الدليل الشامل إلى إنشاء موقع إلكتروني احترافي

إنشاء موقع إلكتروني أصبح ضرورة لكل المشاريع التجارية، حتى لو لم تكن تقدم خدماتها عبر شبكة الإنترنت. سنتحدث في هذا المقال عن أهمية إنشاء موقع إلكتروني، وكيف يمكن لرواد الأعمال أن يستفيدوا من شبكة الإنترنت لتسريع نمو مشاريعهم واستقطاب مزيد من العملاء.

جدول المحتويات:

لماذا عليك إنشاء موقع لمشروعك التجاري؟

ينشط على شبكة الإنترنت حوالي 4.33 مليار مستخدم، ينفقون ما يقرب من ست ساعات ونصف يوميًا في المتوسط في تصفح حوالي 1.7 مليار موقع إلكتروني. شبكة الإنترنت فضاء ضخم غير محدود يتوسّع بوتيرة متسارعة، يكفي أن تعلم أنّه في الربع الثاني من 2019، سُجِّل أكثر من ثلث مليار اسم نطاق جديد. الجميع يسارع ليكون له مكان في عصر الإنترنت، فهي موطن للكثير من الفرص التجارية للمشاريع والشركات الصغيرة والكبيرة، كما أنّها مصدر لا ينضب من العملاء المحتملين.

سيفتح لك إنشاء موقع إلكتروني آفاقًا واسعة، ويساعدك على استقطاب عملاء جدد، وزيادة المبيعات، وإظهار منتجاتك وخدماتك للناس. حتى لو كان مشروعك لا يعمل على شبكة الإنترنت، فإنّ أغلبية عملائك يدخلون شبكة الإنترنت، ويستخدمونها للبحث عن المنتجات والخدمات التي يحتاجونها، وإن لم يكن لك حضور على الشبكة، فسيذهبون إلى منافسيك.

أيهما أفضل: إنشاء موقع إلكتروني أم إنشاء تطبيق؟

على خلاف المواقع الإلكترونية، فإنّ التطبيقات موجّهة حصرًا لمستخدمي الهواتف الذكية. وإن كانت المواقع الإلكترونية ضرورية لجميع الشركات والمشاريع، بغض النظر عن حجمها ونوع نشاطها، فإنّ التطبيقات قد لا تكون مناسبة لجميع الأنشطة التجارية.

في بعض الأحيان، يمكن أن يعطي التطبيق للمشروع ميزة تنافسية كبيرة، لذا تحاول الكثير من الشركات إنشاء تطبيقات لتقديم الخدمات عبرها، أو التواصل والتفاعل مع العملاء عبر الرسائل والإشعارات الفورية.

في معظم الأحيان، يكفي أن تنشئ موقعًا متجاوبًا مع شاشات الهواتف، خصوصًا أنّ معظم المواقع الآن أصبحت مزوّدة بنظام دفع الإشعارات Push notifications، والتي تتيح التواصل الفوري مع رواد الموقع. لكن هناك حالات يكون فيها إنشاء تطبيق ذا فائدة كبيرة، منها مثلًا:

  • إن كنت تملك الموارد المالية، فما لم تكن على يقين بأنّ التطبيق سيزيد المبيعات ويسرّع نموّ مشروعك، فليس عليك الاستدانة لإنشاء التطبيق.
  • إن كان منافسوك يستخدمون التطبيقات، وكان عدد كبير من عملائهم يشترون عبرها، فسيكون عليك إنشاء تطبيق إن كنت تريد الاستمرار في المنافسة، وانتزاع بعض العملاء من المنافسين.
  • إن كان معظم عملائك يدخلون موقعك عبر الجوالات، فإنّ التطبيق هنا يمكن أن يساعد على زيادة المبيعات بشكل ملحوظ، ذلك أنّ مستخدمي الجوالات يفضلون عمومًا استخدام التطبيقات مقارنة بالمواقع.
  • توفّر التطبيقات ميزات خاصّة لا توفّرها المواقع، مثلًا، تتيح لك التطبيقات إمكانية الوصول إلى معلومات حيوية عن العملاء، مثل الموقع الجغرافي، لذلك إن كنت تريد استهداف العملاء في منطقة جغرافية معيّنة، فإنّ التطبيق سيكون ضرورة لا غنى عنها.
  • توفّر التطبيقات تحكّمًا أكبر في تجربة المستخدم، إضافةً إلى أنّ التطبيقات تتمتّع بطابع شخصي، فالإشعارات الفورية في التطبيقات أفضل عمومًا من نظيراتها في المتصفح، إذ لن يكون عليك انتظار دخول المستخدم إلى موقعك حتى تتمكن من بعث الإشعارات إليه، وذلك على خلاف التطبيقات التي تصل إشعاراتها فوريًا.

