تطبيق أم موقع لشركتك

الموقع الإلكتروني هو انطلاقة رواد الأعمال الأولى لتعزيز حضور شركاتهم الناشئة على الإنترنت، ولكن تغيّر اتجاهات التسويق وأذواق العملاء واحتياجاتهم تفرض عليهم في كثير من الأحيان الانتقال إلى مستوى آخر، مع ازدياد عدد مستخدمي الهواتف الذكية ظهرت التطبيقات لتحتل اهتمام المستخدمين والعملاء، وأصبح لزامًا على الشركات أن تأخذ هذا التغيير نحو إنشاء تطبيق تجاري في الحسبان.

حتى الآن يعتقد بعض أصحاب الشركات أنهم ليسوا بحاجة إلى إنشاء تطبيق تجاري للشركة مكتفين بوجود موقع إلكتروني لعرض الخدمات والمنتجات والتعريف بالشركة، بينما يعتقد البعض الآخر أن تطبيقات الجوال لها فوائد لا يمكن لموقع الويب تقديمها، إذا كان لديك موقع إلكتروني لشركتك وتتردد بشأن إنشاء تطبيق معتقدًا أن الموقع الإلكتروني كافٍ، سيساعدك هذا المقال على اتخاذ القرار السليم.

لماذا يعد تطبيق الهاتف المحمول ضروريًا لشركتك؟

أعداد مستخدمي الهواتف الذكية عالميًا تتزايد بشكل هائل سنويًا، فقد بلغ العدد الإجمالي لمستخدمي الهواتف الذكية في العالم حتى عام 2020 حوالي 4.68 مليون مستخدم، كما أن الإحصاءات تشير إلى أن 80% من مستخدمي الإنترنت يستخدمون الهواتف الذكية، لذلك بدأت الشركات تفكر جديًا في استغلال هذا الاتجاه لإيجاد فرص لجذب العملاء من مستخدمي الهواتف الذكية عبر إنشاء تطبيق تجاري خاص بها.

أضحى تحميل التطبيقات من الهوايات المفضلة لدى مستخدمي الهواتف الذكية بمعدل تحميل بلغ 30 مليون تطبيق في اليوم. وقد بلغ عدد التطبيقات التي تم تحميلها عام 2019 ما يقارب 114.9 مليون تطبيق ويتوقع أن تزيد إلى 184 مليون في عام 2024، ويبلغ عدد التطبيقات في متجر آبل 2.2 مليون تطبيق، وفي متجر جوجل بلاي 3.3 مليون تطبيق عام 2017، كما أن المستخدمين يقضون 52% من أوقاتهم في وسائل الإعلام الرقمي على تطبيقات الجوال.

لم يعد إنشاء التطبيقات يقتصر على الترفيه والألعاب، بل اتضح لأصحاب الشركات أنه يمكن استغلال مزايا التطبيقات في تقديم تجربة أفضل للمستخدمين، بغض النظر عن وجود موقع إلكتروني، يتفاعل عملاء ستار باكس مثلًا مع تطبيق العلامة التجارية لجمع أكبر عدد من النجوم والفوز بمكافئات ومشروبات مجانية ويلقى هذا الأمر رواجًا كبيرًا بين جمهور عملاء ستارباكس.

إنشاء تطبيق تجاري - ستاربكس

يعتقد الكثيرون أن وجود موقع إلكتروني كاف جدًا لتحقيق الأهداف التجارية، ليست كل الشركات بحاجة إلى بناء تطبيق ولكن لابد من تحديد الحالات التي ينبغي فيها أن تنشئ الشركة تطبيق تجاري، فوظائف الموقع الإلكتروني المتوافق مع الجوال تختلف عن وظائف التطبيق ويمكن تطوير العديد من الميزات الفريدة ضمن تطبيقك بشكل أفضل وأكثر جذبًا من عناصر موقع الويب، وقد يكون من الضروري أن تبدأ بالتفكير في إنشاء تطبيق تجاري.

إن موقع الويب وتطبيقات الجوال على حد سواء، تعد أدوات قيّمة جدًا ولكن لديها أغراض مختلفة، تطبيقات الجوال هي الأنسب للاحتفاظ بالمستخدمين ومشاركة العملاء، فهي لا تستهدف الأشخاص بشكل عشوائي، ولكنها تتعلق أكثر ببناء ولاء المستهلكين (زاك كوسيمانو)

هل تحتاج إلى إنشاء تطبيق تجاري بجانب موقعك الإلكتروني؟

معظم المشاريع الناشئة والشركات تتجه إلى إنشاء تطبيق تجاري، ولكن هل يحتاج مشروعك الناشئ لتطبيق ذكي؟ السؤال مربك لأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة خصوصًا تلك التي تمتلك ميزانيات محدودة، ولتعرف الإجابة قبل اتخاذ هذا القرار الهام ستحتاج لتتبين بعض الأمور والإجابة على هذه الأسئلة:

