أهم ما في مجال ريادة الأعمال هو الاستفادة من تجارب أصحاب الأفكار والمشاريع السابقة، دون السّماح للتجارب الفاشلة بتحطيم أهدافك المستقبلية ودون اعتبار الحظ المحرّك الوحيد لسيرورة العالم… كل ناجح مر بانتكاسة ما، وكل من سعى للنجاح بلغه، ولكن الأهم، هو كيفية تعامل كل واحد مع العقبات التي قد تواجهه في المسار الذي اتخذه أثناء صعوده نحو القمة..

نقدم لكم هنا 15 فيلما بأزمنة وأمكنة وحبكات متعددة، بوسع كل رجل أعمال ناشئ استسقاء العبرة منها:

  1. جيري ماغواير – Jerry Maguire

جيري وكيل رياضي ناجح، تعرض في النهاية للطرد من عمله ليتخلى عنه كل عملائه بعد ذلك فيقرر بدء عمله الخاص مع شريكته دوروثي، مع عميل وحيد إسمه كوبا وهو لاعب كرة قدم أمريكية…

قد نواجه صعوبات أحيانا تؤدي لإفشال مسارنا العملي فنضطر للنهوض به من جديد بنفس آخر ساعين بذلك لنصير رئيسي ومرؤوسي أنفسنا، فكونك تحت رحمة الغير ليس بالوضع المري في عالم الأعمال.

  1. فورست غامب – Forrest gump 

فورست شاب عانى في طفولته من التنمر نظرا لكونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، غير أن تشجيع رفيقته كيلي له دفع للتغير محاولا الركض رغم كون ساقيه عليلتين ليكتشف أن بوسعه فعل ذلك بسرعة… ثم يلتحق بجامعة ألباما بفضل منحة رياضية…

وتحقيقًا لوعد صديقه الذي توفي في حرب الفيتنام حيث كانا معا، اشترى قارب الروبيان محققا بعدئذ نجاحا لا بأس به…
لن تدرك إن كان بوسعك فعل شيء ما لم تجربه، فقط كن جديرا بامتلاك الجرأة الكافية للسعي نحو تحقيق أحلامك ودع أحاديث الناس وراءك.

  1. ذا بيج شورت – The big short

تنبأ مايكل بيري بسقوط سوق العقارات باستثمار أزيد من بليون دولار رغم إصرار الإعلام وخبراء الاقتصاد على أن الأمور بخير ولا أزمات في الطريق، ليجذب بحركته تلك جاريد ومارك لينتهي المطاف بهؤلاء الثلاثة أمام ثروة هائلة في ظل الأزمة المالية بأمريكا.
عالم المال أشبه بالمقامرة، غير أنه من الضروري أن تدرس حركاتك بشكل جيد لجعل نجاحك شبه مضمون فلا تواجه الخسارة، وما دمت واثقا من قراراتك وخياراتك فلا تهتم بما يتداوله البقية.

  1.  Tucker: The Man and His Dream

تاكر شغوف منذ صغره بتصميم السيارات، أثناء الحرب العالمية الثانية كان يصمم الطائرات الحربية، لينتقل بعدئذ لتصميم السيارات الشخصية و تطوير صناعته الخاصة، غير أن حدة المنافسة وعدم مثاليتها وضعت عمله وشرفه على المحك ليواجه المحال.

  1. الطيار The aviator

هوارد هيوز رائد في مجال الطيران، سيصير غنيا بعد إرثه لشركة والده المختصة في إنتاج المعدات الخاصة بالصناعة البترولية… ومنذ أواخر العشرينات إلى سنة 1947 صار منتج أفلام ناجحا ورمزا في مجال الطيران… وقد اشتهر حينئذ بصناعته أكبر طائرة للحرب العالمية الثانية، واضعاً بعدئذ مسيرته على المحك حين تحدى الجميع أن بوسعه صناعة واحدة أخرى وإن فشل فسيغادر البلاد.

من الجيد أحيانا أن نؤمن ونثق بأنفسنا واضعين كل بيضنا في سلة واحدة، غير أن ثقتنا الزائدة قد تؤدي بنا في نهاية المطاف لفشل ذريع نفقد معه كل شيء، لذا فمن الأفضل التأهب دائما للأسوأ وتوقعه دون المبالغة في تقدير الذات.