خطوات إنشاء موقع إلكتروني ناجح

1. اختيار اسم نطاق موقعك الإلكتروني

أول خطوة في إنشاء موقع إلكتروني ناجح هي اختيار اسم نطاق للموقع. اسم النطاق هو بمثابة عنوان موقعك الإلكتروني، كما أنّه الاسم الذي سيُعرف به موقعك بين الناس، لذا من الضروري أن تحسن اختياره. يمكنك أن تختار أيّ اسم تشاء. احرص على أن يكون اسم نطاق موقعك سهل الحفظ، وسهل الكتابة، وأن يكون ذا صلة بنوع النشاط التجاري الذي تعمل فيه.

اختيار اسم نطاق موقعك الإلكتروني

هناك أمر آخر ينبغي أن تنتبه له عند اختيار اسم النطاق، وهو امتداد النطاق مثل (‎.com أو ‎.net أو ‎.org). يُفضل استخدام الامتداد ‎‎.com لأنه الأكثر شهرة، إذ تستخدمه ما يزيد على نصف مواقع شبكة الإنترنت. هناك لاحقات أخرى شهيرة مثل: ‎.net و‎.org وغيرها. بالمقابل، هناك امتدادات يُفضل تجنب استخدامها مثل: ‎‎live و‎‎buzz.

هناك أيضًا نوع آخر من الامتدادات يمكن إضافتها إلى اسم الموقع، وهي امتدادات تمثل الدول، مثل ‎sa التي تمثل السعودية، و‎fr التي تمثل فرنسا، إلخ. هذه الامتدادات مناسبة للأنشطة التجارية التي تعمل حصرًا في دولة واحدة. لكنّ هذا النوع من الامتدادات يتطلب غالبًا أن تكون لك علامة تجارية مسجّلة في تلك الدولة، إضافةً إلى شروط أخرى تختلف من دولة إلى أخرى.

يمكنك شراء نطاق بسهولة، إذ إن هناك الكثير من الشركات التي تبيع النطاقات ببضع دولارات فقط، ومن تلك المواقع namecheap وgodaddy وdomain وغيرها الكثير. إن لم تستطع أنّ تقرّر اسم النطاق المناسب لموقعك، فأحد الخيارات الممكنة هو الدخول إلى إحدى هذه المواقع والبحث في قائمة النطاقات الموجودة، يمكن أن يلهمك ذلك لاختيار الاسم المناسب.

مثلًا، إن كنت تريد إنشاء موقع لمحل لبيع الوجبات الغذائية، فيمكن أن تبحث عن أسماء نطاقات تحتوى على الكلمة المفتاحية التي تستهدفها. مثلًا، لو أردت اختيار اسم نطاق يحتوي الكلمة «wajba»، فادخل إلى أحد مواقع بيع أسماء النطاقات مثل namecheap، واكتب كلمة «wajba» في مربع البحث، وستحصل على قائمة بأسماء النطاقات المتاحة.

لاحظ فى الصورة الآتية أنّ اسم النطاق «wajba.com» مأخوذ، لذا عليك اختيار اسم نطاق آخر. البعض يحاول اختيار اسم نطاق منافس، وتغيير الامتداد للاستفادة من نجاح ذلك الموقع. لكن يُفضّل تجنّب هذا الأمر، الأفضل أن تبني علامتك التجارية الخاصة بك، لأنّه سيصعب عليك أن تميّز نفسك عن الموقع الآخر لاحقًا. إن لم تجد اسم نطاق يرضيك، يجب أن تعصِف ذهنك لعلّك تجد ما تبحث عنه.

إنشاء موقع إلكتروني

2. اختيار الاستضافة

بعد أن تحدد اسم النطاق الذي تريده، سيكون عليك أن تبحث عن الاستضافة، التي تُعدّ بمنزلة مكان على شبكة الإنترنت، حيث ستخزّن الملفات الخاصة بموقعك. هناك الكثير من شركات استضافة المواقع، والتي تتيح لك استضافة موقعك ابتداءً من بضعة دولارات في الشهر، وهو مبلغ في المتناول.

