هل ريادة الأعمال تُغني عن العمل الحر؟

مع انتشار مفهوم العمل الحر بشكل كبير في وطننا العربي، بدأت الكثير من المُصطلحات بالظهور، بعضها يمكن فهمه بكل سهولة، وبعضها الآخر يحتاج إلى القراءة قليلًا قبل فهمه بشكل كامل. فالمُستقل Freelancer وكذلك رائد الأعمال Entrepreneur من المصطلحات التي تسمع بكثرة، ويعتقد البعض أنهما وجهان لعملة وحدة، لكن في الحقيقة هناك فرق كبير بينهما.

بدايةً من هو المُستقل

المُستقل هو ذلك العامل الذي قرر العمل لحسابه الخاص بعيدًا عن وجود مُدير يطلب منه القيام بالمهام بشكل مُتكرر، أو يطلب منه العمل لساعات إضافية، أي باختصار هو ذلك الشخص الذي يُدير نفسه بنفسه.

المُستقل يعمل من أجل الحصول على مُقابل مادي يكفيه للمُضي قدمًا بحياته، ويبحث عن مشاريع لتنفيذها باستمرار لضمان الحصول على عائدات تكفيه.

تختلف طريقة العمل على المشاريع بالنسبة للمُستقلين، فالبعض يتقاضى مبلغًا ماديًا مُقابل المشروع كاملًا، والبعض الآخر يتقاضى حسب عدد الساعات التي قضاها في العمل، وفي النهاية الطريقتين تصبّان تحت مُسمّى المُستقل أو العامل الحر.

رائد الأعمال

مفهوم ريادة الأعمال يختلف إلى حد ما، فرائد الأعمال هو الشخص الذي يستخدم مبلغًا من المال لبناء مشاريع رابحة تعود بالنفع ماديًّا عليه.

هدف رائد الأعمال في النهاية هو تقديم سلعة/خدمة وبيعها لتقاضي ثمنها والانتفاع منها لتكبير تجارته ونقلها إلى بر الأمان الذي يضمن له الربح حتى أثناء نومه.

رائد الأعمال دائمًا ما يُفكر في بناء تجارة أو مجال عمل أكبر من قدراته، لكنه يُحب المغامرة ويسعى دائمًا لخوض تحديات جديدة، حتى إن كانت تتطلب ترك أحد أعماله التي أسسها، ففي النهاية العائد المادّي هو الفيصل بالنسبة له.

متى يُصبح المُستقل رائد أعمال؟

لا يُمكن للمستقل أن يتحول إلى رائد أعمال بسهولة، فالمُستقل يحاول دائمًا تطوير مهاراته لكسب عيّنة جديدة من أصحاب المشاريع للعمل بصورة أكبر وتحسين حالته الماديّة.

المهارات وقيمة المشروع تتقارب نوعًا ما مع أهمية العائد المادي الذي سيحصل عليه المُستقل من المشروع.

أما رائد الأعمال فكما ذكرنا سابقًا دائمًا ما يُركّز على الأمور الماديّة، لذا فلكي يتحول المُستقل إلى رائد أعمال عليه أن يترك العمل على المشاريع لتتغيّر بذلك القيم التي يحاول الحفاظ عليها.

هل يُمكن اعتبار رائد الأعمال مُستقلًا؟

رائد الأعمال بشكل أو بآخر مُستقل لأنه يعمل لحسابه الخاص أيضًا، لكن على عكس المُستقل فلا يجب على رائد الأعمال توظيف نفسه.

أو بمعنى آخر، إذا رغب رائد الأعمال بتأسيس شركة برمجية على سبيل المثال وكان مُبرمجًا، لا يجب أن يكون المسؤول عن تنفيذ المشاريع لأن المسؤوليات التي تقع على عاتقه أكبر من التركيز على تنفيذها.

لذا فهو بحاجة إلى توظيف المُستقلين لإدارة طاقاتهم بأفضل طريقة مُمكنة وتحقيق الربح المادي لدفع مُستحقاتهم بشكل كامل.

روابط ذات صلة: اللحظة الحاسمة .. كيف تختار العرض الأنسب لإنجاز لمشروعك ؟

ما هي علاقة المُستقل برائد الأعمال؟

قد يقوم المُستقل بتوظيف مُستقلين آخرين لتنفيذ بعض المشاريع الصغيرة المطلوبة منه، ويترك لنفسه المشاريع الكبيرة للعمل عليها، لكن هذا لا يجعله رائد أعمال طالما أنه يتدخل في آلية تنفيذ العمل بل ويقوم بتنفيذه بنفسه.

ليس هذا فقط، بل أن موضوع السيولة المادية هي الأساس، كمُستقل قد تعمل لفترة شهرين للحصول فيما بعد على المُستحقات المالية وهذا يتنافى بشكل كامل مع مبدأ رائد الأعمال الذي يحاول توفير سيولة ماديّة بشكل دائم.

أما رائد الأعمال فليس من اختصاصه تنفيذ المشروع ولا التقنيات المُستخدمة، ما يهمه حقًا هو تحويل المشروع إلى حقيقة ملموسة والبدء في الربح المادي منه.

يُعرّف سيث جودين – وهو كاتب، رائد أعمال ومُتحدث أمريكي – المُستقلين على أنهم مجموعة أشخاص يقايضون ساعات العمل بمبلغ مادي. أما رواد الأعمال من وجهة نظره، فهم الأشخاص الذين يجنون المال طوال النهار وفي أثناء نومهم.

في النهاية، ليس من الضروري أن تتبع أي مُسمى لمجرد أنه أعجبك، فطموحاتك واحتياجاتك هي الجوهر الأساسي في اختيار الطريق الذي ترغب السير فيه.

أهمية هذه المُسميات تنحصر في فهم المسؤوليات التي تقع على عاتقك إذا اخترت أن تكون مُستقلًا، أو المهام والوظائف التي عليك القيام بها إن اخترت طريق ريادة الأعمال. لا تنس أن تستمع لهذا البودكاست المثري لتفاصيل أخرى عن العمل الحر وريادة الأعمال.

ماذا عنك، ما المجال الذي تُفضله وأين تجد نفسك؟ وهل بدأت فعلًا كمُستقل أو رائد أعمال؟ شاركنا تجاربك

تم النشر في: نصائح للمستقلين