عادات النجاح

يقول تشارلز ديكنز: “لم أكن لأحقق النجاح دون عادات مثل الدقة والنظام والاجتهاد والتصميم على التركيز على عمل واحد في كل مرة”، ولم يكن بيل غيتس ليكون من الأغنياء بصافي ثروة تبلغ 75 مليار دولار لولا عادات النجاح التي تمكن بفضلها من تحقيق النجاح الكبير، فما هي هذه العادات التي تميز الأشخاص الناجحين التي يجب عليك اكتسابها من أجل تحقيق النجاح على المستوى الشخصي والمهني في حياتك؟

1. التخطيط

قبل كتابة الفصل الأول من هاري بوتر خطّطت الكاتبة ج. ك. رولينج لمدة سبع سنوات في هوجورتس، والآن هاري بوتر هو واحد من الكتب الأكثر قراءة على مر العصور، بيعت أكثر من 500 مليون نسخة من كتب هاري بوتر في جميع أنحاء العالم، وقُدّرت القيمة الإجمالية لسلسلة هاري بوتر بـ 25 مليار دولار.

عندما نقرأ قصص الأشخاص الناجحين فإننا نكتشف في الغالب أن هناك خطة وراء نجاحهم، هم يعرفون ما الذي يريدون، فهم يضعون خطة تجعلهم في المكان الذي يريدون الذهاب إليه ويعملون على خطتهم، وهذا هو أساس النجاح أن يكون من عادتك وضع خطة لأهدافك وتخصص الوقت والموارد لتنفيذها.

2. القراءة الجيدة

في أيامه الأولى من مهنة الاستثمار كان وارن بافيت يقرأ ما بين 600 إلى 1000 صفحة في يوم واحد، وفي الوقت الحاضر لا يزال يخصص 80٪ من يومه في القراءة، ويقرأ بيل غيتس حوالي 50 كتابًا سنويًا، ثم يقوم بنشر قائمة سنوية من كتبه المفضلة كل عام. سأل أحدهم مرة عن وارن بافيت حول مفاتيح النجاح، فقال: “اقرأ 500 صفحة كل يوم، ذاك هو الطريق للمعرفة، إنها تتراكم، مثل الفائدة المركبة، كل واحد يمكنه فعل ذلك، ولكنني أضمن أن الكثير منكم لن يفعل ذلك”.

يُفضل الأشخاص الناجحون قراءة الكتب لاكتساب معارف جديدة، ويعتبرون القراءة من عادات النجاح اليومية التي لا غنى عنها وأولوية قصوى، كرّس وقتًا محددًا للقراءة اليومية، يمكنك اختيار الكتب التي تروق لك، أو ذات الصلة بمجال عملك واهتماماتك، كما ويمكنك أيضًا الاطلاع على قوائم الكتب التي يقرأها سنويًا أثرى الأثرياء من خلال: The billionaire book club.

3. الالتزام

يقول فينس لومباردي: “معظم الناس يفشلون ليس بسبب الافتقار للرغبة ولكن بسبب عدم الالتزام”، إنّ الرغبة في شيء ما والالتزام بالحصول عليه شيئان مختلفان، قد تكون لديك أهداف كبيرة وجديرة بالاهتمام، ولكنك لا تمتلك الشغف لتحقيقها وليس لديك خطة استراتيجية للالتزام بتحقيقها. الالتزام هو أحد أهم مبادئ النجاح ويؤثر على طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا، يتطلب الانضباط واتخاذ قرارات صعبة، إذا كنت تريد أن تخسر الوزن على سبيل المثال؛ سيكون عليك أن تلتزم بعادات صحية يومية والتخلص من العادات التي تدمر صحتك.

لكي تحقق النجاح المنشود يجب أن تعرف ما مدى التزامك تجاه هدفك؟ ما مدى أهمية ذلك بالنسبة لك، وما الذي أنت على استعداد للتضحية به من أجل تحقيق ذلك؟ إذا وجدت نفسك ملتزمًا تمامًا، فأنت تسير في طريقك نحو النجاح. ولتحديد ما إذا كنت مستعدًا بشكل صادق للالتزام، تقترح البروفيسور “روسبث موس كانتر” مديرة ورئيس مبادرة القيادة المتقدمة من كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد اختبار نفسك بهذه الأسئلة:

  • هل تشعر بقوة حول أهمية هدفك، لماذا من الضروري تحقيقه؟
  • هل فكرتك تطابق قيمك ومعتقداتك؟
  • هل كنت تحلم بهذا الشيء لفترة طويلة؟
  • هل هدفك حيوي لمستقبل الأشخاص الذين تهتم بهم؟
  • هل يحفزك هدفك عندما تفكر به وتتقاسمه مع الآخرين؟
  • هل هو واقعي؟ هل أنت مقتنع بإخلاص أنه يمكن تحقيق هدفك؟
  • هل أنت على استعداد لوضع مصداقيتك في الواجهة من أجله؟
  • هل يمكنك جعل هدفك هو تركيزك الأساسي بين أنشطتك؟
  • هل أنت على استعداد لتكريس وقتك الشخصي – المساء وعطلات نهاية الأسبوع والإجازات – لتحقيق هدفك على أرض الواقع؟
  • هل ستتمكن من رفض النقد الهدام والأفكار السلبية؟
  • هل أنت ملتزم على المدى الطويل، بينما تسعى نحو هدفك؟

إذا تمكنت من الإجابة بنعم على هذه الأسئلة، فإن فُرص النجاح سترتفع بشكل كبير وستكتشف الفرق بين الرغبة والنجاح. قد يُهمك أيضًا: مفهوم جديد عن العادات التي ستجعلك أكثر إنتاجية.