هناك العديد من شركات الاستضافة، مثل hostgator وbluehost وsiteground وGodaddy وdreamhost. وعادةً ما تقدم هذه الشركات عدة خطط للاستضافة، وتتفاوت في المزايا وسعة التخزين ونوع الخادم، وكذلك في الأسعار. هناك ثلاث أنواع عامة من خطط الاستضافة، وهي:

  • الاستضافة المشتركة (shared hosting): تُخزّن ملفات الموقع في مساحة مشتركة مع مواقع أخرى، هذا النوع من الخطط مناسب للمواقع الصغيرة، وتتميز بأنّ سعرها منخفض، إذ لا يتجاوز بضعة دولارات شهريًا.
  • استضافة مُخصّصة (Dedicated hosting): ستحصل على خادم خاص بك لا تتشاركه مع أيّ أحد آخر، وهي مناسبة للشركات الكبيرة، بيْد أنّ سعرها غالٍ، ويتجاوز في الغالب 100 دولارًا شهريًا.
  • الاستضافة الخاصة الوهمية (Virtual Private Server أو VPS): إن كنت تريد مزايا الاستضافة المخصّصة، وغير مستعد لدفع 100 دولار شهريًا، فالحل الأفضل هو اختيار الاستضافة الخاصة الوهمية. فهي تشبه الاستضافة المخصّصة، من حيث أنّها تعطيك تحكمًا كاملًا لكن بطريقة وهمية. أي أنّك لن تحصل في الواقع على خادم مخصّص، ولكن على مساحة مخصّصة في الخادم، بمعنى أنّه ستكون هناك مواقع أخرى مخزّنة في أجزاء أخرى من مساحة الذاكرة، لكنّها ستكون مفصولة ومعزولة تمامًا عن المساحة الخاصة بك.

هناك عدة معايير ينبغي أخذها بالحسبان عند اختيار الخطة المناسبة لاستضافة الموقع، ومنها:

  • حجم ذاكرة الوصول العشوائي (RAM)
  • سرعة المعالج: إن كان الموقع يحتاج إلى إجراء الكثير من الحسابات من جهة الخادم (backend)، فستحتاج إلى أن يكون المعالج سريعًا.
  • مساحة التخزين: إن كنت ستخزّن الكثير من الملفات على الخادم، فينبغي أن تحرص على أن تكون مساحة التخزين كافية.
  • عرض النطاق أو الباندويث (Bandwidth): يمثل كمية البيانات التي يمكن تَحمليها من الخادم خلال مدة معينة، كلما كان الباندويث أكبر، كانت سرعة تحميل صفحات الموقع وملفاته أكبر.

3. تحديد طريقة إنشاء الموقع

يمكن إنشاء موقع إلكتروني عبر العديد من الطرق، وقد أصبح ذلك في متناول الجميع. فقد انخفضت تكلفة إنشاء موقع إلكتروني في السنوات الأخيرة بفضل ظهور منصات متخصصة في بناء المواقع، وانتشار منصات العمل الحر التي تربط بين أصحاب المشاريع ومبرمجي المواقع من كل أنحاء العالم.

هناك طريقتان أساسيتان لإنشاء موقع إلكتروني، ولكل منهما إيجابيات وسلبيات:

  • استخدام منصات بناء المواقع

تمكّنك هذه المنصات من إنشاء موقع إلكتروني بسهولة وسرعة، من أشهر هذه المنصات ووردبريس وWeebly وWebStarts. هناك منصات أخرى متخصصة في بناء نوع معيّن من المواقع مثل: BigCommerce وShopify التي تتخصص في بناء المتاجر الإلكترونية. تتميز هذه المنصات بالسهولة وعدم الحاجة إلى معرفة تقنية بالبرمجة، إذ أنّها تتكفل بكل الجوانب التقنية، وتوفر لوحة تحكم سهلة الاستخدام. ما يمكنك من خلالها إدارة الموقع، وتغيير القالب، وإضافة الصفحات وتعديل المحتوى وإدارة المستخدمين بسهولة.

ورغم أنّك لا تحتاج إلى معرفة تقنية لاستخدام هذه المنصات، إلا أنّ إنشاء موقع بمواصفات خاصة قد يتطلب معرفة جيدة بالبرمجة. لذا قد يكون عليك الاستعانة بمبرمج لتعديل الموقع وتخصيصه.

