مجموعة العيسري هي مجموعة مشروعات طموحة تستهدف تنمية قدرات الأطفال من سن الميلاد حتى بلوغهم 12 عامًا. تدير المجموعة 27 فرعًا يعمل فيها أكثر من 700 موظف، ويعتمد العيسري في إنشاء المحتوى على جهود المستقلين المحترفين من كتاب ومصممين عبر منصة مستقل.
يتذمر الآباء والأمهات في مجتمعاتنا العربية بسبب ندرة المحتوى القيّم المقدم للأطفال، في مقابل شيوع المحتويات الأجنبية وتفوقها لتحتل الصدارة على قنوات مثل يوتيوب ونتفليكس. وهنا يبرز سؤال مهم عن الشركات العربية الناشئة التي استغلت هذا الفراغ في المحتوى العربي واستثمرته في خلق محتوى للأطفال يراعي قيّم المجتمعات العربية.
وعلى الرغم من أن ثمة محاولات عربية لسد هذا الفراغ لكنها في مجملها خجولة، ولا تتعدى كونها قنوات على يوتيوب. إلا أن رائد الأعمال العماني عبد الله عامر العيسري، فكر في بناء شيء أكبر من مجرد تطبيق أو قناة على يوتيوب. فأطلق رؤية شاملة من أجل تنمية قدرات الأطفال من خلال مشروعه الطموح مجموعة العيسري، لتنمية قدرات الأطفال من لحظة الميلاد إلى سن 12 عامًا.
يحمل العيسري درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من المملكة المتحدة، وعُرف بإسهاماته الأدبية والتربوية من خلال إصداره مجلتي المعالم ورحمة من المملكة المتحدة التي ترأس تحريرهما، كما أعد وقدم 1000 حلقة من البرنامج التربوي قبسات من الرسول على إذاعة سلطنة عمان.
بالإضافة إلى إنتاج سلسلة حكايات سمعية للأطفال، التي صدر منها 4 إصدارات: حكايات قبل النوم، وأحلى الحكايات، وعلياء والحليب، وعلياء والتمر. ووفق هذه الخبرات الإعلامية المتراكمة أراد العيسري أن يخلق محتوى يساهم في تنشئة جيل واعي يستطيع النهوض بالأمة.
عملت مع المستقلين طوال حياتي!
مع بداية الألفية في العام 2000 ميلادي لم ينشأ وينضج بعد مصطلح وتعريف العمل الحر كما هو عليه الآن. إلا أن العيسري عندما بدأ نشاطه التجاري في قطاع النشر من ذلك العام -ومن خلال مجلة المعالم في لندن- كان اعتماده الأكبر على المستقلين من محررين وكتّاب ومصممي أغلفة المجلة، وجميعهم كانوا يعملون عن بعد.
وقد أوجد العيسري هذا الحل حتى يعطي الاستمرارية لعمله، في وقت لم يكن هناك توجه للتعامل مع المستقلين، لكن اتضح فيما بعد أنه كان يملك رؤية واضحة للمستقبل، كما فسر ذلك بقوله: «من ذلك الوقت كنت أراهن على أن الأعمال سوف تأخذ هذا المنحى وتصبح عن بُعد».
وفي أثناء تحضيره لدرجة الماجستير في المملكة المتحدة في تخصص الدراسات الإسلامية، ما بين عام 2002 حتى 2004، تكشفت له بعض الرؤى والأفكار حول تقسيم العمل وتوزيعه. إذ لاحظ أنه يوجد أكثر من 200 جامعة، تعتمد أغلبها بشكل كبير جدًا على العمل الجزئي، وجزء كبير من العمل الأكاديمي كان يتم عن بعد. علاوة على التعاون مع مستقلين من طلبة الجامعة ومن طلاب المدارس. ويصف تلك القناعة بقوله: «كانت لديّ قاعدة تقول إن كل ما يمكن إسناده إلى مزود خارجي، لا أعطيه إلى موظف».