4. التنظيم

الحياة المنظمة تعزز الإنتاجية، والأشخاص الذين يتمتعون بدرجات عُليا من التنظيم، يميلون إلى تحقيق النجاح في حياتهم أكثر، إذا كانت حياتك خارج نطاق السيطرة وكل شيء يدور في فوضى من حولك، فمن الصعب أن تكون ناجحًا ما لم يكن نجاحك أمرًا عرضيًا أو مصادفة. 

يمكنك أن تتعلم كيف تكتسب عادات النجاح مثل التنظيم بدءًا من تنظيم غرفتك إلى تنظيم شركتك أو أعمالك، ابدأ بتعلم وضع كل شيء في مكانه المناسب، والتخطيط لكل الأمور والتخلص من الأشياء غير الضرورية التي تُحدث الفوضى حولك وفي حياتك، ستصبح شخصًا منظمًا طالما كنت على استعداد للتعلم والممارسة باستمرار، وما إن تعتاد هذه العادة حتى تشعر بالفرق الرهيب بين النظام وما قبله، كن منظمًا حتى في تحديد وقت إنهاء المشروع ولا تخلف وعدك أبدًا.

5. المثابرة للنجاح

“الطاقة والمثابرة تنتصران على كل الأشياء” بنجامين فرانكلين

هناك حقيقة راسخة في الحياة وهي أن النجاح لا يتحقق بين عشية وضُحاها، لا يوجد نجاحات سريعة أو تحقيق فوري للأهداف ولا طريق مفروش بالورود والسجادات الحمراء، ستحتاج للمثابرة والصمود لتحقيق ما تطمح إليه رغم الصعوبات أو التحديات التي تواجهك في سعيك نحو بلوغ أحلامك، المثابرة عنصر أساسي عندما ترغب في تحقيق مستوى عالٍ من النجاح، وهي  القدرة على الاستمرار حتى إن واجهك الفشل والانكسارات.

يتميز الأشخاص الناجحون بأنهم لا ييأسون ولا يستسلمون، كما يبذلون الجهد الدؤوب للوصول إلى مبتغاهم، فهم يؤمنون أن الشعور بالإنجاز شيء يستحق الثبات والمثابرة. عندما سُئل محمد علي عما إذا كان يُحبّ التدريب، أجاب: “لقد كرهت كل دقيقه في التدريب… ولكني كنت أقول لنفسي دائمًا… لا تستسلم، تحمَّل المعاناة الآن وعش بقية حياتك بطلًا”.

المثابرة هي مزيج من الإرادة والموقف الذهني، الرغبة في الاستمرار ليست كافية إذا لم تقترن بالإرادة، فالنجاح لا يتطلب التحفيز فقط بل الإرادة كذلك، يتطلب الأمر متانة ذهنية لترجمة نواياك إلى أفعال، لذلك ألزم نفسك بالمثابرة لتحصد المزيد من العادات الجيدة الأخرى مثل إتقان الصبر وإحساسك بالثقة وبقيمة ذاتك… تعزيز قيمة الهدف بالنسبة لك.

6. عادات الاعتناء بالنفس

العادات الصحية اليومية أمر ضروري لتحقيق النجاح، يعتبر الأشخاص الناجحون صحتهم أولوية قصوى، إذا لم تهتم بالعناية بنفسك: جسمك وعقلك وروحك، فكيف يمكنك أن تتوقع تحقيق النجاح؟ واظب على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي أو التمرن كل يوم لمدة 40 إلى 50 دقيقة.

وداوم على خيارات غذائية ذكية تمنحك الطاقة التي تحتاجها لإنجاز كل شيء في قائمة المهام اليومية. بالإضافة إلى تناول الطعام الصحي الذي يغذيك دون أن يسرق الطاقة منك، واشرب الكثير من الماء ليُبقي جسمك رطبًا، افعل كل ما يتطلبه الأمر لتكون بصحة نفسية وجسدية وعقلية سليمة لأن الصحة هي رأس مالك لتحقيق النجاح الذي تطمح إليه.

في الختام، الالتزام بعادات النجاح مثل التخطيط وتخصيص الوقت والموارد لتحقيق أهدافك المستقبلية والالتزام بها، والقراءة بكفاءة وبمقدار جيد يوميًا، والمثابرة والاستمرار على هذا، بالإضافة إلى بناء عادة التنظيم في حياتك، والاعتناء بنفسك وصحتك، كل هذا سيسهم في نجاحك في نواحي مختلفة في حياتك. شاركنا ما هي عادات النجاح لديك؟ وكيف استطعت بناء هذه العادة؟

تم النشر في: تطوير المهارات