لطالما اعتمدتُ على إرسال عدة ملفاتٍ لعرض خدماتي الاستشارية على العملاء. لدي مثلًا سيرة ذاتية من ثلاث صفحات لتوثيق خبراتي وشهاداتي الأكاديمية والمهنية، وملف آخر يعرض نماذج أعمالي، ومستندات مخصصة لشركات حسب مجالاتها.

مع كل طلبٍ جديد، كنت أجد نفسي أكرر نفس العملية. حتى شعرت بالحاجة إلى حلٍ أكثر احترافية وسهولة؛ لماذا لا أختصر كل هذا في موقع خاص بي؟

ما أهمية الموقع الشخصي لاستشاري الأعمال؟

لم يستغرق الأمر طويلًا حتى أدركت أثر موقعي الشخصي في عملي كاستشاري. فبدلًا من إرسال عدة ملفات لكل عميلٍ محتمل، بإمكاني مشاركة رابط موقعي ليحصل على صورة متكاملة عني من مكانٍ واحد، دون تحميل مستندات متعددة.

كما أن الموقع مكّنني من إظهار خدماتي بشكلٍ أكثر تنظيمًا وسلاسة. على سبيل المثال، عندما يزور موقعي عميلٌ يحتاج إلى استشارة لتطوير شركته إداريًا، سيجد في البداية تعريفًا مختصرًا عني، متبوعًا بالخدمات التي أقدمها، وبنقرة واحدة ينتقل إلى صفحة تعرض مشاريعي السابقة، ويصل إلى قسم الأسئلة الشائعة لفهم آلية العمل. وهكذا، يتحرك أي شخص في الموقع حسب اهتمامته.

أكثر من ذلك، منحني الموقع حضورًا رقميًا احترافيًا، كما لو كنتُ مؤسسةً استشاريةً لها موقعها الخاص. أصبح أسهل أن يجدني العملاء عبر محركات البحث، والتواصل معي مباشرة من الموقع، مما عزز من جديتي وثقتي في سوق الاستشارات.

كيف أنشأت موقعي خلال دقائق؟

صادفت عدة مرات إعلانات عن منصات أجنبية لإنشاء مواقع الويب، لكن فكرة الاعتماد على منصة غير عربية لم تكن مريحة لي. فمتابعة شروحات باللغة الإنجليزية، والتعامل مع قوالب مصممة للكتابة من اليسار إلى اليمين ومحاولة ضبطها يدويًا، سيمثل ضغطًا علي ويستهلك طاقة ووقت قد لا يؤديان إلى النتيجة التي أطمح إليها. فضلًا عن التعقيدات التقنية التي لا أجيد التعامل معها في بعض المنصات، كإعداد الاستضافة وربط النطاق، وتثبيت الإضافات ومتابعة التحديثات الدورية.

بالنسبة لي، الأداة المثالية لإنشاء موقعي ينبغي أن تكون عربية، وتوفر خطواتٍ بسيطة، وحلولًا متكاملة تغنيني عن التعامل مع أي أمور تقنية. بحثت حتى وصلت إلى ما أحتاجه في سنديان، منشئ مواقع عربي يتيح لي إنشاء موقعي بالسحب والإفلات دون خبرة برمجية، ليصبح جاهزًا خلال دقائق. سأشاركك رحلتي بالخطوات التالية:

اختيار القالب

وجدت في سنديان أكثر من 70 قالبًا مصممًا باحترافية، مصنفة ضمن تخصصات مثل: استشاريين، تقنية، تسويق إلكتروني، معارض أعمال، وغيرها. تصفحت قسم الاستشاريين ووجدت قوالب تلائم احتياجاتي تمامًا، تتضمن صفحات جاهزة لعرض خدماتي ومشاريعي السابقة، ونبذة عني، بالإضافة إلى صفحة مخصصة للتواصل.

جميع القوالب الموجودة قابلة للتعديل بسهولة، مما منحني حرية ضبط كل التفاصيل بما يتناسب مع هويتي المهنية. بعد مقارنة عدة خيارات، اخترت قالب “هدوء” ثم أتممت إدخال بيانات موقعي واختيار نطاق مخصص بشكل مجاني، وانتقلت بعدها إلى تخصيص الصفحات.

الصفحة الرئيسية

استبدلت قسم الهيرو بآخر أقرب لتصوري من الأقسام الجاهزة، وعدّلت على قسم الخدمات بسهولة ثم نسخته لعمل قسم مماثل له لعرضي، مع زر للانتقال لصفحات مخصصة في الخدمات والمشاريع في كل قسم. ثم استبدلت قسم الأسعار بالأسئلة الشائعة لأجيب عن استفسارات عملائي المحتملين، وحفظته بأقسامي لأستخدمه في الصفحات الأخرى.

صفحتي الخدمات والمشاريع

ساعدني التخطيط الموجود بهاتين الصفحتين في إضافة جميع التفاصيل المهمة لكل خدمة ومشروع بشكل منظّم، وأضفت صورة معبرة مع شرح مفصّل لكل عمل.

خلال تقسيم محتوى الخدمات، راعيت تقسيمها بوضوح حسب المجالات التي عملت عليها وبما يناسب الفئة المستهدفة. مع ذكر القيمة المضافة لكل خدمة بدلًا من كتابة اسمها فقط. مثال: دراسة جدوى تشمل الدراسة التسويقية والتشغيلية والمالية، وتقرير موجز لمؤشرات نجاح المشروع.

في صفحة المشاريع، ليس شرطا أن تذكر اسم الشركة أو العميل الذي قدمت له الخدمة، يمكنك ببساطة ذكر نوع المشروع ومجاله، مثل: “إعداد دراسة جدوى لمصنع منتجات ورقية بالمملكة العربية السعودية”، فهذا يعطي انطباع عن إلمامك بأسواق الدول ومتطلباتها.

صفحة التواصل

أجريت في صفحة التواصل تعديلًا حوهريًا ومهمة بالنسبة لي، فبدلًا من عرض بياناتي للتواصل من خارج الموقع، أضفت نموذج تواصل من زيتون باستخدام الأكواد المخصصة، حتى يسهل على عملائي المحتملين التواصل مباشرة من الموقع، ويساعدني في إدارة التواصلات باحترافية.

ختامًا، إنشاء موقعي عبر سنديان كان تجربة شيقة وسلسة، وخطوة مهمة نحو تعزيز تواجدي الرقمي والوصول لشريحة أوسع من العملاء. إن كنت استشاريًا، فامتلاك موقع احترافي أصبح ضروريًا لمواكبة المتطلبات الحالية والتميز في سوقٍ شديد المنافسة.

تم النشر في: مارس 2025
تحت تصنيف: ريادة أعمال | استشارات أعمال، نصائح ريادية