  • إنشاء موقع إلكتروني من الصفر

يمكنك إنشاء موقع ويب من الصفر دون الاعتماد على منصات البناء الجاهزة، وقد أصبح هذا الأمر في المتناول في السنوات الأخيرة. إذ أصبحت منصات العمل الحر مثل منصة مستقل، تتيح إمكانية توظيف مطوري مواقع ذوي خبرة وكفاءة كبيرة مقابل مبالغ معقولة. يتميز استخدام هذه الطريقة بأنك سيكون لك تحكم كامل في الموقع وفي وظائفه، كما أنّ الموقع سيكون أسرع عمومًا لأنّه سيكون مُحسّنًا للاستخدام الذي تريده.

كما تعطيك حرية أكبر في تصميم موقع ذا مواصفات خاصة، على عكس منصات إنشاء المواقع الجاهزة، التي قد تفرض عليك تصميمًا أو مقاربة معينة في بناء الموقع وإدارته.

4. تأمين الموقع

ستخزِّن في موقعك الكثير من البيانات، سواء بيانات الشركة أو بيانات العملاء، وبعض تلك البيانات حساسة. يتوقع عملاؤك أن تكون بياناتهم في مأمن، لذا ينبغي أن يتمتع الموقع بأعلى درجات الأمن والحماية. فأيّ ثغرة في الموقع قد يتسلل منها القراصنة، ويسرقون بياناتك وبيانات عملائك، وستكون لذلك تداعيات خطيرة على المشروع، وعلى سمعته بين الناس. هناك الكثير من المعايير الأمنية التي ينبغي الالتزام بها، من أهمها:

  • شهادة SSL – بروتوكول طبقة المقابس الآمنة

هو بروتوكول أمني يشفّر الاتصال بين الخادم والمتصفح، المواقع المزوّدة بشهادة SSL تبدأ عناوينها بـ HTTPS، أما المواقع غير المشفرة فتبدأ عناوينها بـ HTTP. ينبغي أن تحرص على الحصول على شهادة SSL، فهي ضرورية لنجاح الموقع، لأنها تحمي البيانات المنقولة بين العميل والخادم، وتمنع التعرض لها. كما أنّ محركات البحث، مثل جوجل، تُعدّ شهادة SSL عاملًا من عوامل تحديد الترتيب في صفحات النتائج.

لذا يساعد الحصول على هذه الشهادة على احتلال مراكز متقدمة في صفحات نتائج البحث. كما أنّ المتصفّحات تميّز المواقع المشفرة وتوضح للزوار إن كانت آمنة أم لا عبر وضع رمز القفل بالقرب من عنوان الموقع إن كان يتوفر على شهادة SSL، فيما تضع جملة (غير آمن) في المواقع الأخرى. وهذا قد ينفّر الزوار والعملاء المحتملين ويعطي صورة سيئة عن شركتك، وسيكون لذلك تأثير كبير على المبيعات.

بروتوكول طبقة المقابس الآمنة
بروتوكول طبقة المقابس الآمنة 2

المخترقون لا يستهدفون بالضرورة الخادم، فأحيانًا يستهدفون أصحاب المواقع. لذا، ينبغي أن يكون الحاسوب الذي تستخدمه لولوج لوحة التحكم الخاصة بالموقع آمنا، ثبّت مضادًا قويًا للفيروسات، ولا تدخل إلى المواقع المشبوهة، ولا تفتح رسائل البريد الإلكتروني التي لا تعرف مصدرها. ففي حال اختراق حاسوبك، سيصل القرصان إلى كل بياناتك، بما فيها اسم المستخدم وكلمة المرور التي تستخدمها لدخول لوحة التحكم، أو الدخول إلى حساباتك المالية على بايبال وغيرها.

  • شراء إضافات أمنية: إن كنت تستخدم نظامًا لإدارة المحتوى مثل ووردبريس، فينبغي أن تثبّت إضافات أمنية لتأمين موقعك وسد الثغرات الممكنة.
  • النسخ الاحتياطي: إن كنت تخزّن بيانات مهمّة، فمن الضروري أن تنشئ نسخًا احتياطية منها حتى تستعيدها في حال ضياعها. الكثير من شركات الاستضافة تقدم ميزة النسخ الاحتياطي كجزء من خدماتها. لذلك عليك قراءة بنود خطة الاستضافة التي اشتريتها، أو التواصل مع شركة الاستضافة للتحقق من أنّهم يوفّرون لك هذه الميزة، وإلا، فاطلب منهم إضافتها، وهذا قد يتطلّب منك مصاريف إضافية.
  • الاستعانة بخبير: إن أردت مزيدًا من الحماية والأمن لموقعك، فقد يكون الحل الأفضل هو الاستعانة بخبير في الأمن السيبراني لتفحّص الموقع والبحث عن الثغرات الأمنية، أو الشيفرات الخبيثة التي يمكن أن تكون مدسوسة في شيفرة الموقع. يمكنك شراء خدمة الاختبارات التجريبية beta testing من منصة خمسات، والتي تتيح لك الحصول على خدمات خبراء في الأمن السيبراني مقابل مبلغ في المتناول.

