مطبخ دانه هو نسبة لصاحبته دانه فيصل الخزاعي وهي مهندسة تقنية تعمل في مجال البترول بقطر، احترفت دانه الطبخ وألفت فيه 3 كتب. وهي الآن صاحبة متجر مطبخ دانه والشيف الرئيس فيه والمسؤول عن إدارة كافة أعماله من تسويق ومتابعة خدمات البيع وما بعده، ويعينها في ذلك الاعتماد على منصة مستقل لتوظيف من يتولى مهام التصميم والتسويق للمتجر.


يقولون إن من يحسن تحضير الطعام يعرف جيدًا كيف يحب، ويستكمل مطبخ دانه هذه الحكمة مضيفًا إليها شعاره الذي يقول: «جزء من سر النجاح في الحياة هو تناول ما تحبه». جميعنا جربنا شعور الدفء الذي يلف البيوت عندما تطهو الطعام يدٌ محبة، وها نحن اليوم سنتعرف عن قصة هذه اليد التي تمارس هوايتها المفضلة التي تستمع بها وكيف تجاوزت متعتها الخاصة بتناول ما لذ وطاب لتشارك طعامها مع الآخرين عبر متجرها.

تعرفت دانه على موهبتها بالطبخ لمّا كانت تزور جدتها التي كانت تحسن تحضير الطعام لصديقاتها وجيرانها وعائلتها التي تجتمع في بيتها كل أسبوع حول مائدة واحدة. تحدثنا دانه عن هذا الأمر فتقول: «كنت أنتظر كل إجازة بفارغ الصبر حتى أذهب إلى جدتي وأشاهدها وهي تطبخ بإتقان. وكنت أراقبها وهي تحضر الطعام للعائلة ولضيوفها، ومع أنها كانت تستخدم فرنًا صغيرًا جدًا إلا أنها كانت دومًا تقدم أطعمة لذيذة بمكونات بسيطة». كان أكثر ما يلفت انتباهها في بيت جدتها هو استمتاع الناس بتناول الطعام عندها. ومن هنا، وجد الشغف طريقه إلى دانه الحفيدة.

الانتقال من الموهبة إلى الاحتراف

وصفة الرنجينه من قناة مطبخ دانه على يوتيوب

استثمرت دانه موهبتها بالطهي عبر تجربة مختلف الأطعمة في بيت أهلها الذين أبدو إعجابًا كبيرًا بما تصنع، لتُدخل عليها رويدًا رويدًا وصفات خاصة بها. ومع تشجيع أهلها المستمر بدأت في عرض وصفاتها على صفحات التواصل الاجتماعي، إلى أن تواصلت معها جريدة بالدوحة لكي تتعاون معهم لكتابة ثماني وصفات شهريًا لتنشر بالجريدة، واستمر هذا التعاون لمدة سنتين.

بعد ذلك، انتقلت دانة لمرحلة أخرى من احتراف فن الطبخ عبر نشر كتابها الأول: مطبخ دانه الذي بِيع في الأسواق والمكتبات وحقق نجاحًا واسعًا دفعها لنشر كتابها الثاني: (مدونة مطبخ دانة) تزامنًا مع يوم الأم، وجاءتها فكرة هذا الكتاب من والدتها كانت تعتمد تدوين الوصفات من صديقاتها وجيرانها وزميلاتها، وعليه أضافت دانه وصفاتها وأتاحت للجمهور إضافة وصفاتهم المجربة إليه كذلك. وقد جمعت إلى هذين الكتابين كتابًا ثالثًا يختص بالمشروبات الساخنة التي يمكن تحضيرها في فصل الشتاء.

وبعد نجاحها الكبير في تأليف الكتب، فكرت دانه في أن تُمكّن الناس من تذوق ما تعده بنفسها، فكانت البداية أن اشتركت مع مركز بداية الذي يدعم المشاريع الناشئة. ومكنها هذا التعاون من الدخول إلى الميرة -مصطلح قطري يعبر عن الأسواق الكبيرة- ومنذ هذه اللحظة طهت وصفاتها التي دونتها في كتبها وأطعمتها للمتسوقين من خلال عربتها في الأسواق مباشرة واعتمدت في ذلك على الخلطات سريعة التحضير.

وكعادتها في التأمل، وجدت دانه إقبالًا كبيرًا على الكيك ذي الحجم الكبير، فشرعت من فورها بشراء فرن أكبر استجابة لهذا الطلب. ولم يقف طموحها عند هذا الحد، فبدأت في إنشاء علامتها التجارية من خلال متجرها مطبخ دانا على انستقرام وواتساب ليصل طعامها إلى كل من يرغب في تذوقه لباب بيته.

كيف تطمح دانه في أن تجعل من طعامها علامة قطرية بارزة؟

تمتلك دانه فريقًا من العاملات اللاتي أنفقت عليهن جهدًا ووقتًا في تعليمهن وصفاتها، فتستقبل دانه الطلبات مساءً على متجرها على انستقرام، لتبدأ العاملات في تنفيذها صباح اليوم التالي، وتتعاون مع شركة لتوصيل الطلبات إلى المنازل في الوقت الذي حدده العميل. أما عن أعمال الطهي وتحضير الطعام فهم تتم في منزلها حيث تمتلك مكانًا مخصصًا للتخزين والتغليف وآخر مخصص للطهي. وقد نفعتها الرخصة المنزلية التي تتيحها وزارة التجارة والصناعة القطرية تشجيعًا للمواطنين ببدء أعمالهم الخاصة، ويأتي إلى مطبخها لجنة لمعاينة الأمان والسلامة من حين لآخر.

