سامر جلبي واحد من المستقلين المميزين الذين يقدمون خدمات في مختلف مجالات التصميم، التصميم بالنسبة له شغف قبل أن يكون مصدر دخل، يسعى لأن تكون تجربة المستخدم التي يقدمها هي الأفضل، عمل على 59 مشروعا في مستقل، وحقق أرباحا بلغت 6000 دولار، لديه الكثير من الأحلام والطموحات، يحكي قصته مع العمل الحر، ويشارك خبراته مع المستقلين العرب في هذا الحوار:

هل يمكن أن تحدثنا عن نفسك ونبذة عنك في البداية؟

اسمي سامر أحمد جلبي، من سوريا من مدينة حلب، عمري 24 سنة، خريج من المعهد التقاني للحاسوب وعلى وشك التخرج من كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة حلب، بدأت هوايتي بالتصميم منذ أكثر من 6 سنوات فكنت أصمم ما يخطر في بالي من خربشات وأضعه كغلاف على صفحتي الفيسبوك، وكنت ألقى التشجيع من أصدقائي ومن حولي بأن أنمّي هذه الهواية، وقمت بإنشاء عدة صفحات ترفيهية وثقافية وكنت أضيف لمستي الخاصة عليها بتصاميمي، كما كان لدي العديد من الأعمال التطوعية في مجال التصميم وترجمة الإنفوجراف، فكان التصميم عندي شغفًا لسنوات وتعلمت وتعرفت على الكثير من تقنيات التصميم قبل أن أفكر حتى بأنه سيكون مصدر عملي الأساسي في يوم ما.

ما هي طبيعة عملك أو مصادر دخلك قبل أن تبدأ العمل الحر؟

كنت لا أزال طالبًا ولم يكن لدي أي مصدر دخل سوى الأهل.

كيف كانت بدايتك مع مستقل، وكيف تعرفت على الموقع؟

تعرفت على الموقع من أحد المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، قمت بدراسة نمط عمل الموقع والمشاريع المطروحة آنذاك، وأول شيء قمت به قبل تقديم أي عرض هو رفع وتنسيق معرض أعمالي، حيث أمضيت ساعات طويلة لاختيار الأفضل من أعمالي، هذا ما ساعدني حينها فكنت أملك العديد من التصاميم السابقة قبل أن أبدأ بالتفكير بالعمل والربح من هذه الهواية، وبعد أسبوع فقط من تقديم العروض، حصلت على عملي الأول في مجال العمل الحر وفي موقع مستقل.

ما هي أهم الصعوبات التي واجهتك في البداية وكيف تغلبت عليها؟

بدأت العمل الحر في عام 2015 وحينها كانت مدينتي الحبيبة تعيش أوقاتًا عصيبة جدًا من ظروف الحرب التي فُرضت على سوريا، فكانت أبرز الصعوبات التي واجهتني حينها (في مجال العمل الحر) هي اتصالي بالانترنت، ففي تلك الفترة كانت حلب دون انترنت لأكثر من عام بسبب تدمير البنية التحتية لشبكة الإنترنت، فكنت أعتمد الانترنت على هاتفي المحمول، وكنت أنفذ التصميم وأخرج خارج المنزل بحثًا عن تغطية شبكة الهاتف حتى أقوم برفع عملي أو حتى التخاطب مع العميل، كثير من الأمور الأخرى كانت تشكل لي تحديًا لكنني بفضل الله تمكنت من تجاوزها في النهاية.

ما هي نوعية الخدمات التي تقدمها ونسبة الإقبال عليها؟

أقدم حاليًا خدمات في مختلف مجالات التصميم، منها تصميم واجهات المستخدم للهواتف وتطبيقات الويب -وهذا ما أحبه فأنا مبرمج هاوٍ قبل أن أكون مصممًا وكنت دائما أسعى لأن تكون تجربة المستخدم التي أقدمها هي الأجمل من حيث الترتيب والأيقونات والنواحي الجمالية الأخرى- ومنها تصميم الغرافيكس بكافة مجالاته من إعلانات ومطبوعات، أما بالنسبة للإقبال فهو جيد جدًا والحمد لله، وخاصة في مجال تصميم واجهات المستخدم.

كيف تطور مهاراتك لكي تقدم خدمات أفضل؟

أحاول أن أواكب ما هو جديد في مجالي، وأن أطّلع على آخر الأمور الدارجة، مع الاحتفاظ دائمًا بلمساتي الشخصية في أي عمل، كما أخصص ساعات أسبوعية لتعلم شيء جديد فبالتأكيد سيفيدني يومًا ما.

ما هي التحديات التي تواجهها مع العملاء في العمل الحر؟

هي أمور بسيطة وعامة، كوضع العميل لميزانية قليلة لعمل كبير أو التقليل من تقدير الوقت الكافي لإنجاز العمل، لكنها أمور يمكن تجاوزها بالتفاهم مع العميل قبل البدء بالعمل.