بناء العلامة التجارية: خماسية السكينة
بعد عودته إلى عُمان حاول تطبيق هذه الأفكار في إدارة العمل، ففي العام 2006 أنشأ مركز العيسري لتنمية قدرات الأطفال من لحظة الميلاد حتى بلوغ اثني عشر ربيعًا، ثم بدأ في تقديم الدورات القصيرة للأطفال في المدارس، مرتحلًا ما بين الدول الخليجية. فقدم دورات في مكة المكرمة، وأخرى في جدة والطائف، وفي الإمارات في أبوظبي والعين، بالإضافة إلى المدن العمانية.
ومنذ ذلك العام بدأ يتشكل لديه مفهوم خماسية السكينة، كما يُعرفه: «عبادة، علم، عمل، لعب، نوم وصحة» ليتحول إلى منهج عمل وهوية وعلامة تجارية في العام 2013، عبر الاستثمار والتركيز حول هذا المفهوم، ومن خلاله أُعيد تعريف مركز العيسري بالهوية الجديدة مجموعة العيسري، التي تدير الآن 27 فرعًا يعمل فيها أكثر من 700 موظف.
مجموعة من الطلاب يحصلون على نسخهم من مطبوعات الأطفال
هذا التوسع في العمل كان يحتاج إلى توظيف عدد هائل من الموظفين في مجالات الكتابة والتحرير والتسويق والتصميم والنشر، وهنا طبق العيسري قاعدته المعروفة كل ما يمكن أن أسنده إلى مزود خارجي، لا أعطيه إلى موظف. وعلى ضوء هذه القاعدة، كثف العيسري بحثه عن مزود خارجي يساعده على إنجاز هذه المهام دون اللجوء إلى خيار التوظيف، فوجد في البداية موقع خمسات ومنه تعرف إلى مستقل وبقية منتجات شركة حسوب.
الضمان المؤسسي
بعد تعرفه على مستقل، اتجه العيسري إلى إدارة علامته التجارية بالكامل من خلاله. فأضحى يتعامل مع المستقلين باعتمادية كاملة على منصة مستقل، بحيث ينشئ المشاريع، ثم يتابعها، فيفوض المهّام، ويستلم النتائج، كل ذلك من منصة واحدة.
ومن أكثر الأمور التي لاقت استحسان العيسري في مستقل؛ الحماية التي تقدمها المنصة لأصحاب المشروعات بعدم الدفع إلا إذا قدم المستقل عملًا يتوافق مع الجودة المطلوبة. يشرح العيسري ذلك فيقول: «تكرر أكثر من مرة أن يأتي المستقل ويقدم عملًا دون المستوى المطلوب، أو بخلاف ما تم الاتفاق عليه، أو أن يحصل تأخر في التسليم، وكانت هناك دومًا ضمان من المنصة بأني لن أدفع إلا إذا رضيت».
ولأن مجموعة العيسري ينطوي تحتها مشروعات كثيرة، تتطلب تنفيذ أعمال ومشاريع كبيرة، كان العيسري يلجأ أحيانًا إلى التعامل مع مستقلين من خارج المنصة ليس لديهم حسابات في مستقل، ولأن العمل معهم لا ينطوي تحت ضمان مؤسسي محكم، كان ينقصهم الاحتراف. «كنت أواجه معهم مشكلات مثل التأخير في التسليم».
وفي سياق مقارنة الخدمات بين منصات حسوب المختلفة، يدرك العيسري أهمية وجود خمسات إلى جانب مستقل، ويخبرنا بهذه القصة: «قبل الشراء أعقد مقارنة، كمثال أرغب في عمل تهنئة بمناسبة العيد، أجد في موقع خمسات تهنئة جاهزة فيها ميزة التخصيص ستكلفني 5 دولارات أو حتى 10 دولارات، إذًا، لا أطرحها في مستقل. ومن الطرائف أنني اشتريت تهنئة بمناسبة العيد، ورسالة ترد على من يرسل لي التهنئة؛ وقد كلفتني الرسالة خمسة دولارات والرد كلفني خمسة دولارات، والقيمة الإجمالية عشرة دولارات. وقد استخدمت هذه الرسالة لمدة أربع سنوات متتالية»
العمل المؤسسي مصدر الثقة
وفي مقابل الثقة والحماية التي يقدمها موقع مستقل لضمان حقوق المستخدمين، أعرب العيسري عن عدم ارتياحه لتوظيف كفاءات مستقلة من خارج المنصة، على الرغم من الإغراء الذي قد يقدمه بعضهم من خلال التخفف من عمولة المنصات، إلا أن حذاقته في العمل ورغبته في تعاملات أكثر موثوقية تجعله يراهن دومًا على أن التعامل المؤسسي يكفل حقه ويستحق الاستثمار.