مرّ على إنشائها مطبخها عامين، زاد معهما عدد العاملات وتوسعت في شراء المعدات التي تمكنها من إعداد طعام بكميات كبيرة لأعداد أكبر من المشترين، وفي غضون هذه الفترة الوجيزة أصبحت دانه بفريقها قادرة على إنتاج أكثر من 100 كيكة من ذات الحجم الكبير يوميًا. ومع دخول العالم في أزمة كورونا وما نتج عنها من تذبذب في حركة الأنشطة التجارية، اختارت دانه التوقف حفاظًا على سلامة العاملين والمشترين، لتواصل بعدها بهمة أكبر.

تحكي دانه طموحها في نشر وصفاتها وجعل مطبخها علامة تجارية بارزة ومحطًا لأي زائر لدولة قطر، فتقول: «هدفي أن تكون منتجاتي معلمًا بارزًا لأي زائر للدوحة، ويكون تذوقها على جدول أعماله متى وصل إلى هنا، كما أعمل على أن تكون أطعمتي علامات تذكارية وهدايا يستخدمها المحبون والأهل بين بعضهم بعضًا». ويستهدف مطبخ دانه الجمهور الذي يحتاج طعامًا يناسبه في التجمعات العائلية الكبيرة وهي ميزة تميزهم عن غيرهم من المنافسين،

وفي سياق ذي صلة، تستمر دانه في إضافة وصفات جديدة لمطبخها كل حين وآخر، فهذا هو سر نجاحها وسبيل استمرار تميزها مستقبلًا كما أخبرتنا. وقد أطلق مطبخ دانه التطبيق الأول من نوعه في قطر لنشر وصفاتها باللغتين العربية والإنجليزية.

كيف ساعدها مستقل على مواصلة نشاطها؟

مشكلات كثيرة تجاوزتها دانه في أثناء بناء مشروعها الذي ينطوي على عمليات معقدة ترجع إلى طبيعة مجال الطبخ الذي يحتاج إلى موهبة ودقة في التنفيذ وإدارة مشكلات أكثر تعقيدًا تتعلق ببدء مشروع التجاري وما يحتاجه من عمليات شحن ومتابعة مع العملاء قبل الشراء وبعده، لكنها حرصت دومًا على تغطية المصاريف وتحقيق هامش من الربح مع نهاية كل شهر.

وقد بدأت علاقة دانه بمستقل رغبة في إنشاء تصاميم مميزة لوصفاتها وهو أمر أساسي ومحوري لمشروع يعتمد بالأساس على التسويق لنفسه عبر الصور والتصاميم فالعين تأكل أولًا. تقول: «أي مشروع يحتاج إلى مصمم جرافيكي لكي يصمم التصاميم المتعلقة بالإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي». وببحث بسيط على الإنترنت، كان موقع مستقل النتيجة الأبرز على نتائج محركات البحث لتصل من خلاله إلى من تريده من مواهب عربية تترجم أعمالها في تصاميم متقنة.

ومع انتشار الجائحة دخلت المشروعات الصغيرة منعطفًا خطيرًا هدد بزوالها، إلا أنه ولحسن الحظ، مكنها مستقل ومن فيه من المصممين المتميزين من مواصلة نشاطها ولو بصورة مختلفة قليلًا عما كان، فرغم توقف نشاطها الفعلي على الأرض، استمرت دانه بنشر وصفاتها بطرائق مبسطة على موقعها الإلكترونية مستعينة بتلك المواهب. وعند سؤالها عن تقييم من عملت معهم من المصممين أخبرتنا بالتالي: «الصراحة، ما شاء الله، كل من عملت معه من المصممين كانوا ممتازين، وأذكر أنني في شهر رمضان تعاملت مع مصممة كانت مبدعة حيث رسمت خطوات الوصفة برسم رائع».

توسعت دانه بعد ذلك في توظيف مستقلين لكتابة محتوى لصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد استثمرت معرفتها بمستقل في توظيف عدد منهم في أغراض عدة بمعزل عن نشاطها التجاري، فقد أصبح المنبع الأول لكي تنجز أي تصاميم شخصية مثل: بطاقات العزاء والتهنئة وغيرها مما تحتاجه بسرعة لتأدية واجباتها الاجتماعية على أكمل وجه.

وتختم دانه حديثها موجهة نصيحة لأصحاب المشاريع الناشئة للاستفادة من مهارات المصممين والكتاب من المستقلين قائلةً: «كصاحب مشروع أكيد بتحتاج إلى مصمم جرافيك وصانع محتوى، ففي السوشيال ميديا إن لم تكن تعرض محتوى أو تستخدم تصاميم لن يتابعك أحد مع مرور الوقت، لأن الناس تحب المواقع النشطة والتي تصنع معنى من خلف تصاميمها، وإن لم تكن عندك مثل هذا الأمور فستخسر كثيرًا».


إن كنت صاحب مشروع على مستقل، وترغب في أن تشاركنا قصة نجاحك، فنرحب بتواصلك معنا عبر البريد

تم النشر في: قصص نجاح أصحاب المشاريع