نذير صغير مبرمج ومطور، مستقل وعصامي، حقق الكثير مما كان يحلم به وما زال يطمح لتحقيق المزيد وتعلم المزيد، يعمل في مكتبه الخاص ويقضي وقته في اكتساب المهارات وممارسة هواياته، التقينا به في هذا الحوار الشيّق وحدثنا عن تجاربه ونجاحاته في العمل الحر، وعما اكتسبه من خبرات، وعن أحلامه وأهدافه المستقبلية:
هل يمكن أن تحدثنا عن نفسك ونبذة عنك في البداية؟
اسمي نذير، وأنا مطور ومصمم واجهات من الجزائر، عمري ٢١ سنة وأنا أدير وكالة تطوير باسم سينكوبي، خارج العمل فأنا أقضي وقتي إما بأعمال الخشب أو الرياضة أو تجربة أمور جديدة.
ما هي طبيعة عملك قبل أن تبدأ العمل الحر؟
قبل بداية لعملي الحر كنت طالبا في الثانوية، وكأيّ طالب فأنت لا تملك فعليا مصدر دخل حقيقي، كنت أقوم بأعمال هنا وهناك مثل إصلاح أجهزة الكمبيوتر، المساعدة في أعمال البناء أو أيّ شيء قد يجني بعض المال.
كيف كانت بدايتك مع مستقل، وكيف تعرفت على الموقع؟
تعرفت على مستقل عندما تم الإعلان عنه في موقع أرابيا (حسوب IO حاليًا) وكانت بدايتي فيه أن وضعت عرض على تطوير مدونات خدمات حسوب، ولا يزال الموقع الذي طورته قيد الاستخدام لحد الآن.
ما هي أهم الصعوبات التي واجهتك في البداية وكيف تغلبت عليها؟
أهم الصعوبات التي واجهتها في البداية كانت الوقت وتنظيمه وتسريع عملي، لازلت أعاني من هذه المشكلة حاليًا ولكنني أملك وقتا أكثر الآن، بفضل أشخاص يعملون معي يشاركون العبء، ولكن في البداية كنت أجد نفسي وحدي أقضي العديد من الليالي ساهرا من أجل العمل، لأذهب للجامعة أو الثانوية في الصباح. مازلت أعمل على طرق عديدة لتغلب على مسألة تضييع الوقت أو نقص الإنتاجية، وجربت العديد من الحلول مثل تريللو لتنظيم العمل، مثل قوائم todo ومثل طرق التنظيم التي أقرؤها في الكتب.
ما هي نوعية الخدمات التي تقدمها ونسبة الإقبال عليها؟
بدأت عملي واستمررت عليه كمصمم ومطور ووردبريس، وهما أكثر خدمات أقوم بها، أكثر الخدمات التي كان يتواصل معي لأجلها في مستقل هي خدمات إصلاح مشاكل ووردبريس وتطوير إضافات ووردبريس وكنت أجدها عملًا مثيرًا للاهتمام فعلًا، نادرًا ما كنت أجد مشاريع تصميم كون ميزانياتها منخفضة دومًا ولكنني كنت أتقدم على ما أجده مثير للاهتمام.
كيف تطور مهاراتك لكي تقدم خدمات أفضل؟
طريقتي لتطوير المهارات تكمن في متابعة الأشخاص المتمكنين في هذا المجال، وعدم الشعور بالرضا حول عملك إطلاقًا، يجب أن تكون دومًا غير فخور مئة بالمئة من عملك، هناك دومًا فرص لتحسين ما قمت به، وهناك دومًا فرص للقيام بالأمور بشكل أفضل، لذا يجب عليك دومًا أن تتبعها.
ما هي التحديات التي تواجهها مع العملاء في العمل الحر؟
بيع خدمات تستحق المجهود، وأيضًا تحديد مجال المشروع، بعض المشاريع قد تجرك لمدة غير متوقعة إطلاقًا، وبعض المشاريع قد لا تنتهي إطلاقًا لو لم تقم أنت بإنهائها ورفض أيّ تعديلات مستقبلية، هذا ومشكلة التعديلات المستمرة في التصميم والبرمجة، لأنه من الصعب فعلًا أن تكون شخصًا لطيفًا ومحترمًا وأن تخبر العميل أن يتوقف عن إرسال التعديلات.
اقرأ أيضًا: سليم سمور: كل مشروع هو مفتاحك للمشروع الذي يليه
ما هي أهم الدروس التي تعلمتها خلال رحلتك مع العمل الحر؟
العمل لوحدك صعب جدًا جدًا، نادرًا ما تستطيع أن تأخذ إجازة بشكل واضح، والضغط التي يصاحبها ليس سهلًا، لذا العشب ليس أخضرًا دومًا.
