د. محمد نجاح طبيب مقيم بقسم طب الأسرة بكلية الطب البشري، يدير وكالة الاستوديو العربي للإنتاج الإعلامي، يعمل كمترجم بين العربية والإنجليزية، وككاتب طبي وكاتب محتوى، بخبرةٍ تمتد إلى ما يزيد عن سبع سنوات في العمل الحر. ترجم ما يزيد عن 400 ألف كلمة بين العربية والإنجليزية، وكتب 150 مقال طبي وصحي باللغتين، دقق وراجع ما يقرب من 80 مستند بالعربية، و30 آخر بالإنجليزية.
من خلال وكالة الاستوديو العربي يدير كافة المشاريع المتعلقة باللغة العربية، في مجالات الكتابة والترجمة والتعليق الصوتي، على منصات عمل مختلفة، منها خمسات ومستقل. يقوم بعمليات التوظيف والمتابعة مع المستقلين أو كما يُعرِّف نفسه مدير مشاريع. يستهدف نجاح العملاء غير الناطقين باللغة العربية، ويقدم لهم كافة الخدمات المتعلقة بإنتاج محتواهم باللغة العربية.
الوطن العربي زاخر بالمواهب؛ مستقل هو الدليل!
كأغلب عملاء خدمات حسوب، بدأ نجاح مع خمسات لكنه انتقل لاحقًا إلى مستقل بعدما توسع نطاق عمله، «معرفتي بالعمل الحر كانت من خلال خمسات»، بعد العمل لفترة على خمسات، اكتشف أن المجال واسع، وحجم الطلب مرتفع على الخدمات، وبدأ في العمل كوسيط، ثم أسس نشاط تجاري من خلال وكالة الاستوديو العربي التي لا زالت في طور التأسيس.
وفق النموذج الذي يعمل به نجاح كوسيط فإن مستقل أنسب حل له، لأنه مبني على إضافة العروض من المستقلين، «من خلال نشر عرض مشروع واحد، يمكنني الحصول على عروض من خمسين مستقل، بعد ذلك أفرز وأختار، وأبني علاقة عمل معهم، دون استهلاك وقت». لا زال يعمل كمستقل على منصات أخرى، لكنه يعمل في منصات خمسات ومستقل كصاحب مشاريع، يستلم المشروع، بعد ذلك يوزع المهام على المستقلين، أو بمعنى أدق التوظيف من خلال مستقل: «أغلب عملائي يستهدفون اللغة العربية وليس لديهم إجادة للغة العربية، لذلك أقوم نيابةً عنهم بكافة عمليات التوظيف وتنفيذ المشروع كاملًا».
بدأ نجاح أولًا في البحث عن مستقلين عرب على منصات أجنبية، إلا أنه وجد صعوبة في الأمر، وبعدما تعرف إلى موقع مستقل تغيّرت النظرة تمامًا: «منصة مستقل وفرت لي كافة المواهب التي أحتاج لها في شركتي الناشئة، على أعلى مستوى. أنا مبهور بأني حصلت على مواهب بهذه الجودة في الوطن العربي».
نعم للمستقلين، لا للموظفين!
بعد بناء شركة ناشئة في مجال المحتوى. بدأت الحاجة إلى بناء موظفين يتعاون معهم في مجال الترجمة والتعليق الصوتي والكتابة، ومونتاج الفيديوهات والتحرير الصوتي وغيرها من الخدمات المتعلقة بإنتاج المحتوى. من خلال موقع مستقل، تمكن من إدارة كافة المشاريع التي تصله: «يمكنني التوظيف على حسب احتياجات كل مشروع». بالتالي تتضح أهمية دوره وسيطًا، حيث أزال عن كاهل عملائه البحث والتفاوض مع المستقلين. ويكون دوره كمدير مشاريع ينسق مباشرةً مع صاحب المشروع، كما أوضحها: «نحن في وكالة الاستوديو العربي نقوم نيابة عن صاحب المشروع بدور الوسيط ونتعاون من كافة المستقلين».
ينطوي عمله كمدير للمشاريع على الإشراف على كافة عمليات التوظيف، فلو أراد عميل فيلم ويرغب بترجمته إلى اللغة العربية وعمل دبلجة باللغة العربية. وتعديل بعض المشاهد. فهو يحتاج إلى ثلاث خدمات مترجم، معلق صوتي، ومحرر فيديو. هؤلاء الثلاثة المستقلين لا بد أن يجيدوا اللغتين العربية والإنكليزية، وهذا باختصار ما يقوم به نجاح: «أوجد حل شامل لكل المشاريع التي لها علاقة باللغة العربية».
تحديات التوظيف
قبل وجود مستقل كان من الصعب على الشركات الوصول إلى موظف ذي مهارة محددة، بالإضافة إلى تحديات كتابة العقود وتوثيقها، مما يشكل أزمة على الطرفين، إلا أن مستقل قام بتقليل التكلفة، مع ضمان سهولة الوصول إلى المستقلين. الأمر حاليًا مجدي للطرفين، صاحب العمل يحصل على المواهب مباشرةً، ولا تتعطل أعماله، ولا يتعين عليه توثيق العقود، كل ذلك يتم من خلال مستقل، أما المستقل يحصل على المشروع بسرعة، ويبدأ العمل فورًا بناءً على مهاراته وخدماته التي يقدمها، مما يدفع بعجلة الاقتصاد، ويسرع من دورة اقتصاد الخدمات في منطقة الشرق الأوسط.