  1. قبعة غلين روس – Glengarry Glen Ross

ليقوم الرؤساء بتحفيز مرؤوسيهم ودفعهم للعمل الجاد، استغلوا الجانب المظلم بدل المشرق… فعوض الحوافز كان تجنب الطرد هو المحرك الأول لرجال المبيعات الأربعة الذين لدى كل منهم سبب وجيه يدفعه لإرهاق قواه في سبيل الحفاظ على عمله…
أحيانا النظر إلى القمة وحده غير كفيل بجعلنا ننجح، ولكن إلقاء نظرة على القاع من حين لآخر كفيل بدفعنا لبدل كل ما بوسعنا حفاظا على مكانتنا أو ربما بلوغ مكانة أسمى منها… ولكن الأهم، هو أن السعي للقمة والخوف من الوقوع والفشل محركان رئيسيان للإنسان الناجح داخل كل منا.

  1. الخلاص من شاوشانك – The Shawshank Redemption

آندي مصرفي اتهم بقتل زوجته وعشيقها ليجد نفسه في السجن عاجزا عن إثبات براءته… وحين ملّ في النهاية من الوضع، وجد نفسه قد كون صداقات مع بعض المساجين وصار مسئولا عن الحسابات البنكية لآمر السجن… ليلح بعدئذ على الإدارة لمنحه الدعم المادي لتشييد مكتبة بالسجن.

قد لا نبلغ مسعانا من أول مرة، ولكن ليس علينا الكلل أو الكف عن تكرار المحاولة، فما لم يتحقق اليوم سيكون من نصيب الغد لا محالة… ومن ثابر بإصرار لتحقيق أهدافه لن يخذل في النهاية.

  1. كرة المال – Moneyball

بيلي بين المدير العام لفريق أوكلاند للبيسبول، الذي حاول إيجاد طريقه الخاص في مساره لتقوية فريقه رغم قلة الموارد المادية عكس ما يمثله الوضع بالنسبة للفرق الكبرى التي تتنافس في البطولة.

لن تجد طريقا مفروشا بالزرابي الحمراء في انتظارك، فأحيانا عليك خلق طريق خاص بك باستراتيجياتك الخاصة لبلوغ النتائج التي ترمي إليها.

  1. فوق في الجو – Up in the air

يعمل ريان بينغهام في قسم الموارد البشرية، تخصصه هو صرف الموظفين حين تضطر الشركات لطردهم، فيمضي حياته في قطع آلاف الأميال في الرحلات الجوية من مكان لآخر للقيام بمهامه، غير أن ظهور ناتالي كينر التي سترافقه في رحلاته سيغير من أساليبه.

أحيانا قد نضطر للتسبب بأمور سيئة للآخرين، فنختار أقل الهزيمتين حفاظاً على مصالحنا الخاصة… ولكن من الواجب علينا أن نكون عمليين ومرنين في تعاملنا مع الآخر تجنباً لزيادة حدة أذيته.

  1. أمسكني لو استطعت – Catch me if you can

فرانك أبغنهال شاب في السابعة عشرة، دهاؤه وسرعة فهمه مكنتاه من شغل مناصب عدة بشهادات مزورة، فمن مصرفي لمحامٍ لربان طائرة… ولكن الأهم من كل ذلك هو أنه أتقن أدواره ومهامه في كل منها رغم ذلك ورغم ملاحقة الشرطة له…

قد يقيدون معرفتك ومدى فهمك بشهاداتك الكرتونية، ولكن ذلك لا يعني أنه ليس بإمكانك تجاوز توقعاتهم بتمكنك من أمور درستها ذاتيا فأجدت تطبيقها حد التمكن.

  1. The wolf of wall street – ذئب وول ستريت

جوردن بلفورت سمسار بورصة رفض التعاون في قضية احتيال كبيرة في فترة التسعينات، تتضمن الفساد في وول ستريت والتلاعب بالأسهم… ليجد نفسه واقعا من القمة…
حتى تتمكن من الخروج من القاع عليك المقامرة بكل ما تملك أحيانا وإجادة التعبير عن أفكارك وتحقيقها على أرض الواقع، والأهم من ذلك هو خلق فريق رغم اختلاف أفراده، بوسعك الثقة به لمواجهة التحديات معك.

  1. نادي القتال – Fight club

الراوي موظف عادي، أما ديردن فهو بائع صابون، وقد التقى الاثنان في رحلة على متن الطائرة… تشكل نادي القتال بالصدفة بعدما قررا التعارك ذات ليلة خارج الحانة لإفراغ مكبوتاتهما… ليكتشف الراوي في ما بعد حقيقة تايلر…

في مجتمعنا هذا الذي يفرض علينا أنماط عيش معينة، نجد أنفسنا في صراع دائم مع ذواتنا جراء قتالنا الداخلي، فنخرج منهزمين من معاركنا النفسية الذاتية… ولنتجاوز ذلك علينا إفراغه وعدم كبت مشاعرنا لنتمكن كل يوم من بدء الحياة بنفس جديد وإصرار وعزيمة، محاولين التحكم بكل ما يحيط بنا لنصير أسياد أنفسنا.