وتحاول المجموعة محاكاة نموذج العمل عن بعد المطبق في حسوب. فيخبرنا العيسري أن: «سياسات التنفيذ لدينا في المجموعة القابضة تقتضي أن ما يمكن أن ينجز عن بُعد لا يمكن أن ينجز مباشرةً». ولم تتوقف الاستفادة عن حدود المنصة وما تحمله من ميزات، بل امتدت الفائدة من خلال المحتوى الذي تقدمه حسوب، فعندما بدأت المجموعة في التحوّل نحو نموذج العمل الافتراضي، استفادت من محتوى حسوب عن العمل عن بعد، إضافة إلى تطبيق أفكار كتاب التوظيف عن بعد الذي أنتجته أكاديمية حسوب.
كل هذه الأقسام المتعددة في مجموعة العيسري تستخدم مستقل لإدارة العمل اليومي ومتابعته، «لا أدير المشاريع على مستقل إذ يديرها عدد كبير من الموظفين. لديّ كثير من المشاريع تُنجز وتستلم وأنا لا أعرف عن تفاصيلها شيئًا».
الاستثمار في المحتوى الهادف
ولأن المرحلة من سن الميلاد حتى 12 عام، مرحلة يمر فيها الطفل بعدة تغييرات، كان محتوى العيسري متوافقًا مع هذه المراحل العمرية. فالطفل يتخرج من المجموعة ويذهب للصف الأول وهو متقن لتلاوة القرآن الكريم، وتدبر القرآن من حيث البيان.
كما يصف العيسري جودة التعليم لديه «لدينا أطفال دون سن السادسة بعضهم حفظ عشرات الأبيات من الشعر الجاهلي، كما يغطي المحتوى مجالات عدة، مثل: مهارة البرمجة والعلوم الكونية، وتدرّس الرياضيات بطريقة مختلفة تمامًا. ومقررات أخرى مثل الذكاء المنطقي والذكاء التوبولوجي، كما نعمل على تطوير مهارات القراءة والكتابة والتحدث من خلال مقررات القارئ العبقري والكاتب العبقري». كل هذا المحتوى قبل أن يدخل الطفل الصف الأول الابتدائي.
كما تغطي المناهج جوانب مختلفة مثل التغذية والملابس التي تخضع هي الأخرى لنظام منهجي محدد. وفي جانب الإعلام أنتجت مجموعة العيسري مجلة أيوب وكانت في وقتها أول مجلة عربية للطفل ما قبل المدرسة. من سن الرابعة إلى سن السادسة. وبالإضافة إلى إطلاق أول مكتبة عربية للرضيع، وأبرز كتبها؛ كتاب المهد، وكتاب المعصم. يلخص العيسري كل هذا الاستثمار في المحتوى بجملة واحدة: «هناك علاقة تنشأ بين شركتنا وبين الطفل من لحظة الميلاد».
أما الآن وبالحديث عن المستقبل، فقد أعادت الشركة هيكلتها وانتقلت للعمل عن بعد بصورة كاملة بعد أزمة كورونا، فالعمل المباشر بالطريقة التقليدية لم يعد الأسلوب المتبع في مجموعة العيسري، إذ يقول: «كانت لدينا الكثير من المكاتب ننفق عليها أوقات و أموالا وجهودًا، ولكن الله تعالى لطف بناء وجاءت كورونا حتى نتعلم الدرس بأنه يمكن العمل من أي مكان كان» وبهذا تتأكد أهمية الاعتماد على حلول العمل المرنة وعلى رأسها مستقل، لكي تتجاوز الشركات تحديات العمل في المستقبل.
إن كنت صاحب مشروع على مستقل، وترغب في أن تشاركنا قصة نجاحك، فنرحب بتواصلك معنا عبر البريد الإلكروني: marketing@hsoub.com.
تم النشر في: ديسمبر 2021
تحت تصنيف: قصص نجاح | قصص نجاح أصحاب المشاريع