هذا أيضًا يفتح بابًا إلى الشركاتِ حتى تأخذ مخاطرة أكبر، في بناء المشاريع والمنتجات، لأن مستقل أزال عن كاهلها كل تعقيدات التوظيف، لذلك تجد بعض الشركات أن مستقل هو ماكينة توظيف للمواهب. أيًا كان المشروع الذي تنوي العمل عليه. فكر في هذا الأمر لو أردته تنفيذه بشكل تقليدي، دون اللجوء إلى مستقل، ستكون في حاجة إلى الإعلان عن الوظيفة، ثم استقبال المئات وربما الآلاف من السير الذاتية، ثم فرزها، وتحديد أيّ المرشحين مناسب، بعد ذلك تبدأ عملية الترشيح النهائية وعقد اللقاءات معهم، ثم بعد ذلك استبعاد المرشحين غير المناسبين، ثم تحديد الموظف المناسب. الذي ربما لا يكون مطابق تمامًا إلى المهارات التي حددتها، أو يُخفق في أثناء المدّة التجريبية. مما يضطرك إلى إعادة كافة الخطوات السابقة.
تُكلف هذه العملية الشركات وقت وجهد. وغالبًا تستغرق عملية البحث عن المواهب وتوظيفها عدة أشهر. الأمر مختلف مع مستقل؛ ولا يأخذ أكثر من عدة ساعات، تحدد فيها المواهب المطلوبة بناءً على نظام فلترة يمكنك التحديد من خلاله الجنسية، والخبرة.
«إدارة وقتي مكنتني من بناء شركتي الناشئة!»
يُدرّس الدكتور نجاح مادة طب الأسرة الجسم لطلاب كلية الطب البشري، وبعد الظهر يدير عمله الخاص في وكالة الاستوديو العربي. وهنا بادرت الدكتور نجاح بسؤال: كيف تُدير وقتك؟
كان جوابه واضح وسريع: «إدارة وقتي بشكل جيّد، مكنتني من استثماره في بناء شركة ناشئة، والتعاون مع المستقلين». لذا هو يستشعر قيمة الوقت، بدأ نجاح العمل بشكل مستقل، في نهاية السنة الدراسية خلال إجازات الصيف، حتى يكتشف السوق ويتعرف إلى هذا النمط من العمل. مع مرور الوقت، أصبح يستطيع إدارة وقته بشكل جيّد، وكان لديه المقدرة على العمل جنبًا إلى جنب مع عمله الحالي كمعيد في الكلية.
بنى نجاح أسلوب حياته المهنية بمرونة منذ وقتٍ مبكر جدًا، بدايةً من نوع العمل الحكومي، ثم مكان السكن، ونهايةً بالصالة الرياضية التي يتمرن بها، ويشرح ذلك: «عند اختاري تخصصي الذي سأعمل فيه في الكلية، كنت حريص جدًا على اختيار تخصص لا يستغرق كل وقتي». مهام العمل الصباحي لمحمد تشبه إلى حد ما العمل المستقل، بحيث يستطيع إنهاء مهامه الوظيفية في وقت أقل، مما يمنحه مساحة وقت أكبر لممارسة عمل إضافي في بقية اليوم.
حتى أنه ذهب لأبعد من ذلك، واستثمر في وقت الذهاب والعودة من العمل، «أسكن بالقرب من الكلية، لذلك حريص على عدم إضاعة الوقت في الذهاب والعودة للعمل»، ثم أن الصالة الرياضية التي يتمرن بها تقع في محيط السكن وعلى مقربة من مكان العمل.
يحقق التوازن المطلوب ما بين العملين، لكنه يَعُدّ عمله الأساسي هو من خلال مستقل، وأن عمله في المجال الطبي هو مكان يتيح له وضع اجتماعي مريح حسب وصفه: «أرغب في أن تكون لديّ علاقة بالطب، لذلك سوف أستمر في وضعي الحالي، لأن عملي في المجال الطبي يضيف لي وضع اجتماعي جيّد».
في ختام اللقاء طلبت من نجاح أن يصف تجربته مع مستقل، وكان رده: «أكبر مِيزة في مستقل أنه من الناحية التقنية سهل وسريع جدًا، تم بناؤه بشكل يساعد على العمل، دعم اللغة العربية رائع، الدعم الفني مذهل. تنوع مهارات المستقلين، المبلغ المالي محفوظ، التحكيم رائع في مستقل».
إن كنت صاحب مشروع على مستقل، وترغب في أن تشاركنا قصة نجاحك، فنرحب بتواصلك معنا عبر البريد الإلكتروني: marketing@hsoub.com.
تم النشر في: مارس 2022
تحت تصنيف: قصص نجاح | قصص نجاح أصحاب المشاريع