هل واجهتك بعض المواقف الصعبة، المضحكة، أو الغريبة من الجيران أو الأهل بسبب عملك على الإنترنت؟
كحال أيّ عامل حر، فمشاكل الأهل مفروغ منها، المقاطعات، الضجيج، وعدم القدرة على التركيز من أهمها، وهو ما دفعني للخروج من المنزل وإيجاد مكتب للعمل فيه، بعدما قمت بإيجاد المكتب وبدأ الوكالة، وقدوم وخروج الناس من المكتب بشكل مستمر، استغرب الجيران من الأمر وقام أحدهم بإرسال شكوى لمالك البناية بحجة أنّي أقوم بأعمال مشبوهة حتى يشرح له هو أنّ ما هذا إلا مكتب.
برأيك كيف تتحقق أسباب النجاح في العمل الحر؟
أهم ما قمت بإدراكه هو أن المهارات والبرمجة أصبحت شيئًا شائعا بما يكفي، ومستوى مدخولها أصبح منخفضا جدا، لذا يجب علي الابتعاد عن تقديم خدمات عامة فحسب، تقديم خدمات عامة يعني أنك في كل مشروع ستتعلم شيء جديد، وتدخل مجال جديد، وبالتالي تلمس السطح منه فحسب، أيّ مطور يواجه مشكلة انخفاض الأسعار والسباق للأسفل سيفهم هذه المشكلة
لذا ما تعلمته هو أنّه على المرء أن يتخصص في شيء ما، شيء واحد معين، ليصبح هو ذلك الشخص المختص فيه، عندما يكون كل مشروع في نفس المجال، ستحترف ذلك المجال أكثر وأكثر، وسيسهل عليك عملك.
كيف ترى مستقبل العمل الحر في العالم العربي؟
أعتقد أنه في تطور جيد، لازال السباق للأسفل مستمر للأسف، ولازالت البنية التحتية شبه معدومة من ناحية تحويل الأموال وما إلى ذلك، ولكنني أعتقد أنه يملك فرصة جيدة ليتحسن ويصبح سوق ممتاز.
إذا خُيّرت هل تختار العمل الحر على المدى الطويل أم العمل التقليدي؟
في الأغلب سأستمر في العمل الحر، أنا تقنيًا أعمل في مكتب مع زملاء وما إلى ذلك، ولكنه مختلف نوعًا عن العمل في شركة بآلاف الموظفين، لذا في الأغلب سأستمر بقية حياتي بهذا الشكل، لكن العمل الحر يجلب معه القلق الخاص به والضغط، لذا لا أنصح أيّ أحد بالدخول له بدون أنّ يضمن لنفسه أولًا بضع أشهر من العمل.
ما هي قيمة الأرباح التي تطمح وتخطط لتحقيقها في المستقبل القريب من العمل الحر؟
أحاول أن أزيد قيمة الأرباح بشكل مستمر لهذه السنوات، هذه الأرباح تسمح لي بالعيش بشكل جيد ولكنها لن تسمح لي بعد بالنمو، مثلًا الوصول إلى 40 – 50 آلف دولار سنويا هو الهدف القريب الذي أحاول تحقيقه.
هل هناك أحلام استطعت تحقيقها بعد حصولك على أرباحك من العمل الحر؟
هناك العديد من الأمور التي استطعت القيام بها فعليًا، أتاح لي العمل الحر السفر، شراء العتاد الذي أرغب فيه، والعيش في حياة هنيئة من الناحية المادية وخالية من ضغط نقص الأموال (في الأغلب الوقت).
حدثنا عن التغيير الذي أحدثه موقع مستقل في حياتك وأسلوب عملك وتعاملك:
فتح لي موقع مستقل الأفق مع عملاء جدد، ومهارات جديدة لتطبيقها، وأمل آخر في العمل الحر فعليًا.
تم النشر في: سبتمبر 2018
تحت تصنيف: قصص نجاح | قصص نجاح المستقلين
ما شاء الله عليك اخي
شكرا جزيلا على الكلام الرائع وبالتوفيق على جميع الأصعدة.
جميل جدًا !
بالتوفيق لك ، استمر للأمام ، المنافسة مستمرة على الدوام و الانتصارات مستمرة أيضًا
تشجع !!
جميل جدا بالتوفيق
جعلتني متفائلة اكثر
و سوف احاول العمل بجد لنكون كلنا يد واحدة في التطور
جميلة هي قصص النجاح.. تسقي روحنا تفاؤلا وتجعلنا نتأكد تماما أن كل نهاية كبيرة كان يسبقها بداية صغيرة
يحتاج المستقل إلى مكان هاديء للعمل بتركيز حتى ينهي المطلوب منه بدقة وفي الوقت المُحدَّد. يمكن أن يكون ذلك على سبيل المثال في غرفة خاصة به داخل مسكنه أو في مساحات العمل المشتركة.
جميل جدا
قرأت الموضوع وهو مثير للإهتمام حقا
جميل جدًا أخي !
كلما قرأت قصة نجاح جزائري خاصةً و العالم العربي عامةً
يزداد حافزي و اجتهادي و بالأخص ثقتي بالعمل الحر
مزيد من النجاح و التألق ان شاء الله