ما هي أهم الدروس التي تعلمتها خلال رحلتك مع العمل الحر؟

تعلمت أولاً أن العمل الحر أبسط مما يظن البعض، فعلى قدر عملك وابداعك في مجال عملك تنال، وتعلمت ثانيًا أن العمل الحر أعقد مما يظن البعض الآخر، فتحتاج فيه لإدارة الوقت بشكل أساسي والتوفيق ما بين الحفاظ على نفس القدرة الإنتاجية وتطوير الذات.

أهم نصيحة تلقيتها من أصحاب المشاريع الذين عملت معهم؟

تلقيت العديد من النصائح وحتى التوبيخات من بعض العملاء، فنحن في النهاية بشر ونخطئ لكن من الضروري أن نتعلم من أخطائنا، وهذه بحد ذاتها أهم نصيحة تلقيتها.

هل واجهتك بعض المواقف الصعبة، المضحكة، أو الغريبة من الجيران أو الأهل بسبب عملك على الإنترنت؟

دائمًا ما يمازحني أصدقائي ويقولون: “ما هذا العمل الذي يدعي بأنه يتعب فيه؟ يمسك ريشة ويبدأ خربشة بالألوان ثم يبيعها! ونحن نتعب ونعرق لنحصل على فتات الخبز!”.

 برأيك كيف تتحقق أسباب النجاح في العمل الحر؟

النجاح في العمل الحر هو انعكاس للنجاح في العمل العادي التقليدي، فالعمل الحر هو كأي عمل بالنهاية نتيجته ستظهر بالواقع.. إنما يختلف فقط بطريقة إنجازه.

كيف ترى مستقبل العمل الحر في العالم العربي؟

أتطلع لأن أجد المزيد من التسهيلات والمزايا المقدمة من قبل الدول العربية ومن قبل مواقع العمل الحر على حد سواء لتشجيع العمل الحر وتعريف أكبر قدر ممكن من المعنيين به، ولا بأس إن تعلمنا ممن سبقنا إليه في العالم الغربي.

إذا خُيّرت هل تختار العمل الحر على المدى الطويل أم العمل التقليدي؟ (في مكاتب الشركات )

بالتأكيد العمل الحر، فوقتك هو ملكٌ لك في العمل الحر، لكنني لا أنفي دور الأعمال التقليدية فمنها من ينشئ بيئة قادرة على احتضان الأشخاص الجدد في أي مجال عمل، أما العمل الحر برأيي فهو مجال الأقوياء والمحترفين، وهذا بحد ذاته تحدّ لكل من أراد الاستمرار به.

 ما هي قيمة الأرباح التي تطمح وتخطط لتحقيقها في المستقبل القريب من العمل الحر؟

أخطط لتحقيق 10,000$ كخطوة أولى.

هل هناك أحلام استطعت تحقيقها بعد حصولك على أرباحك من العمل الحر؟

نعم، حصلت على جهاز كومبيوتر هو الأفضل لأداء عملي، كما حصلت على سيارتي الخاصة! وكل هذا بفضل رب العالمين.

حدثنا عن التغيير الذي أحدثه موقع مستقل في حياتك وأسلوب عملك وتعاملك؟

برأيي موقع مستقل هو من أهم المواقع في العالم العربي بلا شك، أتصفحه أكثر من تصفحي لشبكات التواصل الاجتماعي وهو رقم 1 في الإشارات المرجعية عندي، أطّلع على أعمال المستقلين لأستقي من إبداعاتهم، أقوم بتقديم عروضي على المشاريع في حال وجدت أن لدي القدرة والوقت الكافي لتنفيذها، كما تعرفت على العديد من العملاء الرائعين على مدى أكثر من عامين.

كيف توفق بين عملك على الإنترنت وحياتك الشخصية والعائلية؟

جربت العديد من الطرق للتوفيق ما بين دراستي وعملي وحياتي الشخصية، حاليًا أخصص ساعات محددة يوميًا في الصباح الباكر وساعات في المساء بالإضافة لتخصيص يوم واحد في الأسبوع عطلة، كما أكافئ نفسي بعد الانتهاء من العمل بلعب ألعاب الفيديو والخروج مع الأصدقاء بعيدًا عن الضغوطات ما وراء شاشة الكمبيوتر.

ما هي نصيحتك للمستقلين العرب؟

تعلّم قبل أن تبدأ العمل، شارك في أي مجال تطوعي لتكسب خبرات وتعايش صعوبات المجال الذي اخترته قبل أن تبدأ العمل به، لا بأس ببعض من التعب، ابحث عن الشركات التي قد تساعدك بالتدريب وتضعك في بداية الطريق بشكل صحيح، الإنترنت مليء بالدروس بأي مجال كان، لا تتكاسل أن تبدأ بالتعلم فالبداية دائما هي التي ستوصلك للمرحلة التالية.

شكرًا لكم لإتاحة هذه الفرصة لي.

تم النشر في: مارس 2018
تحت تصنيف: قصص نجاح | قصص نجاح المستقلين