5. تصميم موقع جذاب

تصميم موقع جذاب

75% من الناس يقيّمون مصداقية الشركة بناءً على تصميم موقعها الإلكتروني، وهذا أمر طبيعي. إذ إن تصميم موقع الشركة هو أول ما يراه الزوار، وإن كان التصميم سيئًا وغير احترافي، فسينظرون إلى الشركة على أنّها مهملة، وغير موثوقة. بالمقابل إن وجدوا أنّ تصميم موقع الشركة جميل وجذاب، فهذا سيُشعرهم باحترافية أصحاب الموقع وعنايتهم به.

تصميم موقع الشركة هو أحد أهم عوامل نجاح الموقع، وأحد شروط تحسين تجربة المستخدم، إليك بعض النصائح التي ستساعدك على تصميم موقع جذاب واحترافي:

  • تصميم موقع بسيط: ظهرت في السنوات الأخيرة فلسفة جديدة في التصميم، هذه المقاربة تُسمّى التبسيطية (minimalism)، وهي مقاربة تتحرّى البساطة عبر تصميم موقع بسيط، بدون بهرجة. ينصح أنصار هذه المقاربة بتجنّب الإكثار من الصور والرسوم والفيديوهات والوسائط، فرغم أهمية الوسائط والصور في جذب الزوار وإعطاء تصميم موقعك جمالية وجاذبية، إلا أنّها يمكن أن تبطئ الموقع كثيرًا.
  • تصميم موقع متجاوب: احرص على أن يكون موقعك متجاوبًا مع الشاشات الصغيرة، فالكثير من زوار موقعك يستخدمون الهاتف. التصميم المتجاوب يعني أنّ موقعك سيظهر بصورة جيدة مهما كان حجم شاشة الجهاز الذي يستخدمه الزائر، سواء كانت شاشة هاتف صغيرة، أو شاشة حاسوب لوحي متوسطة، أو شاشة حاسوب كبيرة، في جميع الظروف ينبغي أن تظهر النصوص والصور والأزرار وخطاطة الموقع بشكل طبيعي وتصميم أنيق.
  • هندسة الموقع (website architecture): قبل أن تبدأ حتى في تصميم موقع الشركة، ينبغي أن تحدّد هندسة الموقع، أي خطاطة الموقع العامة وبنيته، والعناصر التي تساعد على تصفحه بسلاسة. إليك بعض النصائح التي ستساعدك على هندسة الموقع ورسم ملامحه العامة.
  • سهولة التصفح: ينبغي أن يكون الزائر قادرًا على الوصول إلى أيّ مكان في الموقع بسهولة. ينبغي تصميم موقع الشركة بحيث تكون كل الخدمات التي قد يحتاجها الزائر في المتناول، عبر إنشاء قائمة تصفح تأخذ الزائر إلى صفحات الموقع المهمة مثل: صفحة الهبوط، وصفحة التسجيل، ومدونة الموقع.
  • محاكاة المواقع الناجحة: ليس عليك اختراع العجلة، استفد من منافسيك، خصوصًا الكبار منهم، ادخل إلى مواقعهم، وحاول الاستلهام من تصاميمهم. مثلًا، إن كنت تريد تصميم موقع للتجارة الإلكترونية، فإنّ أول موقع ينبغي أن تنظر إليه هو عملاق التجارة الإلكترونية أمازون. رغم أنّ هذا الموقع كبير جدًا، ويضم ملايين المنتجات، والكثير من الصفحات والخدمات، إلا أنّ تصميمه يتبع هندسة عملية، تتيح للزائر العثور على أيّ شيء يريد، سواء كان خدمة أو منتجًا في وقت قصير.
محاكاة المواقع الناجحة

الجزء السفلي من صفحة أمازون، لاحظ كيف يضع قائمة بكل الخدمات التي يقدمها الموقع.