  1. الشبكة الاجتماعية – The Social Network 

فيلم يروي قصة نجاح البيليونير الشاب الأكثر ثراء من بني جيله، مارك زوكربورغ الذي فرض وجوده جاعلا من اسمه عالمياً عبر موقعه الشهير الذي ربط العالم بكبسة زر، “فيسبوك”.

بدأ مارك مشواره سنة 2003 وهو في سن التاسعة عشرة بتأسيس موقع طلابي حصري وبسيط، وبعدما قصده طالبان توأمان أعجبا بعمله ساعدهما في موقع خاص بهما تابع للجامعة هو الآخر… لينتقل بعدئذ سنة 2004 لفكرة أشد تطورا بعد تلقيه الدعم المادي الذي أجاد استغلاله مستخدما فكرة الأخوين مطورا بذلك فيسبوك… فزادت شعبيته متجاوزا جامعة هارفرد ليبلغ جامعة يال وكولومبيا وستانفورد… مطلقا إياه للعموم سنة 2005، ليصير الآن جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية لأي منا.

لا وجود للحظ في عالم المال والنجاح، أجد استغلال الظرف الزمكاني الملائم لتبلغ مرماك… ففي النهاية، “أنت لا تبلغ الخمسمائة مليون صديق دون اكتساب بعض الأعداء”.

  1. السعي للسعادة – The pursuit of happyness

كريس غاردنر، رجل مبيعات قرر استثمار مدخرات حياته في تجارة الماسحات الضوئية الخاصة بكشف كثافة المعادن في العظام (سكانر)، ليجد نفسه عاجزا عن بيع جميعها لتحقيق ربح كفيل بتوفير مصروفه هو وأفراد عائلته.

أجرى كريس مقابلة في إحدى الشركات ليتم بعدئذ قبوله فيها، غير أن نيل وظيفة مدفوعة رهين باجتياز فترة تدريب بلا مقابل وقد أصر على تقبل الوضع، مما دفع زوجته لهجره تاركة إياه مع ابنهما كريستوفر البالغ من العمر خمس سنوات… وجد كريس نفسه في ضائقة مالية فاضطر للانتقال مع ابنه لغرفة في نزل بإحدى محطات الوقود.

ليجد نفسه مجددا في ضائقة أشد سوءا بعدما أضاع أحد أجهزة السكانر التي كان سيبيعها ليتجنب التشرد مع ابنه ريثما ينهي فترة اختباره ليصير موظفا رسميا في الشركة.

قد تبلغ القمة في لحظة، وقد تضطر لتجرع الآلام لبلوغ أهدافك … ولكن الأهم هو سيرك نحو أهدافك بخطى ثابتة رغم كون الطريق شائكا.

  1. غاتسبي العظيم- The great gatsby 

انتقل نيك كراواي الكاتب الطموح للسكن بالقرب من جاي غاتسبي الميليونير الشهير المعروف بحفلاته، ليكتشف أن غاتسبي من أكثر من عرفهم تفاؤلا رغم كل ما قد يمر به من ظروف… سعى غاتسبي ليبلغ الثراء بكل الطرق الممكنة في سبيل كسب اهتمام الفتاة التي يحب… غير أن إدراكها أن كسبه ليس شريفا لن يقربها منه.

بوسع المال شراء كل شيء عدا الأصدقاء والأحبة، من يريدك سيريدك لما أنت عليه، فلتسع لتحقيق أحلامك أنت لا أحلام الغير حتى لا تجد نفسك مخذولا في النهاية ووحيدا في آخر لحظات حياتك… ولتكون ناجحا مهما كانت حدة تفاؤلك فدع دائما للتوقعات السلبية ولو حيزا صغيرا حتى لا يكون وقع الأذى قويا وحتى تتمكن من تجاوزها قبل الوقوع.

خلاصة

معظم هذه الأفلام تروي قصصا حقيقية عن أشخاص حقيقيين، ولكن أهم ما في الأمر هو اتخاذها كعبرة سواء كانت قصصا خيالية أو واقعية، فالأهم هو أن الواقع يخبئ الكثير لكل منا والأجدر بنا التجهيز له جيدا متوقعين منه الأفضل والأسوأ، هذه هي طبيعة عالم ريادة الأعمال.

تم النشر في: تطوير المهارات