«إذا تقدم المرء بخطى ثابتة باتجاه أحلامه فسيعيش الحياة التي يتصورها»، إدريس الترب مصمم جرافيك، مختص في تصميم الشعارات والهويات البصرية وأعمال الانفوجرافيك، واحد من مصممي الجرافيك المستقلين المميزين، يعرف جيدًا ما الذي يريده يتقدم بخطى ثابتة لتحقق أحلامه، وتنمية أعماله في العمل الحر، أجرينا معه هذا الحِوار، حيث تحدث عن تجربته الناجحة التي خاضها في العمل الحر.

هل يمكن أن تحدثنا عن نفسك ونبذة عنك في البداية؟

اسمي إدريس الترب من اليمن محافظة إب تحديدًا، بدأت في التصميم عام 2006 في سن مبكر ثم تخصصت في الجرافيك ديزاين في المرحلة الجامعية، اضطررت لترك التخصص في السنة الثالثة لبعض الأسباب وتحولت للتصميم الداخلي وحصلت على البكالوريوس فيه.

ما هي طبيعة عملك قبل أن تبدأ العمل الحر؟

كنت أعمل في برمجة الهواتف الذكية اضطررت لترك العمل لألتحق بالجامعة قسم التصميم الداخلي وذلك لسفري لمدينة أخرى ناهيك عن ضيق الوقت لدي ما منعني من البحث عن عمل آخر.

كيف كانت بدايتك مع مستقل، وكيف تعرفت على الموقع؟

كانت تكاليف الجامعة والمصاريف الدراسية دائما ما تضعني في مأزق وفي إحدى الضائقات المالية التي وضعت بها كنت أبحث عن مصادر دخل أخرى فكرت في العمل مجددًا لكن ذلك كان سيؤثر بشكل كبير على جهودي الدراسية، و بالصدفة قرأت مقالًا في إحدى المواقع العربية لا أذكر اسم الموقع صراحة لكنه كان يتحدث عن العمل الحر وكنت قد سمعت به سابقًا، لكن في ذلك اليوم كان المقال محل اهتمامي نظرًا لوضعي المالي، ذُكر في المقال عدة مواقع ومصادر لكن كان أبرزها موقع مستقل، ما دفعني للبدء في التسجيل في الموقع وخوض التجربة.

ما هي أهم الصعوبات التي واجهتك في البداية وكيف تغلبت عليها؟

أهم الصعوبات كانت كسب ثقة أول عميل وهي ما أراها أهم مرحلة للمستقل فمن الصعب إقناع أول شخص أنك مصمم مميز بالرغم أني كنت أعمل بالتصميم منذ فترة طويلة لكن العملاء يؤمنون بالتجربة أكثر وأنت لا تزال بلا خبرة سابقة ولا تملك تقييمات عملاء سابقين بالنظر إلى صفحتي الشخصية على الموقع.

كانت رسالتي التي قدمتها في العرض تحمل اقتراحًا للعميل وأظن هذا ما لفت انتباهه في البداية رغم أنني لم أرفع أي من أعمالي بعد على معرض الأعمال، اتضح لي أنه يجب أن تكون رسالتي مختلفة عن البقية ومختصرة كي أزيد من فرصتي في العمل، كان العمل مع هذا العميل ممتازًا ما حمسني أكثر للعمل الحر.

ما هي نوعية الخدمات التي تقدمها ونسبة الإقبال عليها؟

أبرز الخدمات هي تصميم الشعارات والهويات البصرية، لكني أعمل أيضًا على تصميم المواقع والحملات الإعلانية وكذلك رسم مشاهد الإنفوجرافيك.

كيف تطور مهاراتك لكي تقدم خدمات أفضل؟

كي تستمر في العمل الحر يجب أن تظل مُطلع ومستمر في تطوير مهاراتك ومستوى أعمالك، أولًا الخبرة المكتسبة من خلال العمل الحر ساهمت بشكل كبير في تطور قدراتي واكتساب مهارات أخرى، ثانيًا لم يكن العمل يقتصر على تسليم عمل وكسب المال بل كان الغرض تقديم أعلى مستوى ممكن كي تحظى بقبول العملاء وتنشئ معرض أعمال مميز.