  • قاعدة 3 نقرات: إن كان موقعك كبيرًا جدًا، فقد يصعب عليك أن تضع روابط لكل الخدمات والمنتجات التي تقدمها. لذلك قد تكتفي بوضع الروابط الأساسية في رئيسية الموقع، وتوزع الروابط الفرعية في الصفحات الأخرى.

لكن تذكر هذه القاعدة المهمة عند تصميم موقع الشركة، ينبغي ألا يكون الزائر مضطرًا لأن يضغط أكثر من 3 روابط (أو 4 عند الضرورة) لكي يصل إلى الصفحة التي يريدها، وإلا فإنّ كثيرًا من الزوار لن يستطيعوا العثور عليها، وحتى من عثر عليها، قد ينسى كيف يعود إليها.

6. تجربة مستخدم سهلة وسلسة

هل تعلم أنّ تجربة المستخدم الجيدة يمكن أن ترفع معدل تحول العملاء بحوالي 400%، وأنّ كل دولار تنفقه لتحسين تجربة المستخدم سيعيد لك ما بين 2 إلى 100 دولار. يُقصد بتجربة المستخدم، التجربة التي يمر بها المستخدم عند تصفح موقعك، والإحساس أو الانطباع الذي يتولد لديه جرّاء ذلك، سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا.

تشمل تجربة المستخدم كل ما يراه المستخدم أو يسمعه على الموقع، وتتأثر تجربة المستخدم بسهولة استخدام الموقع وجودة الخدمات التي يقدمها وسرعة تحميل الصفحات وجودة التصميم، وكل ما يمكن أن يؤثر على المستخدم في أثناء تصفح الموقع. ينبغي مراعاة تحسين تجربة المستخدم عند إنشاء موقع الشركة، فينبغي أن يكون في ذهن مصمّم الموقع أنّ تجربة المستخدم أولوية أساسية لا تقل أهمية عن أمن أو تصميم موقع الشركة. هذه بعض النصائح التي ستساعدك على تحسين تجربة المستخدم:

  • سرعة التحميل: تسريع تحميل صفحات الموقع ينبغي أن يكون أولوية عند إنشاء موقع الشركة. فمهما كان تصميم موقع الشركة جميلًا، فإنّ الزوار سيغادرونه إن كان بطيئًا، كما أنّ خوارزميات محركات البحث تأخذ سرعة تحميل المواقع بالحسبان عند ترتيب المواقع.
  • تقسيم النصوص الطويلة إلى فقرات قصيرة: تجنب الفقرات الطويلة، لأنها تجعل البحث في النصوص صعبًا.
  • اختر العناوين بعناية: ينبغي أن تقسم محتويات صفحات موقعك بشكلٍ منطقي، ضع عنوانًا مناسبًا لمحتوى الصفحة، ثم قسّم المحتوى إلى أفكار عامة، وضع كل فكرة عامة في فقرة، واعطها عنوانًا مناسبًا.
  • استخدام نقاط القوائم (Bullet points): إن كانت هناك أفكار فرعية مرتبطة بفقرة ما، فالأفضل أن تضعها في قائمة نقطية.
  • اختر الألوان والتنسيقات والخطوط بعناية: يمكن أن يكون للألوان والتنسيقات والخطوط تأثير كبير على تجربة المستخدم، لأنّها تساعد على إضفاء جمالية على الموقع، وتساعد القارئ على تصفح المحتويات. فالناس مثلًا تعوّدوا على أنّ النصوص المكتوبة باللون الأزرق عبارة عن روابط، وأنّ النصوص المكتوبة بخط عريض أو التي تحتها سطر مهمة أكثر من غيرها. لذلك عليك ألا تستخدم اللون الأزرق في النصوص لغير الروابط، ولا تكثر من استخدام النصوص المغلظة حتى لا تربك القارئ. كما ينبغي تجنّب استخدام النصوص الصغيرة، ومراعاة ضعاف البصر. ينصح بعض الخبراء أيضًا بتخصيص اللون الأخضر أو الأحمر لأزرار اتخاذ الإجراء، لأنّهما لونان مميّزان، ويَلفتان الانتباه.
  • لا تنس الهاتف: ينبغي أن تراعي عند إنشاء موقعك، أنّ نسبة كبيرة من زوار الموقع سيدخلونه عبر الهاتف، لذا ينبغي أن تكون محتويات الموقع متجاوبة، أي أنّ الصور والنصوص وجميع عناصر صفحات الموقع ينبغي أن تظهر بشكلٍ جيد على الشاشات الصغيرة والكبيرة على السواء.
  • البحث: ما لم يكن موقعك مكوّنًا من صفحة واحدة، فعليك إضافة إمكانية البحث على الموقع، ينبغي أن يكون حقل إدخال البحث واضحًا، ويُفضل أن يكون في أعلى الصفحة إلى جانب أيقونة البحث المعروفة.
وجود خاصية البحث على الموقع ووضوحها

