعة في مجال البرمجة ومفاهيم الحاسوب، تجاوز زمن أغلبها نحو 50 ساعة فيديو، وهو رقم عربي فريد في الدورات العربية التي تعلم البرمجة. قُسمت هذه الدورات إلى مسارات تعليمية تبدأ من الأساسيات وتنتهي بأمور متقدمة ترقى بالطلاب إلى مستوى المطورين المحترفين.

كما تمنح أكاديمية حسوب شهادة معتمدة للطلاب، ممن طبقوا المشاريع العملية ثم اجتازوا الامتحان وطوِّروا تطبيقًا تجريبيًا يشابه المشاريع العملية التي تطلب منهم في سوق العمل. ولا تنتهي مهمة الأكاديمية بنهاية المسار، إذ يؤكد عبد اللطيف على هذه الميزة المهمة: «نستمر في متابعة الطلاب حتى بعد إتمام الدورة عبر فريق تطوير الخبرات، الذي يساعدهم على إعداد حساباتهم على منصة مستقل وموقع بعيد، ويتابع معرض أعمالهم ليحظوا بأفضل فرص للحصول على مشروع على مستقل أو وظيفة عبر بعيد».

وقد أفاد إياد الإسماعيل مسؤول المدربين أن «الأكاديمية توفر لطلابها دعمًا من خلال الإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم عبر فريق من المدربين الذين يغطون جميع الأوقات لمساعدة الطلاب على حل المشكلات البرمجية التي يواجهونها، فيما يبلغ متوسط سرعة الإجابة عن استفسارات الطلاب 15 دقيقة تقريبًا، ويوفر التعامل مع المستقلين المدربين مرونةً كبيرةً خصوصًا حين زيادة عدد الأسئلة».

التعليم باللغة العربية

أهم ما يميز الأكاديمية هو النشر الممنهج المستمر للمحتوى وانتقاء مواضيعه بدقة، بما يوسع آفاق القارئ العربي ويعرفه على مواضيع جديدة تهمه، كما تركز الأكاديمية منذ نشأتها على تقديم العلوم باللغة العربية. لهذا تحرص على إيصال العلوم باختلافها بلغة عربية فصيحة سهلة خالية من الأخطاء.

يفسر عبد اللطيف فلسفة الأكاديمية في التعريب بقوله: «كما نضع ضمن أولوياتنا تعريب المصطلحات الأجنبية بما يتوافق مع الترجمات الشائعة التي سبقها إلينا الباحثون في تلك المجالات، أو نقعِّد قواعد لترجمة هذه المصطلحات ونعتمدها في قاموس داخلي فيه مئات المصطلحات -خصوصًا البرمجية- يُبيّن ترجمة الكلمات الأجنبية إلى العربية ثم يشرح لماذا اُختيرت هذه الترجمة مع بيان معناها».

بناء شركة تعليم من خلال مستقل

يمكن أن نعد أكاديمية حسوب شركة تعليم مستقلة بذاتها إذا نظرنا لحجم المساهمة الكبير الذي قدمته ولا تزال تقدمه للمكتبة العربية، وهذا الأمر يفرض بدوره تحديًا كبيرًا لإدارة هذه الشركة التعليمية والالتزام بتقديم المحتوى في مستوى الجودة والكم الحالي، الذي يتجاوز الـ 100 مقالة شهريًا. وهنا ظهرت منصة مستقل بوصفها أداة أساسية للبحث عن مختلف المواهب والكفاءات العربية التي تمكن من تحقيق هذا الهدف. علاوة على ذلك، ساعدت منصة مستقل العديد من الشركات الناشئة على إدارة فرق عملها، من خلال ربطهم بالآلاف من المستقلين الموجودين على منصتها.

مستقل للمؤسسات

لقطة شاشة للوحة تحكم مستقل للمؤسسات الخاصة بشركة حسوب

هذه الوفرة من المستقلين مكنت أكاديمية حسوب من وضع عدة اعتبارات للتوظيف حتى تضبط جودة العمل، منها كمثال، يجب أن يكون الكُتّاب والمترجمون أولي خبرة واطلاع واسعين في المجال أو الموضوع الذي يعملون عليه، بالإضافة إلى دراية واسعة باللغة العربية، وتقديم محتوى دون أي أخطاء لغوية أو تعابير ركيكة، أما المصممون الذين يعملون على تصميم الصور البارزة فيجب أن تكون تصميماتهم متوافقة مع النمط المعتمد في الأكاديمية وأن ينتبهوا إلى التفاصيل الدقيقة.