ما هي التحديات التي تواجهها مع العملاء في العمل الحر؟

البعض منهم لا يدرك أن التصميم ليس مجرد ذوق شخصي فهو عمل مبني على خبرة طويلة فقد تكون اختياراتهم خاطئة أحيانًا، عادةً أخبر عملائي إن كان يجب علينا تغيير الخيار وأعطيهم نماذج أنسب إلا أن العميل أحيانًا يُصر على اختياره فأضطر للاحتفاظ بنسختي الخاصة.

اقرأ أيضًا: سامر جلبي: التصميم شغف بالنسبة لي قبل أن يكون مهنة

ما هي أهم الدروس التي تعلمتها خلال رحلتك مع العمل الحر؟

في العمل الحر يجب عليك أن تبدي احترافية أكثر في التعامل فالعميل يحكم عليك من خلال صندوق الرسائل، منحني ذلك قدرة أكبر في التفاوض وطرح فكرتي من خلال رسائل قصيرة يمكنني بها إقناع عملائي أو التسويق لفكرة ما لدي، أيضا تعلمت في حالة عدم قبول عروضي أن أدرس السلبيات لدي وإيجاد حلول للتمكن من المنافسة بين المستقلين.

هل واجهتك بعض المواقف الصعبة، المضحكة، أو الغريبة من الجيران أو الأهل بسبب عملك على الإنترنت؟

ككل الأغلب خاصة في مجتمعنا المتأخر لا يؤمنون أو لا يدركون واقع تجربة العمل الحر فهم يرونه على أنه شيء افتراضي غير ملموس، لكن بالمقابل أسكن أنا مع أصدقائي وهم من نفس اختصاصي واستطعت أن اقنع الأغلبية منهم بالأمر ومعظمهم حاليًا خاض التجربة الحمد لله وأتمنى أن يستمروا.

برأيك، كيف تتحقق أسباب النجاح في العمل الحر؟

التطوير المستمر في المجال، قراءة مقالات في هذا الجانب وجانب تسويق الذات، إن تصنع لك اسم وعملاء قبل أن تصنع عملات نقدية.

كيف ترى مستقبل العمل الحر في العالم العربي؟

لا زال العمل الحر لدينا في أولى مراحله، وهناك توجه كبير سواءً من العملاء أو المستقلين لهذا الجانب وأظن أنه في توسع سريع وسنشهد قريبًا ثورة في العمل الحر.

إذا خُيّرت هل تختار العمل الحر على المدى الطويل أم العمل التقليدي؟ (في مكاتب الشركات)

شخصيًا لا أميل للعمل تحت سقف محدود وفي ظل قيود إدارية حتى إن فكرت في تأسيس شيء خاص بي أظن أني سأحتفظ بنظام العمل الحر وتوظيف مستقلين، لدي فمن وجهة نظري أرى إنتاجية المستقل أعلى من إنتاجية الموظف العادي فهو مقيد بموعد وليس بدوام ما يجعل الوقت والوضع في خدمته.

ما هي قيمة الأرباح التي تطمح وتخطط لتحقيقها في المستقبل القريب من العمل الحر؟

أظن السقف الذي أريد تحقيقه 2000$-3000$ شهريًا وهذا ما أعمل عليه.

هل هناك أحلام استطعت تحقيقها بعد حصولك على أرباحك من مستقل؟

لا يمكن أن نُسميها أحلام لكن إن صح القول ساعدني كثيرًا، وغطى الكثير من نفقاتي ولم أعد أضع تلك القيود السابقة لميزانيتي أو أضطر إلى اقتراض بل أصبحت أُقرض بعض الأصدقاء دون القلق لتأخر المبالغ.

حدثنا عن التغيير الذي أحدثه موقع مستقل في حياتك وأسلوب عملك وتعاملك؟

أصبحت أكثر ترتيبًا واستثمارًا لوقتي لا سيما فيما يخص العمل لم يعد الوقت مفتوح كالسابق فصار لدي أوقات مخصصة لكل شيء، صرت أصنع خططًا مستقبلية مزمنة مبنية على أهداف واضحة للنمو بعملي الحر واستقطاب عملاء أكثر، انتهيت من دراستي الجامعية وصرفت النظر عن البحث عن العمل بدوام واكتفيت بتطوير قدراتي ومصادري في العمل الحر وأظن أن هذا القرار كان صائبًا.

تم النشر في: ديسمبر 2017
تحت تصنيف: قصص نجاح | قصص نجاح المستقلين