تحسين تجربة المستخدم ليست علمًا صحيحًا، ولا توجد أداة أو طريقة آلية لتعرف إن كانت تجربة المستخدم التي يقدمها موقعك جيدة ومناسبة للمستخدمين، وأفضل حل لمعرفة العيوب أو العوائق التي تشوب تجربة المستخدم هي بالتجربة.

7. الترويج للموقع الإلكتروني

بعد الانتهاء من إنشاء موقع لمشروعك التجاري، وتجهيزه، وإعداد محتوياته، تأتي مرحلة استقطاب الزوار والترويج للموقع. هناك العديد من الأساليب والتقنيات لجلب الزيارات، نذكر بعض أهمها:

  • تحسين محركات البحث

نحو 93% من الزيارات تأتي من محركات البحث، أكثر من ثلاثة أرباعها تأتي من جوجل وحدها. لذلك ينبغي أن يكون جلب الزيارات من محركات البحث أولويتك الكبرى، هناك الكثير من التقنيات والأساليب المستخدمة للاستفادة من محركات البحث لجلب الزوار، وجميعها تقع تحت مظلة تحسين محركات البحث.

  • الشبكات الاجتماعية

إن كانت لك حسابات على الشبكات الاجتماعية (وينبغي عليك ذلك)، فيمكن أن تستفيد منها لتحويل متابعيك على تلك الشبكات إلى موقعك الإلكتروني، ضع رابط موقعك في الوصف الشخصي (bio) الخاص بك، وفي المنشورات التي تكتبها، توفر أيضًا بعض الشبكات الاجتماعية، مثل انستقرام، إمكانية وضع روابط لصفحات المنتجات مباشرة على حسابك.

  • الإعلانات

الإعلانات هي الطريق الأقصر لجلب الزيارات، كما أنّها استثمار مربح، فمقابل كل دولار تنفقه على الإعلانات، ستحصل على 1.87 دولارًا. إضافةً إلى ذلك، تزيد الإعلانات على محركات البحث شهرة العلامة التجارية بحوالي 80%. ولعل الميزة الكبرى للإعلانات أنّها تحقق نتائج سريعة جدًا، إذ أنّها يمكن أن توصلك إلى الصفحة الأولى في غضون يوم واحد، وذلك على خلاف تقنيات السيو الأخرى التي تتطلب وقتًا طويلًا.

لا شك أنّ الإعلانات استثمار مربح، لكنّها تحتاج إلى رأس مال، إن لم تكن قادرًا على شراء الإعلانات، فيمكنك الاعتماد على تحسين محركات البحث والترويج عبر الشبكات الاجتماعية. ما لن يكلفك شيئًا، وستجلب لك الكثير من الزيارات، لكن عليك أن تصبر، لأنّها تأخذ وقتًا، وقد تستغرق أشهر قبل أن يظهر مفعولها.

  • استغلال البريد الإلكتروني

استقطاب مزيد من الزوار أمر مهم للغاية لزيادة المبيعات، لكنّه غير كافٍ، ينبغي أن تقنع الزائر بالعودة إلى موقعك باستمرار، وتجعله عميلًا دائمًا. فما فائدة أن تبذل الكثير من الجهد والوقت لإحضار زائر يدخل موقعك مرة واحدة فقط، ثم لا يعود إليه بعد ذلك.

إنّ جعل الزوار يعودون إلى موقعك باستمرار ليس أمرًا سهلًا. فحتى لو كان موقعك ممتازًا، ويقدم خدمات ذات جودة عالية، ويوفر تجربة مستخدم سلسة وممتعة، فهذا لا يعني أنّ الناس سيعودون إليه. لأنّ الناس ينسون بسرعة، كما أنّ المنافسة على أشدها، فمهما كان المجال الذي اخترت العمل فيه، ومهما كانت المنتجات التي تبيعها، فكن على يقين أنّ هناك الكثير من المنافسين الآخرين الذين يسعون لمثل ما تسعى إليه، وهو استقطاب العملاء، وجلب الزيارات إلى مواقعهم.