ويختلف الأمر بالنسبة للمدربين الذين يعملون على إعداد الدورات التعليمية وتسجيلها، فخبرة المدرب في المجال الذي يشرحه هي أهم الأسس التي يقع على ضوئها اختيار المدربين، تليها مهارات الإلقاء والشرح.

كيف تستفيد من خبرة الأكاديمية في اختيار أفضل المستقلين؟

عند فتح مشروع جديد في مستقل، ثمة بعض الأسس والتكتيكات التي تُستخدم لضمان الحصول على أفضل المواهب مثل: الاهتمام بتوضيح المطلوب تمامًا في وصف المشروع؛ من عدد الكلمات والمجال المطلوب أو حتى عناوين المقالات التي ترغب بالعمل عليها، ثم دعوة المستقلين الذين تراهم مناسبين إلى تقديم عروضهم على المشروع.

عن هذه التكتيكات يخبرنا جميل بيلوني مسؤول المحتوى في أكاديمية حسوب: «يمكنك تقييّم المستقل من خلال الأعمال السابقة في معرض أعماله، فهي مؤشر على جودة عمله وإن كان أسلوبه في الكتابة مناسبًا. وغيرها من الإحصاءات التي يوفرها موقع مستقل، مثل عدد المشاريع المكتملة وتسليم المشروع بالموعد وسرعة الرد فهي دلالة على التزامه بالعمل ومدى جديته».

ويُعرّفنا جميل بيلوني على طريقة أخرى للتحقق من قدرات المستقلين، فيقول: «كما يمكنك طلب عينة كتابية من الكُتّاب المستقلين قبل تسليمهم العمل، وإما أن يكون هذا الطلب ضمن نص المشروع، أو بعد تقديم المستقلين عروضهم عليه، بالتواصل المباشر معهم عبر الرسائل». وتبرز أهمية مستقل هنا، في أنه يوفر المواهب ثم يخلق بيئة ووسط مناسب لإنجاز مشاريعك ومتابعة المستقلين من خلال التواصل وتسليم العمل والدفع.

محتوى متناغم: مقالات وكتب، موسوعة ودورات

لدى أكاديمية حسوب منهجية واضحة للمستقبل وتخطيط جيد لكل إضافة تجريها على المدى المتوسط والبعيد، وأفضل مثال على ذلك، توثيق لغات البرمجة في موسوعة حسوب، التي أطلقتها حسوب حتى توفر مرجعًا عربيًا يعود إليه المطور العربي حين الحاجة.

ويشرح عبد اللطيف سبب وجود موسوعة حسوب التي جاءت كرافد معرفي مهم ومكمل لبقية جهود المحتوى: «تكمن أهمية هذه التوثيقات في إثراء المقالات والدورات في الأكاديمية، فليس من الضروري أن يتذكر القارئ أو المشاهد كل التفاصيل حول نقطة معينة في إحدى لغات البرمجة، لذا كان من الضروري أن يكون هناك مرجعٌ يعود إليه حين الحاجة، ويمكن ربط المقالات أو فيديوهات الدورات إليه بسهولة».

إذا نظرنا إلى موضوع تطوير واجهات الويب كمثال، فنجد أن موسوعة حسوب وثقت لغات HTML وCSS وJavaScript، وكانت متكاملة مع عدة سلاسل من المقالات في الأكاديمية تشرح استخدامها ومكتباتها. كما شرحت الأكاديمية هذه التقنيات شرحًا عمليًا في دورة تطوير واجهات المستخدم، ويعمل الفريق بصورة دائمة على إضافة توثيقات جديدة إلى الموسوعة من حين إلى آخر.

كل هذا المنهج المتكامل يعطي قيمة أكبر إلى مسارات أكاديمية حسوب، بحيث تُدمج هذه المفاهيم المشروحة ضمن الدورات التعليمية، حتى يحصل الطالب على كل ما يلزمه من مقالات وكتب وتوثيقات تشرح موضوعًا معينًا شرحًا متناغمًا يكمِّل بعضه بعضًا. ويعمل الفريق الآن على توسعة محتوى الدورات ونشر عدة كتب عن لغة JavaScript إضافةً إلى ما نشر سابقًا عن هذا المجال. ويتبين لنا مع كل هذه الجهود المتناسقة أن الأمر الأساسي الذي يسمح لأي فريق صغير أن يدير عددًا كبيرًا من المستقلين هو التنظيم والتوثيق.


إن كنت صاحب مشروع على مستقل، وترغب في أن تشاركنا قصة نجاحك، فنرحب بتواصلك معنا عبر البريد الإلكتروني: marketing@hsoub.com.

تم النشر في: قصص نجاح أصحاب المشاريع