ما القيمة التي يقّدمها التطبيق لجمهورك وشركتك؟

فهم رسالتك واحتياجات الشركة قبل إنشاء التطبيق هي الخطوة الأولى؛ يجب أن تكون لديك فكرة عن القيّم التي سيضيفها للخدمات والمنتجات التي تقدمها، وعن أهدافك من إنشاءه، هل التطبيق سيضيف المزيد من المزايا إلى نشاطك التجاري؟ ما الذي يمكن أن يضيفه التطبيق لعملك ولا يمكن أن يضيفه الموقع، هل يوفر التطبيق تجربة فريدة وأصلية، أم أنه يمكن ببساطة أن يكرر وظائف موقع الويب؟ هل التطبيق ضروري في الوقت الحالي؟ أم يمكن تأجيل إطلاقه لوقت لاحق؟ هل يحمل قيمة للعملاء بحيث يصبح تطبيقًا يستحق التحميل والاحتفاظ به أم لا؟

المستخدمون يفضلون التخلص من التطبيقات ذات الأهمية الأقل للإبقاء على مساحة التخزين لتحميل أشياء أخرى حيث يتم التخلي عن 26٪ من التطبيقات المثبتة بعد أول استخدام، لهذا ضع نفسك مكان العملاء لتتمكن من الإجابة على الأسئلة، ولتعرف هل تحتاج فعلًا إلى إنشاء تطبيق، يجب أن يسمح تطبيقك للمستخدمين بإجراء شيء مختلف أو السماح لهم بعمل شيء على نحو أفضل.

علاقة جمهورك بالتطبيقات الذكية

من الأمور الهامة التي يجب أن تضعها في الحسبان عندما يتعلق الأمر بمسألة إنشاء تطبيق تجاري لشركتك هي أن تفهم جمهورك المستهدف، تحتاج لمعرفة مدى ارتباط جمهورك بالتطبيقات، يميل جيل الألفية مثلًا إلى استخدام التطبيقات أكثر من أي فئة عمرية أخرى، تشير الإحصاءات إلى أن الأشخاص الذين ينتمون إلى الفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة يستخدمون تطبيقات جوال أكثر من أي مجموعة أخرى، وتتبعها عن كثب 25 إلى 34 سنة، ومن 35 إلى 44 سنة، ومن 45 إلى 54 سنة، ثم أكثر من 55 عامًا على التوالي، والنتيجة هي أن الشركات التي تستخدم التطبيقات النقالة ستستهدف الجيل الأوسط أكثر من الأجيال الأصغر سنًا والأكبر سنًا.

إذا كانت الخدمات أو المنتجات التي تقدمها تستهدف تلك الفئة، فإن وجود تطبيق يعد عنصرًا ضروريًا لاستراتيجيك التسويقية، ينبغي أن تستعين بتحليل البيانات لتعرف كم عدد العملاء الذين يدخلون إلى موقعك عبر الجوال وأنواعهم وأنماطهم وسلوكهم وغيره من البيانات التي ستساعدك في فهم عملائك، والذي بدوره سيساعدك في اتخاذ القرار الصحيح.

التطبيقات هي الأداة التي يتفاعل بها الناس مع علاماتهم التجارية، ولكن يجب أن تعرف ما الذي يثير اهتمام جمهورك (مايكل شنايدر)

ما الذي تريده من التطبيق؟

هل التطبيق هو ضمن خطة استراتيجية لجذب مزيد من العملاء ولبناء الثقة والتفاعل معهم؟ زيادة حجم الأرباح من خلال تسهيل عملية الشراء وجعل الطلب أسرع وأكثر دقة في الوقت المناسب؟ توفير المعلومات والتحديثات والأخبار؟ عرض المنتجات والخدمات للعملاء؟ أم لتعزيز وجودك وسط تطبيقات الشركات المنافسة وإظهار احترافيتك وجدّيتك، أم لتحسين خدمة العملاء، ربما تفكر أيضًا بالإيرادات فبحلول عام 2020 من المتوقع أن تبلغ عائدات تطبيقات الجوال حوالي 189 مليار دولار أمريكي من الإيرادات عبر متاجر التطبيقات والإعلانات داخل التطبيق.

من المهم تحديد أهدافك للتأكد من أن تطبيقك يزيد من تواصل المستخدمين بشركتك ويوفر لك ميزة تنافسية، قارن التكلفة المتوقعة للفوائد المتوقعة. الاعتقاد بأن الشركات الكبرى هي التي يحق لها فقط أن تنفرد بإنشاء تطبيق لأعمالها اعتقاد خاطئ، فالتطبيقات تلعب دورًا هامًا في تسهيل حياة المستخدمين جنبًا إلى جنب مع الموقع الإلكتروني، لذلك حتى الشركات الصغيرة والمتوسطة باتت تدرك أهمية هذا الاتجاه للبقاء في السوق، وباتت تدرك أن الموقع الإلكتروني وحده غير كاف، 90% من الشركات قررت الاستثمار في تطبيقات الجوال نهاية عام 2016، وفي مسح قامت به clutch ظهر أن أقل من ربع الشركات الصغيرة تمتلك تطبيق جوال والعدد آخذ في ازدياد، وأن نصف الشركات الصغيرة خططت بأن يكون لها تطبيق محمول خلال عام 2017.