إحدى أفضل الطرق لاستعادة الزوار وتذكيرهم بزيارة موقعك، هي استخدام البريد الإلكتروني. أرسل لهم رسائل بريدية بانتظام، يُفضل أن يكون ذلك أسبوعيًا. لنجاح هذه المقاربة ينبغي أن تقنع الزائر بإعطائك عنوان بريده الإلكتروني، وهو أمر ليس سهلًا، لأنّ الناس يتمنّعون عادةً عن تسليم معلوماتهم الشخصية، لذا عليك أن تقدم لهم شيئًا بالمقابل.

يمكن مثلًا أن تقدم لزوار موقعك إمكانية الحصول على خصومات، أو تحميل كتاب إلكتروني مجاني، أو المشاركة في ندوة ويب (ويبينار)، أو الحصول على معلومات حصرية عن المنتجات، أو المشاركة في مسابقة مقابل تسليم عناوينهم البريدية.

هناك استراتيجية تسويقية كاملة تُعنى بكيفية الحصول على العناوين البريدية، وكيفية صياغة رسائل البريد الإلكتروني ومتى ينبغي إرسالها، وأدوات أتمتة عملية بعث الرسائل، هذه الاستراتيجية تسمى التسويق عبر البريد الإلكتروني، وهي مقاربة تسويقية فعالة، ولا غنى عنها لكل العاملين في مجال التجارة الإلكترونية.

8. تحليل مقاييس الموقع

الخطوة الأخيرة من عملية إنشاء موقع تجاري، هي تحليل مقاييس الموقع وأدائه، فهذا ضروري لمعرفة مدى نجاح استراتيجيتك التجارية.

تُعدّ تحليلات جوجل (Google Analytics) الأداة الأفضل بدون منازع لتحليل مقاييس المواقع. إذ تساعد هذه الأداة على تجميع البيانات الأساسية المتعلقة بموقع إلكتروني، وهي مجانية تمامًا. هذه بعض الإحصاءات التي تتيحها تحليلات جوجل:

  • عدد الزيارات: يمثل هذا المقياس عدد مرات زيارة موقعك، بغض النظر عما إذا كانت تلك الزيارات من نفس الأشخاص أم لا. مثلًا، إن زار 100 شخص موقعك، وكل واحد منهم دخل إلى الموقع 3 مرات خلال مدة معينة، فإنّ عدد الزيارات سيكون 300، رغم أنّها زيارات مكررة.
  • عدد المستخدمين: يمثّل هذا المقياس عدد المستخدمين الفريدين الذين دخلوا موقعك في فترة معينة. عودة إلى المثال أعلاه، سيُساوي عدد المستخدمين 100، وليس 300، لأنّ تحليلات جوجل لا تحسب الزيارات المكرّرة. هذا المقياس ضروري لتعرف ما إذا كنت تحصل على زوار جدد أم لا.
  • معدل الارتداد: معدل الارتداد هو نسبة مئوية تمثل نسبة الأشخاص الذين غادروا موقعك بعد زيارة صفحة واحدة. يُعدّ معدّل الارتداد أحد المقاييس الهامة التي ينبغي أن تتابعها باستمرار.

إن لاحظت أنّ معدل الارتداد مرتفع، فهذا مؤشر على أنّ الزوار لا يجدون موقعك مثيرًا للاهتمام، ويُغادرونه دون تصفح المزيد من صفحات الموقع. قد يحرمك ذلك من الكثير من الفرص، ويؤثر على مبيعاتك، كما أنّ بعض محركات البحث تُعِد معدل الارتداد أحد عوامل الترتيب.

معدل الارتداد
  • الاكتساب (Acquisitions): يمثل هذا المقياس المصادر التي تأتي منها الزيارات، وهو مؤشر مهم للتحقق من نجاعة جهودك التسويقية، ومعرفة المصادر التي يأتي منها عملاؤك المحتملون.

كانت هذه 8 خطوات عملية لإنشاء موقع إلكتروني للمساعدة على زيادة المبيعات، ما رأيك في هذه الخطوات؟ هل توافق عليها؟ هل هناك خطوات أخرى ترى أنّه ينبغي اتخاذها عند إنشاء الموقع؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

تم النشر في: أدلة شاملة، برمجة مواقع