يقول مايكل شنايدر”إن نجاح التطبيق أو عدمه يعتمد على الهدف”، احتياجاتك من إنشاء تطبيق تجاري قد تختلف حسب عملك ومراحل تطور المشروع، لكن إذا كانت من الخيارات التالية فبناء تطبيق للمشروعك يجب أن يصبح من أولوياتك. أهم الأسباب التي تدفعك لاتخاذ قرار إنشاء تطبيق تجاري:

1. التقدم على المنافسين

قد تكون فرصتك في التقدم على المنافسين والوصول للعملاء إذا كان سوق تطبيقات الهواتف الذكية غير مكتظ. إذ يعد وجود تطبيق تجاري نقطة كبيرة بصالحك مقابل المنافسين الذين لا يمتلكون تطبيقات ذكية للوصول للعملاء والزبائن بأي وقت، سيوفر التطبيق للعملاء طريقة للتواصل والتفاعل معك. البريد الإلكتروني ومواقع الويب جيدة لكن المستخدم سيتفاعل فقط عندما يحتاج ذلك أو عند الجلوس على الحاسوب، ولكن مع توفير تطبيق ذكي به خصائص مميزة يمكنه التفاعل معك والوصول للدعم الفني الخاص بك.

2. توفير احتياجات العملاء

أحيانًا قد تكون طبيعة الوصول الدائم لك ولمنتجاتك ليس بالرفاهية ولكن من الضروريات بالنسبة للعميل، على سبيل المثال، إذا كان مشروعك هو موقع ويب لتقديم النصائح الطبية فإن توفير تطبيق ذكي يستطيع من خلاله المستخدم الوصول إليك بأي وقت هو من الخيارات الصائبة بل والضرورية. كما أن توفير تطبيق تجاري لمشروعك يساعد العملاء المستهدفين أن يجدوك عند بحثهم عن تطبيق معين يلبي احتياجه، كتطبيق يُسهل عليه عملية الوصول لحساباته الشخصية، أو تطبيق ينظم وقته. إذا كان مشروعك يتعلق بهذه الأمور ويمتلك تطبيقًا مميزًا في المتجر فإن فرص الحصول على زبائن جدد وبالتالي مبيعات أكثر كبيرة.

3. التربح من التطبيق

عندما يمتلك مشروعك الناشئ الكثير من الزبائن والعملاء فإنه يمكنك التربح منهم عبر تطبيق ذكي بنموذج ربحي مناسب. أشهر هذه النماذج هي الإعلانات، بل تخيل أنه بدلًا من الإعلان عبر المواقع عن منتجاتك يمكنك الإعلان عن كل ما هو جديد بتطبيقك وتوفير طرق دفع لحظية تزيد من المبيعات وتحقق أهدافك التجارية.

4. عرض ما تقدم وتقييم أداء المنتجات

يُعد هذا السبب هو الأهم بالقائمة، فالبرغم من أن التطبيق قد يكون له فائدة معينة أو مخصصة للمستخدم إلا إنه يبقى فرصة جيدة لعرض ما تقدمه باستخدام أساليب البيع كالإرتقاء بالصفة وهو تقديم منتجات أو خدمات مرتبطة عندما يظهر المستخدم اهتمامًا بمنتج معين. كما يمكنك عبر تطبيق الهاتف الحصول على آراء الزبائن وتقييماتهم بأكثر من طريقة، فبطريقة مباشرة عبر تعليقاتهم وإعجاباتهم التي يسجلونها بالتطبيق عن خدماتك والاستفادة منها. أو بطريقة غير مباشرة عبر بيانات الاستخدام التي تصل إليك، كأن تعرف ما هي أكثر المنتجات التي يقبلون عليها وما هي الخدمات التي يفضلونها وأي الأوقات تنشط مبيعاتك وأي الأوقات لا يتواجد الزبائن وهكذا.

في الختام، كلما اتضحت الرؤيا بخصوص ما الذي تريده وما الذي ستضيفه من قيم بإنشاء التطبيق، كان قرارك واضحًا حول إنشاءه أو الاكتفاء بالموقع الإلكتروني في الوقت الراهن، ويمكنك توظيف أفضل مطوري تطبيقات الهواتف أندرويد أو تطبيقات آي فون عبر مستقل -أكبر منصة عربية للعمل الحر- لمساعدتك في تصميم وبناء وتطوير تطبيقات مذهلة.

تم النشر في: برمجة مواقع، تطوير تطبيقات الجوال